استرداد قلعة استركون
في أوائل عام 1014 هجرية = 1605م أي بعد مرور عشرة أعوام من سقوط قلعة أستركون في يد الصليبين أمر السلطان الجديد أحمد الأول الصدر الأعظم علي باشا بخروج على رأس جيشه إلى جبهة النمسا للاسترداد قلعة أستركون مرة أخرى, وبعد عدة أيام من وصل الحملة بلجراد توفي الصدر الأعظم علي باشا, فأسند السلطان أحمد الأول الصدارة العظمى لصاترجي محمد باشا الذي كان مكلفًا بحماية بودين, ولنعم القائد هو.
كان محمد باشا هو الذي كان محاصرًا في أستركون واضطر لتسليمها للألمان والنمساويين قبل ذلك بعشرة سنوات, وكان محمد باشا كل هذه السنوات ينتظر هذه لحظة ليغسل عار الهزيمة وتسليم القلعة ولينتقم كذلك للشهداء, توجه محمد باشا إلى أستركون وفي الطريق استعاد قلاع بشته, وخطوان, وواج, ثم حاصر قلعة أستركون على الرغم من اقتراب فصل الشتاء إلا أنه أراد أن يبث الرعب في قلوب جنود النمسا.
لما علم أمراء النمسا تصميم محمد باشا على دخول القلعة أرسلوا وفدًا من أمراء النمسا إلى محمد باشا وعرضوا عليه الصلح واستعدادهم لتسليم قلعة أستركون مقابل الحصول على قلعة أكره التي كان قد فتحها السلطان محمد الثالث بنفسه, لم يوافق محمد باشا على ذلك, وأرسل المؤرخ إبراهيم أفندي بجوي لعرض الأمر على السلطان أحمد وعلى شيخ الإسلام صنع الله أفندي, فجاءه الجواب بالرفض, وهو يقضي فصل الشتاء بالجيش في صحراء سرم شمال غرب بلجراد فابتهج لذلك الرفض وعزم على التوجه إلى أستركون مرة أخرى لمعاودة حصارها.
وفي تلك الأثناء كان محمد باشا بفضل عدله وإحسانه إلى الناس والمعاملة الحسنة للرعايا استطاع أن يستميل أحد أمراء أردل ويدعى بوجقاي مستغلاً استياءه واستياء الأهالي من تسلط النمسا عليهم وسوء معاملة أمرائهم لهم, وذكر كاتب جلبي أن بوجقاي جمع أعيان قومه فقالوا: نحن تحملنا الكثير من أذى وإهانة طائفة نمجه - النمسا-, وأصبحنا مغلوبين تحت تصرفهم, فإلى متى يهتك عرضنا وشرفنا, والحمد لله أن سلاطين بني عثمان أولياء نعمتنا منذ القدم.
وبعد تبادل الرسائل مع الصدر الأعظم محمد باشا تعهد بوجقاي بالطاعة للدولة, وتعهد محمد باشا أن ينصبه ملكًا على عموم ممالك المجر.
تو جه محمد باشا إلى أستركون فحاصرها, وأثناء الحصار أرسل خادم خسرو باشا لفتح قلعة ويشغراد ففتحها بالأمان, وأرسل أمير أمراء بودين لفتح قلعة تبه دلن ففتحها بعد حصار عنيفة وضربها بالمدافع, حرص محمد باشا على رفع الروح المعنوية للجنود فكان يدفعهم إلى الأمام دفعًا ويلهب حماستهم الدينية ويرغبهم في الجهاد.
وقد ذكر إبراهيم بجوي في تاريخه: إن الجنود في السنوات السابقة كانوا لا يستمالون إلا بتوزيع الترقيات والمكافآت, أما هذه المرة حينما نودي بالهجوم لم يبق شخص واحد إلا وهجم على القلعة, حتى أن أغا اليني جري – وهي فرقة من الجيش العثماني- حسين أغا هجم بنفسه على القلعة فتبعه الجنود بالتهليل والتكبير, وبعد عشرة أيام من الحصار وضرب المدافع فتحت القلعة الخارجية, وبعد عشرة أيام أخر تم فيها قصف القلعة الداخلية قصفًا عنيفًا, ثم صدر الأمر بالهجوم الأخير, فلم يجد جنود النمسا إلا الصراخ طالبين الأمان.
فما كان من محمد باشا إلا أن أرسل إبراهيم أفندي بجوي لإتمام عملية التسليم, ويذكر أنه هو نفسه الذي كان أحد أفراد وفد المسلمين في تسليم نفس تلك القلعة للنمسا قبل عشر سنوات, وفي 21 جمادى الأولى عام 1014 هجرية = 1605م خرج جنود النمسا المحاصرون في أستركون بالأمان وحملوا معهم أمتعتهم, ودخلها المسلمون وطهروا مسجدها مما أحدثه فيه الصليبيون من آثار, وأقاموا فيه صلاة الجمعة وعادت أستركون إلى دار الإسلام بعد عشر سنوات كاملة.
وفي تلك الأثناء أرسل الصدر الأعظم محمد باشا أمير أمراء قانيزه سرخوش إبراهيم باشا للإغارة على أطراف فيينا, فتوجه إليها يدعمه عدد من أمراء المجر التابعين لبوجقاي المذكور آنفًا, فأسروا عددًا من أمراء النمسا وغنموا غنائم لم يغنم جيش المسلمين مثلها منذ أيام السلطان سليمان القانوني رحمه الله, ثم أرسل بوجقاي إلى محمد باشا يستأذنه في حصار قلعة أويوار, فوافق محمد باشا وأمده بجنود من عنده, ثم لحق خادم خسرو باشا أميرًا على جيش الإسلام هناك, وتم فتح القلعة, وبعد هذه الفتوح عاد الوزير المظفر إلى عاصمة الخلافة استانبول
كان محمد باشا هو الذي كان محاصرًا في أستركون واضطر لتسليمها للألمان والنمساويين قبل ذلك بعشرة سنوات, وكان محمد باشا كل هذه السنوات ينتظر هذه لحظة ليغسل عار الهزيمة وتسليم القلعة ولينتقم كذلك للشهداء, توجه محمد باشا إلى أستركون وفي الطريق استعاد قلاع بشته, وخطوان, وواج, ثم حاصر قلعة أستركون على الرغم من اقتراب فصل الشتاء إلا أنه أراد أن يبث الرعب في قلوب جنود النمسا.
لما علم أمراء النمسا تصميم محمد باشا على دخول القلعة أرسلوا وفدًا من أمراء النمسا إلى محمد باشا وعرضوا عليه الصلح واستعدادهم لتسليم قلعة أستركون مقابل الحصول على قلعة أكره التي كان قد فتحها السلطان محمد الثالث بنفسه, لم يوافق محمد باشا على ذلك, وأرسل المؤرخ إبراهيم أفندي بجوي لعرض الأمر على السلطان أحمد وعلى شيخ الإسلام صنع الله أفندي, فجاءه الجواب بالرفض, وهو يقضي فصل الشتاء بالجيش في صحراء سرم شمال غرب بلجراد فابتهج لذلك الرفض وعزم على التوجه إلى أستركون مرة أخرى لمعاودة حصارها.
وفي تلك الأثناء كان محمد باشا بفضل عدله وإحسانه إلى الناس والمعاملة الحسنة للرعايا استطاع أن يستميل أحد أمراء أردل ويدعى بوجقاي مستغلاً استياءه واستياء الأهالي من تسلط النمسا عليهم وسوء معاملة أمرائهم لهم, وذكر كاتب جلبي أن بوجقاي جمع أعيان قومه فقالوا: نحن تحملنا الكثير من أذى وإهانة طائفة نمجه - النمسا-, وأصبحنا مغلوبين تحت تصرفهم, فإلى متى يهتك عرضنا وشرفنا, والحمد لله أن سلاطين بني عثمان أولياء نعمتنا منذ القدم.
وبعد تبادل الرسائل مع الصدر الأعظم محمد باشا تعهد بوجقاي بالطاعة للدولة, وتعهد محمد باشا أن ينصبه ملكًا على عموم ممالك المجر.
تو جه محمد باشا إلى أستركون فحاصرها, وأثناء الحصار أرسل خادم خسرو باشا لفتح قلعة ويشغراد ففتحها بالأمان, وأرسل أمير أمراء بودين لفتح قلعة تبه دلن ففتحها بعد حصار عنيفة وضربها بالمدافع, حرص محمد باشا على رفع الروح المعنوية للجنود فكان يدفعهم إلى الأمام دفعًا ويلهب حماستهم الدينية ويرغبهم في الجهاد.
وقد ذكر إبراهيم بجوي في تاريخه: إن الجنود في السنوات السابقة كانوا لا يستمالون إلا بتوزيع الترقيات والمكافآت, أما هذه المرة حينما نودي بالهجوم لم يبق شخص واحد إلا وهجم على القلعة, حتى أن أغا اليني جري – وهي فرقة من الجيش العثماني- حسين أغا هجم بنفسه على القلعة فتبعه الجنود بالتهليل والتكبير, وبعد عشرة أيام من الحصار وضرب المدافع فتحت القلعة الخارجية, وبعد عشرة أيام أخر تم فيها قصف القلعة الداخلية قصفًا عنيفًا, ثم صدر الأمر بالهجوم الأخير, فلم يجد جنود النمسا إلا الصراخ طالبين الأمان.
فما كان من محمد باشا إلا أن أرسل إبراهيم أفندي بجوي لإتمام عملية التسليم, ويذكر أنه هو نفسه الذي كان أحد أفراد وفد المسلمين في تسليم نفس تلك القلعة للنمسا قبل عشر سنوات, وفي 21 جمادى الأولى عام 1014 هجرية = 1605م خرج جنود النمسا المحاصرون في أستركون بالأمان وحملوا معهم أمتعتهم, ودخلها المسلمون وطهروا مسجدها مما أحدثه فيه الصليبيون من آثار, وأقاموا فيه صلاة الجمعة وعادت أستركون إلى دار الإسلام بعد عشر سنوات كاملة.
وفي تلك الأثناء أرسل الصدر الأعظم محمد باشا أمير أمراء قانيزه سرخوش إبراهيم باشا للإغارة على أطراف فيينا, فتوجه إليها يدعمه عدد من أمراء المجر التابعين لبوجقاي المذكور آنفًا, فأسروا عددًا من أمراء النمسا وغنموا غنائم لم يغنم جيش المسلمين مثلها منذ أيام السلطان سليمان القانوني رحمه الله, ثم أرسل بوجقاي إلى محمد باشا يستأذنه في حصار قلعة أويوار, فوافق محمد باشا وأمده بجنود من عنده, ثم لحق خادم خسرو باشا أميرًا على جيش الإسلام هناك, وتم فتح القلعة, وبعد هذه الفتوح عاد الوزير المظفر إلى عاصمة الخلافة استانبول
اسم الموضوع : استرداد قلعة استركون
|
المصدر : قسم الحروب و المعارك