تواصل معنا

مقاعد للإيجار بقلمي ....الجوري أنا رجل بقوانين محددة لا أحب أن يتخلل يومي شيئ لم أحسبه، أنا هكذا منذ نعومة...

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,149
مستوى التفاعل
23,692
مجموع اﻻوسمة
25
مقاعد للإيجار

مقاعد للإيجار
بقلمي ....الجوري



أنا رجل بقوانين محددة لا أحب أن يتخلل يومي شيئ لم أحسبه، أنا هكذا منذ نعومة أظفاري،كانت أمي تقول أن لدي مرضًا نفسيًا،لأني كنت أدخل إلى العلية إذا ما جاءت إحدى خالاتي لزيارتنا، كانت أمي تصرخ وتنادي لآتي كانت تستنزفت ربع طاقتها وهي تحاول أن أحضر ولكن لا أفعل وكنتيجة لهذا العناد كانت تمل، وتقرر أن لا فائدة، بعكس إخوتي جميعًا،فلقد كانوا يثيرون الضجة كلما جاءنا زائر،قد أكون غير مدرك للمنافع التي كان إخوتي يرجونها، ويحققونها من هكذا زيارات فجائية،فبها كانت تخرج أصناف من الحلويات، وأصناف أخرى من المخبوزات، كانت مخفية بأراض مملوكة للحكومة، ولا يد تدخلها إلا الحكومةالمتمثلة بأمي على وجه التحديد،لذا كانت كل زيارة مفاجئة لنا ترهق ميزانية البيت، فما أخفي لأسبوع كامل كان يصرف بزيارة واحدة،فأمي لن تقبل أن يقال زوج خالتي فلانه أكرم من زوجها أو أكثر خيرًا،لذا كانت دائما توفر بكل شيئ يحضره والدي للبيت من حلوى ومخبوزات أو حتى فاكهة،لتقدمها لأخواتها لأن لديهن نفس عادتها بعمل الزيارات المفاجئة،كبرت ولم تتغير أطباعي وتزوجت من الفتاة التي تقطعت أحذيتي وأنا أجري وراءها،ولم نستمر أكثر من سنتين الأولى كانت واجبًا والثانية كرمًا منها،الحقيقة المرة التي أدركتها بزواجي أن كل النساء تركض لترضي غرورها الداخلي لكن كل واحدة بنمط معين وأسلوب مختلف،أمي كانت ترضيه بإقتسام ما يحضره أبي لنا ،لتقدمة لأخواتها،وزوجتي أقصد طليقتي بتغيير أحذيتها،كان لها منطق عجيب أن أول ماينظر له البشر،هو الأقدام أو الحذاء،كنت استعجب منها فهي لا تخرج لمكان بحذاء مرتين،ولا تستقبل أحدًا بالبيت إلا بحذاءجديد ،استمرت هكذا إلى أن مللت أنا، واستعمرت منطقتي، واحتلت خزانتي، ووضعت بها أحذيتها، لم أحتمل فنفصلت عنها ،أنا اليوم عازب ببعض خطوط على وجنتي،أعمل من الصباح إلى المساء بشركة كبيرة للإعمار،فأنا قد حققت حلم أمي بأن اصبحت مهندسًا،طبعا كان هذا فقط لترضي غرورها أمام خالاتي ،ونجحت بذلك لأن اولاد خالاتي لم يجتازوا المرحلة الثانوية، وإن فعلوا فإنهم أصبحوا مدرسين،لم يكن هذا معيبًا بالعكس تمامًا، ولكن أمي كانت دائما تريد أن تظهر الكمال بحياتها مهما كانت سيئة، وهذا ما كان فوالدي كان يعود كل نهاية أسبوع مخمورًا ،لم أكن أعلم لم كنا نبيت ببيت جدي الذي يبعد عنا مسافة شارعين،لكن بليلة من ليال شهر أيلول أضطررت أن أعود إلى المنزل،لأنني نسيت وسادتي فقد كنت لا أنام دونها أبدًا،عدت وصعدت لغرفتي من الدرج الخارجي كنت خائفًا ان أوقظ أمي،لكن سماعي لضجة وصراخ جعلني أتراجع إلى داخل العلية،كان المنظر حيًا أمامي كان أبي يكيل الشتائم على رأس أمي وبنهاية المطاف قام بضربها،تسللت وعدت لبيت جدي في اليوم التالي كانت أمي كما كل يوم مشرقة بثوبها الأزرق ومئزرها الوردي كان وجهها به الكثير من الأصباغ ،فاتتها بقعة صغيرة تحت فكها ،أذكر أني اقتربت منا وقبلتها عليها بهدوء
من ذلك اليوم اختلفت نظرتي لأمي فهي لم تكن ترضي غرورها البتة بل كانت تسد فجوة النقص التي سببها والدي ،وتحاول رتق الأيام التي يكون بها مخمورًا بأنه رجل نبيل ويصرف ويحضر،مكتبي دائري به مكتب ومقعد لي
وأريكة طويلة بالمنتصف كان الضيوف يجلسون عليها،وهنا تكمن المشكلة أنهم يجلسون ويأخذون وقتا طويلًا،وبالنهاية لا يعجبهم العمل مثلًا أو يقرروا أنهم سيعودون بيوم آخر،حاولت بكل الطرق أن اتخلص من هذا الجلوس غير المدروس ،الذي يكلفني شخصيًا،الكثير من الجهد والكثير من الإبتسامات،وعدد لابأس به من أكواب القهوة، بداية المشكلة كانت قرب العملاء مني حيث أن المكتب كان يحتوي على مقعدين أمام مكتبي، ولتخفيف التوتر والقرب وضعت الأريكة، واخترتها باللون البني دون أي زوائد دون وسائد او كماليات، كانت جرداء تشبه قطًا مبتلًا،
ولكن لم يعجبني هذا فهم باتوا يطيلون الجلوس،في يوم عدت إلى بيت أهلي كان والدي قد تخطى مرحلة نهاية الأسبوع بالسكر،وأصبح الأسبوع كله،وأمي لم تعد ترقع الأيام،بل تضيف اليها السماد لتتوسع،كنت أرى أبي يهرم ويكبر،وأمي كحبة التفاح تزداد نضجًا،وجمالًا ماعادت تلبس المئزر،أصبحت ترتدي التنانير والقمصان او الفساتين القصيرة،الأحذية بالكعب العالي،والعطر الجذاب،لم ينتهي الوضع هنا بل كان والدي مدينا لها،فقد كان المشروب الخاص بوالدي على حساب أمي،من جيب والدي، كانت تعطيه مما كانت توفر مما كان يعطيها مصروفًا للبيت،كانت والدتي تتناول القهوة وقطعة من الحلوى بأناقتها المعهودة ،سألتني متعجبة عن سبب حضوري فأنا مقل جدًا بزياراتها،لم أخف بل أخبرتها بمعضلتي،كانت إجابتها بكل بساطة ،إما ان تستكري الحمار او تبيعه،لم افهم لتقول وهي تضحك،تخلص من الأريكة،أوتحمل جلوس الآخرين عليها،لأجيبها وكيف سأستقبل الزوار أو العملاء،قالت وهي تنهض إستأجر مقاعد بلاستيكية بالساعة،وحدد موعدًا لتواجد المقاعد،أي اجعل المقاعد كشرب الخمر عند والدك سابقا،وقت محدد وأثر بالغ ،فاجأتني عندما قالت أنها كانت تعلم بتواجدي بالعلية كيف لا وهي أمي كنت أظن ان لها عيون بمؤخرة رأسها، وأنا صغير، سألتها وكيف الأثر قالت وهي تحمل حقيبتها مستعدة للمغادرة؛ فهي لديها جوله نسائية عند خالاتي
رفعت كتفيها وقالت حدد الوقت ايها الساذج،فقط عندما تكون المقاعد موجوده إستقبل العملاء،وإن أتوا بغير وقت لن يجدوا مايجلسون عليه وحجتك أن وقت إستقبال العملاء انتهى، والمقاعد انتهت أجرتها، نظرت الي وأكملت لا تقلق سيتأقلمون، أنظر لوالدك تأقلم وأنظر الي تأقلمت، لم نعد نتذمر ولم يعد يضرب، كلنا بخير الآن لا تفكر ونفذ، هنا أدركت أن أمي وزارة حربية مكتملة القواعد، ولن يهزمها طفل مذعور من زيارات خالات، ولا رجل يعود بنهاية الأسبوع مخمورًا ......

النهايه
 
اسم الموضوع : مقاعد للإيجار | المصدر : قصص من ابداع الاعضاء

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
82,925
مستوى التفاعل
83,467
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
29
مقاعد للإيجار
جووري ياااجوري اولااا
نووورت الدنيا وسما الغابه
كثير فرحت بطلتك ثانيا ايش الابدداع ذا
ليه عووده للقراءه بحب 😎
 
Comment

sitemap      sitemap

أعلى