هل علم الله نبيه المصطفى الغيب؟
«هل يجوز لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يطلعه الله على الساعة؟
وعلى الجواز؛ هل ورد ما يثبت ذلك؟»
وقالت دار الإفتاء في جوابها إن علم الساعة من المغيبات الخمسة التي اختص الله عز وجل بها نفسه على وجه الإحاطة والشمول كليا وجزئيا،
ومع ذلك يجوز أن يطلع الله بعض أصفيائه وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على بعض منها؛ لا كعلمه هو جل وعلا؛
فإن علمه سبحانه وتعالى للغيب هو علم ذاتي غير متناه ولا محصور ولا حد له ولا يحيط به أحد غيره سبحانه، أما علم غيره به فهو علم حادث بتعليم الله له وإطلاعه عليه.
الغيبيات الخمس
أوضحت الدار أن الله قال في آخر سورة لقمان«إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث»،
وكون المراد اختصاص علم هذه الخمس به عز وجل هو الذي تدل عليه الأحاديث والآثار؛ فقد أخرج الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه
من حديث طويل أنه صلى الله عليه وآله وسلم سئل: متى الساعة؟ قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها:
إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله»، ثم تلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم «إن الله عنده علم الساعة» إلى آخر السورة كما في بعض الروايات
أضافت الدار: ظاهر هذه الأخبار يقتضي أن ما عدا هذه الخمس من المغيبات قد يعلمه غيره عز وجل، وإليه ذهب من ذهب، أخرج حميد بن زنجويه عن بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم أنه ذكر العلم بوقت الكسوف قبل الظهور، فأنكر عليه فقال: إنما الغيب خمس، وتلا هذه الآية، وما عدا ذلك غيب يعلمه قوم ويجهله قوم، وفي بعض الأخبار ما يدل على أن علم هذه الخمس لم يؤت للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ويلزمه أنه لم يؤت لغيره عليه الصلاة والسلام من باب أولى.
اسم الموضوع : هل علم الله نبيه المصطفى الغيب؟
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي