مسابقة: نبض القلب لأمي.
أمي… حيثُ يبدأُ المعنى وتنتهي الحروف
في البدء، لم تكن الحياة سوى صوتها، كانت الأيام تنمو بين يديها، وكان العالم ضيقًا لا يتسع إلا لظلّها الممتد فوق روحي. لم أكن أفهم كيف يمكن للإنسان أن يكون وطنًا، حتى أدركتُ أنني وُلدتُ في كفّيها، وسرتُ أول خُطواتي على صدرها، وحملتُ اسمي بين شفتيها قبل أن أحمله أنا.
أمي ليست مجرد امرأة، بل زمنٌ خاصٌ بها، لا يخضع لساعاته، لا يشيب، لا يتلاشى مع تبدّل الأيام. في قلبها مدائن لم تُكتشف، وأبوابٌ لا تُغلق، وشوارع من الحنان لا تنتهي. كنتُ أظن أن البحر بلا نهاية، حتى غرقتُ في عينيها. وكنتُ أظن أن الجبال شامخة، حتى رأيتُ كيف تُسندُ السماء بيدٍ واحدة، بينما اليد الأخرى تمسح على رأسي.
أمي… هي الحكاية التي لا تكفُّ عن الحدوث، اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة، النور الذي لا يُطفأ حتى لو ابتلع الظلامُ العالمَ بأسره. كيف لم أدرك منذ البداية أن الحياة تسكن في قلبها، وأن صوتها هو المعنى الوحيد للطمأنينة؟ كيف لم أفهم أن صمتها كان يحمل إجابةً لكل الأسئلة التي لم أطرحها بعد؟
حين كنتُ صغيرًا، كنتُ أبحث عنها في كل زوايا البيت، وعندما كبرتُ، صرتُ أبحث عنها في وجهي، في صوتي، في ملامحي، في الطريق الطويل الذي يقودني إليها. كل الطرق تنتهي عند بابها، حتى لو ابتعدتُ عنها ألف عام.
لم تعلّمني أمي كيف أمضي، بل علمتني كيف أعود. لهذا، كلما ابتعدتُ عن يديها، كنتُ أعلم أن العالم واسع، لكنّه لا يسعني دونها. كنتُ أوقن أن الكون قديم، لكنّ قلبها كان الأزل الذي بدأت منه الأشياء، وكانت المأوى الذي لا تُطفئه الأيام.
أمي، أنتِ الزمنُ الذي لا يُختصرُ في ساعة، ولا يُحكى في قصة، ولا يُعاد مرتين. أنتِ البداية التي لم تكن، والنهاية التي لا تكون، والنجاة الوحيدة من كل التيه.
أمي، ما كان ينبغي للحياة أن تُخلق دون قلبك، ولا أن يُكتب اسمي إلا من نبضك، ولا أن أكون… إلا بكِ.
كأن الحروف التي اكتبها هي نبضات قلب أمي، تعبر عن حبٍ غير مشروط، عن احتواءٍ لا يعرف الفناء.
اسكادا
في البدء، لم تكن الحياة سوى صوتها، كانت الأيام تنمو بين يديها، وكان العالم ضيقًا لا يتسع إلا لظلّها الممتد فوق روحي. لم أكن أفهم كيف يمكن للإنسان أن يكون وطنًا، حتى أدركتُ أنني وُلدتُ في كفّيها، وسرتُ أول خُطواتي على صدرها، وحملتُ اسمي بين شفتيها قبل أن أحمله أنا.
أمي ليست مجرد امرأة، بل زمنٌ خاصٌ بها، لا يخضع لساعاته، لا يشيب، لا يتلاشى مع تبدّل الأيام. في قلبها مدائن لم تُكتشف، وأبوابٌ لا تُغلق، وشوارع من الحنان لا تنتهي. كنتُ أظن أن البحر بلا نهاية، حتى غرقتُ في عينيها. وكنتُ أظن أن الجبال شامخة، حتى رأيتُ كيف تُسندُ السماء بيدٍ واحدة، بينما اليد الأخرى تمسح على رأسي.
أمي… هي الحكاية التي لا تكفُّ عن الحدوث، اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة، النور الذي لا يُطفأ حتى لو ابتلع الظلامُ العالمَ بأسره. كيف لم أدرك منذ البداية أن الحياة تسكن في قلبها، وأن صوتها هو المعنى الوحيد للطمأنينة؟ كيف لم أفهم أن صمتها كان يحمل إجابةً لكل الأسئلة التي لم أطرحها بعد؟
حين كنتُ صغيرًا، كنتُ أبحث عنها في كل زوايا البيت، وعندما كبرتُ، صرتُ أبحث عنها في وجهي، في صوتي، في ملامحي، في الطريق الطويل الذي يقودني إليها. كل الطرق تنتهي عند بابها، حتى لو ابتعدتُ عنها ألف عام.
لم تعلّمني أمي كيف أمضي، بل علمتني كيف أعود. لهذا، كلما ابتعدتُ عن يديها، كنتُ أعلم أن العالم واسع، لكنّه لا يسعني دونها. كنتُ أوقن أن الكون قديم، لكنّ قلبها كان الأزل الذي بدأت منه الأشياء، وكانت المأوى الذي لا تُطفئه الأيام.
أمي، أنتِ الزمنُ الذي لا يُختصرُ في ساعة، ولا يُحكى في قصة، ولا يُعاد مرتين. أنتِ البداية التي لم تكن، والنهاية التي لا تكون، والنجاة الوحيدة من كل التيه.
أمي، ما كان ينبغي للحياة أن تُخلق دون قلبك، ولا أن يُكتب اسمي إلا من نبضك، ولا أن أكون… إلا بكِ.
كأن الحروف التي اكتبها هي نبضات قلب أمي، تعبر عن حبٍ غير مشروط، عن احتواءٍ لا يعرف الفناء.
اسكادا

اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : مسابقة: نبض القلب لأمي.
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء