تواصل معنا

المشتاقون إلى الله تعالى هم الذين تكون حياتهم بين الرغبة والرهبة كما قال تعالى في آل زكريا عليهم السلام : {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ...

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
59,775
مستوى التفاعل
12,281
مجموع اﻻوسمة
11
المشتاقون الى الله

المشتاقون إلى الله تعالى هم الذين تكون حياتهم بين الرغبة والرهبة كما قال تعالى في آل زكريا عليهم السلام : {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ(90)}(الأنبياء).
فالعبد الصالح تارة يمده الرجاء والرغبة ، فيكاد يطير شوقاً إلى الله ، وطوراً يقبضه الخوف والرهبة فيكاد أن يذوب من خشية الله تعالى ، فهو دائب في طلب مرضاة ربه مقبل عليه خائف من عقوباته ، ملتجئ منه إليه ، عائذ به منه ، راغب فيما لديه .
ولقد ضرب الأنبياء الكرام مثلاً طيبا في حسن الشوق إلى الله تعالى ، فها هو نبي الله موسى عليه السلام حين قال لله : {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}(الأعراف 143) ، يطلب النظر إلى الله شوقاً إلى الله عز وجل لا شكاً في وجوده ، ويدل عليه جوابه سؤال الله له وما تلك بيمينك؟ قال تعالى: { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى(18)}(طه)
والمشتاقون إلى الله هم السابقون بالخيرات إليه تصديقا لقوله سبحانه :{فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا(4)}(النازعات).
قال مقاتل هي الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة. وقال الربيع: هي أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة شوقا إلى الله.
وقال قتادة والحسن: هي النجوم تسبح في أفلاكها كما في قوله : {وكل في فلك يسبحون} وقال عطاء: هي السفن تسبح في الماء وقيل: هي أرواح المؤمنين تسبح شوقا إلى الله .(فتح القدير 5/373).

قال الغزالي في بيان معنى الشوق إلى الله تعالى: اعلم أن من أنكر حقيقة المحبة لله تعالى فلا بد وأن ينكر حقيقة الشوق؛ إذ لا يتصور الشوق إلا إلى محبوب ، ونحن نثبت وجود الشوق إلى الله تعالى وكون العارف مضطرا إليه بطريق الاعتبار والنظر بأنوار البصائر وبطريق الأخبار والآثار
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يجعلون حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فوق كل شيء ، فوق حبهم لأنفسهم وأزواجهم وأولادهم وأموالهم وآباءهم وأمهاتهم والناس أجمعين .. قال تعالى : {وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ (165)} (البقرة).
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ(56)}(المائدة).
عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ ِللهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا".(أخرجه أحمد والبُخَارِي ومسلم) .
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يحبون قراءة القرآن ويتخلقون بأخلاقه عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ . قَالَ : أتيت عَائِشَةَ . فَقُلْتُ : يَا أم الْمُؤْمِنِينَ اخْبِرِينِي بخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . قَالَتْ : كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْانَ أما تَقْرَاُ الْقُرْانَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } . قُلْتُ : فَإِنِّي اُرِيدُ أَنْ اتَبَتَّلَ . قَالَتْ : لا تَفْعَلْ امَا تَقْرَاُ : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله الطاهرين

م ن
 

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
59,775
مستوى التفاعل
12,281
مجموع اﻻوسمة
11
المشتاقون الى الله
🙁
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى