لشدة قسوة الواقع وشدة صغر مطالبنا اصبحت احلامنا كما يقول المثل على قد لحافك مد اجريك حتى الاحلام وضعت لها قوانين لتتبع حميه لا تتخطى عيوننا وهي تنظر للامام واذا ما ارتفع الحلم قليلا كسرت عنق الحالم فبدل ان نحلم اننا رئيس البلاد نحلم اننا نحمل رغيف خبز ولشدة جبروت الرئيس اصبحت الامنيه المخفية ان يصبح مثلنا يتسول رغيف الخبز ليسد رمقه لقد اوصلنا لدرجة من ضنك العيش وقسوة الانظمه حتى ماعدنا نحلم بما هو اجمل من واقعنا فخوفنا من الحلم خيل الينا ان ضابط الامن عند الباب سيقبض علينا ان لم نتماشى مع الضوابط وا عجبي لحالنا ......
تحليل صغير للنص...
....في هذا المشهد القصير، الطابور أمام فرن الخبز ليس مجرد مكان انتظار، بل يشبه نفقًا من الظلال، حيث الرغيف هو رمز النجاة من الجوع، ورئيس الجمهورية في الطابور ذاته، لا يبدو إنسانًا عاديًا بل شخصية ذات سلطة سحرية ــ ربما مصاص دماء بالزي المدني، يقف متخفيًا وسط من يفترض أنهم ضحاياه.
"نتبادل القفشات والنوادر حول ليالي الظلم"
هنا التهكم يأخذ نبرة مرعبة، كأن الضحية يُجبر على الضحك مع الجلاد، والمآسي تُروى كما تُروى الأساطير في صالات القلاع المهجورة. الضحك يخفي ندوبًا داخلية، كما يفعل كثير من أبطال ستوكر حين يبتسمون في حضرة الموت أو الخوف.
"يأتي على الفور مصور الحي"
هو ليس مصورًا عاديًا هنا، بل أقرب لـ"الموثّق"، أو كاهن الطقوس الظلالية، الذي يخلّد المشهد، وكأن التصوير وسيلة للتجميد أو التوثيق لواقع مشوّه، لصورة يجب أن تُعرض ولكن دون صوت... مثل لوحة تُعرض في جناح مهجور بقصر دراكولا.
"وأنا أبتسم ممسكًا برغيف"
الابتسامة لا تعني الرضا، بل هي "مناعة الخائف" أمام عيون الكاميرا، ومشهد "الإمساك بالرغيف" هو صورة رمزية للبقاء... ربما لآخر الناجين في سرداب مظلم، يلوّح بحياته الهشة في وجه نظام يأكله من الداخل.

خلاصة القول .....
هذا النص، إذا قُرئ بعينٍ قوطية، هو ليس مشهدًا واقعيًا، بل كابوس ساخر، يتداخل فيه اليوميّ بالسياسيّ، والساخر بالمُرعب.
الفرن كقبو، الرئيس كظلّ، والمصور كموثق للعنة، والرغيف كرمز للحياة المستعارة.
ابتسامة الجائع هنا، تشبه تمامًا ابتسامة جوناثان هاركر وهو في ضيافة الكونت دراكولا لأول مرة.