“بين قلبي واسمكِ”

لا أملك من الكلمات ما يكفي لوصف ما يحدث في داخلي حين أغمض عيني،
لكنني سأخوض المحاولة…
بهدوء من يعرف أن الكلام لن يُنصف ما يشعر به،
وبعناد من لم يتعلم بعد كيف ينسى.
كُتبتِ بالأفق فصولًا،
وفوق الجبين… فرحة،
لم تكن فرحتكِ، بل فرحتي بكِ…
كأنكِ الضوء حين يأتي من حيث لا ننتظر.
أنتِ لستِ أنثى مرّت في العمر،
أنتِ العمر الذي مرّ بي وأنا لا أدري.
أحببتكِ…
لا كواجب عاطفي،
ولا كقصة عابرة في كتاب،
بل كمن وجد وطنه متأخرًا،
فأقسم ألا يرحل عنه… حتى وإن انهار فوقه.
كنتِ… تلك اللحظة التي تسبق الأمان بثانية،
وذلك الشغف الذي لا يهدأ،
الخوف الذي يُرادف الحُب،
والدهشة التي لا تفسير لها.
كلّما مرّ طيفكِ،
انفتح في داخلي فصلٌ خامد… يعود ليحيا،
لم أُخبركِ يومًا،
لكنني كنتُ أراكِ في كل تفصيلة صغيرة:
في مشبك شعرٍ ضم خصلة من شعرك،
في صوت فيروز حين يصدح في عزّ الوحدة،
في الكتب التي لا أُكملها كي لا أنساكِ بين صفحاتها،
وفي الطرقات التي أُطيل المشي فيها، لعلّي أمرّ بكِ صدفة.
أتعلمين؟
أحيانًا أشتاق إليكِ بشكل صامت،
كأنكِ صلاة مؤجلة،
أو نذر لم أقدر على الوفاء به.
أشتاقكِ كمن ينتظر مشهدًا لم يكتمل،
كمن توقفت به الحياة عند كلمة “لكن…”
ولم يستطع إكمال الجملة.
أنتِ لا تشبهين أولئك الذين أحبّتهم البشرية،
أنتِ حالةٌ خاصة،
من تلك الحالات التي تحدث مرةً واحدة فقط… ثم تمضي.
وإن سألتِ: لماذا أحببتني؟
لأجبتكِ:
لأنكِ أعدتِ تعريف الحبّ بداخلي،
لأنكِ كنتِ المعنى حين ضاعت كل المعاني،
لأنكِ كنتِ النعمة التي لم أطلبها،
لكنني سجدتُ لها شكرًا… كل يوم.
وها أنا الآن،
أكتبكِ كما يكتب الغريب وطنًا لم يطأه،
أراكِ في خيالي كما ترى النجمةُ انعكاسها في ماءٍ راكد،
ألمس طيفكِ دون أن أشتكي،
وأحبكِ… دون أن أطلب شيئًا بالمقابل.
يكفيني أنكِ حدثتِ ذات زمن،
وتركتِ وراءكِ موسمًا لا ينتهي…
أعيشه لأكتبه كل ليلة.


اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : “بين قلبي واسمكِ”
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء