-
- إنضم
- 23 فبراير 2023
-
- المشاركات
- 53,813
-
- مستوى التفاعل
- 24,558
- مجموع اﻻوسمة
- 26
شق الصمت ...لعبة القدر وانتظار القرار

في ركنٍ ما من الزمان، حيث تتشابك الأضواء وتذوب الحكايات في صمتٍ مطبق، هناك هو، جالسٌ كتمثالٍ من ضوء وظلال، يمارس رياضة الصمت. صمتٌ ثقيلٌ، كحجرٍ يزن فوق صدر الحياة، ينتظر. ينتظر كما تنتظر أوراق الخريف أن تلامس الأرض، وكأن الكون بأسره توقف، يتأرجح بين نبضة وأخرى، في لحظةٍ تئن تحت وطأة الانتظار.
يلعب جولة الصمت، لعبةٌ لا تُرى ولا تُلمس، حيث الحياة تتوقف أو تواصل – لا فرق. وكأنها النهاية، الحل الأخير، المفتاح الذي يُغلق كل الأبواب، يطوي الزمان ويجمد اللحظة.
قلت له، كأنني أفتش عن معنىٍ في فراغ الكلمات: "هل لديك شيءٌ، على طاولة القمار؟ كرزات ثلاث، تصيب الحظ أو تخفق وتفقد كل شيء، لتبدأ من جديد."
نظر إليَّ بنظرة خالية من كل شيء، أو ملأى بكل شيء، لا أدري. "اللاعب لا يمل، لا يمكنه أن يمل، الإيمان هنا، في القلب، كحجرٍ صلد. سأأخذ ما لي، ولو تأخرت اللحظة."
نظريةٌ بسيطة، صاغها الزمان: الحظ هو اللاعب الأساسي، لا نحن، لا القرارات، لا الأقداح المشتعلة، ولا دخان السجائر الذي يلتهم الليل بحنق هادئ. يظن أن الصمت سيمر عليه، كأنه مجرد فراغ عابر، لكن الصمت ليس سوى سيفٍ، سيف المبادرة، وسيف اللهفة، تلك الرغبة القوية التي تقطع اللحظة، تشق النافذة، تفتح آفاقًا جديدة.
اللهفة، كوشمٍ محفور في نسيج الوجود، تحث على التقدم، على الانفجار. تعطي الصمت بعدًا آخر، طبقةً أخرى من الغموض.
صمتٌ خادع، أو صمتٌ يتوق للانكسار، ولكنه، في النهاية، يعتمد على من يملك المفتاح. لا نعلم من سيكسر هذا الصمت، من سيشق الباب المقابل، من سينتزع اللحظة من عتبة الانتظار، ويجعل الصمت يدوّي في أرجاء المكان، صدى بعيدٍ يتردد بين جدران الحياة.
وفي تلك اللعبة الصامتة، حيث لا أوراق تُرى ولا كلمات تُقال، يظل هو جالسًا، كما لو أن الزمن قد نقش روحه على حافة مقعده. يراقب، لا بعينيه، بل بروحه، يختزل اللحظة إلى ذرةٍ صغيرة، نواةٍ صلبة من انتظارٍ مطلق. صمته ليس فراغًا، بل هو نسيجٌ من الانقباضات الدقيقة، همسات الهواء، وتراقص الضوء الخافت.
الساعة، كساعةٍ قديمةٍ مهجورة، لا تتقدم. هي لا تهم، فالصمت يأخذ مكانها، يملأ الفراغ بكل تفاصيله. هو يعلم، كما يعلم الراهبُ موعظته الأخيرة، أن الصمت يحمل الإجابة، أو ربما يحمل التساؤل ذاته، متجمدًا في خليةٍ صغيرةٍ من الزمان.
تمر الدقائق كأنها عقود، ولكن في قلب هذا الجمود، يحدث شيءٌ غريب، كأن الزمن نفسه يهمس له: "خذ، اذهب، اكسر الصمت." ولكنه لا يتحرك. ينتظر،ذكريات بعيدة نقشت على روحه أكسبته هذا الصمت والهدوء الحذر، كانت الذكريات تتلخص بوالدته نعم والدته،الطود الوحيد في حياته بأحد المواقف التي لن ينساها كانت والدته تنسط الى أحاديث الجيران بجمعات الصباح كان فحوى الحديث رجل هجر زوجته وءهب ليمارس طقوسه مع أخرى كان الكلام عنها عن ذلك الذي رحل عنها،و الطفل المسكين تابعت حديثهن بصمت لتقول بنهاية الكلام اتعلمن قد يكون هجره لها خير فهو مؤكد لم يكن يستحقها ،وستدور الأيام وسنرى ماذا سيحل كان يلعب مع قطته على بساط عند أقدامها رفع رأسه لم يرى حزنا ولا غضبا بل تحد وتحد كبير كانت هذه أمه تصمت وتضع لكل موقف نظرة كانت تحجم من يناقشها بنظرة دون كلام .
العجيب أن اللعبة تكمن في الانتظار ذاته، ليس في كسب أو خسارة، بل في الإيمان، الإيمان العميق الذي يرفض الاستسلام. هو يؤمن، كما لو أن قهوته السوداء تملك مفتاح الحقيقة، كما لو أن القداحة المشتعلة ستشعل نهارًا جديدًا، وكأن دخان السجائر يشكل جسورًا نحو المستقبل.
الصمت، في النهاية، ليس إلا تحديًا. إنه الحائط الذي يجب أن يُكسر، الباب الذي يجب أن يُفتح، النافذة التي يجب أن تُشق برفقٍ، كيد العاشق الذي يقترب بحذر. اللهفة، تلك اللهفة العميقة، هي المحرك. هي السيف الذي يقطع ثقل اللحظة، يحرر الروح من أسر الانتظار.
وفي تلك اللحظة، حين يقرر كسر الصمت، لا يعرف أحد من سيكون البطل، من سيكسر الحاجز، من سيجعل الصمت يدوي في المكان، كصراخٍ مكتوم، يملأ الفراغ بلا رجعة.
وهكذا، تظل اللعبة، الصمت، والانتظار، وقلوب اللاعبين المعلقة بين الأمل والخوف، بين التحدي والاستسلام، في رقصةٍ لا تنتهي، حيث الصمت ليس نهاية القصة، بل بدايتها الحقيقية.
وتبدأ اللحظة بالاهتزاز، خافتةً في الأفق، كما لو أن الهواء ذاته يتشقق قليلاً، يتلوى تحت ثقل الزمن المتراكم. هو يجلس، بلا حركة، بلا ارتجاف، لكن داخله، في أعماق روحه، ثورة هادئة. الصمت، ذلك الكائن الغامض، لم يكن مجرد غياب للكلام، بل كان شباكًا من الأسئلة، ينسج حوله شبكة من التساؤلات.
الناس يمرون بجانبه، أصواتهم تتداخل مع دقات قلبه، مع همسات الهواء المتسلل من نافذة صغيرة قربه، لكن هو لا يكترث. هو يعيش في عالمٍ آخر، حيث لا مكان للكلام، حيث تُقاس الحقائق بثوانٍ من الانتظار، وتُكتشف المصائر في لحظةٍ واحدة.
ثم، فجأة، يتبدل الصمت، كما لو أن له حياةً خاصة به. تندلع شرارة اللهفة، تسري عبر عروقه كتيار كهربائي، تخترق جدار الانتظار بثقل حتمي. في تلك اللحظة، يدرك أن القرار قد اتخذ، وأنه لا مهرب منه.
ينهض ببطء، وكأن كل خلية في جسده تخشى التحرك، وكأن كل خطوة تخترق قشرةً رقيقة من الواقع. يقترب من الطاولة، يضع يده عليها، يشعر ببرودتها تحت أطراف أصابعه، تلك البرودة التي تكاد تُنذر بالتحلل، لكنها تمنحه وضوحًا غريبًا.
ينظر إلى الأوراق أمامه، يراها كما لو كانت أقداره مرسومة عليها، لا يمكن تغييره، لا يمكن التراجع. قلبه ينبض بسرعة، لكنه لا يكترث، لأن اللهفة الآن قد شغفته، وقد قرر أن يقطع صمت الانتظار.
يلتقط ورقةً، ويكشفها ببطء. تنعكس الأضواء الخافتة عليها، وتبرز الأرقام، الألوان، الحقيقة المطلقة. هو يعلم أنه قد خسر أو ربح، لكن الفارق لم يكن في النتيجة، بل في اللحظة نفسها، في شق الصمت، في كسر الجمود، في تخطي الحدود التي وضعها لنفسه.
وهكذا، بينما الصمت يترك المكان أخيرًا، يدوّي صداه عبر الأرجاء، ليس كفراغٍ، بل كصدى للحياة نفسها، صدى حافلٍ بالتجارب، بالتحديات، وبالقدرة على اتخاذ القرار، على مواجهة القدر، ولو بعد حين.
يلعب جولة الصمت، لعبةٌ لا تُرى ولا تُلمس، حيث الحياة تتوقف أو تواصل – لا فرق. وكأنها النهاية، الحل الأخير، المفتاح الذي يُغلق كل الأبواب، يطوي الزمان ويجمد اللحظة.
قلت له، كأنني أفتش عن معنىٍ في فراغ الكلمات: "هل لديك شيءٌ، على طاولة القمار؟ كرزات ثلاث، تصيب الحظ أو تخفق وتفقد كل شيء، لتبدأ من جديد."
نظر إليَّ بنظرة خالية من كل شيء، أو ملأى بكل شيء، لا أدري. "اللاعب لا يمل، لا يمكنه أن يمل، الإيمان هنا، في القلب، كحجرٍ صلد. سأأخذ ما لي، ولو تأخرت اللحظة."
نظريةٌ بسيطة، صاغها الزمان: الحظ هو اللاعب الأساسي، لا نحن، لا القرارات، لا الأقداح المشتعلة، ولا دخان السجائر الذي يلتهم الليل بحنق هادئ. يظن أن الصمت سيمر عليه، كأنه مجرد فراغ عابر، لكن الصمت ليس سوى سيفٍ، سيف المبادرة، وسيف اللهفة، تلك الرغبة القوية التي تقطع اللحظة، تشق النافذة، تفتح آفاقًا جديدة.
اللهفة، كوشمٍ محفور في نسيج الوجود، تحث على التقدم، على الانفجار. تعطي الصمت بعدًا آخر، طبقةً أخرى من الغموض.
صمتٌ خادع، أو صمتٌ يتوق للانكسار، ولكنه، في النهاية، يعتمد على من يملك المفتاح. لا نعلم من سيكسر هذا الصمت، من سيشق الباب المقابل، من سينتزع اللحظة من عتبة الانتظار، ويجعل الصمت يدوّي في أرجاء المكان، صدى بعيدٍ يتردد بين جدران الحياة.
وفي تلك اللعبة الصامتة، حيث لا أوراق تُرى ولا كلمات تُقال، يظل هو جالسًا، كما لو أن الزمن قد نقش روحه على حافة مقعده. يراقب، لا بعينيه، بل بروحه، يختزل اللحظة إلى ذرةٍ صغيرة، نواةٍ صلبة من انتظارٍ مطلق. صمته ليس فراغًا، بل هو نسيجٌ من الانقباضات الدقيقة، همسات الهواء، وتراقص الضوء الخافت.
الساعة، كساعةٍ قديمةٍ مهجورة، لا تتقدم. هي لا تهم، فالصمت يأخذ مكانها، يملأ الفراغ بكل تفاصيله. هو يعلم، كما يعلم الراهبُ موعظته الأخيرة، أن الصمت يحمل الإجابة، أو ربما يحمل التساؤل ذاته، متجمدًا في خليةٍ صغيرةٍ من الزمان.
تمر الدقائق كأنها عقود، ولكن في قلب هذا الجمود، يحدث شيءٌ غريب، كأن الزمن نفسه يهمس له: "خذ، اذهب، اكسر الصمت." ولكنه لا يتحرك. ينتظر،ذكريات بعيدة نقشت على روحه أكسبته هذا الصمت والهدوء الحذر، كانت الذكريات تتلخص بوالدته نعم والدته،الطود الوحيد في حياته بأحد المواقف التي لن ينساها كانت والدته تنسط الى أحاديث الجيران بجمعات الصباح كان فحوى الحديث رجل هجر زوجته وءهب ليمارس طقوسه مع أخرى كان الكلام عنها عن ذلك الذي رحل عنها،و الطفل المسكين تابعت حديثهن بصمت لتقول بنهاية الكلام اتعلمن قد يكون هجره لها خير فهو مؤكد لم يكن يستحقها ،وستدور الأيام وسنرى ماذا سيحل كان يلعب مع قطته على بساط عند أقدامها رفع رأسه لم يرى حزنا ولا غضبا بل تحد وتحد كبير كانت هذه أمه تصمت وتضع لكل موقف نظرة كانت تحجم من يناقشها بنظرة دون كلام .
العجيب أن اللعبة تكمن في الانتظار ذاته، ليس في كسب أو خسارة، بل في الإيمان، الإيمان العميق الذي يرفض الاستسلام. هو يؤمن، كما لو أن قهوته السوداء تملك مفتاح الحقيقة، كما لو أن القداحة المشتعلة ستشعل نهارًا جديدًا، وكأن دخان السجائر يشكل جسورًا نحو المستقبل.
الصمت، في النهاية، ليس إلا تحديًا. إنه الحائط الذي يجب أن يُكسر، الباب الذي يجب أن يُفتح، النافذة التي يجب أن تُشق برفقٍ، كيد العاشق الذي يقترب بحذر. اللهفة، تلك اللهفة العميقة، هي المحرك. هي السيف الذي يقطع ثقل اللحظة، يحرر الروح من أسر الانتظار.
وفي تلك اللحظة، حين يقرر كسر الصمت، لا يعرف أحد من سيكون البطل، من سيكسر الحاجز، من سيجعل الصمت يدوي في المكان، كصراخٍ مكتوم، يملأ الفراغ بلا رجعة.
وهكذا، تظل اللعبة، الصمت، والانتظار، وقلوب اللاعبين المعلقة بين الأمل والخوف، بين التحدي والاستسلام، في رقصةٍ لا تنتهي، حيث الصمت ليس نهاية القصة، بل بدايتها الحقيقية.
وتبدأ اللحظة بالاهتزاز، خافتةً في الأفق، كما لو أن الهواء ذاته يتشقق قليلاً، يتلوى تحت ثقل الزمن المتراكم. هو يجلس، بلا حركة، بلا ارتجاف، لكن داخله، في أعماق روحه، ثورة هادئة. الصمت، ذلك الكائن الغامض، لم يكن مجرد غياب للكلام، بل كان شباكًا من الأسئلة، ينسج حوله شبكة من التساؤلات.
الناس يمرون بجانبه، أصواتهم تتداخل مع دقات قلبه، مع همسات الهواء المتسلل من نافذة صغيرة قربه، لكن هو لا يكترث. هو يعيش في عالمٍ آخر، حيث لا مكان للكلام، حيث تُقاس الحقائق بثوانٍ من الانتظار، وتُكتشف المصائر في لحظةٍ واحدة.
ثم، فجأة، يتبدل الصمت، كما لو أن له حياةً خاصة به. تندلع شرارة اللهفة، تسري عبر عروقه كتيار كهربائي، تخترق جدار الانتظار بثقل حتمي. في تلك اللحظة، يدرك أن القرار قد اتخذ، وأنه لا مهرب منه.
ينهض ببطء، وكأن كل خلية في جسده تخشى التحرك، وكأن كل خطوة تخترق قشرةً رقيقة من الواقع. يقترب من الطاولة، يضع يده عليها، يشعر ببرودتها تحت أطراف أصابعه، تلك البرودة التي تكاد تُنذر بالتحلل، لكنها تمنحه وضوحًا غريبًا.
ينظر إلى الأوراق أمامه، يراها كما لو كانت أقداره مرسومة عليها، لا يمكن تغييره، لا يمكن التراجع. قلبه ينبض بسرعة، لكنه لا يكترث، لأن اللهفة الآن قد شغفته، وقد قرر أن يقطع صمت الانتظار.
يلتقط ورقةً، ويكشفها ببطء. تنعكس الأضواء الخافتة عليها، وتبرز الأرقام، الألوان، الحقيقة المطلقة. هو يعلم أنه قد خسر أو ربح، لكن الفارق لم يكن في النتيجة، بل في اللحظة نفسها، في شق الصمت، في كسر الجمود، في تخطي الحدود التي وضعها لنفسه.
وهكذا، بينما الصمت يترك المكان أخيرًا، يدوّي صداه عبر الأرجاء، ليس كفراغٍ، بل كصدى للحياة نفسها، صدى حافلٍ بالتجارب، بالتحديات، وبالقدرة على اتخاذ القرار، على مواجهة القدر، ولو بعد حين.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : شق الصمت ...لعبة القدر وانتظار القرار
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء