-
- إنضم
- 25 أغسطس 2024
-
- المشاركات
- 2,058
-
- مستوى التفاعل
- 776
- مجموع اﻻوسمة
- 1
علموا الناس الخير
الحمد لله .. وبعد،
يطوف بذهني أن من أعظم شعب الأمان التي تقررت في معاني الإحسان الشرعية= تقديم الدعم للمكروب حال إخفاقاته ومواطن إحساسه بالفشل والتيه.
يمر بالمرء لحظات من الوهن النفسي والقناعة العقلية أنه إنسان سيء أو شخص فاشل أو لا يستحق الإحسان من ربه..
هنا يحتاج بشدة لمن يقول له: أنتَ لست بهذا السوء بل فيك من خصال الجمال كذا وكذا..
يُخيلُ إليَّ أن أحد أعظم وأرق المواقف السرمدية التي خرجت منها بهذا المعني: موقف رقيق للنبي صلى الله عليه وسلم مع رجل صاحب كبيرة.
يُزين البخاري صحيحه بهذا النص الأدبي البلاغي الفريد لقصة من قصص الرحمة النادرة في تاريخ البشرية:
رجل شرب الخمر غير مرة في مجتمع مطهر من أدنى ما يدعوه لفعلته هذه؛ فيُأتى به للجلد والتنكيل جراء فعلته والموقف موقف زجر وحد من حدود الله عز وجل، فيلعنه رجل: اللهم العنه .. ما أكثر ما يؤتى به!
لم تكن المرة الأولى لصاحب قصتنا هذه، ولم تكُ نزوة عابرة؛ بل فعلها مرات ألجأت لاعنه لاستكثار وإعظام فعلته المتكررة.
كثيرًا ما أتفكر في مشاعر هذا الرجل تلك الساعة وسطوة الهموم على نفسه وإحساسة بالإخفاق وقد خذلته نفسه وتنكر له الناس وصار مثل سوء!
كيف كانت تلك اللحظات تمر به .. ناهيك عن الضرب المادي والألم المتتابع!
أي فشل يجنيه الإنسان أعظم من هذا، وأي كربات تلك أحاطت به هاته الدقائق الحزينة والناس تزجره لعنًا وتوبيخًا!
في غاية هيمنة مشاعر الفشل والإحساس بالسوء والخذلان والظلام الدامس جدًا تأتي كلمات النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله!
أي: الذي علمته أنه يحب الله ورسوله.
يٌخيل إليَّ أيضًا أن ثمة بارقة مولد أشرقت على قلب هذا الرجل تحييه من بعد الموات وهو يسمع شهادة النبي صلى الله عليه وسلم: أنت لست بهذا السوء؛ ولا تستحق هذه المنزلة؛ بل أنت تحب الله ورسوله، وما أعظمها من تزكية ومساندة في أشد لحظات الفشل والإخفاق واليأس والضياع.
ثمة أناس في هذه الدنيا أفئدتهم رقيقة يلتمسون مواضع ضعف الناس وخذلان أنفسهم والأكثرين لهم ليقولوا لهم: لستم بهذا السوء!
الشيخ أحمد سيف
#علمواالناسالخير
يطوف بذهني أن من أعظم شعب الأمان التي تقررت في معاني الإحسان الشرعية= تقديم الدعم للمكروب حال إخفاقاته ومواطن إحساسه بالفشل والتيه.
يمر بالمرء لحظات من الوهن النفسي والقناعة العقلية أنه إنسان سيء أو شخص فاشل أو لا يستحق الإحسان من ربه..
هنا يحتاج بشدة لمن يقول له: أنتَ لست بهذا السوء بل فيك من خصال الجمال كذا وكذا..
يُخيلُ إليَّ أن أحد أعظم وأرق المواقف السرمدية التي خرجت منها بهذا المعني: موقف رقيق للنبي صلى الله عليه وسلم مع رجل صاحب كبيرة.
يُزين البخاري صحيحه بهذا النص الأدبي البلاغي الفريد لقصة من قصص الرحمة النادرة في تاريخ البشرية:
رجل شرب الخمر غير مرة في مجتمع مطهر من أدنى ما يدعوه لفعلته هذه؛ فيُأتى به للجلد والتنكيل جراء فعلته والموقف موقف زجر وحد من حدود الله عز وجل، فيلعنه رجل: اللهم العنه .. ما أكثر ما يؤتى به!
لم تكن المرة الأولى لصاحب قصتنا هذه، ولم تكُ نزوة عابرة؛ بل فعلها مرات ألجأت لاعنه لاستكثار وإعظام فعلته المتكررة.
كثيرًا ما أتفكر في مشاعر هذا الرجل تلك الساعة وسطوة الهموم على نفسه وإحساسة بالإخفاق وقد خذلته نفسه وتنكر له الناس وصار مثل سوء!
كيف كانت تلك اللحظات تمر به .. ناهيك عن الضرب المادي والألم المتتابع!
أي فشل يجنيه الإنسان أعظم من هذا، وأي كربات تلك أحاطت به هاته الدقائق الحزينة والناس تزجره لعنًا وتوبيخًا!
في غاية هيمنة مشاعر الفشل والإحساس بالسوء والخذلان والظلام الدامس جدًا تأتي كلمات النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله!
أي: الذي علمته أنه يحب الله ورسوله.
يٌخيل إليَّ أيضًا أن ثمة بارقة مولد أشرقت على قلب هذا الرجل تحييه من بعد الموات وهو يسمع شهادة النبي صلى الله عليه وسلم: أنت لست بهذا السوء؛ ولا تستحق هذه المنزلة؛ بل أنت تحب الله ورسوله، وما أعظمها من تزكية ومساندة في أشد لحظات الفشل والإخفاق واليأس والضياع.
ثمة أناس في هذه الدنيا أفئدتهم رقيقة يلتمسون مواضع ضعف الناس وخذلان أنفسهم والأكثرين لهم ليقولوا لهم: لستم بهذا السوء!
الشيخ أحمد سيف
#علمواالناسالخير
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : علموا الناس الخير
|
المصدر : المنتدي العام