-
- إنضم
- 23 فبراير 2023
-
- المشاركات
- 50,261
-
- مستوى التفاعل
- 23,956
- مجموع اﻻوسمة
- 25
بنت ليل

بفستان أخضر متشح بالسود على أطرافه كأن الليل يغزوا
معصميه ،جلست أظافرها مطلية بأناقة بلون أعتقد أنه
من درجات الأحمر ،كيف لي أن أعرف وكل معرفتي
للألوان هو وشاح جدتي الأحمر، كما كانت تقول إنه وشاح
ليلى الحمراء، وانها هي ليلى التي نجت من الذئب.
لم أكن أدرك وقتها من تقصد بالذئب، أهو ذئب الغابة
الحقيقي، أم ذئب آخر، أنا كطفل لم أعلم من هو، ولكني
أرجح الثاني، لأنني كنت أسمعها تقول لجدي بآخر الليل لو
كنت رضيت بالذئب، كنت الآن مازلت بريعان شبابي، أنت
أذبلت زهرتي، ليتني رضيت به، كان الفارق بين جدتي
وجدي كبير أحيانا كنت أراه والدها لا زوجها، كان يقول
حاربت العالم لأجلها، وهي تبتسم بحياء وتلف وشاحها
على فمها، كأن إبتسامتها هي مصدر إغراء لجدي.جلست
مقابلا لها وسألت ماذا تشربين؟
نظرت الي بعينين مثقلتان بالمسكارة والكحل، وشيئ آخر
أخفته ببراعة عندما أجابت، وهي تنقر بأظافرها
الطاولة ،فنجان قهوة ايها الورع.
إستغربت الإسم الذي نادتني به، لأقول لها لست ورعا ،بل
طبيبا تحت التمرين، لتضحك وتتناول سيجارة من علبتي
وتقول لست ورعا حضرة الطبيب،
لم يعجبني أسلوبها، ولا طريقة حديثها،ولا رنة الإستهزاء
التى كانت تطغى على صوتها،رغم أن لها صوتا جذابا
ناعما هادئا بشكل يجعل أي رجل عبدا له، لكن قراري أن
أستمر هو ما جعلني أصمت وأكمل ما بدأت،ليس تحديا
لكن كل خلية بجسدي كانت تنتفض بذلك اللقاء كأنها
تعاني حمة وخلاصها بين يدي تلك، وصل فنجان القهوة
وبدأت تحتسيه، كانت تمسك به كسيدة من الطبقة
الراقية، ترفعه برفق تمسح فمها بالمنديل بهدوء،رأيت بها
بتلك اللحظة الملكة ماري انطوانيت، فعلن كانت كما
الملكات تمسك الفنجان بروية لا تشبه الفتيات اللاتي
نراهن بالمقاهي والمولات ، كانت ترتدي بأصابعها حليا
يبدو أنها من النوع الرخيص، كيف عرفت تشبه بعضا من
الحلي الذي كانت الفتيات معي بالجامعة يرتدينها كن
يقلن هذا عقيق وهذا ألماس، لكن الواقع ماهو إلا لمعة
فارغة، أو زينة كاذبة كتلك التي تعلق على شجرة الميلاد
المصنوعة من البلاستيك، تؤدي غرضا وترمى بعد العيد.
فاجأتني بقولها:أستطيل النظر بأصابعي الى المالانهاية؟
تنحنحت ورفعت نظري لها وأنا أقول لا لست أنظر إلى
أصابعك ولكن خطر برأسي سؤال أيمكن أن تجيبي عليه؟
كنت أريد أن أرد لها صاع الورع صاعين، كنت كما الصبية
فعلن أريد أن أحرجها فقط، تصرف صبياني ولكن قمت به
على أي حال .
لترد ببساطة وعدم مبالاة ،بإمكانك أن تنفق نقودك كما
تشاء.
هززت رأسي وأنا أنظر لها،كانت فتحة ياقة الفستان الذي
ترتديه تمتد
بشكل متعرج، كأنها جزء من خارطة طبيعية لسلسلة جبال
أطلس، ازدرت لعابي وقلت: لم ترتدين هذه الحلقات
بأصابعك مع انها مزيفة؟
وتابعت، بالنهاية لست مضطرة
لتجذبي نظر أحد لما بيدك، أنت تبرزين أجزاء أخرى تفي
بالغرض، وأشحت بعيني عن منطقة الشق.
وضعت فنجانهابهدوء، ونزعت الحلقات الإثنتين من
اصبعيهابروية ،
وفردت أصابعها الطويلة على المنضدة، أظافرها المرتبة،
بعض العروق النافرة باللون الأزرق الشاحب، تجذب النظر
ويصبح التفكير بأماكن ممنوعة، وقالت هذه ليست حلقات
مزيفة إنما حقيقية، هذا من الالماس وهذا أيضا كانت
صوتها متزنا جدا لو وضعت على جهاز كشف الكذب
لكانت تجاوزته بنجاح ،أردفت قائلة:
ولم أضعها؟ بصراحة لأني أعلم أن أفضل مكان لوضع
اشيائك الثمينة هو معك، اعادت إرتداء الحلقات،
انها تأمين لي أشتري كلما إستطعت واحدا يشبه المزيف
وحقيقي نحن لا نعلم ما سيحدث بهذا العالم.
نظرت لهاوقد شدت انتباهي بقولها فغادرت عيني أنهرها
الزرقاء :أي عالم تقصدين هذا العالم او عالمك أو ....؟
رفعت يدها وردت خصلات شعرها للخلف، أخرجت من
حقيبتها نظارة بإطار ذهبي، وضعتها على عينيها ونظرت
لي بتمعن ،
أتعلم لست متفاجئة، فأنت كغيرك لديكم تفكير محدود، لا
يتعدي بضع جولات ورزمة نقود، وإختفاء، كأنكم تلعبون
القمار تهرولون كلما انتهت جولة، مع انكم تعودون مجددا
كلما جمعتم رزمة جديدة ،انا أتكلم عن البلد ايها المحنك،
ابتسمت ونظرت الي، كانت انسانة مختلفة عن تلك الذي
ظهرت لي بدليل صغير دسه بجيبي أحد الرجال قريبا من
المقهى لم أستوعب ما هذا؟! ولكن ما إن دخلت المقهى
حتى أخذني النادل للطاولة التي تجلس لها وقبل ذلك
طلب مني دفع مبلغ عند المحاسب طبعا دفعت وانا لا
أعلم لم، ولكن فلنقل أنه فضول شديد أردت أن أعلم ما
فحوى الدليل وماذا سيقدم لي لقاء المال،وهذا ما أدركته
عند رؤيتي الى أين توجهه بي النادل هذه التي بالدليل
هي التي تقدم ليلة حمراء لزبائن وأنا كنت أحد زبائنها
تلك الليلة دون تخطيط مني، قلت :ما به البلد ؟
لتنظر وهي تنزل نظارتها ألا ترى، نحن نمر بوضع إقتصادي
بالغ السوء،وزاد بعد الحرب الأخيرة ولو أن تلك أنت
تعلم من أقصد ، قطعت مساعداتها سنكون بالشارع
نتسول اللقمة،هذا إذا بقي شارع لنفترشة.
قلت لها :وما علاقة اقتصاد البلد كما تقولين بإبنة ليل أظن
أنه لا صلة ،فأنت لا تغامرين بنقود أو لديك شركة أو
مشروع قد يخسر بسبب الأوضاع ما تقدمينه هو جسد
أعذريني لصراحتي.
نظرت لي وهزت كتفهابلا مبالة لكلماتي الجارحة،لتقول:
انها المظلة التي تعيش تحتها انت وانا دون فوارق الا ما
يرسمه لك عقلك، نحن نمر بأزمة قد تؤدي بالحكومة بأن
تؤجر بعضا من خاصتنا لمن يدفع،
هززت كتفي هذا لن يحدث، لن نخرج لنعمل عند الغير كما
العبيد، أكيد لدى الحكومة خطط للطوارئ.
إسمع، قالتها وهي تنظر لساعة يدها سأعطيك نصيحة،
وهي غير مدفوعة الثمن، مجانية ليس الجسد مايدفع
مقابله بل الوقت ،ووقتك الذي دفعت ثمنه قد إنتهى،
ليس نحن من سنصبح عبيدا، لكن كل مورد حيوي لهذا
البلد، لا تستغرب أن تجد تلك التي تلتقط صورتك معها
بالبحر مستأجرة لمن يدفع أكثر ،لنخرج من الأزمة المالية
الخانقة، يبدو انك سيدي لم تخرج خارج شارع الحمرا،
لترى ما الازمة، او الموت البطيئ الذي يرفرف فوق
الرؤوس، نصيحة من بنت ليل كما تقول، إستعد للأسوء!.
حملت حقيبتها، ووقفت خطت خطوتان مبتعدة، ثم عادت
لتحشر مبلغا من المال بجيب قميصي، وتهمس، كمحللة
مالية لا أتقاضى نقودا عن النصائح التي دون موعد
مسبق،
غادرت المكان، عطرها التصق بي، ونظراتها دخلت
لعقلي،وكلماتها إخترقت تفكيري، ونقر حذائها يعلن
خروجها من دائرة بنت الليل موضوع ثمنها بمنيو
مقهى ،إلى دائرة أخرى، كانت أعظم من أن تحدد ببضع
خطوط منحنية، ترسم بحلكة ليل، على فراش مستأجر
ببضع آلالاف ....
بقلمي .....الجوري
معصميه ،جلست أظافرها مطلية بأناقة بلون أعتقد أنه
من درجات الأحمر ،كيف لي أن أعرف وكل معرفتي
للألوان هو وشاح جدتي الأحمر، كما كانت تقول إنه وشاح
ليلى الحمراء، وانها هي ليلى التي نجت من الذئب.
لم أكن أدرك وقتها من تقصد بالذئب، أهو ذئب الغابة
الحقيقي، أم ذئب آخر، أنا كطفل لم أعلم من هو، ولكني
أرجح الثاني، لأنني كنت أسمعها تقول لجدي بآخر الليل لو
كنت رضيت بالذئب، كنت الآن مازلت بريعان شبابي، أنت
أذبلت زهرتي، ليتني رضيت به، كان الفارق بين جدتي
وجدي كبير أحيانا كنت أراه والدها لا زوجها، كان يقول
حاربت العالم لأجلها، وهي تبتسم بحياء وتلف وشاحها
على فمها، كأن إبتسامتها هي مصدر إغراء لجدي.جلست
مقابلا لها وسألت ماذا تشربين؟
نظرت الي بعينين مثقلتان بالمسكارة والكحل، وشيئ آخر
أخفته ببراعة عندما أجابت، وهي تنقر بأظافرها
الطاولة ،فنجان قهوة ايها الورع.
إستغربت الإسم الذي نادتني به، لأقول لها لست ورعا ،بل
طبيبا تحت التمرين، لتضحك وتتناول سيجارة من علبتي
وتقول لست ورعا حضرة الطبيب،
لم يعجبني أسلوبها، ولا طريقة حديثها،ولا رنة الإستهزاء
التى كانت تطغى على صوتها،رغم أن لها صوتا جذابا
ناعما هادئا بشكل يجعل أي رجل عبدا له، لكن قراري أن
أستمر هو ما جعلني أصمت وأكمل ما بدأت،ليس تحديا
لكن كل خلية بجسدي كانت تنتفض بذلك اللقاء كأنها
تعاني حمة وخلاصها بين يدي تلك، وصل فنجان القهوة
وبدأت تحتسيه، كانت تمسك به كسيدة من الطبقة
الراقية، ترفعه برفق تمسح فمها بالمنديل بهدوء،رأيت بها
بتلك اللحظة الملكة ماري انطوانيت، فعلن كانت كما
الملكات تمسك الفنجان بروية لا تشبه الفتيات اللاتي
نراهن بالمقاهي والمولات ، كانت ترتدي بأصابعها حليا
يبدو أنها من النوع الرخيص، كيف عرفت تشبه بعضا من
الحلي الذي كانت الفتيات معي بالجامعة يرتدينها كن
يقلن هذا عقيق وهذا ألماس، لكن الواقع ماهو إلا لمعة
فارغة، أو زينة كاذبة كتلك التي تعلق على شجرة الميلاد
المصنوعة من البلاستيك، تؤدي غرضا وترمى بعد العيد.
فاجأتني بقولها:أستطيل النظر بأصابعي الى المالانهاية؟
تنحنحت ورفعت نظري لها وأنا أقول لا لست أنظر إلى
أصابعك ولكن خطر برأسي سؤال أيمكن أن تجيبي عليه؟
كنت أريد أن أرد لها صاع الورع صاعين، كنت كما الصبية
فعلن أريد أن أحرجها فقط، تصرف صبياني ولكن قمت به
على أي حال .
لترد ببساطة وعدم مبالاة ،بإمكانك أن تنفق نقودك كما
تشاء.
هززت رأسي وأنا أنظر لها،كانت فتحة ياقة الفستان الذي
ترتديه تمتد
بشكل متعرج، كأنها جزء من خارطة طبيعية لسلسلة جبال
أطلس، ازدرت لعابي وقلت: لم ترتدين هذه الحلقات
بأصابعك مع انها مزيفة؟
وتابعت، بالنهاية لست مضطرة
لتجذبي نظر أحد لما بيدك، أنت تبرزين أجزاء أخرى تفي
بالغرض، وأشحت بعيني عن منطقة الشق.
وضعت فنجانهابهدوء، ونزعت الحلقات الإثنتين من
اصبعيهابروية ،
وفردت أصابعها الطويلة على المنضدة، أظافرها المرتبة،
بعض العروق النافرة باللون الأزرق الشاحب، تجذب النظر
ويصبح التفكير بأماكن ممنوعة، وقالت هذه ليست حلقات
مزيفة إنما حقيقية، هذا من الالماس وهذا أيضا كانت
صوتها متزنا جدا لو وضعت على جهاز كشف الكذب
لكانت تجاوزته بنجاح ،أردفت قائلة:
ولم أضعها؟ بصراحة لأني أعلم أن أفضل مكان لوضع
اشيائك الثمينة هو معك، اعادت إرتداء الحلقات،
انها تأمين لي أشتري كلما إستطعت واحدا يشبه المزيف
وحقيقي نحن لا نعلم ما سيحدث بهذا العالم.
نظرت لهاوقد شدت انتباهي بقولها فغادرت عيني أنهرها
الزرقاء :أي عالم تقصدين هذا العالم او عالمك أو ....؟
رفعت يدها وردت خصلات شعرها للخلف، أخرجت من
حقيبتها نظارة بإطار ذهبي، وضعتها على عينيها ونظرت
لي بتمعن ،
أتعلم لست متفاجئة، فأنت كغيرك لديكم تفكير محدود، لا
يتعدي بضع جولات ورزمة نقود، وإختفاء، كأنكم تلعبون
القمار تهرولون كلما انتهت جولة، مع انكم تعودون مجددا
كلما جمعتم رزمة جديدة ،انا أتكلم عن البلد ايها المحنك،
ابتسمت ونظرت الي، كانت انسانة مختلفة عن تلك الذي
ظهرت لي بدليل صغير دسه بجيبي أحد الرجال قريبا من
المقهى لم أستوعب ما هذا؟! ولكن ما إن دخلت المقهى
حتى أخذني النادل للطاولة التي تجلس لها وقبل ذلك
طلب مني دفع مبلغ عند المحاسب طبعا دفعت وانا لا
أعلم لم، ولكن فلنقل أنه فضول شديد أردت أن أعلم ما
فحوى الدليل وماذا سيقدم لي لقاء المال،وهذا ما أدركته
عند رؤيتي الى أين توجهه بي النادل هذه التي بالدليل
هي التي تقدم ليلة حمراء لزبائن وأنا كنت أحد زبائنها
تلك الليلة دون تخطيط مني، قلت :ما به البلد ؟
لتنظر وهي تنزل نظارتها ألا ترى، نحن نمر بوضع إقتصادي
بالغ السوء،وزاد بعد الحرب الأخيرة ولو أن تلك أنت
تعلم من أقصد ، قطعت مساعداتها سنكون بالشارع
نتسول اللقمة،هذا إذا بقي شارع لنفترشة.
قلت لها :وما علاقة اقتصاد البلد كما تقولين بإبنة ليل أظن
أنه لا صلة ،فأنت لا تغامرين بنقود أو لديك شركة أو
مشروع قد يخسر بسبب الأوضاع ما تقدمينه هو جسد
أعذريني لصراحتي.
نظرت لي وهزت كتفهابلا مبالة لكلماتي الجارحة،لتقول:
انها المظلة التي تعيش تحتها انت وانا دون فوارق الا ما
يرسمه لك عقلك، نحن نمر بأزمة قد تؤدي بالحكومة بأن
تؤجر بعضا من خاصتنا لمن يدفع،
هززت كتفي هذا لن يحدث، لن نخرج لنعمل عند الغير كما
العبيد، أكيد لدى الحكومة خطط للطوارئ.
إسمع، قالتها وهي تنظر لساعة يدها سأعطيك نصيحة،
وهي غير مدفوعة الثمن، مجانية ليس الجسد مايدفع
مقابله بل الوقت ،ووقتك الذي دفعت ثمنه قد إنتهى،
ليس نحن من سنصبح عبيدا، لكن كل مورد حيوي لهذا
البلد، لا تستغرب أن تجد تلك التي تلتقط صورتك معها
بالبحر مستأجرة لمن يدفع أكثر ،لنخرج من الأزمة المالية
الخانقة، يبدو انك سيدي لم تخرج خارج شارع الحمرا،
لترى ما الازمة، او الموت البطيئ الذي يرفرف فوق
الرؤوس، نصيحة من بنت ليل كما تقول، إستعد للأسوء!.
حملت حقيبتها، ووقفت خطت خطوتان مبتعدة، ثم عادت
لتحشر مبلغا من المال بجيب قميصي، وتهمس، كمحللة
مالية لا أتقاضى نقودا عن النصائح التي دون موعد
مسبق،
غادرت المكان، عطرها التصق بي، ونظراتها دخلت
لعقلي،وكلماتها إخترقت تفكيري، ونقر حذائها يعلن
خروجها من دائرة بنت الليل موضوع ثمنها بمنيو
مقهى ،إلى دائرة أخرى، كانت أعظم من أن تحدد ببضع
خطوط منحنية، ترسم بحلكة ليل، على فراش مستأجر
ببضع آلالاف ....
بقلمي .....الجوري
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : بنت ليل
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء