-
- إنضم
- 23 فبراير 2023
-
- المشاركات
- 61,583
-
- مستوى التفاعل
- 25,428
- مجموع اﻻوسمة
- 26
حرائق ناعمة

كلما فكرتُ في الخراب، تذكّرتُ قلبي.
ذلك المكان الذي لم تسكنه الجيوش، لكن مرّت فيه جميع المعارك.
في داخلي مدينة، ليست خيالية ولا حقيقية تمامًا،تشبه القدس حين تَنهزم بهدوء،
تتوضأ بالفقد وتصلي بالعزّة،
ترتّق شقوق الذاكرة بخيوطٍ من كبرياءٍ ناعم،
لا يُرى… لكنه يمنع السقوط.
كتبت هذا النص وأنا أقاوم.
لا أحد يرانا حين نقاوم بالبكاء الصامت،
بالابتسامات المتعبة،
بالحروف التي لا تطلب الخلاص بل تعترف بأنها احترقت ولم تتحوّل رمادًا.
إنها كتابة لا تُعلن الحرب، لكنها لا تعترف بالهزيمة.
كتابة تنظر إلى العتمة ولا تلعنها، بل تُضيء نفسها كي لا تبتلعها.
كتابة تعرف أن الصراخ ليس أعلى أشكال الألم،
وأن الصمت حين يشتعل، يصبح بيتًا يسكنه الوجعُ كاملاً... دون أن يفيض.
**❝ بعض الحرائق لا تشتعل لتُفني،
بل لتُنير ممرًا داخلنا…
حريقٌ هادئ، يشبه صمت الأرواح النبيلة حين تنكسر. ❞**
أنا القُدس... حين لا أُقاتل
كما النيران تمتدُّ بهشيمٍ غاشم،
كانت الحرائق تجتاح قلبي.
لا نزيف، لا دماء...
الدم انسحب مبكرًا،
ربما لأنه يعرف أن المعركة ليست جسدًا، بل ذاكرة.
هناك، في الزاوية المعتمة من صدري،
كُتبت الخطوط الأولى للاجتياح.
لم أكن فينقًا لأنهض من الرماد،
ولا كنتُ محصّنة كروما لأردّ الهجوم.
أنا القدس،
أُردُّ العدوان برونقٍ قديم،
لا يعلو صوته،
لكنه لا يُقهر.
هدوئي لا يعني الاستسلام.
أنا أرستقراطية الألم،
لا أقاتل بالسيف،
بل بالنظر العميق إلى فوضى الحريق،
وأقول للشر:
"مرّ من هنا، لكنّك لن تسكنني."
صفّقت طيورُ السنونو،
لا ابتهاجًا،
بل لتوقظ الغيمَ الذي استلقى على كتف الحنين،
غيمٌ ثقيل... كأنّه نسي أنه سماء.
ونعقتِ الغربان،
لا في الأشجار، بل في رأسي،
كأن جنازةً تُقام لظلٍّ خجول،
مرّ من الضوء دون أن يُخلّف أثرًا،
كأنه لم يكن.
تشقّقت الأوتار،
لم تعد آلةً موسيقية،
بل أحشاء من خشبٍ وغياب،
تصرخ بصوت لا يشبه شيئًا
سوى موتٍ يعودُ إلى رحم العدم،
جنينٌ يُولد بالعكس.
هل سمعتَ ذاك الونين؟
لا في الريح،
بل تحت جلد اللغة،
حيث تمشي الأقدام على جمر المعنى،
ولا تترك أثرًا سوى دخانٍ في الهواء.
الاحتراق؟
ذاك قلبي،
يُدخّن صورتها القديمة،
كأن الحنين سيجارة،
والرماد...
ليس ما تبقّى، بل ما بدأ.
طعْمُ الفِراق؟
مرٌّ كالحقيقة،
ملحٌ لا يذوب،
يبقى عالقًا على طرف اللسان،
كالقبلة التي لم تحدث،
والنار التي لم تنطفئ،
والكلمة التي لم تُقال.
أنا لا أُحسن الحروب،
لكنّي أتقن التماسك.
أتقن أن أُهزَم بعزّة،
أن أُدمى دون أن أصرخ،
أن أُنقذ نفسي بالبُطء،
بالعينين لا باليدين،
بالنسيان لا بالانتقام.
أنا القدس،
حين لا أقاتل،
وحين لا أُحبّ،
وحين لا أتكلم...
أظلُّ أنا.
كما النيران تمتدُّ بهشيمٍ غاشم،
كانت الحرائق تجتاح قلبي.
لا نزيف، لا دماء...
الدم انسحب مبكرًا،
ربما لأنه يعرف أن المعركة ليست جسدًا، بل ذاكرة.
هناك، في الزاوية المعتمة من صدري،
كُتبت الخطوط الأولى للاجتياح.
لم أكن فينقًا لأنهض من الرماد،
ولا كنتُ محصّنة كروما لأردّ الهجوم.
أنا القدس،
أُردُّ العدوان برونقٍ قديم،
لا يعلو صوته،
لكنه لا يُقهر.
هدوئي لا يعني الاستسلام.
أنا أرستقراطية الألم،
لا أقاتل بالسيف،
بل بالنظر العميق إلى فوضى الحريق،
وأقول للشر:
"مرّ من هنا، لكنّك لن تسكنني."
صفّقت طيورُ السنونو،
لا ابتهاجًا،
بل لتوقظ الغيمَ الذي استلقى على كتف الحنين،
غيمٌ ثقيل... كأنّه نسي أنه سماء.
ونعقتِ الغربان،
لا في الأشجار، بل في رأسي،
كأن جنازةً تُقام لظلٍّ خجول،
مرّ من الضوء دون أن يُخلّف أثرًا،
كأنه لم يكن.
تشقّقت الأوتار،
لم تعد آلةً موسيقية،
بل أحشاء من خشبٍ وغياب،
تصرخ بصوت لا يشبه شيئًا
سوى موتٍ يعودُ إلى رحم العدم،
جنينٌ يُولد بالعكس.
هل سمعتَ ذاك الونين؟
لا في الريح،
بل تحت جلد اللغة،
حيث تمشي الأقدام على جمر المعنى،
ولا تترك أثرًا سوى دخانٍ في الهواء.
الاحتراق؟
ذاك قلبي،
يُدخّن صورتها القديمة،
كأن الحنين سيجارة،
والرماد...
ليس ما تبقّى، بل ما بدأ.
طعْمُ الفِراق؟
مرٌّ كالحقيقة،
ملحٌ لا يذوب،
يبقى عالقًا على طرف اللسان،
كالقبلة التي لم تحدث،
والنار التي لم تنطفئ،
والكلمة التي لم تُقال.
أنا لا أُحسن الحروب،
لكنّي أتقن التماسك.
أتقن أن أُهزَم بعزّة،
أن أُدمى دون أن أصرخ،
أن أُنقذ نفسي بالبُطء،
بالعينين لا باليدين،
بالنسيان لا بالانتقام.
أنا القدس،
حين لا أقاتل،
وحين لا أُحبّ،
وحين لا أتكلم...
أظلُّ أنا.
أسمعتَ قلبًا حين انكسر؟
لم يكن طَرقًا... لم يكن صدىً،بل كأن جناحًا داخليًا استيقظ فجأة على رعب الارتفاع،
فمزّق نفسه، كي لا يُجرّ إلى الفراغ،
ذاك الفراغ الذي لا جاذبية فيه سوى الحنين...
الذي إن لامسك، علّقك بين احتمالات لم تعد تَصلح.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : حرائق ناعمة
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء