الرسائل التي نجت من الحرائق

[الإكليل*]

شعر بشيء يتحرك داخله
ليس خوفا
فالخوف يحتاج إلى مستقبل
وهو هنا بلا مستقبل
ليس أملا
فالأمل يتطلب جرحا
ولا جروح في جسد لم يعد جسدا
إنه شيء آخر
أقرب إلى يقظة باردة
كأن أفكاره بدأت تتنفس وحدها
بعيدة عنه
تتجول داخله
كما يتجول غريب في بيت بلا أبواب
سأل نفسه
هل هذا أنا
أم أنني أراقبني من الخارج
لكن لا خارج هنا
ولا أنا
كما كان يعرفها
وفجأة
لم يكن هناك ظلمة
ولا نور
بل حالة ثالثة
لون لا لون له
يحمل طعم الدهشة
وحرقة الوعي
حين يُجلد بالحقيقة
رأى انعكاسا
كان يطفو في الهواء
بلا مرآة
بلا سطح
وكان الانعكاس
يشبهه
ولا يشبهه
كان مزيجا من وجوه نسيها
وأصوات التقى بها في الحلم
وكانت هناك عينان
عينا أمه
أو حبيبته
أو نفسه حين كان بريئا
مد يده
فلم تخرج يده
بل خرج إحساسه بها
كأن اليد فكرة
وليست لحما وعظما
لمس الانعكاس
أو توهم أنه فعل
فجأة
ارتج كل شيء
لكن لا صوت
لا اهتزاز
بل فكرة تهدمت داخله
سقطت جملة
كان يحملها منذ البدء
دون أن يعرف
سقطت
وقالت له
كنت تظن أنك تعرفك
لكن كل ما كنته
مجرد ظل في عين أحدهم
وبكى
لا بدموع
بل بشعور غامر
أنّه خلق للتو
أنّه لم يكن من قبل
وأنه الآن يبدأ
من الفراغ
من حيث تبدأ الحقائق
بعد أن تموت الكلمات


لي عودة

 

[الإكليل*]

استفاق
دون أن يدري إن كان قد نام
العينان مفتوحتان
لكن لا ضوء
لا سقف لا جدران لا أرض
فقط
هو والفراغ
لم يشعر بجسده
لم يشعر بانفاسه
لكنه يعرف انه هناك
يعرف لأنه يسمع شيئا
يشبه الصوت
لكنه لا صوت
أقرب إلى ارتجاف ناعم
في قلب العدم
نبض لا ينبض
أثر لشيء لم يكن
حاول أن يتذكر
شيئا
أي شيء
اسما
وجها
جملة قالها
حزنا مر به
ضحكة خفيفة على شفتي غريب
لكنه وجد ذاكرته
كتلة من ضباب
كل ما فيها
نسيان
في هذا المكان
لا وجود للوقت
كل اللحظات
تسيل كزيت
على صفحة ماء راكد
لا ماض
ولا انتظار
شعور هائل
أنه كان يوما
ثم لم يعد
الفراغ لا يهمس بل يثقل
يلتف حول افكاره
مثل عصفور تبلل
ويعصر الإدراك حتى يتقشر
كأن الوعي نفسه
ورقة خريفية
تتهاوى بهدوء
لا يسمعه أحد
أراد أن يصرخ
لكن الصراخ لا يولد هنا
الحلق....... طريق مغلق
والصوت لا جدوى منه
الفراغ لا يصغي
الفراغ لا يعبأ
خطا خطوة
أو ظن أنه فعل
لم يكن هناك أرض
فلا خطى
ولا وقع
فقط
تحرك داخلي
كأن روحه تزحف
داخل قوقعة لا جدار لها
ثم رأى شيئا
لا شكل له
ربما هو ظل فكرة
أو فكرة عن ظل
أراد أن يقترب
لكن القرب والبعد بلا معنى
في عالم لا يملك أبعادا
قال لنفسه جملة
أو ربما سمعها
من نفسه
أو من شيء
يسكن داخله ولم يعرف أنه هناك
قالت الجملة
هل هذا موت
أم ولادة من نوع لم يجربه البشر
صمت
لأن الصمت هنا لا يكسر
والسؤال
مجرد زينة خافتة
على صدر العدم


خالد

لي عودة

 

[الإكليل*]

كأن شيئا بداخله انكسر
لا صوت للانكسار
لكن الصمت تشظى
وتناثر في كل ما تبقى منه
صرخة حبستها الأكوان
وانفجرت فيه
دون أن يسمعها أحد
كأن روحه تتمزق على مهل
كأن فيها شقوقا قديمة
وكل لحظة
تتسرب منها قطرة لا تُرى
كأن الوعي نفسه ينزف
دون جرح
لم يعد يريد أن يفهم
لم يعد يريد أن يتماسك
لم يعد يريد
فقط يريد أن
يصرخ
يشتعل
ينهار
يركل هذا الفراغ
يصفعه
يصر على أن الفراغ كاذب
وأن شيئا ما لا يزال حيا فيه
أنا هنا
قالها داخله
أو تمنى أن يقولها
لكن الصدى لم يجب
ولا الصمت
ولا شيء
أنا لست رمادا
أنا لست خيالا
أنا لست لا شيء
فلماذا لا أشعر بي
لماذا لا يردني الضوء
ولا يأخذني الظل
لماذا لا أموت
ولا أعود
الفراغ الآن أقرب
أقرب من جلده
من عينه
من اسمه
كأن الفراغ لبس روحه


لي عودة

خالد

 

[الإكليل*]

قال الوعي
كل شي صار ثقيلا
الكلمات
الاشياء
الصباح
حتى انا
قال الجسد
كل شي يؤلمني
الكعب
الظهر
العين
حتى الاحلام
قال الزمن
كل شي يتأخر
الفرح
الشفاء
الاجوبه
حتى النهايه
قالت الأنا القديمة
كل شي تغير
نبرة الصوت
اشكال الضحكات
لون الذاكرة
حتى انا
قال الوعي
من فينا خذل الاخر
قال الجسد
انت اردت ان تبدو بخير
فاستجبت لك
لكنني كنت اموت ببطء
قال الزمن
انت حسبتني قابلا للتفاوض
لكنني امشي دون ان التفت
قالت الأنا القديمه
انت تركتني حين كنت حقيقي
وعدت الي حين
صرت نسخه باهته منك
وهنا
دخلت الروح
لم تجلس
لم تتكلم فورا
وقفت في الزاويه
مثل شك قديم
قال الوعي
قولي شيئا
قالت الروح
مضى وقت الكلام
انتم صراخ في غرفه مغلقة
قال الجسد
هل ستنقذينا
قالت الروح
لست طبيبه
انا مرآه
قال الزمن
هل تعرفين النهايه
قالت الروح
اعرفها
لكنكم لا تصلون اليها
بل تمرون منها وانتم تنظرون للخلف
قالت الأنا القديمة
اشتقت لك
قالت الروح
انا لم اغب
انتم فقط
انشغلتم بانفسكم عن انفسكم
قال الوعي
اذن من انا
قالت الروح
انت مجرد سؤال
عالق في حنجرة الصمت
تكرر نفسه بصيغ مختلفه
ويظن انه اكتشف شيئا كلما تعب



خالد

لي عودة

 

[الإكليل*]

مثل الحلم يتمدد في زوايا الرأس
يبحث عن مخرج
والذاكره تشهق في صمت
كلما حاولت ان تخفت
النسيان يقف على الباب
لا يدخل ولا يرحل
الجسد متكئ على جدار من تعب
والروح تشاهد ولا تتدخل
كل ما ظنناه معنا
كان ينسحب ببطء
الايام تسير فوق القلب
كأنها لا تراه
والمرايا تزداد ضبابا
والاصوات كلها تشبه بعضها
لم يعد هناك سؤال واضح
ولا اجابه مرتبه
الكل يهمس
الكل يشتكي
لكن لا احد ينصت
الذاكرة تهمهم
لست سجنا
انتم فقط تأبون الفرار
والنسيان يشير
انا لست ندمكم
انا شجاعتكم المؤجله
الجسد يئن دون صوت
كأنه تعود ان يكون صامتا
كي لا يزعجكم
والوعي يتعب من نفسه
يعيد تدوير الاسئله
يسميها فهما وهو يعلم انها دوران
الروح لا تقترب
تراقب كما لو ان الحريق ليس شأنها
لكنها تشبه الماء في عين من يغرق
كان الوقت يمشي
ولا احد يلحق
كأن كل شي تأخر عمدا
او اننا كنا بطيئين
او ان الطريق لم تكن لنا
بين الحلم والذاكرة
مساحه اسمها.... لو
وبين الجسد والوعي هاوية
اسمها.... يجب
وبين الروح وكل شيء
مسافه صامتة
تشبه الفهم
ولا تشبه الحل

 

[الإكليل*]

في محافل السكون
حين تصمت كل الاشياء
يظهر الصوت الوحيد
ذلك الذي لا يأتي من فم
ولا يخرج من عقل
بل ينبض في منتصف الصدر
كأنه بقايا احد ما
لا يقال فيه شي
ولا يُطلب فيه شي
هو فقط حضور كثيف
لشيء لا نعرف اسمه
السرير ليس راحه
والوساده ليست كتفا
والنافذه لا تفتح الا على سؤال
نحن لا نعيش
نحن نؤجل الانهيار
نرتب التعب
نزين الشقوق
نتظاهر اننا بخير
لان الاعتراف مرهق
ولان لا احد ينتظر الحقيقه
كل ما فينا
يبحث عن مخرج
لكننا نعود دائما الى الداخل
كأننا عالقون في مرايا لا تعكس
بل تبتلع
لا نور
ولا ظل
فقط ضوء باهت
يشبه فهمنا لانفسنا
وفي الزاويه
حلم قديم
ينظر الينا بخيبه
كأننا خناه
حين طلب فقط ان نصدقه


خالد

لنا عودة

 

[الإكليل*]

فراغ يزفر كطيف
يتلو صلاة الغياب
بلا كلمات بلا أصوات
ظل لا شكل له
يتراقص على حافة اللامكان
بلا وزن بلا بداية
نبضات صمت تهز الكون من الداخل
تنساب كدموع من ليل بلا قمر
شعور بلا جسد يختنق
في وحشة أزلية لا تعرف هواء
زمن يتلاشى
كأنه رماد يذوب في نهر من نسيان
لا نهاية له
دموع من فراغ تتساقط
بلا أثر تخترق صمت العدم
بلا رجعة
أرواح معلقة في لحظة
لا تسقط ولا تحلق
تحت سقف لا سقف له
صدى همسات
وجود يحتضر
بلا حضور يذوب في بحر من لا وجود
ضوء خافت من بين رماد الوجود
يلمح نفسه ولا يجد من يراه
صمت يتكسر كزجاج محطم
يعكس وجوه من لا أحد
في مرآة اللاشيء
الفراغ هنا ليس فراغ
بل هو عالم يتنفس صمتا
ينبض بعدم
يحكي قصة لا تروى
يتسرب إلى العروق
يدخل بين الذرات
يذوب في كل فكرة
يختفي في كل ذكرى
ليس فراغا ليملأه شيء
بل فضاء بلا أبعاد
لا مكان فيه للماض
ولا للحاضر ولا للمستقبل
تكون فيه الأرواح أجنحة بلا ريش
والأحلام سفن بلا موانئ
والألم حكاية بلا بداية ولا نهاية
هنا يذوب الوعي
ويصمت الجسد
وينطفئ الزمن
وتختفي الأنا

 

[الإكليل*]

ظلال تهمس بأسرار
لا يسمعها الا الفقد
نهر بلا ماء يجري
في صمت لا نهاية له
صدى خطوات لا مكان لها
تمضي بلا عودة
جدران بلا حوائط تتنفس
وحشة بلا هواء
وجه بلا عيون يبكي دموعا
لا تصل الى الارض
ليل يغسل الافكار بظلاله الثقيلة
قلب ينبض ببطء
كأنه يحتضر في عتمة
لا تعرف الفجر
صحراء منسجمة مع صمتها
لا يزعجها سوى خفقات روح تائهة
كلمات تذوب في فراغ بلا نهاية
تتلاشى مثل دخان بلا رائحة
وحده تملأ الاماكن الفارغة
بصمتها العميق دون ان تترك اثرا

 

[الإكليل*]

في حضرة اللاشيء
يرقد وجه بلا عيون
يراقب سقوط لحظة
تنتهي في بئر لا عمق له
سماء سوداء بلا نجوم
تتكسر فوق رصيف الذكريات
حيث تمشي أرواح ضائعة
تتسرب بين أصابع الزمن كغبار
جسد من دون وزن
يطفو بلا قرار بين موجات صمت
تهدهد أفكار لم تولد بعد
وأحلام تذوب قبل أن تحكى
همس نبتة وحيدة
في صحراء بلا هواء
تنادي ريحا لا تسمع
وعيناً لا ترى
سوى نفسها تتلاشى
ظل كائن لا جسد له
يكتب على جدار الفقد
أسطورة بلا بطل
وحكاية بلا نهاية
زمنٌ ينحني على نفسه
يلتهم لحظاته
ويولد من رماده سراباً
يدعو للفرار بلا رجعة
روح تشبه ناراً من دون لهب
تشتعل في داخلك بلا ألسنة
تلهب بلا دفء
تسكن وحدتها كالبركان المنطفئ
أين الذات وأين الآخر
حين يتشابكان في وهم لا نهائي
ويصبح الوعي مجرد صدى
يتلاشى في جوف الصمت
وهكذا نغوص بلا قارب بلا شراع
في بحر اللاوعي
حيث لا مرفأ ولا ميناء
سوى الغياب الأبدي

خالد
لنا عودة

 

[الإكليل*]

قال
ذاهب لاصنع لي مجدا
فوجده محتجزا خلف بوابه محكمه
يطلب هويه
وصوره ثلاثيه
وتزكيه من احد العظماء الموتى
قال
ساخرج من دائره العبث
فاستدار
فعاد لنفس النقطه
ضحكت عليه الارض
واخفت عليه الاتجاه
قال
الحب
ذلك الشي العجيب
يبدا برساله
يمر بعتاب
ينتهي بصوره ممسوحه
قال
النجاح
ان تركض
ثم تركض
ثم تسقط
ثم تكتب عن السقوط كتابا
ثم تحصل على جائزه
قال
من انا
فاجابه الفراغ
انت سؤال اضافي
في امتحان لم يصدر بعد

 

[الإكليل*]

فراغ يزفر
كطيف يتلو صلاة الغياب
بلا كلمات بلا أصوات
ظل لا شكل له
يتراقص على حافة اللامكان
بلا وزن بلا بداية
نبضات صمت تهز الكون
من الداخل
تنساب كدموع من ليل بلا قمر
شعور بلا جسد يختنق
في وحشة أزلية لا تعرف هواء
زمن يتلاشى كأنّه رماد يذوب
في نهر من نسيان لا نهاية له
دموع من فراغ تتساقط
بلا أثر تخترق صمت العدم بلا رجعة
أرواح معلقة في لحظة لا تسقط ولا تحلّق تحت سقف لا سقف له
صدى همسات
وجود يحتضر بلا حضور
يذوب في بحر من لا وجود
ضوء خافت من بين رماد الوجود
يلمح نفسه ولا يجد من يراه
صمت يتكسر كزجاج محطم
يعكس وجوه من لا أحد في مرآة اللاشيء

 

[الإكليل*]

لم يعرف كم مضى
هل مضى
في هذا الفراغ
الزمن لا يتحرك
بل يذوب
كما يذوب الملح في ماء لا طعم له
ساكن
لكن شيئا ما فيه يتآكل
وكأن الصمت
يأكل اطراف الروح بهدوء جائع
بدأ يشعر بثقل
لا في جسده الذي لا يشعر به
بل في فكر لم يعد يعرف انه يفكر
ثقل يشبه ذاكرة طفل لم يولد
يحاول ان يتذكر
ما لم يره بعد
ظهر ضوء
او لمعة خافتة
لا تقوى على التوهج
كأن الفراغ نفسه
اصابته رعشة
هل هناك احد
لا ليس احد
بل احساس خافت
بان الفراغ
ينظر
ولأول مرة
خاف
ليس خوفا من الم
بل من شيء
قد يكون اسمه عودة
او لعله حقيقة
نسيناها حين خرجنا من الرحم الاول
قال شيئا
او هكذا ظن
كأن الكلمة نبتت في داخله ولم تخرج
كأن اللغة خجلى
امام هذا البياض الكلي
وسأل نفسه بصوت لم يسمع
ان كان هذا عدما
فلماذا يشبهني
وان كنت انا
فمن اذا الذي يراقبني من الداخل

 

[الإكليل*]

الوعي بدأ ينهار
الجسد يطالب بحقه
قال الوعي
كلما حاولت ان افهم
ازداد الصمت حولي
وكأن المعنى
لا يحب ان يكشف
قال الجسد
كلما اطعتك
تعبت
وكلما عصيتك
شفيت قليلا
هل انا ضدك
ام انت ضدي
قال الزمن
كلما ركضتم
اتسعت المسافة
كأنني لا امشي
بل اتمدد
قالت الأنا القديمة
كنت اظنك ستعود لي ناضجا
لا مكسورا
الطفولة لا تنتظر الاعتذار
لكنها تفهم الخيبة
قال الوعي
احاول ان استعيد نفسي
قالت الروح
اي نفس
كل مره تفقد جزءا
وتصنع مكانه وجها اخر
اسمك الان كثرة
لا وحده
قال الجسد
اريد ان ارتاح
اريد ان انفصل
ان اعيش بلا افكار
بلا تردد
ان انام
كنبته
كنهر
كموت مؤقت بلا مواعيد
قال الزمن
لن تنتصروا علي
لكن بامكانكم التصالح معي
خذوا منكم ما يكفي
واتركوا الباقي
قالت الروح
الذين يفهمون
يقل كلامهم
وتكبر عيونهم
ويتقنون فن الانسحاب من الداخل
قال الوعي
اذن ماذا نفعل
قالت الروح
لا تفعلوا شيئا
ارقبوا
استمعوا
حين تصمت كل اصواتكم
سأهمس بما نسيتم انكم تعرفونه

 

[الإكليل*]

قال الوعي
اشعر اني اتكلم
ولا احد يسمع
حتى انا لا اسمعني جيدا
قال الجسد
صرت اخاف النوم
اخاف ان لا استيقظ
او ان استيقظ ولا اجدني
قال الزمن
انتم لستم في سباق
انتم في دوران
والبدايه تشبه النهايه
لانها كانت هي نفسها طوال الوقت
قالت الأنا القديمه
لم اعد ابكي حين اتذكر
بل ابكي حين لا اشعر بشي
قالت الروح
ها هو يقترب
شي غريب
ناعم
بارد
لا يشبهكم
لكنه منكم
دخل الحلم
قال الحلم
انا لا اسمح بالاسئله
ولا بالاجوبه
انا فقط اريكم وجوها اخرى منكم
تشبهكم قليلا
وتخونكم كثيرا
قال الوعي
هل انت حقيقه
قال الحلم
انا ما تبقى منكم
حين تغلقون اعينكم
انا المسرح الاخير
حين تسقط الاقنعه
قال الجسد
لكني لا ارتاح فيك
قال الحلم
لانك تحاول ان تسيطر
وانا لا احب العقلاء
قال الزمن
فيك اتجمد
قال الحلم
وفيك تتكسر
لكنك لا تشعر
وهذا مكسب
قالت الأنا القديمه
كلما زرتك نسيتني
قال الحلم
وهذا ما ينقذك منك
قالت الروح
اعرفك
رأيتك قبل الخلق
وستبقى بعد الفناء
انت الوجه الاكثر صدقا
من بين كل الاكاذيب
قال الوعي
اذا هل ننام
قال الحلم
نم
ولكن لا تتعلق بي
انا لا ابقى
ولا اعد بشي
قالت الروح
نحن لا نبحث عن البقاء
بل عن مكان نذوب فيه
دون وجع
قال الكل
نمنا
وسكتت الغرفه
لا لان الكلام انتهى
بل لان السكون اخيرا فهم ما قيل

 

[الإكليل*]

بين مراتب الامان معلم عظيم
تتلقفه حدقات القلوب
نسأله خفية
ما سر تلك الطمانينة
حين نقترب منه بقصد
او من حيث لا ندري
تصفية الروح
لا تكون الا بخلع الاقفال القديمة
تلك التي صدئت وضاعت مفاتيحها
بين ظن محترق وظن اعياه الانحناء
لا نعرف كيف يمرق العظماء
ولا باي سكينة يعبرون
ولا زال بعضهم يسأل المارة
عن مأوى مؤقت في نوايا البشر
لذلك
هناك من يقتسمون الفهم
حتى يفرغ المعنى
ويصبح الذكاء عبئا يشبه الغباء
وهناك من ينهار بمجرد صحوته
معقد التركيب ينسحب سريعا
الى قوقعته
يهرب من اول نسمة تحمل رائحة الذل
وتعقيبا على جرائم التبتل المغلفة
بنزال مفهرس
ينطوي تحت مظلة الرقي الزائف
امر مسلم به للقدر لا يناقش
فالمنقسمون على انفسهم
اعتادوا الصهيل في مدرجات القلوب
بلا ادنى شعور وبلا كرامات
ولنا في ذاكرة التاريخ نماذج
خطت بما اعنيه
من مهازل الارواح الشاحبة
اودت بحياة الكثيرين
الى حافة الغبن
حتى باتوا يتقاسمون
مزارات المحرقة القلبية
ويخادعون بالدموع
وبأجسادهم الرخيصة
كما لو كانت دموعا حقيقية
لكنها لا تبلل شيئا

 

[الإكليل*]

كل الذين طهروا أفواههم بالكتمان
كانوا يحملون قنابل في صدورهم
لم ينج منهم أحد
كلهم تفجروا بشكل أو بآخر
في وجه من أحبهم
في وجه أنفسهم
في المرآة حين ظنوا أن النضج خلاص
وأن البقاء حيا لا يتطلب أكثر من تجاهل
أولئك الذين يدعون الفهم
يتقاسمون غباؤهم بخشوع
يمضغون المصطلحات
كما لو كانت حبوب خلاص
ويبررون كل خيبة بمفردة فلسفية
ثم ينهارون سرا
كأطفال يعاقبون على البكاء
أما الذين تمسكوا بالرقي
حتى انفجرت أوردتهم
فهم خاسرون
مدفنون في نعوش مفتوحة
ينتظرون اعترافا متأخرا
من بشر بلا ذاكرة
الذين صهلوا في مدرجات القلوب
ظنوا أن الحب رياضة جماعية
أن النقاء إعلان
أن العظمة تتطلب جمهورا
الحقيقة
أن بعض البشر
أوطان من خراب
تصافحهم بيمينك
ويأكلون قلبك باليسرى
والحقيقة الأشد
أننا كنا نعرف
لكننا أغمضنا
كنا نرى
لكننا تواطأنا
والدموع
هي الدليل الذي يمحوه صاحبه
حين لا يريد أن يدان