تواصل معنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خامس ولاة الأندلس من قبل الدولة الأموية، حيث ولاه عليها الخليفة عمر بن عبد العزيز عام 100 هـ، خلفًا للحر بن عبد الرحمن...

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
51,571
مستوى التفاعل
11,610
مجموع اﻻوسمة
11
السمح بن مالك الخولاني.....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خامس ولاة الأندلس من قبل الدولة الأموية، حيث ولاه عليها الخليفة عمر بن عبد العزيز عام 100 هـ، خلفًا للحر بن عبد الرحمن الثقفي، وهو أول والٍ للأندلس يُعيّن من الخليفة في دمشق مباشرةً، بعد أن كانت تابعة لولاية أفريقية يولي عليها والي أفريقية من يشاء

هو "السمح بن مالك الخولاني" .. هذا هو الاسم الذي خلده التاريخ كأحد أشجع وأنبل القادة.


أقام "السمح" ما أمره الخليفة به من القيام بالحق واتباع العدل والصدق ، وأعاد تنظيم البلاد ، فنشر الأمن وقسم الأندلس إلى ولايات.
وأنشأ المدارس والمساجد والموانئ ، وأنشأ قنطرة قرطبة العظيمة التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم

وما أن أستقر الحال "بالسمح" هناك حتى بدأ يحشد ويجند ويعبئ الجيوش ويزرع في نفوس رجاله الهمة ليعلن بعدها عن بدأ العد التنازلي لساعة الصفر .. فرايات وحصون وقلاع الصليب كانت على موعد مع السقوط مع هذا الفاتح النبيل .

قاد "السمح" جيشاً كبير العدد وإجتاز به جبال (البيرنه) من الجهة الشرقية مصطحباً معه عدداً من الزعماء والقادة ، ثم إنحدر ليزحف على مقاطعتي (سبتمانيا و بروفانس) ،فإستعاد عدة مدن منها (أربونة - Arbon) و (قرقشونة - Carcassonne) ، ومعظم قواعد سبتمانيا وحصونها ، وكانت تابعة لمملكة القوط المنحلة، وأنشأ بها حكومة إسلامية ، ووزع الأراضي التي فتحها بين السكان الأصليين والفاتحين ، وترك لأولئك السكان حرية الاحتكام إلى شرائعهم.

ولم يكتفي فاتحنا بهذا الفتوحات ولم يقف هنا ، بل ولى وجهه شطر الغرب نحو (اكوتين) ، وقبل أن يصل هذا الزحف الاسلامي الحاشد حتى بدأت ألسن الفرنجة تتناقل أخبار وفتوحات "السمح" ، حتى أجمعوا على مواجهة "السمح" بكل ما أوتوا من قوة.

ليلقى "السمح" في ( اكوتين ) مقاومة عنيفة من (البشكس) وهم أهالي أكوتين .. ولكن هيهات فقد أوقع "السمح" وجنده بهم شر هزيمة .

ثم تقدم "السمح" ناحية (تولوز) في فرنسا فأتته الأخبار وهو في الطريق اليها بأن الملك "أدو" ملك (اكوتين) قد جيش جيشاً هائلا يفوق جيش "السمح" بأضعاف مضاعفة لاستعادة ملكه .. ولكن أين لمثل هكذا خبرا أن يهز قلب مجاهداً موحداً لله .

فقد عزم "السمح" على المضي قدماً لتنشب بعدها معركة هائلة قرب (تولوز) ، كثر القتل بين الفريقين ، وأبدى المسلمين رغم قلتهم شجاعة خارقة وبسالة وصبراً ، وتأرجح النصر بين الفريقين دون أن يحسم لصالح أحد من الفريقين.
وابدى "السمح" وجنده أسمى معاني البسالة في ساحات القتال ، وإذ بنفس "السمح" التواقه للإستشهاد في سبيل الله تدفعه لكي يضرب مثلا في الشجاعة لم يألفه العجم ولا ملوكهم .

فأستل سيفه وشرع يضرب الأعناق ويخرق الصفوف ويمزقها كاي جنديا من جنده يقاتل في سبيل الله حتى سقــــــــــط "السمح" من فوق صهوة جواده بعد كل هذه الفتوحات شهيداً مضرجاً بدمائه يوم عرفة سنة 102هـ/721م ، وعرفت بأسم معركة (تولوز).

تسلم قيادة الجيش من بعده "عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي" ، الذي إنسحب مع ما تبقى من القوات تحت جنح الظلام عائداً إلى قرطبة.

المصادر:
  • البيان المغرب في أخبار أهل الأندلس والمغرب - ابن عذاري المراكشي.
  • دولة الإسلام في الأندلس - محمد عبد الله عنان.
م ن
 

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى