تواصل معنا

سانقل هذه الرواية هنا اتمنى ان تكون الملاحظات بل تعليق لا بل ردود كي لا يتشوش على القارء قرائة ممتعة لا تحرمونا من ارائكم

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
1,108
مستوى التفاعل
578
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
2
سابتعد

سانقل هذه الرواية هنا اتمنى ان تكون الملاحظات بل تعليق لا بل ردود كي لا يتشوش على القارء قرائة ممتعة لا تحرمونا من ارائكم
 
اسم الموضوع : سابتعد | المصدر : روايات بريشة الاعضاء

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
1,108
مستوى التفاعل
578
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
2
سابتعد
### الجزء الأول: "البداية"

جلس سامر في غرفته، يعانق الصمت كما اعتاد في الأشهر الأخيرة. منذ أن عرف أن المرض قد استقر في جسده كزائر ثقيل لا ينوي الرحيل، تغيّر كل شيء. أصدقاؤه لم يعودوا يتواصلون معه كما في السابق، ليس لأنهم ابتعدوا بإرادتهم، بل هو من دفعهم بعيداً. اعتقد أنه يفعل الصواب، لكنه لم يكن متأكداً من ذلك بعد الآن.

نظر إلى الساعة على الحائط. دقاتها المستمرة ذكّرته بالوقت الذي يمر ببطء، وكأنه يعاند مرور الأيام. كل ثانية أصبحت أثقل عليه، كل دقيقة تمر تعني أنه يقترب أكثر من النهاية التي حاول تجاهلها في البداية، لكن لم يعد بإمكانه الهرب منها الآن.

لم يعد سامر يرغب في التواصل مع أحد. حتى عائلته لم تعرف الكثير عن حالته. لم يكن يريد أن يثقل كاهلهم بالخبر. كان يؤمن أنه إن أبعدهم عنه الآن، فلن يعانوا حينما يحين الوقت. هذا كان تبريره الوحيد. لكن الألم الذي شعر به في قلبه كان يخبره شيئاً آخر. كان يخبره أنه بحاجة إلى أحد، إلى شيء يعيده للحياة.

نهض من كرسيه واتجه نحو النافذة. أضاءت الشمس المدينة في هذا الصباح الخريفي. كانت الأشجار تتمايل برفق، وأوراقها الذهبية تتساقط بهدوء على الأرصفة. العالم يبدو طبيعياً، وكأن شيئاً لم يتغير، إلا أن داخله كان ينهار يوماً بعد يوم. الحياة تستمر بالخارج، أما هو، فقد توقف.


بعد أيام من العزلة، قرر سامر الخروج إلى الحديقة العامة القريبة من منزله. لم يكن يريد التفاعل مع أحد، فقط أراد أن يبتعد عن جدران غرفته الضيقة. جلس على أحد المقاعد الخشبية المطلة على البحيرة الاصطناعية الصغيرة، مراقباً البط وهو يسبح بهدوء.

بينما كان سامر غارقاً في أفكاره، سمع صوت خطوات خفيفة تقترب. رفع رأسه ببطء ليجد فتاة شابة تقف أمامه. كانت تحمل دفتراً صغيراً وأقلاماً، وكأنها كانت في وسط رسم شيء ما قبل أن تقرر التحدث إليه.

قالت بابتسامة لطيفة: "هل تمانع إذا جلست هنا؟"

نظر إليها للحظة، كان يفكر في أن يقول لها لا، لكنه اكتفى بهز رأسه بالموافقة دون أي كلمة. جلست الفتاة بجانبه بهدوء، وفتحت دفترها مرة أخرى لتكمل الرسم الذي كانت تعمل عليه. شعرت أنها لا تريد التحدث كثيراً، وهذا أعجب سامر. لم يكن بحاجة إلى الحديث الآن.

بعد دقائق من الصمت، نظرت إليه مرة أخرى وقالت بهدوء: "أنت تبدو شارد الذهن. هل كل شيء على ما يرام؟"

كانت كلماتها بسيطة، لكنها ضربت على وتر حساس. لم يكن سامر معتاداً على أن يسأله أحد عن حاله بهذه الطريقة المباشرة. لم يعرف كيف يرد، فقط اكتفى بالنظر إليها قليلاً قبل أن يقول: "أنا بخير."

هزت رأسها بتفهم، لكنها لم تكن مقتنعة. ثم ابتسمت مجدداً وقالت: "أنا ليلى، بالمناسبة."

رد سامر ببرود: "سامر."

ثم عاد الصمت يخيّم بينهما، لكن هذه المرة، كان صمتاً مريحاً على نحو غريب.


على الرغم من أن سامر لم يكن يريد التواصل مع أحد، إلا أن وجود ليلى بجانبه في تلك اللحظات أعطاه شعوراً غريباً، شعوراً بأنه ليس وحيداً تماماً. كان يعلم في داخله أنه لا ينبغي أن يقترب من أي شخص، خصوصاً الآن. لم يكن يريد أن يجرّ أحداً معه في هذه الرحلة المظلمة التي يسير فيها.

ولكن، هناك شيء في ليلى كان مختلفاً. شيئاً لم يستطع تحديده. كانت لطيفة بشكل لا يتطلب تبريراً، ووجودها كان خفيفاً وغير مُلحّ، مما جعله يشعر ببعض الراحة، رغم أنه كان يقاوم ذلك الشعور.

"لماذا تجلس هنا وحدك؟" سألته ليلى بعد لحظات، وكأنها لم تستطع تجاهل صمته بعد الآن.

رد سامر بهدوء: "أحياناً، الوحدة هي الخيار الأفضل."

نظرت إليه ليلى بتعجب: "أفضل لمن؟"

سكت سامر قليلاً، ثم قال بصوت منخفض: "للجميع."

في تلك اللحظة، شعرت ليلى بأن هناك شيئاً أكبر من مجرد رغبة في الوحدة يحيط بسامر، لكنها قررت ألا تضغط عليه. ابتسمت وقالت: "أحياناً، يكون لدينا أسبابنا الخاصة. ولكن، من الجيد أن تجد شخصاً يستمع."

ابتسم سامر ابتسامة خفيفة، أول ابتسامة يراها على وجهه منذ فترة طويلة.

بقلمي
 
التعديل الأخير:
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
1,108
مستوى التفاعل
578
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
2
سابتعد
الفصل الثاني: شعور جديد

مرّ أسبوع منذ أن جلس سامر وليلى لأول مرة معاً على ذلك المقعد في الحديقة، وكان اللقاء الأول يتبعه لقاءات أخرى غير مخطط لها. كان سامر يتوجه إلى الحديقة ليجد ليلى دائماً هناك، ترسم أو تقرأ كتاباً، وكأنها كانت تنتظره دون أن تعترف بذلك.

رغم رغبته في الابتعاد، وجد سامر نفسه يعود مراراً وتكراراً إلى تلك الحديقة، إلى تلك اللحظات الهادئة بجانب ليلى. كانت مشاعر جديدة تتسلل إلى قلبه ببطء، مشاعر حاول طردها بقدر الإمكان. لم يكن يريد أن يحب. لم يكن يريد أن يرتبط بأحد، وهو يعرف أن نهايته قريبة.

لكن ليلى كانت قادرة على تجاوز الجدران التي بنى سامر حول نفسه. لم تحاول التطفل على خصوصياته أو إزعاجه بأسئلة كثيرة، بل اكتفت بالوجود بهدوء بجانبه، تاركة إياه يتحدث عندما يشعر بالرغبة في ذلك.

في أحد الأيام، بينما كانا يجلسان معاً في نفس المكان، التفتت ليلى إلى سامر وقالت بابتسامة دافئة: "أتعرف، كلما أتيت إلى هنا أشعر بأن هذا المكان له طابع خاص الآن."

رد سامر وهو يحاول إخفاء توتره: "طابع خاص؟"

أومأت ليلى برأسها: "نعم، لأنك موجود هنا. كنت أزور الحديقة من قبل، لكنها لم تكن ممتعة كما هي الآن."

تجمد سامر للحظة. كان يشعر أن الأمور تخرج عن سيطرته، وأن ليلى بدأت تتعلق به أكثر مما ينبغي. هذا ما كان يخشاه بالضبط. كانت كلمتها بريئة، لكنها حملت وزناً ثقيلاً في قلبه.

أخفض نظره إلى الأرض وقال بصوت منخفض: "ربما يجب أن تتوقفي عن المجيء إلى هنا."

نظرت إليه ليلى بدهشة، ثم سألت بحذر: "لماذا؟"

تنهد سامر، وحاول أن يحتفظ ببرودته: "لأنني لست الشخص الذي يجب أن تتعلقي به. لدي أسبابي الخاصة."

ابتسمت ليلى، لكنها كانت ابتسامة حزينة. "لا أطلب منك شيئاً، سامر. فقط أريد أن أكون هنا، هذا كل ما في الأمر."

شعر سامر بأن الكلام الذي يسمعه ليس بسيطاً كما يبدو. كان يعلم أنها تقترب منه أكثر، وأنها تفهمه بشكل أعمق مما كان يود. لكن هذا كان مخيفاً بالنسبة له، لأن النهاية قد أصبحت واضحة في ذهنه، وكلما اقترب أحدهم منه، زادت فرص تعرضه للألم عندما يحدث ما لا مفر منه.



في الأيام التالية، بدأ سامر يتصرف ببرود أكبر تجاه ليلى. كلما جاء إلى الحديقة ووجدها هناك، حاول تجنبها أو اختلق الأعذار للمغادرة مبكراً. لم يكن من السهل عليه ذلك، لكنه كان يعلم أن هذا هو الخيار الأفضل للجميع. لم يكن يريدها أن تتعلق به أكثر، ولم يكن يريد أن يشعر بالذنب لاحقاً عندما يضطر للرحيل.

ولكن ليلى لم تكن من النوع الذي يستسلم بسهولة. كانت ترى الألم الذي يحاول سامر إخفاءه، وكانت مصممة على أن تظل بجانبه مهما حاول إبعادها. في أحد الأيام، عندما حاول سامر النهوض والمغادرة فجأة، أمسكت ليلى بذراعه بلطف وقالت: "سامر، ما الذي تخافه؟"

كانت تلك الكلمات البسيطة كفيلة بتفجير مشاعره. نظر إليها بعينين مليئتين بالقلق والألم، ولم يعرف ماذا يقول. شعر للحظة أنه قد ينهار، لكنه تمسك بجدرانه وصر على أسنانه.

"أنا لا أخاف، ليلى. لكني لا أريد أن أؤذي أحداً. وهذا ما سيحدث إذا بقيتِ هنا."

تراجعت ليلى قليلاً، ثم قالت بهدوء: "أنت لا تؤذي أحداً، سامر. أنت تؤذي نفسك فقط بمحاولة إبعاد الجميع."

تردد سامر، لكن الكلمات ضربت وعيه بشدة. لم يكن يعرف كيف يرد. كل ما كان يستطيع فعله هو النهوض والمغادرة بسرعة، تاركاً ليلى خلفه وهي تنظر إليه بعيون مليئة بالقلق والحيرة.



لم يظهر سامر في الحديقة لعدة أيام بعد تلك الحادثة. كان يحاول بكل قوته أن يبني جداراً جديداً بينه وبين ليلى، جداراً يصعب هدمه. ولكنه في كل ليلة كان يشعر بالذنب، وبفراغ داخلي يزداد حجماً مع كل يوم يمر.

في إحدى الليالي، بينما كان جالساً في غرفته محاطاً بالصمت، قرر سامر أنه يجب أن يقطع الأمر من جذوره. لم يكن هذا العذاب الذي يشعر به مجدياً، وعليه أن يكون أكثر صراحة مع ليلى. فكر في أن يخبرها بالحقيقة كاملة، عن مرضه وعن قلة الوقت المتبقي له. ربما إذا عرفت، ستبتعد عنه بنفسها. كان هذا أمله الوحيد.

في اليوم التالي، عاد سامر إلى الحديقة، ووجد ليلى جالسة على نفس المقعد، ترسم بهدوء كما لو أنها كانت تنتظر قدومه. عندما رأته، ابتسمت بحذر، لكنها لم تقل شيئاً.

جلس سامر بجانبها بصمت. بعد لحظات من التردد، قال بصوت هادئ ولكنه متوتر: "ليلى، أريد أن أخبرك شيئاً."

نظرت إليه ليلى بتوجس، وكأنها تشعر بأن ما سيقوله لن يكون سهلاً.

أخذ سامر نفساً عميقاً، ثم قال: "أنا مريض، ليلى. مريض بمرض لا شفاء منه. الأطباء أخبروني أن وقتي محدود."

تجمّد وجه ليلى للحظة، وكأن كلمات سامر لم تصل إليها بشكل كامل بعد. ثم بدأت الحقيقة تغمرها ببطء، وحلّت الصدمة في عينيها.
بقلمي
 
التعديل الأخير:
2 Comments
Mermaid
Mermaid commented
راقت لي بداية اول جزئين من القصة ان شاءلله اكملها في وقت لاحق
سلم بوح قلمك اخي متميز🌸
 
Nobody
Nobody commented
شكراً اكمليها متى تشائين
 

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
1,108
مستوى التفاعل
578
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
2
سابتعد
الفصل الثالث: الصدمة

بقيت ليلى صامتة، وكأنها كانت تحاول استيعاب الكلمات التي قالها سامر للتو. لم يكن من السهل عليها تقبل الحقيقة، بل كانت كلمات سامر كالسكاكين التي مزقت عالمها الهادئ. كل لحظة قضتها معه بدأت تتراجع إلى الوراء، وكأنها تحاول أن تعيد بناء الصورة التي كانت تعرفها عنه.

لم تعرف ماذا تقول في البداية، فقط نظرت إلى سامر بعينيها المملوءتين بالدهشة والحزن. وبعد لحظات طويلة من الصمت، سألت بصوت مرتجف: "منذ متى تعرف هذا؟"

أخفض سامر رأسه قليلاً، وقال بصوت خافت: "منذ عدة أشهر."

ابتلعت ليلى الصدمة، ثم تابعت بنبرة مليئة بالغضب المختلط بالحزن: "ولماذا لم تخبرني؟ لماذا حاولت إبعادي بدل أن تجعلني أفهم؟"

شعر سامر بوخز في قلبه وهو يرى الحزن في عينيها. "لأني لا أريد أن أؤذيك، ليلى. لا أريدك أن تمرّي بما سأمر به. لقد فكرت أن الأفضل لكِ أن تبقي بعيدة."

نظرت إليه ليلى بعينين تفيض بالدموع، ثم قالت بشيء من الحدة: "أنت لا تملك الحق في أن تقرر عني ما هو الأفضل لي. إذا كنت تعتقد أنك تحميني، فأنت مخطئ."

تردد سامر للحظة، ولكنه في أعماقه كان يدرك أن ليلى على حق. لم يكن لديه الحق في أن يقرر عنها. لكنه أيضاً لم يكن مستعداً للتخلي عن قناعته بأن الابتعاد كان السبيل الوحيد لتجنب الألم.

"أنا لا أستطيع فعل ذلك، ليلى. لا أريدك أن تكوني بجانبي عندما تزداد الأمور سوءاً."

هزت ليلى رأسها بقوة، وقالت: "أنا أقرر ذلك، سامر، وليس أنت. لقد اخترت أن أكون بجانبك، مهما كانت العواقب. إذا كنت تريد الابتعاد، فهذا خيارك. لكنني لن أتركك."

كانت كلمتها الأخيرة مثل صدى قوي يتردد في أذني سامر. لم يكن يتوقع أن تكون ليلى بهذه القوة، ولا أن يكون لديها هذه القدرة على التحمل. وفي تلك اللحظة، لم يعد يعرف ما إذا كان يجب أن يشعر بالراحة أو بالذنب.


مرّت الأيام التالية بصعوبة على سامر. بعد أن أخبر ليلى عن مرضه، توقع أنها ستبتعد عنه في النهاية، كما كان يأمل. لكن ليلى بقيت ثابتة في موقفها. كانت تظهر في الحديقة كل يوم، كما لو أن شيئاً لم يتغير. ورغم أن سامر لم يكن يريد التحدث عن مرضه، إلا أن وجودها كان يجعله يشعر بأنه ليس وحيداً كما كان يعتقد.

في يوم مشمس، بينما كان سامر يجلس بجانب ليلى، قرر أن يواجه مشاعره المتناقضة. لم يعد يستطيع التهرب من الحقيقة، لكنه أيضاً لم يكن يعرف كيف يعيش هذه اللحظات المتبقية من حياته.

التفت إلى ليلى وقال بصوت هادئ ولكنه مثقل بالتردد: "لماذا تبقين بجانبي؟ أنت تعرفين ما سيحدث في النهاية، فلماذا تختارين أن تعيشي هذا الألم معي؟"

نظرت ليلى إليه بعينين مليئتين بالتعاطف، ثم قالت: "لأنني أحبك، سامر. الحب ليس فقط للحظات الجميلة، بل هو أيضاً للوقوف بجانب من نحبهم في أسوأ لحظاتهم. أنت قد تخاف من الألم، وأنا كذلك، لكنني أفضّل أن أعيش معك كل لحظة، حتى لو كانت مؤلمة، على أن أعيش بدونك."

كلماتها أصابت سامر في الصميم. كان يعلم في أعماقه أنه يحبها أيضاً، لكنه كان خائفاً من أن يعترف بذلك. خائف من أن يتشبث بحياته أكثر مما ينبغي. لم يعرف ما إذا كان يستطيع تحمل هذه المشاعر، لكنها كانت حقيقية بشكل لا يمكن إنكاره.

"أنا... لا أعرف كيف أعيش مع هذا الشعور. لقد حاولت أن أكون قوياً، لكن الحقيقة هي أنني خائف، ليلى. خائف من الألم، خائف من أن أؤذيك، وخائف من النهاية."

أمسكت ليلى بيد سامر بلطف، وقالت بصوت هادئ: "كلنا نخاف، سامر. لكن الخوف لا يجب أن يمنعنا من الحب. إذا كانت النهاية حتمية، فلماذا لا نعيش ما تبقى من الوقت بشجاعة؟"

في تلك اللحظة، شعر سامر أن جدرانه بدأت تتصدع. كلمات ليلى لم تكن مجرد كلمات، بل كانت تحمل معها القوة التي احتاج إليها. كانت تحفزه على مواجهة ما كان يهرب منه طوال هذا الوقت.


قرر سامر أن يمنح نفسه فرصة. فرصة ليعيش اللحظات المتبقية بشجاعة، وألا يهرب من الحب الذي شعرت به ليلى تجاهه. بدأ يسمح لها بالتقرب منه أكثر، وبدأ يدرك أن الحياة حتى في أحلك لحظاتها تحمل في طياتها جمالاً لا يمكن تجاهله.

بدأ سامر وليلى يقضيان أوقاتاً أطول معاً، يتحدثان عن كل شيء تقريباً، عن أحلامهما، وعن الماضي، وحتى عن المستقبل الذي لن يكون طويلاً كما تمنياه. لكن ذلك لم يمنعهما من الاستمتاع بكل لحظة، وكأنهما يقاومان الزمن بحب لا يعرف الخوف.

كان سامر يعلم أن النهاية قريبة، لكن وجود ليلى جعله يشعر بأن لكل لحظة قيمة، وأن الحياة ليست فقط بالأيام التي نعيشها، بل بالطريقة التي نعيشها. ومع اقتراب النهاية، بدأ سامر يتصالح مع مصيره، وشعر بأن الحب قد منح لحياته معنى لم يكن يعرفه من قبل.

في أحد الأيام، بينما كانا يسيران معاً في الحديقة، أمسك سامر بيد ليلى وقال بصوت خافت: "أنا لم أكن أعرف أنني أستطيع أن أحب بهذه الطريقة. شكراً لأنك أعطيتني هذه الفرصة."

ابتسمت ليلى، ونظرت إليه بحب عميق وقالت: "الحب لا يحتاج إلى وقت طويل ليزدهر، يكفي أن يكون صادقاً."

وفي تلك اللحظة، شعر سامر بأن الحب الذي جمعه بليلى كان أقوى من الألم، وأقوى من النهاية التي كان يخشاها.

النهاية قد تكون قريبة، لكنهما اختارا أن يعيشا كل لحظة بقوة، بقلب مليء بالحب، دون ندم.

بقلمي
 
التعديل الأخير:
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
1,108
مستوى التفاعل
578
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
2
سابتعد
الفصل الرابع: لحظات النهاية

استمر سامر وليلى في استكشاف الحب الذي نما بينهما، رغم الألم الذي كان يلوح في الأفق. لم يعد سامر يخاف من مشاعره، بل بدأ يحتفل بكل لحظة جميلة يقضيها مع ليلى. كانوا يقضون ساعات طويلة يتحدثون، يضحكون، ويستمتعان بالأشياء الصغيرة التي أضفت البهجة على أيامهما.

في إحدى الأمسيات، بينما كانا يجلسان معاً في الحديقة، قرر سامر أن يفاجئ ليلى بتجربة جديدة. حضر عشاءً بسيطاً تحت النجوم، مع الشموع والموسيقى الهادئة. كانت لحظة ساحرة، وأحس سامر بأنه يعيش في حلم لا يريد أن يستفيق منه.

"إنها رائعة، سامر!" قالت ليلى، عيناها تتلألأان بحماس. "لم أتوقع هذا!"

"أردت أن أخبرك كم تعنين لي، وكيف أن كل لحظة معك هي كنز بالنسبة لي." قالها سامر، وقد امتلأ قلبه بالحب.

ابتسمت ليلى، وكانت ابتسامتها تنير الظلام. "وأنا أيضاً، سامر. لقد أعدت لي الحياة."

ومع تلك الكلمات، شعر سامر بأن كل آلامه السابقة بدأت تتلاشى. كانا معاً، وكانت الحياة تبدو أكثر جمالاً من أي وقت مضى.

الفصل الخامس: الظلام يلوح في الأفق

مرت الأيام، واستمر سامر وليلى في تعزيز علاقتهما. لكن في داخل سامر، كان هناك شعور غير مريح. كان يعرف أنه لم يتبقى الكثير من الوقت، وكان يخاف من فقدان ليلى. خاف من فكرة أن تُؤخذ منه.

في أحد الأيام، بينما كانت ليلى تقود سيارتها لتذهب إلى زيارة أحد أصدقائها، تلقت مكالمة هاتفية من سامر. كانت لديه رغبة شديدة في التحدث إليها، ليشاركها أفكاره ومشاعره. لكن ليلى كانت مشغولة قليلاً.

"سأعود إليك بعد قليل، سامر. لا تذهب إلى أي مكان!" قالت ليلى، قبل أن تنطلق بسرعة في الشارع.

تحدث سامر لبعض الوقت، وعندما انتهى من حديثه، شعر بأن شيئاً ما غير طبيعي. تملكه القلق، لكن قرر أن يبقى هادئاً. فقد مر وقت منذ أن شعر بالقلق حيال أي شيء.

لكن بعد نصف ساعة، بدأ القلق يتصاعد. اتصل بها عدة مرات، لكنها لم ترد، شعر بشيء سيئ يلوح في الأفق.


تلقى سامر مكالمة مفاجئة من رقم غير معروف. كانت تلك المكالمة تتعلق بحادث وقع في الشارع الذي كانت تسير فيه ليلى. تفاجأ سامر وصدم حينما سمع الخبر، وبدأ قلبه ينبض بسرعة.

"هل هي بخير؟" سأل، صوته يرتجف من الخوف.

لكن الصوت في الهاتف كان جاداً. "آسف، لقد كانت حادثة مؤلمة. نحن في طريقنا إلى المستشفى الآن."

لم يستطع سامر تحمل الفكرة. انطلق بسرعة نحو المستشفى، قلبه يتسابق مع الزمن، وعقله مليء بالصدمات والشكوك. كان يخشى أن يكون قد فقد ليلى.


عندما وصل إلى المستشفى، كان هناك عدد كبير من الناس. دخل إلى قسم الطوارئ، حيث بدأ البحث عن أي شخص يمكنه مساعدته. اقترب من إحدى الممرضات وسأل: "أين هي ليلى؟ هل هي بخير؟"

نظرت إليه الممرضة بحزن وأخذت نفساً عميقاً. "آسفة جداً. لقد حاولنا إنقاذها، لكن حالتها كانت خطيرة جداً."

تجمد سامر في مكانه، وكأن العالم قد توقف. كل شيء من حوله أصبح ضبابياً. "لا، لا، هذا مستحيل!" صرخ، وهو يشعر بألم في قلبه.

فقدت ليلى، الفتاة التي أعادت له الحياة، الفتاة التي أعطته الأمل. كل اللحظات الجميلة التي عاشاها معاً أصبحت كالأحلام البعيدة، وكأنها لم تكن موجودة أبداً.

الفصل الرابع عشر: النهاية الحزينة

بعد يومين من الحادث، كان سامر يجلس وحده في غرفته، محاطاً بالصمت القاتل. كان يحمل صور ليلى، يتذكر اللحظات الجميلة التي قضياها معاً. كل ضحكة، كل حديث، كل لحظة تبدو الآن كذكرى مؤلمة.

"لماذا؟" همس لنفسه، والدموع تنهمر من عينيه. "لماذا حدث هذا؟"

تذكر كلمات ليلى: "الحب ليس فقط للحظات الجميلة." وفي تلك اللحظة، أدرك أنها كانت محقة. الحب كان مؤلماً، وذكرياتها كانت كالسكاكين في قلبه.

في تلك اللحظة، شعر بأن الحب قد تركه مع فراغ لا يمكن ملؤه، وأن النهاية التي كان يخشاها قد حلت به.

أغلق عينيه وتخيل ليلى بجانبه، تبتسم كما كانت دائماً. "أحبك، ليلى." همس، لكن لا أحد كان هناك لسماعه.

وكانت النهاية هي أن الحب، رغم جماله، يمكن أن يكون أقسى من الفراق. وعاش سامر بقلب مليء بالحزن، لكنه كان يعرف أن ليلى ستبقى معه دائماً، في ذكرياته، في كل لحظة عاشها معها، حتى لو كان الألم لا يزال يلاحقه.

بقلمي
 
التعديل الأخير:
Comment

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,147
مستوى التفاعل
23,690
مجموع اﻻوسمة
25
سابتعد
قصة جميلة واحداثها جميلة ايضا
انت كاتب موهوب تحتاج لصقل موهبتك
حاول ان تضيف التفاصيل الى الى ما تكتب
وأوصف ما تمر به الشخصية
حالات الحزن والفرح الوصف النفسي للشخوص يضفي نوعا من القرب والالفه الى القارئ
حاول ان تعطي كل حدث حقه اي مثلا الحادث صفه من وجهه نظر ليلى
مثلا ......
كنت أكاد أطير سامر يود الحديث معي لم تكن المرة الاولى لكنها مختلفة لكن القدر له كلام آخر لم أشعر بشيئ فقط ارتطام واهتزاز جسدي بقوة وشيئ دافئ ينساب من بين خصلات شعري بنفس دفئ كف سامر عندما كان يبعد خصلاتي ليهمس لا أحب ان يحجب شيئ عينيك عني أصوات وصراخ لم أفهم ولم أعلم فقط أحدهم يحاول سحب هاتفي من يدي حاولت ان أصرخ لا تأخذوه يجب ان أصل الى سامر لكن لم يستمع احد ارتجاج وأضواء بدأت تنخفض حولي احاول فتح عيني لدي موعد الا تفهمون يجب ان أذهب لكن ايد تمسك بي تمنعني ان اتحرك ادركت انهم لن يسمحون لي بالذهاب هدأ نبضي وصوت أحدهم اننا نفقدها ........
هكذا اوصل لنا ما تحس به الشخوص
علامة الترقيم النقطة لا تستخدمها بكل الاسطر اجعلها بنهاية كل فقرة واستخدم الفاصلة وغيرها
اتمنى لك مزيدا من التألق
دمت بود
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
1,108
مستوى التفاعل
578
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
2
سابتعد
قصة جميلة واحداثها جميلة ايضا
انت كاتب موهوب تحتاج لصقل موهبتك
حاول ان تضيف التفاصيل الى الى ما تكتب
وأوصف ما تمر به الشخصية
حالات الحزن والفرح الوصف النفسي للشخوص يضفي نوعا من القرب والالفه الى القارئ
حاول ان تعطي كل حدث حقه اي مثلا الحادث صفه من وجهه نظر ليلى
مثلا ......
كنت أكاد أطير سامر يود الحديث معي لم تكن المرة الاولى لكنها مختلفة لكن القدر له كلام آخر لم أشعر بشيئ فقط ارتطام واهتزاز جسدي بقوة وشيئ دافئ ينساب من بين خصلات شعري بنفس دفئ كف سامر عندما كان يبعد خصلاتي ليهمس لا أحب ان يحجب شيئ عينيك عني أصوات وصراخ لم أفهم ولم أعلم فقط أحدهم يحاول سحب هاتفي من يدي حاولت ان أصرخ لا تأخذوه يجب ان أصل الى سامر لكن لم يستمع احد ارتجاج وأضواء بدأت تنخفض حولي احاول فتح عيني لدي موعد الا تفهمون يجب ان أذهب لكن ايد تمسك بي تمنعني ان اتحرك ادركت انهم لن يسمحون لي بالذهاب هدأ نبضي وصوت أحدهم اننا نفقدها ........
هكذا اوصل لنا ما تحس به الشخوص
علامة الترقيم النقطة لا تستخدمها بكل الاسطر اجعلها بنهاية كل فقرة واستخدم الفاصلة وغيرها
اتمنى لك مزيدا من التألق
دمت
هذه الرواية بل اصل كتبتها لي يعني انا بعرف كيف يشعرو الشخصيات ولهيك كل الي عم بكتبه احداث فقط لاكن فقرة ليلى التي كتبتيها مدهشة فعلا انتي مدهشة شكرا لك على الملاحضات ساعمل على تطويرها
 
1 Comment
ا
الجوري commented
بما انك بتنشر حاول توصل للقارئ الشعور لتجذب القارئ هي نصيحة انتا شخص عندو قدره لصنع حبكه وهشي جدا رائع
شكرا ليك على سعه صدرك
 

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
1,108
مستوى التفاعل
578
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
2
سابتعد
بما انك بتنشر حاول توصل للقارئ الشعور لتجذب القارئ هي نصيحة انتا شخص عندو قدره لصنع حبكه وهشي جدا رائع
شكرا ليك على سعه صدرك
ههه صعب بس بحاول
 
Comment

sitemap      sitemap

أعلى