أفضل الوجهات لأجواء رمضانية خاصة: عبق روحاني ومتعة الاستكشاف
تختلف السياحة في شهر رمضان عنها في أي وقت آخر من العام، إذ تسود السياحة الدينية خلال هذا الموسم التأملي، الغني بالتنوير الروحي واليقظة والتفكر، وتنجذب النفوس إلى التجارب الأصيلة، والوجهات المختارة بعناية، التي تجمع بتفرد شديد بين الانغماس الروحي والثقافي، ومتعة السفر والاستكشاف.
وسواء كنت تبحث عن أي مما سبق، فإن أجواء الشهر الفضيل سترافقك إلى أفضل الوجهات، التي تجمع بسلاسة بين جمال الدين والدنيا، وروعة الحاضر وسحر الماضي، وبينما تزيل شوائب الأيام بالعبادة، تصقل النفس بروحانية وأجواء خاصة، تتخللها متع السياحة بكل ما تحمله من معرفة وأنشطة متباينة.
وفيما يحل رمضان هذا العام، بعد أيام قليلة من يوم الحب، اختارت مجلة "الرجل" أحب الوجهات إلى قلوبنا، وأفضلها لأجواء رمضانية خاصة.
السعودية

لا وجهة تنافس جاذبية أرض الحرمين الشريفين، وبشكل خاص خلال شهر رمضان المبارك، إذ تجذب المملكة العربية السعودية، الباحثين عن الصفاء الروحي والانغماس في الثقافة الأصيلة لديننا الحنيف، فهل هناك تجربة تُضاهي الصلاة في المسجد الحرام بمكة المكرمة أو المسجد النبوي بالمدينة المنورة؟ وهل هناك أجواء تعادل السير في شوارع تحمل من التاريخ والذكريات العطرة ما ينعش نفس أي مسلم؟
ولا يتوقف سحر المملكة عند هذا الحد، حيث تنتشر المساجد التاريخية والمزارات والمعارض والمتاحف المختلفة، والأنشطة والفعاليات الدينية والثقافية والترفيهية في كل بقعة من أرضها الساحرة، بينما يمكن لزوارها دائمًا استكشاف الجديد والمتجدد كل عام، حيث تطل تلك النهضة المستمرة التي لا تتوقف، والتي يدفعها طموح لا يحده حدود، الأمر الذي ينعكس على كل شيء فيها، بما في ذلك السياحة بكل أنواعها وأشكالها.

بينما تزداد مناطق السعودية كافة بهاءً وحسنًا، ويزداد ألق مدنها المقدسة التي لا تنام أبدًا، وأسواقها الأصيلة والمختلفة، وروحها المشعة بقيم الحب والإخاء، مع تجارب سياحية تتباهى بتباينها، وفي مقدمتها وجهات الهدوء والتأمل الممتدة بين ربوع المملكة الشاسعة، ما يجعل من رحلتك إلى السعودية فرصة لتعزيز قيم الشهر الفضيل، والانغماس في روحه، وصقل النفس بتجارب لا تُنسى.
مصر

تتباهى مصر بتاريخ غني وتراث تنصهر فيه حواجز الأزمنة لتبدو كمتحف كبير - المصدر: Getty images
تتباهى مصر بتاريخها الزاخر، وتراثها الغني المتنوع، إذ تنصهر بينها حواجز الأزمنة، لتبدو كمتحف كبير تنتشر وتتجاور بين أركانه معالم وآثار الحضارات المتعاقبة، وبينها الحضارة الإسلامية التي تركت بصمتها الواضحة في ربوع مدنها، وعلى رأسها "القاهرة"، التي تُعد وجهة متميزة للغاية لكل من أراد الاستمتاع بأجواء رمضانية خاصة.
فهنا تتعانق المساجد التاريخية، كالجامع "الأزهر" ومسجد "الحسين" و"السلطان حسن"، وغيرها الكثير من مساجد مدينة الألف مئذنة، مع الأسواق التاريخية ومراكز الأنشطة المختلفة، التي تتألق أكثر وأكثر خلال أيام شهر رمضان، حيث تضيء الفوانيس الشوارع والأزقة، لتندمج مع أصوات الصلاة ورائحة البخور والحلوى التقليدية، راسمة لوحة لاحتفالات لن تجدها سوى في مصر.

بينما تمتد هذه المظاهر الاحتفالية والتراثية الإسلامية على طول الخريطة المصرية، جنبًا إلى جنب مع عجائبها القديمة، وبيئتها الفريدة التي تربط الماضي بالحاضر، فيما تستطيع دائمًا الاستمتاع بالخصوصية والهدوء بعيدًا عن الزحام وصخب الاحتفالات والأسواق، مع خيارات إقامة وملاذات شديدة التنوع، في بيئات تقاسمها هذا التنوع نفسه، سواء على ساحل البلاد الشمالي أو الشرقي، أو في مناطقها الصحراوية، أو بين مدنها الممتلئة بالحياة، مع الكثير من المتاحف والمزارات والفعاليات والأنشطة، بينما يكمل جمال رحلتك قوائم إفطار مصرية ذائعة الصيت.
الإمارات

تزداد الإمارات العربية المتحدة تألقًا خلال شهر رمضان، حيث تتزين بأجمل حللها لتوازن بين أناقتها المعاصرة وروحانية الشهر الفضيل، فيما تقدم لضيوفها تجارب مميزة لا تتوقف عند حدود ملاذات الإقامة الفاخرة، وقوائم وجبات الإفطار الغنية، حيث تمتد لتشمل أجواءها الخاصة جدًّا في مثل هذا التوقيت من العام، وهنا تبرز "أبوظبي" و"دبي" في الواجهة، وتتبعهما باقي الإمارات، التي تتميز كل منها بنكهة مختلفة تميزها.
وفي شهر الصوم، يتباطأ هنا الإيقاع المعتاد للحياة السريعة، المتعارف عليه في الإمارات المختلفة، بينما تسود أجواء الهدوء والسكينة، فيما تتنافس المرافق السياحية لتقديم أنشطة وفعاليات مناسبة لروح رمضان ومعانيه، وتنتشر الخيام، وتزدهر البازارات والأسواق الموسمية، وتنشط مراكز التسوق، وتتألق المطاعم شديدة التنوع، بالتأكيد، بعد أن يعيد كل منها ضبط ساعات عمله لتناسب النشاط الليلي في رمضان.

بينما توفر الإمارات تجارب سياحية متنوعة، تتباهى بجمعها لكل صنوف السياحة، وبما يسمح لضيوفها بتجربتها على مدار العام، مع شريحة عريضة من الخيارات، التي يضاف إليها جداول خاصة بالفعاليات الثقافية المناسبة خلال الشهر الفضيل، كالجولات التراثية، والتعرف على أبرز معالمها السياحية، وزيارة المسجد الكبير، وورش عمل الخط، مع استكشاف العادات والتقاليد المحلية، والانغماس بين الخيام المصممة على طراز مجالسها الأصيلة.
تركيا

زيارة تركيا في رمضان ستبدو مختلفة -بالتأكيد- عن زيارتها في أي وقت آخر من العام، ولعل لهذا الأمر علاقة بموقعها الفريد على قارتين، الذي ينعكس أثره بشكل كبير في احتفالها بالشهر الفضيل، حيث تمتزج التأثيرات الآسيوية والأوروبية معًا، ليشكلا لوحة فريدة لن تراها سوى في بعض مدنها، وفي المقدمة منها "إسطنبول"، التي تُعد أجمل وأكثر مناطق البلاد حياة خلال هذا الشهر.
تتمتع المدينة بتاريخ عريق وعجائب معمارية لا تُضاهى، فهنا يقف "المسجد الأزرق" و"آيا صوفيا" ليزينا لوحة الأفق الساحرة، التي تزيدها مشاهد صلاة التراويح والإفطار الجماعي في "ساحة السلطان أحمد" التاريخية جمالًا، بينما تعج أسواق المدينة وبازاراتها الكبيرة بالحركة والنشاط، وتمتلئ شوارعها بالفوانيس ذات التصاميم المميزة، والأجواء الكرنفالية الاحتفالية، فيما تسيطر الإضاءة الخلابة لأبرز المعالم والمساجد على المشهد المتألق بطبيعته.
ولعل تجربة الاستمتاع بأجواء رمضان هنا تجمع شقي المتعة الروحية والجسدية، فبعيدًا عن موائدها الغنية، يشكل التجول بين طرقاتها متعة لا تعادلها أخرى، حيث تحيطك أجمل الأمثلة على العمارة الإسلامية، بينما عليك أن تجرب السير على طول مضيق البوسفور باتجاه المسجد الأزرق أو "مسجد السلطان أحمد"، فيما تستمع إلى نداء الصلاة، لتؤديها هناك وتتلمس سحر هذه التجربة الخاصة جدًا.
المغرب

قضاء شهر رمضان في المغرب يحمل مذاقًا مختلفًا، حيث يوفر سحرها الطبيعي ومناظرها الخلابة وأصالة مدنها، خلفية معززة لسكينة الشهر الفضيل وجماله، الذي يجيء هنا مليئًا بالفعاليات الثقافية، والمأكولات الشهية المميزة لهذا البلد الغني بتراثه العريق. ففي مثل هذا التوقيت من العام تنبض مدن المغرب المختلفة بالحياة، بدءًا من "مراكش" و"فاس" مرورًا بـ"الدار البيضاء" ووصولًا لأقصى حدودها.
وهنا تتجسد مظاهر الاحتفال بشكل خاص في أطباق المغرب الأكثر شهرة، حيث يصطف على جانبي الشوارع، ذات الخلفيات المعمارية العتيقة، باعة الأطعمة المغربية التقليدية كـ"الحريرة" و"الشباكية"، فيما يتداخل صخب زحام الأسواق مع أصوات الصلاة الخاشعة والمظاهر الاحتفالية، التي تأخذ زوارها إلى عالم فريد، يحمل توقيع بلد السحر والجمال الجامح، ما يدعوهم إلى التأمل والانغماس في مظاهر الشهر الفضيل، طوال اليوم حتى سماع أصوات المدافع، التي تعلن حلول وقت الإفطار.
إن قضاء شهر رمضان في المغرب سيكون تجربة فريدة من نوعها بالتأكيد، تجد فيها كل ما تتمناه في هذا الشهر، حيث العبادة والهدوء، الممزوجة بالمتعة الحسية، والتي تتباهى في جانب منها بمائدة مدهشة لا تتوافر إلا خلال شهر الصوم، ومن ثم يمكنك هنا تدليل نفسك بالأطعمة المغربية، بينما تستمتع بأجواء مثالية وطبيعة مبهرة.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
- وجهات الصائمين: سراييفو.. مزيج الطبيعة الساحرة والإرث البديع
- أجواء رمضانية مميزة في كوالالمبور الغنية بالكنوز الثقافية
- جزر الكناري.. شواطئ ساحرة ومتنزهات تراثية تُجسد عناق التاريخ والطبيعة
- قرى ساحرة تضم أبرز منتجعات التزلج في أوروبا.. إليك لمحة عنها
- جولة سياحية مميزة في فروع ديزني لاند المنتشرة حول العالم
اسم الموضوع : أفضل الوجهات لأجواء رمضانية خاصة: عبق روحاني ومتعة الاستكشاف
|
المصدر : السياحة العالمية
شكرا لردك الجميل