حين تشتاق المدونة الغناء لتوتها الأسود ...
لم أعد أبحث عن الحلوى.
أريد نكهةً تشبهني…
شيئًا فيه من المرارة ما يكفي لأتذكّر،
ومن الحلاوة ما يكفي لأغفر.
كان التوت الأسود في صغري طقسًا صيفيًّا…
نمدّ أكفّنا الصغيرة إلى الشجرة العالية،
نغمس أصابعنا حتى تغدو كالحبر،
ثم نضحك… لا ندرك أن هناك أشياء تترك أثرًا لا يُغسل.
كبرت.
وصار للتوت الأسود طعم مختلف.
صرت أراه يشبه بعض العلاقات…
غامقة، لزجة،
تترك بقعًا على القميص الأبيض للقلب،
ولا تنفع معها كل محاولات التنظيف.
ذات مرّة، قالت لي امرأة عجوز:
"لا تأكلي التوت الأسود إن كنتِ حزينة،
فهو يُظهر كل ما تخفينه تحت لسانك."
ضحكتُ حينها… ثم بكيت لاحقًا،
حين عرفت أن بعض الثمار تُشبهنا تمامًا،
تكبر في الظلّ، تنضج بصمت،
ولا تُقطف إلا حين تكون قد نضجت أكثر من اللازم.
تهمس السطور عند الغياب ..
أشتاق لتوتٍ لا يُبقّع الذاكرة،
ولا يجعلني ألعق أصابعي بحنينٍ مالح.