لماذا تُعتبر هذه المدينة القديمة مهد الثقافة التايلاندية؟
كل عام في تايلاند، خلال مساء اكتمال القمر من الشهر الثاني عشر في التقويم القمري التايلاندي، الذي يحل عادة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، يتوجه الآلاف من السكان المحليين والسياح إلى أقرب مسطح مائي للاحتفال بمهرجان "لوي كراثونغ".
كجزء من المهرجان، يقوم المحتفلون بإطلاق طوافات صغيرة تُعرف باسم "كراثونغ" التي تكون مغطاة عادة بأوراق نبات الموز المزخرفة، والمزينة بالزهور، والبخور، والشموع. يتم إطلاقها كقرابين لإلهة الماء، وهي ممارسة يعتقد الكثيرون أنها تجلب الحظ.
ويحل مهرجان "لوي كراثونغ" في 15 من نوفمبر/ تشرين الثاني هذا العام، وستُقام فعالياته في جميع أنحاء البلاد. وسيُنظم الاحتفال الأكبر في مدينة سوكوتاي، إحدى مواقع التراث العالمي لليونسكو.
أضافت اليونسكو مدينة سوكوتاي والمدن المرتبطة بها إلى قائمة التراث العالمي في عام 1991
يتضمن مهرجان الأضواء الذي يستمر أسبوعًا مسيرات تقليدية، وعروضًا ضوئية وصوتية، وألعابًا نارية، ويمنح الزوار فرصة نادرة لرؤية المعالم الأثرية القديمة للمدينة وهي مضاءة بشكل درامي، احتفاء بالتراث المميز للمنتزه التاريخي.
وتنسب منظمة اليونسكو، التي أضافت المدينة والبلدات المرتبطة بها إلى قائمة التراث العالمي في عام 1991، إلى سوكوتاي الفضل في تطوير العديد من السمات المميزة الفريدة التي تمثل الثقافة التايلاندية اليوم، بما في ذلك اللغة، والدين، والهندسة المعمارية.
وبحسب موقع منظمة اليونسكو : "خضعت الحضارة العظيمة التي نمت في مملكة سوكوتاي لتأثيرات شتى وتقاليد محلية قديمة، لكن الاستيعاب السريع لهذه العناصر أنتج ما يعرف بطراز سوكوتاي".
يقع معبد وات ماهاثات، في الصورة، وسط المنتزه التاريخي
ورأت سيراوي لامسودجاي، التي ولدت في سوكوتاي، وهي مسؤولة ثقافية في متحف "رامخامهينج" الوطني بالمدينة، أن ما يفاجئ العديد من السياح ليس فقط الهندسة المعمارية الجميلة والآثار البوذية، بل أسلوب الحياة البطيء أيضا.
وأوضحت: "الانطباع الأول لدى العديد من السياح الذين يزورون سوكوتاي هو مدى الهدوء الذي يسيطر عليها، وكيف يتعايش نمط الحياة المحلي بانسجام مع المواقع التاريخية".
ورغم أن المدينة صغيرة، إلا أن هناك الكثير مما يمكن رؤيته هنا. ويقع معبد "وات ماهاثات" في وسط المنتزه التاريخي ويتميز بمبنى"باغودة" ضخم، وهو مبنى ديني تمارس فيه طقوس الديانة البوذية.
تستضيف مدينة سوكوتاي كل عام مهرجان الأضواء للاحتفال بـ "لوي كراثونغ"، وهو احتفال شعبي على مستوى البلاد.
وأشارت سيراوي إلى أن أحد أبرز المعالم هناك هو معبد "Wat Traphang Thong"، أو دير البحيرة الذهبية، وهو الموقع الرئيسي لمهرجان الأضواء.
ويُعد معبد "وات سي تشوم" موقعًا شهيرًا، وخاصة بين هواة التصوير، ولا ينبغي تفويته.
وقالت سيراوي: "ينبهر السياح بتمثال بوذا العملاق الجالس، والذي يقع في مبنى من دون سقف. يبدو التمثال جميلًا، وخاصة عندما تلمسه أشعة الشمس، ما يعطي شعورًا بالسكينة".
يضم مهرجان سوكوتاي للأضواء المسيرات التقليدية وعروض الضوء والصوت والألعاب النارية.
قد تشتهر سوكوتاي بأنها المكان الذي ازدهرت فيه الفنون واللغة والدين - حيث أشار العديد من العلماء إليها باعتبارها مهد الثقافة التايلاندية، ولكنها أيضًا تحظى بالثناء على ابتكاراتها.
وأوضحت سيراوي: "عندما يتجول الناس حول المواقع التاريخية في سوكوتاي، سيجدون بركًا من صنع الإنسان مرتبطة ببعضها البعض بشكل منهجي".
وتشتهر المدينة بامتلاكها لأكثر أنظمة المياه كفاءة في تاريخ سيام.
وتسلط اليونسكو الضوء على الخطوات التي اتخذتها سوكوتاي في تطوير الهندسة الهيدروليكية، مشيرة إلى أنها نجحت في تعديل المناظر الطبيعية المحلية من خلال بناء الخزانات، والبرك، والقنوات للسيطرة على الفيضانات وجلب المياه "لخدمة مجموعة متنوعة من الوظائف الزراعية والاقتصادية والطقوسية".
ولكن في حين أن المؤرخين متأكدين من نجاح إدارة المياه في سوكوتاي، فإن الأسئلة حول ارتباطها بمهرجان "لوي كراثونغ" لا تزال بلا إجابة. ويعتقد كثيرون أن العاصمة السابقة هي مسقط رأس المهرجان، لكن الواقع يُعد أكثر غموضاً نظراً لعدم وجود أدلة ملموسة وروايات تاريخية متباينة، حسبما يزعم الخبراء.
يقام مهرجان "لوي كراثونغ" في مساء يوم اكتمال القمر في الشهر الثاني عشر من التقويم القمري التايلاندي
وشرحت سيراوي أنه ليس من الواضح متى تم اعتماد أنشطة "لوي كراثونغ" لأول مرة في تايلاند، لكن السجلات الخاصة بسوكوتاي ذكرت مهرجانات الشموع والألعاب النارية.
ويتفق تونغثونغ تشاندرانسو، وهو مؤرخ وباحث معروف أجرى أبحاثًا موسعة في التاريخ القانوني والسياسي والثقافي لتايلاند، مع وجهة نظر مماثلة.
وأوضح لـ CNN أنه لم يرد أي ذكر لإطلاق الطوافات في الماء على نقوش مسلة الملك رام كامهانج الشهير في سوكوتاي، وهو نصب حجري مغطى بالخط التايلاندي يتضمن أوصافًا للحياة في المملكة خلال عهد الملك رام كامهانج.
وقال: "لا يزال أصل ثقافة لوي كراثونغ موضوعًا للنقاش الأكاديمي. ولكن (نحن نعلم) أن هذا النشاط يمارسه التايلانديون منذ أكثر من 200 عام منذ عصر راتاناكوسين (1782-1932)".
وبصرف النظر عما إذا كانت سوكوتاي هي موطن "لوي كراثونغ" أم لا، فإنها تبقى واحدة من أفضل الأماكن التي يمكن تجربتها.
وتبعد المدينة حوالي 6 ساعات بالسيارة عن بانكوك، بينما تستغرق الرحلات الجوية حوالي 80 دقيقة. تقدم شركة بانكوك للطيران رحلات يومية إلى مطار سوكوتاي من مطار سوفارنابومي بالعاصمة التايلاندية.
كجزء من المهرجان، يقوم المحتفلون بإطلاق طوافات صغيرة تُعرف باسم "كراثونغ" التي تكون مغطاة عادة بأوراق نبات الموز المزخرفة، والمزينة بالزهور، والبخور، والشموع. يتم إطلاقها كقرابين لإلهة الماء، وهي ممارسة يعتقد الكثيرون أنها تجلب الحظ.
ويحل مهرجان "لوي كراثونغ" في 15 من نوفمبر/ تشرين الثاني هذا العام، وستُقام فعالياته في جميع أنحاء البلاد. وسيُنظم الاحتفال الأكبر في مدينة سوكوتاي، إحدى مواقع التراث العالمي لليونسكو.
أضافت اليونسكو مدينة سوكوتاي والمدن المرتبطة بها إلى قائمة التراث العالمي في عام 1991
يتضمن مهرجان الأضواء الذي يستمر أسبوعًا مسيرات تقليدية، وعروضًا ضوئية وصوتية، وألعابًا نارية، ويمنح الزوار فرصة نادرة لرؤية المعالم الأثرية القديمة للمدينة وهي مضاءة بشكل درامي، احتفاء بالتراث المميز للمنتزه التاريخي.
موطن سيام
كانت سوكوتاي عاصمة مملكة سيام الأولى (الاسم السابق لتايلاند)، في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، قبل أن يتم غزوها من قبل أيوثايا، التي أصبحت العاصمة الجديدة في عام 1438. واليوم، يمكن استكشاف العديد من الأديرة البوذية المذهلة وغيرها من أمثلة العمارة التايلاندية المبكرة في منتزه سوكوتاي التاريخي.وتنسب منظمة اليونسكو، التي أضافت المدينة والبلدات المرتبطة بها إلى قائمة التراث العالمي في عام 1991، إلى سوكوتاي الفضل في تطوير العديد من السمات المميزة الفريدة التي تمثل الثقافة التايلاندية اليوم، بما في ذلك اللغة، والدين، والهندسة المعمارية.
وبحسب موقع منظمة اليونسكو : "خضعت الحضارة العظيمة التي نمت في مملكة سوكوتاي لتأثيرات شتى وتقاليد محلية قديمة، لكن الاستيعاب السريع لهذه العناصر أنتج ما يعرف بطراز سوكوتاي".
يقع معبد وات ماهاثات، في الصورة، وسط المنتزه التاريخي
ورأت سيراوي لامسودجاي، التي ولدت في سوكوتاي، وهي مسؤولة ثقافية في متحف "رامخامهينج" الوطني بالمدينة، أن ما يفاجئ العديد من السياح ليس فقط الهندسة المعمارية الجميلة والآثار البوذية، بل أسلوب الحياة البطيء أيضا.
وأوضحت: "الانطباع الأول لدى العديد من السياح الذين يزورون سوكوتاي هو مدى الهدوء الذي يسيطر عليها، وكيف يتعايش نمط الحياة المحلي بانسجام مع المواقع التاريخية".
ورغم أن المدينة صغيرة، إلا أن هناك الكثير مما يمكن رؤيته هنا. ويقع معبد "وات ماهاثات" في وسط المنتزه التاريخي ويتميز بمبنى"باغودة" ضخم، وهو مبنى ديني تمارس فيه طقوس الديانة البوذية.
تستضيف مدينة سوكوتاي كل عام مهرجان الأضواء للاحتفال بـ "لوي كراثونغ"، وهو احتفال شعبي على مستوى البلاد.
وأشارت سيراوي إلى أن أحد أبرز المعالم هناك هو معبد "Wat Traphang Thong"، أو دير البحيرة الذهبية، وهو الموقع الرئيسي لمهرجان الأضواء.
ويُعد معبد "وات سي تشوم" موقعًا شهيرًا، وخاصة بين هواة التصوير، ولا ينبغي تفويته.
وقالت سيراوي: "ينبهر السياح بتمثال بوذا العملاق الجالس، والذي يقع في مبنى من دون سقف. يبدو التمثال جميلًا، وخاصة عندما تلمسه أشعة الشمس، ما يعطي شعورًا بالسكينة".
مدينة المبدعين
يضم مهرجان سوكوتاي للأضواء المسيرات التقليدية وعروض الضوء والصوت والألعاب النارية.
قد تشتهر سوكوتاي بأنها المكان الذي ازدهرت فيه الفنون واللغة والدين - حيث أشار العديد من العلماء إليها باعتبارها مهد الثقافة التايلاندية، ولكنها أيضًا تحظى بالثناء على ابتكاراتها.
وأوضحت سيراوي: "عندما يتجول الناس حول المواقع التاريخية في سوكوتاي، سيجدون بركًا من صنع الإنسان مرتبطة ببعضها البعض بشكل منهجي".
وتشتهر المدينة بامتلاكها لأكثر أنظمة المياه كفاءة في تاريخ سيام.
وتسلط اليونسكو الضوء على الخطوات التي اتخذتها سوكوتاي في تطوير الهندسة الهيدروليكية، مشيرة إلى أنها نجحت في تعديل المناظر الطبيعية المحلية من خلال بناء الخزانات، والبرك، والقنوات للسيطرة على الفيضانات وجلب المياه "لخدمة مجموعة متنوعة من الوظائف الزراعية والاقتصادية والطقوسية".
ولكن في حين أن المؤرخين متأكدين من نجاح إدارة المياه في سوكوتاي، فإن الأسئلة حول ارتباطها بمهرجان "لوي كراثونغ" لا تزال بلا إجابة. ويعتقد كثيرون أن العاصمة السابقة هي مسقط رأس المهرجان، لكن الواقع يُعد أكثر غموضاً نظراً لعدم وجود أدلة ملموسة وروايات تاريخية متباينة، حسبما يزعم الخبراء.
يقام مهرجان "لوي كراثونغ" في مساء يوم اكتمال القمر في الشهر الثاني عشر من التقويم القمري التايلاندي
وشرحت سيراوي أنه ليس من الواضح متى تم اعتماد أنشطة "لوي كراثونغ" لأول مرة في تايلاند، لكن السجلات الخاصة بسوكوتاي ذكرت مهرجانات الشموع والألعاب النارية.
ويتفق تونغثونغ تشاندرانسو، وهو مؤرخ وباحث معروف أجرى أبحاثًا موسعة في التاريخ القانوني والسياسي والثقافي لتايلاند، مع وجهة نظر مماثلة.
وأوضح لـ CNN أنه لم يرد أي ذكر لإطلاق الطوافات في الماء على نقوش مسلة الملك رام كامهانج الشهير في سوكوتاي، وهو نصب حجري مغطى بالخط التايلاندي يتضمن أوصافًا للحياة في المملكة خلال عهد الملك رام كامهانج.
وقال: "لا يزال أصل ثقافة لوي كراثونغ موضوعًا للنقاش الأكاديمي. ولكن (نحن نعلم) أن هذا النشاط يمارسه التايلانديون منذ أكثر من 200 عام منذ عصر راتاناكوسين (1782-1932)".
وبصرف النظر عما إذا كانت سوكوتاي هي موطن "لوي كراثونغ" أم لا، فإنها تبقى واحدة من أفضل الأماكن التي يمكن تجربتها.
وتبعد المدينة حوالي 6 ساعات بالسيارة عن بانكوك، بينما تستغرق الرحلات الجوية حوالي 80 دقيقة. تقدم شركة بانكوك للطيران رحلات يومية إلى مطار سوكوتاي من مطار سوفارنابومي بالعاصمة التايلاندية.
اسم الموضوع : لماذا تُعتبر هذه المدينة القديمة مهد الثقافة التايلاندية؟
|
المصدر : السياحة العالمية