-
- إنضم
- 6 يناير 2022
-
- المشاركات
- 17,319
-
- مستوى التفاعل
- 10,094
- مجموع اﻻوسمة
- 10
من غريب الكنايات
من غريب الكنايات الواردة على سبيل الرمز، وهو من الذكاء والفصاحة:
ما حكي أن رجلا كان أسيرا في بني بكر بن وائل وعزموا على غزو قومه، فسألهم في رسول يرسله إلى قومه، فقالوا: لا ترسله إلا بحضرتنا لئلا تنذرهم وتحذرهم، فجاءوا بعبد أسود.
فقال له: أتعقل ما أقوله لك؟
قال: نعم إني لعاقل.
فأشار بيده إلى الليل، فقال: ما هذا؟
قال: الليل.
قال: ما أراك إلا عاقلا، ثم ملأ كفيه من الرمل وقال: كم هذا؟
قال: لا أدري وإنه لكثير.
فقال: أيما أكثر، النجوم أم النيران؟
قال: كلّ كثير،
فقال: أبلغ قومي التحية، وقل لهم يكرموا فلانا يعني أسيرا كان في أيديهم من بكر بن وائل، فإن قومه لي مكرمون، وقل لهم إن العرفج قد دنا وشكت النساء، وأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها، وأن يركبوا جملي الأصهب بأمارة ما أكلت معكم حيسا، واسألوا عن خبري أخي الحارث.
فلما أدى العبد الرسالة إليهم قالوا: لقد جنّ الأعور، والله ما نعرف له ناقة حمراء ولا جملا أصهب، ثم دعوا بأخيه الحارث فقصوا عليه القصة، فقال:
قد أنذركم، أما قوله: قد دنا العرفج، يريد أن الرجال قد استلأموا ولبسوا السلاح.
وأما قوله: شكت النساء أي أخذت الشكاء للسفر.
وأما قوله: أعروا ناقتي الحمراء أي ارتحلوا عن الدهناء، واركبوا الجمل الأصهب، أي الجبل.
وأما قوله: أكلت معكم حيسا، أي أن أخلاطا من الناس قد عزموا على غزوكم لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط.
فامتثلوا أمره وعرفوا لحن الكلام وعملوا به فنجوا.
من كتاب المستطرف من كل فن مستظرف
( شوف الحبر السري دا )
ما حكي أن رجلا كان أسيرا في بني بكر بن وائل وعزموا على غزو قومه، فسألهم في رسول يرسله إلى قومه، فقالوا: لا ترسله إلا بحضرتنا لئلا تنذرهم وتحذرهم، فجاءوا بعبد أسود.
فقال له: أتعقل ما أقوله لك؟
قال: نعم إني لعاقل.
فأشار بيده إلى الليل، فقال: ما هذا؟
قال: الليل.
قال: ما أراك إلا عاقلا، ثم ملأ كفيه من الرمل وقال: كم هذا؟
قال: لا أدري وإنه لكثير.
فقال: أيما أكثر، النجوم أم النيران؟
قال: كلّ كثير،
فقال: أبلغ قومي التحية، وقل لهم يكرموا فلانا يعني أسيرا كان في أيديهم من بكر بن وائل، فإن قومه لي مكرمون، وقل لهم إن العرفج قد دنا وشكت النساء، وأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها، وأن يركبوا جملي الأصهب بأمارة ما أكلت معكم حيسا، واسألوا عن خبري أخي الحارث.
فلما أدى العبد الرسالة إليهم قالوا: لقد جنّ الأعور، والله ما نعرف له ناقة حمراء ولا جملا أصهب، ثم دعوا بأخيه الحارث فقصوا عليه القصة، فقال:
قد أنذركم، أما قوله: قد دنا العرفج، يريد أن الرجال قد استلأموا ولبسوا السلاح.
وأما قوله: شكت النساء أي أخذت الشكاء للسفر.
وأما قوله: أعروا ناقتي الحمراء أي ارتحلوا عن الدهناء، واركبوا الجمل الأصهب، أي الجبل.
وأما قوله: أكلت معكم حيسا، أي أن أخلاطا من الناس قد عزموا على غزوكم لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط.
فامتثلوا أمره وعرفوا لحن الكلام وعملوا به فنجوا.
من كتاب المستطرف من كل فن مستظرف
( شوف الحبر السري دا )
اسم الموضوع : من غريب الكنايات
|
المصدر : اللغة العربية وابداعاتها