ندى الورد
سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام

أحكام الأضحية وآداب المضحي
أحكام الأضحية وآداب المضحي

تعريف الأضحية:
هي ما يُذبَح في عيد الأضحى تقرُّبًا إلى الله تعالى.ما حكمها؟
هي مُستحبَّة، والاستحباب يتأكد في حق مَن لديه سعة في ماله.شروط الأضحية:
النية: لأن نية الذبح قد تكون تقرُّبًا لله تعالى وقد تكون لمجرد أكل اللحم والاستفادة من الذبيحة.نوع الذبيحة: لا بُدَّ أن تكون من الأنعام (الإبل، أو البقر، أو الغنم ضأنًا كان أو ماعزًا)، والذكور والإناث سواء.
سِن الذبيحة: من الضأن ما تم له ستة أشهُر، ومن المعز ما تم له سَنة، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن الإبل ما تم له خمس سنين.
السلامة من العيوب والأمراض: فلا يجوز التضحية بالذبيحة التي بها عيوب بيِّنة ظاهرة، أما العيب اليسير غير الواضح فيُعفى عنه؛ ومن جملة العيوب والأمراض: العمياء، أو العوراء، أو المريضة، أو العرجاء التي لا تطيق المشي، أو الهزيلة، أو ما بها كسر في عظمها، أو ما قُطِع طرف أذنها، أو ما قُطِع مؤخر أذنها، أو مشقوقة الأذن طولًا، أو التي في أذنها خَرْقٌ مستدير. وألحَقَ العلماءُ بذلك كل ما به عيب فاحش.
وقت الذبح:
يبدأ وقت الذبح من بعد صلاة العيد -وهوالأفضل-، ويستمر حتى غروب شمس يوم الثالثعشر من ذي الحجة، والذبح في النهار أو الليلسواء.
الذبح عن الشخص وأهل بيته:
تصح بالواحدة من الغنم عن الشخص وأهلبيته، وتصح بالبقرة عن سبعة أشخاص؛ أييجوز أن يشترك سبعة أشخاص في الأضحيةبالبقرة.
هل يضحي عن الميت؟
تجوز عن الميت؛ لأن الموت لا يمنع التقرُّب عنالميت كما في الصدقة والحج، ولأن النبي ﷺ ضحى بكبْشَيْن: أحدهما عن نفسه وأهل بيته، والآخر عمَّن لم يُضَحِّ من أمته -وفيهم أموات-.
ملحوظات متفرقة:
- الأصل أن الذبح يتم في بلد المضحِّي، لكن يجوز له أن يوكِّل أحدًا خارج بلده بالذبح ويوزِّع اللحم على المحتاجين.
- يُستحَب أن يذبح المضحِّي أضحيته بنفسه -إن استطاع- لأنها قربة لله، وإن لم يستطع فله أن يُنيب غيره.
- يُستحَب للمضحِّي أن يكون حاضرًا عند ذبح أضحيته.
- يجب على مَن يقوم بالذبح أن يسمِّي ويكبِّر قائلًا: "باسم الله، والله أكبر"، ويُستحب أن يقول المضحِّي عند الذبح: "اللهم إن هذا عني وعن أهل بيتي، اللهم إن هذا منك ولك".
- يجب على الذابح ألَّا يعذِّب الذبيحة؛ فيجب عليه أن يسوقها إلى مكان الذبح برفق، وأن يسنّ سِكِّينه جيدًا، وأن يقطع عروق رقبتها المسئولة عن مفارقة الحياة.
- لا يوجد تقسيم صريح خاص بالأضحية؛ فالمضحِّي له أن يتصدق بكل لحمها، وله أن يأكله كله، لكن الأفضل أن يأكل من بعضها ويتصدق ببعضها ويهدي أقاربه ببعضها.
من آداب المضحي
إن المسلم الذي يضحي لله فإنما يشارك الحاج في بعض أعمال النسك، وهو التقرب إلى الله بذبح القربان (الأضحية)، ويشاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر والظفر.حكم أخذ الشعر والظفر لمن أراد أن يضحي
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضى الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا». [صحيح مسلم: باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وهو مريد التضحية أن يأخذ من شعره أو أظفاره شيئا (1977)]«والمراد بالنهي عن الحلق والقلم المنع من إزالة الظفر بقلم أو كسر أو غيره والمنع من إزالة الشعر بحلق أو تقصير أو نتف أو إحراق أو بنورة وغير ذلك وسواء شعر العانة والإبط والشارب وغير ذلك
قال إبراهيم المروذي.. وحكم سائر أجزاء البدن حكم الشعر والظفر ودليله حديث أم سلمة». [المجموع شرح المهذب (8/ 392)]
أثر النية بعد دخول العشر
قد يأخذ المضحي من شعر وظفره، ناسياً أو عامدًا، أو قد ينوي أن يضحي بعد دخول العشر أو قبل انتهائها بيوم أو يومين، وقد أخذ من شعره وأظافره، فماذا يفعل؟:المضحي إذا لم ينو أن يضحي إلا بعد دخول العشر، وكان قد أخذ من شعره، فلا حرج عليه أن يضحي ولا يكون آثمًا بأخذ ما أخذ من أظفاره وشعره لأنه قبل أن ينوي.
من يشمله حكم الإمساك عن الشعر والظفر؟
حكم النهي في الإمساك عن الشعر والظفر والبشرة للمضحي، لا يعم جميع أهل البيت الذي ضحى عنهم، حيث أن هذا الحكم خاص بمن يضحي، أما من يضحي عنه فلا يتعلق به هذا الحكم؛ لأن النبي ﷺ كان يضحي عن أهل بيته ولم ينقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.حالات يُباح فيها الأخذ من الشعر أو الظفر
من احتاج إلى أخذ الشعر والظفر والبشرة فأخذها وهو يريد أن يضحي، فلا حرج عليه مثل:أ- أن يكون به جرح فيحتاج إلى قص الشعر عنه.
ب-أو ينكسر ظفره فيؤذيه فيقص ما يتأذى به.
ج-أو تتدلى قشرة من جلده فتؤذيه فيقصها.
من أخذ من شعره أو ظفره دون حاجة
من قص أظافره أو شعره دون الحاجة لذلك، فالذي عليه أكثر أهل العلم أنه قد أتى بمكروه، كما قال النووي في المجموع: مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي، وقال مالك وأبو حنيفة: لا يكره، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم وعن مالك أنه يكره.من فعله ناسيًا أو متعمدًا
فمن فعل ذلك عمداً أو نسياناً فلا شيء عليه، كما أنه لا يؤثر في صحة أضحيته، وعليه أن يستغفر الله تعالى ولا فدية فيه إجماعاً سواء فعله عمداً أو نسياناً.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
انشر تؤجر وشاركنا تعليقاتك.
للاستزادة:





اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : أحكام الأضحية وآداب المضحي
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي