تواصل معنا

البارحة كان تحد صعب لي بمجال القصة فرغم أني أكتب منذ فترة طويلة ورغم أنيبالأصل أكتب الروايات الا أن تحد للقصة فعلا أرهقني التحدي كان أن أكتب عن أي شيئ...

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
54,972
مستوى التفاعل
24,718
مجموع اﻻوسمة
26
تحد صعب

البارحة كان تحد صعب لي بمجال القصة فرغم أني أكتب منذ فترة طويلة ورغم أنيبالأصل أكتب الروايات الا أن تحد للقصة فعلا أرهقني
التحدي كان أن أكتب عن أي شيئ بمحيطي كأس ،غطاء،زجاجة،اي شيئ والمطلوب أن أخرج هذا المختار بشكل غير اعتيادي
أخترت بسرعة وعجل
مصباح السقف
أعلم ما ستقولون يا الهي أما وجدت غير هذا
سأرد ببساطة هذا ما خطر لي أول مرة
السؤال الآن هل نجحت بالتحدي

صدقا لا أعلم فلقد كتبت وأرسلت النسخة للسيد الكاتب أو كما أحب أن أنعته الفيلسوف
والنتيجة لم تظهر بعد
وسأضعها هاهنا ما إن يقول قوله
هل نجحت أو فشلت أتركها لحينها
سأضع النص بين أيديكم وأسمع رأيكم
انجحت أم فشلت بجعل شيئ جماد شيئ غير اعتيادي ......
 
اسم الموضوع : تحد صعب | المصدر : قصص من ابداع الاعضاء

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
54,972
مستوى التفاعل
24,718
مجموع اﻻوسمة
26
تحد صعب
مصباح اللورد ......

حين انطفأ النبض.......

في مجلس اللوردات، حيث يُحاكم النور كما يُحاكم الظلام،
وقف اللورد المسكين، محنيّ الرأس، خلف القضبان المضيئة.
كان رماديًا كظلّ قديم، كصوتٍ نسي كيف يكون صدى.
مصباح سقف، لكن بوجه إنسان.
وجهه لم يعد يضيء، فقط يشعّ بالحزن كأنما النور داخله نادمٌ على كونه نورًا.

قالت الريح، وهي تعبر من بين نوافذ المجلس القديم:
"من علّق هذا المصباح من قلبه؟"

كان جسده مُعلّقًا، لا من سلك أو حديد، بل من ذكرى.
وكان الحزن يتدلّى من عينيه كخيوط لم تُغزل بعد،
وكأنها تنتظر أن تصير حكاية… أو قصيدة… أو ضوءًا يُهدى لطفلٍ لا ينام.

سأله القاضي، وهو كائن نحيل من زجاج وفضة، له عينان كمرآتين مهشّمتين:
"من سيكون محاميك يا لورد؟"

رفع اللورد رأسه، فاهتزّت القاعة كأن أحدهم تنفّس وجعًا بعد طول صمت.
في عينيه شعلة خافتة، تتراقص بتعب،
كما لو أنها تحاول أن تتشبث بوجودها قبل أن تبتلعها العتمة.

وقال بصوت بالكاد يُسمع، كأنّه أتى من أرضٍ نسيها الزمن:
"لا أحد… جميع الذين أنرتُ لهم الطريق ذات مرّة، أغلقوا نوافذهم في وجهي حين انطفأت."
ثم ابتسم، تلك الابتسامة المائلة التي يعرفها من مرّوا من العتمة ولم يعودوا كما كانوا.

تنهد القاضي، ثم دوّى صوته في القاعة:
"بدايةً، سننزع عنك اللوردويّة.
ستُحاكم بوصفك فقط… مصباح السقف."

وفي مكانٍ ما، خلف ذاكرة المصباح،
كانت فتاة صغيرة ذات جدائل مشعثة تنظر إليه من سريرها القديم.
كانت تحب الضوء الذي يتدلّى من سقف الغرفة،
تظنّه ملاكًا يراقب أحلامها.
ذات ليلة، حين بكَت لفقد أمها، أضاء المصباح رغم انقطاع الكهرباء.
كانت تُسمّيه "اللورد"، وتهمس له:
"لا تنطفئ… أنا وحدي هنا."

وحين انطفأ، لم تبكِ.
فقط كتبت له رسالة علّقتها في دولابها الصغير:
"أنت لم تكن ضوءًا فقط، كنت الشيء الوحيد الذي صدّق حزني."

الآن، اللورد يُحاكم.
ولا أحد هناك ليقرأ عليه الرسالة.

داخل المحكمة

كان الهواء في القاعة مُعلّقًا، لا يتحرك، كأنّه يحبس أنفاسه على هيئة نور.
القاضي رفع المطرقة بشيء من التردد، ثم قال:

"نبدأ استدعاء الشهود."

دخل شاهد أول.
كان مصباحًا قديمًا، يتدلّى منه خيط مهترئ،
وقال بصوت رخيم كمن يستعيد وهجًا دفنه الغبار:
"كان اللورد يأكل الأحلام.
يبتلعها، ثم يقذفها من فمه كنقطة ضوء
إلى حلم آخر،
في عالمٍ يملك أحدهم مفتاحًا في قلبه
يفتح بوابة زمنية،
تُنقَل الحلم إلى حيث لم يُخلق بعد."

سرت همهمة خافتة في القاعة،
بين مصابيح كانت ترتعش، لا خوفًا… بل شفقة.

ثم دخلت شاهدة أخرى.
كانت الطفلة.
لكنها الآن امرأة.
فالزمن في المحكمة لا يمضي كما نعرفه،
بل يتكثف، يتمدد، ينعطف كما تشاء الذكرى.

تحمل في يدها دفترها القديم،
صفحاته لا تزال برائحة الحليب،
لكن يدها… يد امرأة رأت الليل كثيرًا ولم تُغلق عينيها.

قالت، دون أن تُنظر للقاضي:
"أنا من وهبته الحلم.
لم يسرقه، لم يحتفظ به… بل انتظرني كي أعود وآخذه."

ثم نظرت إلى اللورد.
كان رماديًا كظلّ قديم.
وفي عينيه، كما في أول مرة، شعلة صغيرة
تتوسّل الهواء.

أشار القاضي بصمت.
لم تُقرع المطرقة.
بل تحوّلت إلى رماد فضي، تناثر بين مقاعد الحضور.
وكل مصباح ارتجف لحظة… ثم سكن.

قال القاضي، بصوت هو مزيج من الشفقة والدهشة:
"لن يُحاكم النور لأنه أحب،
ولن يُدان لأنه احتفظ بما لا يُحتفظ به.
الذنب الحقيقي، أيها السادة،
أن نكفّ عن الحلم…
في عالمٍ يأكله الظلام."

ثم التفت إلى اللورد،
الذي ما عاد لوردًا، وما عاد مصباحًا،
بل كان بينهما: إنسان بذاكرة من وهج.

نظر إلى الفتاة التي كانت طفلة ثم امرأة ثم ظلًا
وقال بصوتٍ لا يسمعه إلا النور:
"حين خبّأت الحلم،
لم أكن أهرب به منكم…
بل أهرب به إليكم."

أُسدل ستار القاعة.
واختفى المصباح.
لا أحد يعرف إن تم الإفراج عنه، أو تلاشى في فراغ الضوء.

لكن في تلك الليلة،
أضاءت كل مصابيح المدينة دفعة واحدة،
لحظة واحدة فقط،
ثم انطفأت.
الا مصباح صغير في غرفة قديمة،
على سقفها،
كتبت امرأة بخط طفلة:
"أنت وحدك… بقيت."
الjo
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى