كرز.
،
ربيع أمستردام
برغم أننا في منتصف الربيع، إلا أن الجو يشبه امتزاج أجواء صيفية في سخونتها وصفير رياح الخريف.
أجساد ملتهبة تحاول أن تُداري قوة نفورها تحت ملابسها، وهناك أجساد تقابلها مسكونة بالشهوة ومشحونة بالرغبة.
كانت تتصرف كعربية وتمشي كعربية وتنظر للواجهات بحياء فتاة عربية، تشيح بنظرها عن تلك المشاهد التي تخدش حياء أنثى مليئة بالرغبة، وهي تسترق بعض اللقطات السريعة، كفضول تريد أن تخرجه من رأسها.
هي ..
سألت صديقتها، ما الناتج من التحام جسدين مختلفين في الشكل ؟
أجابتها صديقتها التي سبق وأن تزوجت، (رعشة لذيذة ومزيد من الأفواه التي تحتاج إطعام).
كانت من قرية، ولديها فضول أهل القرى، وكانت تعرف كل شيء، لكنها تعيش بفكرة، أن المعرفة لا يمكن أن تتشابه إلا في جوهرها، والأجوبة عادة ما تأتي مختلفة، وهذا الاختلاف يثير فضولها.
قالت لصديقتها، وبريق الحيلة في عينيها يلمع. كنت الفتاة التي صنعت لنفسها قدسية، في قرية مليئة بالنميمة، كنت كثيرة القراءة والاطلاع على ثقافات الشعوب، وعرفت أن المرأة ممكن أن تكون كائن مقدس في مرحلة ما من عمرها عند بعض الشعوب، لذلك قررت أن لا أبلغ، قررت أنا لا أتجاوز مرحلة الطفولة.
في القرى يعرفون كل شيء عنك، ماذا تأكل أو تشرب حالتك المادية وماذا تلبس، حرفيا يمكنن أن نقول أن الحياة هناك هي حق مشاع للجميع، خاصة إذا كانت بلدة صغيرة بمتجر واحد، ورجل مُسن يعمل فيه.
كان قذر بكل ما تعنيه الكلمة، رجال القرية كلهم يعرفون من من نساء القرية اللاتي ليس عليهن صلاة، ومن السيدة التي دخلت في خانة القواعد من النساء، والفتيات التي بلغن ، حتى الوان ملابسهن الداخلية أصبحت مشاعة للجميع، الناس غير قادة للذهاب للمدينة لتوفير متطلباتهم، هو يأتي بكل شيء في متجره، حتى موانع الحمل، أمره عجيب غريب، خاصة في ما يتعلق بالنساء وكأنه فتح هذا المتجر بسبب هوس في رأسه حول المرأة.
مدخرات الخوف تتزايد عندي بعد أن أخفيت عن والدتي نبأ بلوغي، سنتين كاملة، حتى أصبحت حديث قريتنا الصغيرة، في البدايات كان الأمر مقلق بالنسبة لوالدتي، حتى كشفتني ذات يوم، لكن شراء صمتها كان سهلاً، كنت وقتها قد بلغت الخامسة عشر، قلت لها سأجلب لك عنزة، ومازلت صغيرة على فكرة الزواج، ما الذي ستستفيد هذه القرية البائسة من معرفة زمن بلوغي، سأشتري صمتك بعنزة وبعض الهدايا التي سوف تحصلين عليها.
كان لاطلاعي فائدة كبيرة، في معرفة خبايا النفس البشرية، وحرصها في الحصول على منفعة بمقابل، في الحياة كل شيء يمكن شراؤه، يمكنك أن تبيع ما لديك إذا تمكنت من إجادة تسويقه، ولكوننا أسرة دائما محتاجة، عرفت كيف أشتري صمت والدتي.
التعمق في مصطلح المقابل وبعيدًا عن فكرة ( احتساب الأجر) سنجد أن كل ما نقدمه نحصل على مقابل له، حتى حين تقدم مساعدة لأحدهم فأنت تحصل على مقابل وهو ذلك الشعور الذي كنت تريد الحصول عليه كنوع من الرضا عن النفس، أنها قدمت مساعدة ولولا البحث عن ذلك الشعور في نفسك لما قمت بما قمت به. اشتريت صمتها ومنحتها ما تستطيع بيعه بمقابل مؤجل حتى حين.
هناك سلوك طبيعي، تتم ممارسته بشكل واسع من الدول وبعض مراكز القوى، والشركات وحتى الأفراد، وهو أنها تريد أن تحل محل الله في نفسية الفرد، وعادة أولئك الأفراد الذين مهتمين بوجود المقدس في حياتهم، كنوع من الملجأ يرتمون فيه في حالة يأسهم، الملموس يشكل لهم فارقًا كبيرًا في التحديات.
كنت فتاة وحيدة بين أربعة ذكور وأم وأب، كانت حصتنا من الطعام محدودة تشتريها والدتي من متجر قريتنا، إلا أني طلبت منها وقت حلول وقتها، أن تأخذ ربع الكمية من الحصة الأسبوعية التي نخزنها، كنت أعلم أن الفضول سيقتل ذلك الشايب اللعين، وحين فعلها وسأل لماذا ربع الكمية؟ أخبرته والدتي" أن هناك بركة مقدسة لا نعرف مصدرها، حين كبرت بنتي، هي من صار يعد لنا الطعام، طهارتها وهي في هذا السن، تبدو أنها معجزة الرب لنا في المعونة.
كنت قد اخترت فكرة ( البركة) لأنني معها غير ملزمة بالنتائج في نفوس الآخرين، هي أشبه ما تكون بمن يفسر لك حلما راودك في منامك، بشيء أنت تريد أن تسمعه، ولكنك لا تحدد وقتا لظهور نتائج التفسير.
كان من السهل أن أصبح (المبروكة) نعم الفتاة المبروكة في قريتنا، ولأن اليأس قد يصبح كارثيًا في نفوس وقفت على حدود الحيلة ولم تستطع القفز عبرها، صارت تبحث عن أي شيء يعالج مرض أو يفك سحرًا أو يجلب رزقًا.
عنزات أمي كثرت في حظيرتنا، والأرزاق مليئة في مخزننا، والناس لا تطلب أكثر من مسحة من ( المبروكة ) على رأس طفل أو فتاة لم يصل نصيبها، وهي تستعجله عن طريقي، أو مسحة على بطن امرأة ترغب في طفل، سنتين كانت جيدة في حياتي، حتى بلغت الثامنة عشر ، والناس تعتقد أني لم أترك الضفة التي يقف عليها الأطفال، حتى مرت ببلدتنا سيدة معها شاب في السادسة عشر من عمره، كانت زائرة لقريبة لها، وسمعت بي، وأرادت أن تحيط ولدها وهو بهذا العمر بشيء من البركة لا أكثر.
في اليوم الذي قررت أن ترحل من قريتنا، فكرت أن تحصل على البركة قبل ذهابها، كان وقت الظهيرة، والناس مشغولة بأعمالها، كان بيتنا خاليًا، إلا من بعض الصبية وهم مشغولين باللعب.
كان شاب وسيم نوعا ما وبجسم متناسق أيضًا، لكنه يحمل في وجهه كرزتين ، يخرج صوته وحديثه من خلالهما، نعم شفاه مشبعة بالحمرة، تشبهان الكرز بكل ما تعنية الكلمة، كانت تلك فتنتي وفيهما مصرعي، قرأت في كثير من الروايات عن قبلات الفتيات الأولى، والشعور المصاحب لها، وكيف أنها تعلق في الذاكرة، وحتى تحصل ذاكرة لا تنتهي، يجب أن تكون قبلة محرمة ، لذلك ما كنت سأدعه يرحل قبل أن تكون قبلتي الأولى مع تلك الكرزتين.
كنت أنظر له وهو يتحدث , وانا خرجت من عالمه وعالم أمه اللعينة، فقدت اتزاني وأنا أقول سأقطفهم يا ابن الفاعلة.
أردت الانفراد به فأخبرت أمه أن تجلب له حظًا من حديقتنا، وردة صفراء، وأنا أعرف أن حديقة منزلنا ليس فيها ذلك اللون، وحين غادرتنا، لم أضع له كلمات كثيرة غير جملة واحدة " سأنفخ في جوفك البركة" والتهمت تلك الكرزتين بشيء من الجنون حتى شعرت بألمه فتركهما.
عادت أمه بخيبة عدم الحصول على حظ ابنها، فقلت لا يهم، أخذت بعض من الماء ورششته على وجهه الأصفر من هول الصدمة.
كنت أحسب أن الأمر خطيئة عابرة وإثم سيلتهمه بعض الاستغفار، لكن ذلك الشاب، كان قد قرر على عجل أن لا يكون الأمر كما أردت، فهمس في أذن أمه، ببعض الكلمات وهو ينظر في عيوني التي تراقب شفاه وهي تتحرك، لكن هذه المرة، كان الخوف هو الطاغي في هكذا موقف.
كان ماكرًا، كنت أظن أنه سيكشف سري، لكنه كان يريد مزيدًا من البركة في جوفه، يريد أن يشعر بالامتلاء.
راق لي ذلك الابتزاز الذي يمارسه مراهق شقي، وذلك بعد عدة جلسات لنفخ البركة في جوفه، كل مرة نجد حيلة نصرف بها أمه، كانت مغامرة إذا تم كشفها ستفقد أمي عنزاتها وبعض الأرزاق.
في كل مرة وحين أنفرد ببقايا من طعم تذوقته من شفتين ذلك المراهق، تتطور أحاسيس في جسدي، حتى وصلت لشعور غريب، هو يشبه دبيب النمل في أسفل جسدي، في منطقة محددة، لم أكن أعرف كيف التخلص منه، حتى أدركت ما أريد.
في ظهيرة اليوم التاسع ، كنت أنتظر الغلام وأمه، وكل ما مر الوقت، تنهار قواي، بالكاد أحمل جسدي على ساقي، ورجفة في القلب واليدين، وشفاه، كأن جفافًا قد ضربها، بين حين وآخر أمرر عليها لساني أو بعض الماء، لم يبلغ صبري الانتظار، ذهبت لبيت قريبتهم، وسألتها عنهم، فكان جوابها أنهم قد رحلوا.
توقفت صديقتها عن ارتشاف قهوتها، وفيها فضول وسألت، وماذا بعد ؟
قالت لا شيء، سوى أني صرت أنتقم من النمل في منزلنا .
ربيع أمستردام
برغم أننا في منتصف الربيع، إلا أن الجو يشبه امتزاج أجواء صيفية في سخونتها وصفير رياح الخريف.
أجساد ملتهبة تحاول أن تُداري قوة نفورها تحت ملابسها، وهناك أجساد تقابلها مسكونة بالشهوة ومشحونة بالرغبة.
كانت تتصرف كعربية وتمشي كعربية وتنظر للواجهات بحياء فتاة عربية، تشيح بنظرها عن تلك المشاهد التي تخدش حياء أنثى مليئة بالرغبة، وهي تسترق بعض اللقطات السريعة، كفضول تريد أن تخرجه من رأسها.
هي ..
سألت صديقتها، ما الناتج من التحام جسدين مختلفين في الشكل ؟
أجابتها صديقتها التي سبق وأن تزوجت، (رعشة لذيذة ومزيد من الأفواه التي تحتاج إطعام).
كانت من قرية، ولديها فضول أهل القرى، وكانت تعرف كل شيء، لكنها تعيش بفكرة، أن المعرفة لا يمكن أن تتشابه إلا في جوهرها، والأجوبة عادة ما تأتي مختلفة، وهذا الاختلاف يثير فضولها.
قالت لصديقتها، وبريق الحيلة في عينيها يلمع. كنت الفتاة التي صنعت لنفسها قدسية، في قرية مليئة بالنميمة، كنت كثيرة القراءة والاطلاع على ثقافات الشعوب، وعرفت أن المرأة ممكن أن تكون كائن مقدس في مرحلة ما من عمرها عند بعض الشعوب، لذلك قررت أن لا أبلغ، قررت أنا لا أتجاوز مرحلة الطفولة.
في القرى يعرفون كل شيء عنك، ماذا تأكل أو تشرب حالتك المادية وماذا تلبس، حرفيا يمكنن أن نقول أن الحياة هناك هي حق مشاع للجميع، خاصة إذا كانت بلدة صغيرة بمتجر واحد، ورجل مُسن يعمل فيه.
كان قذر بكل ما تعنيه الكلمة، رجال القرية كلهم يعرفون من من نساء القرية اللاتي ليس عليهن صلاة، ومن السيدة التي دخلت في خانة القواعد من النساء، والفتيات التي بلغن ، حتى الوان ملابسهن الداخلية أصبحت مشاعة للجميع، الناس غير قادة للذهاب للمدينة لتوفير متطلباتهم، هو يأتي بكل شيء في متجره، حتى موانع الحمل، أمره عجيب غريب، خاصة في ما يتعلق بالنساء وكأنه فتح هذا المتجر بسبب هوس في رأسه حول المرأة.
مدخرات الخوف تتزايد عندي بعد أن أخفيت عن والدتي نبأ بلوغي، سنتين كاملة، حتى أصبحت حديث قريتنا الصغيرة، في البدايات كان الأمر مقلق بالنسبة لوالدتي، حتى كشفتني ذات يوم، لكن شراء صمتها كان سهلاً، كنت وقتها قد بلغت الخامسة عشر، قلت لها سأجلب لك عنزة، ومازلت صغيرة على فكرة الزواج، ما الذي ستستفيد هذه القرية البائسة من معرفة زمن بلوغي، سأشتري صمتك بعنزة وبعض الهدايا التي سوف تحصلين عليها.
كان لاطلاعي فائدة كبيرة، في معرفة خبايا النفس البشرية، وحرصها في الحصول على منفعة بمقابل، في الحياة كل شيء يمكن شراؤه، يمكنك أن تبيع ما لديك إذا تمكنت من إجادة تسويقه، ولكوننا أسرة دائما محتاجة، عرفت كيف أشتري صمت والدتي.
التعمق في مصطلح المقابل وبعيدًا عن فكرة ( احتساب الأجر) سنجد أن كل ما نقدمه نحصل على مقابل له، حتى حين تقدم مساعدة لأحدهم فأنت تحصل على مقابل وهو ذلك الشعور الذي كنت تريد الحصول عليه كنوع من الرضا عن النفس، أنها قدمت مساعدة ولولا البحث عن ذلك الشعور في نفسك لما قمت بما قمت به. اشتريت صمتها ومنحتها ما تستطيع بيعه بمقابل مؤجل حتى حين.
هناك سلوك طبيعي، تتم ممارسته بشكل واسع من الدول وبعض مراكز القوى، والشركات وحتى الأفراد، وهو أنها تريد أن تحل محل الله في نفسية الفرد، وعادة أولئك الأفراد الذين مهتمين بوجود المقدس في حياتهم، كنوع من الملجأ يرتمون فيه في حالة يأسهم، الملموس يشكل لهم فارقًا كبيرًا في التحديات.
كنت فتاة وحيدة بين أربعة ذكور وأم وأب، كانت حصتنا من الطعام محدودة تشتريها والدتي من متجر قريتنا، إلا أني طلبت منها وقت حلول وقتها، أن تأخذ ربع الكمية من الحصة الأسبوعية التي نخزنها، كنت أعلم أن الفضول سيقتل ذلك الشايب اللعين، وحين فعلها وسأل لماذا ربع الكمية؟ أخبرته والدتي" أن هناك بركة مقدسة لا نعرف مصدرها، حين كبرت بنتي، هي من صار يعد لنا الطعام، طهارتها وهي في هذا السن، تبدو أنها معجزة الرب لنا في المعونة.
كنت قد اخترت فكرة ( البركة) لأنني معها غير ملزمة بالنتائج في نفوس الآخرين، هي أشبه ما تكون بمن يفسر لك حلما راودك في منامك، بشيء أنت تريد أن تسمعه، ولكنك لا تحدد وقتا لظهور نتائج التفسير.
كان من السهل أن أصبح (المبروكة) نعم الفتاة المبروكة في قريتنا، ولأن اليأس قد يصبح كارثيًا في نفوس وقفت على حدود الحيلة ولم تستطع القفز عبرها، صارت تبحث عن أي شيء يعالج مرض أو يفك سحرًا أو يجلب رزقًا.
عنزات أمي كثرت في حظيرتنا، والأرزاق مليئة في مخزننا، والناس لا تطلب أكثر من مسحة من ( المبروكة ) على رأس طفل أو فتاة لم يصل نصيبها، وهي تستعجله عن طريقي، أو مسحة على بطن امرأة ترغب في طفل، سنتين كانت جيدة في حياتي، حتى بلغت الثامنة عشر ، والناس تعتقد أني لم أترك الضفة التي يقف عليها الأطفال، حتى مرت ببلدتنا سيدة معها شاب في السادسة عشر من عمره، كانت زائرة لقريبة لها، وسمعت بي، وأرادت أن تحيط ولدها وهو بهذا العمر بشيء من البركة لا أكثر.
في اليوم الذي قررت أن ترحل من قريتنا، فكرت أن تحصل على البركة قبل ذهابها، كان وقت الظهيرة، والناس مشغولة بأعمالها، كان بيتنا خاليًا، إلا من بعض الصبية وهم مشغولين باللعب.
كان شاب وسيم نوعا ما وبجسم متناسق أيضًا، لكنه يحمل في وجهه كرزتين ، يخرج صوته وحديثه من خلالهما، نعم شفاه مشبعة بالحمرة، تشبهان الكرز بكل ما تعنية الكلمة، كانت تلك فتنتي وفيهما مصرعي، قرأت في كثير من الروايات عن قبلات الفتيات الأولى، والشعور المصاحب لها، وكيف أنها تعلق في الذاكرة، وحتى تحصل ذاكرة لا تنتهي، يجب أن تكون قبلة محرمة ، لذلك ما كنت سأدعه يرحل قبل أن تكون قبلتي الأولى مع تلك الكرزتين.
كنت أنظر له وهو يتحدث , وانا خرجت من عالمه وعالم أمه اللعينة، فقدت اتزاني وأنا أقول سأقطفهم يا ابن الفاعلة.
أردت الانفراد به فأخبرت أمه أن تجلب له حظًا من حديقتنا، وردة صفراء، وأنا أعرف أن حديقة منزلنا ليس فيها ذلك اللون، وحين غادرتنا، لم أضع له كلمات كثيرة غير جملة واحدة " سأنفخ في جوفك البركة" والتهمت تلك الكرزتين بشيء من الجنون حتى شعرت بألمه فتركهما.
عادت أمه بخيبة عدم الحصول على حظ ابنها، فقلت لا يهم، أخذت بعض من الماء ورششته على وجهه الأصفر من هول الصدمة.
كنت أحسب أن الأمر خطيئة عابرة وإثم سيلتهمه بعض الاستغفار، لكن ذلك الشاب، كان قد قرر على عجل أن لا يكون الأمر كما أردت، فهمس في أذن أمه، ببعض الكلمات وهو ينظر في عيوني التي تراقب شفاه وهي تتحرك، لكن هذه المرة، كان الخوف هو الطاغي في هكذا موقف.
كان ماكرًا، كنت أظن أنه سيكشف سري، لكنه كان يريد مزيدًا من البركة في جوفه، يريد أن يشعر بالامتلاء.
راق لي ذلك الابتزاز الذي يمارسه مراهق شقي، وذلك بعد عدة جلسات لنفخ البركة في جوفه، كل مرة نجد حيلة نصرف بها أمه، كانت مغامرة إذا تم كشفها ستفقد أمي عنزاتها وبعض الأرزاق.
في كل مرة وحين أنفرد ببقايا من طعم تذوقته من شفتين ذلك المراهق، تتطور أحاسيس في جسدي، حتى وصلت لشعور غريب، هو يشبه دبيب النمل في أسفل جسدي، في منطقة محددة، لم أكن أعرف كيف التخلص منه، حتى أدركت ما أريد.
في ظهيرة اليوم التاسع ، كنت أنتظر الغلام وأمه، وكل ما مر الوقت، تنهار قواي، بالكاد أحمل جسدي على ساقي، ورجفة في القلب واليدين، وشفاه، كأن جفافًا قد ضربها، بين حين وآخر أمرر عليها لساني أو بعض الماء، لم يبلغ صبري الانتظار، ذهبت لبيت قريبتهم، وسألتها عنهم، فكان جوابها أنهم قد رحلوا.
توقفت صديقتها عن ارتشاف قهوتها، وفيها فضول وسألت، وماذا بعد ؟
قالت لا شيء، سوى أني صرت أنتقم من النمل في منزلنا .
اسم الموضوع : كرز.
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء