تواصل معنا

في كلّ مساء، كانت تجرّ ظلّها ككيس من الرماد خلف ظهرها، تخبئ وجهها عن القمر، وكأن ضوءه وصمة، كأنّه مرآة تفضح الحرف حين يخرج عارياً من بين ساقي الليل. البيت...

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,731
مستوى التفاعل
25,885
مجموع اﻻوسمة
29
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء

Picsart_25-07-11_05-25-05-821.jpg


في كلّ مساء، كانت تجرّ ظلّها ككيس من الرماد خلف ظهرها، تخبئ وجهها عن القمر، وكأن ضوءه وصمة، كأنّه مرآة تفضح الحرف حين يخرج عارياً من بين ساقي الليل.

البيت نائم....

المدينة تهمس بشخيرٍ خافت.

الأبواب موصدة، والأحلام خائنة.

أما هي، فتقف عند نافذة الحمام، تشعل شمعةً في جوفها وتكتب.

لا مكان لها في السجادات المطرّزة، ولا في صحون الشرف التي تُغسل كل مساءٍ بدم الأنثى الأولى.

لا أحد يفهم لماذا الحبر أسود، ولماذا الليل هو الأب الوحيد الذي لا يتحرش بحلمه.

قالوا:
لا ترفعي صوتك،
قالوا:
الشعر للرجال والصمتُ للنساء،
قالوا:
ما تكتبه الأنثى ليس أدباً، بل خيانة.
وهي تعرف.
تعرف أن جدتها ماتت وفي حلقها "حرف" عالق،
وأن أمها ما زالت تكتب قصائدها بالملاعق، على وجه الشاي.

لكنها لم تكن مثلهنّ.

كانت عارية أكثر من اللازم.

عارية من الأعذار، من الخوف، من التبريرات.

الهروب كان طقسها اليومي.

تهرب من المصباح إلى القمر،

ثم من القمر إلى الظلّ،

ثم من الظلّ إلى الحرف،

ثم من الحرف إلى شقّ صغير في الحائط، حيث تنام.

ليلةٌ بعد ليلة، كانت الأوراق تتمدد كجلدها،

وكانت تنزف من بين أصابعها حروفاً لا تغتسل.

لا أحد يعرف أن النصوص التي يقرأها والدها في الجريدة، كانت هي من كتبها،

ولا أحد يعرف أن القصيدة التي صفقوا لها في المهرجان، خرجت من رحمها وهي تبكي.

الأنثى هنا لا تكتب، بل تُنكر.

وإن كتبت، فيجب أن تكون الكتابة بلا "جسد"

والحبر بلا نهدين.
واللغة بلا رائحة.
لكنها كتبت

كتبت كما لو أن اللغة هي رحمٌ آخر،

وكما لو أن القصيدة ثورةٌ ضدّ الغشاء البكري للفكر.

كتبت، رغم أن القمر يطاردها في المنام،

ورغم أن صوت الوعظ كان كلما ارتفع، ارتعشت يدها.

كتبت، لأن الكتابة كانت حبلها السري الأخير،

لأنها لا تريد أن تموت مثل جدتها،

بفمٍ مغلق ودمعة من ورق.

لكنّها لم تُكمل القصيدة تلك الليلة.

الشمعة انطفأت من نفسٍ مرتجف،

والنافذة أغلقتها ريحٌ تشبه يد جدّها.

في الصباح، فتّشت أمّها عن الورقة.

وجدت فوقها خيط شعرٍ أسود، وبعض الرماد

ظنّت أنها ورقة سقطت من كتاب التاريخ.

أعادت ترتيبها في درج لا يُفتح.

أما هي، فخرجت كأنها لم تنم

في عينيها بقعةُ حبرٍ

وفي فمها طعمٌ غريب… يشبه الحريّة.

كل مساء، تنسلّ فتاةٌ من تحت سقف العادات،

تربط الليل حول خصرها كإزار،

وتخطّ على الجدار شيئًا لا يُقرأ،

لكن يُفهم.

ليست وحدها.

هناك عشرات، مئات،

ينحتنَ أرواحهنّ في الجدران،

يكتبنَ بلا أسماء،

يصرخنَ بلا حناجر،

يتنفسنَ من بين ثنيات الكتب المهجورة،

وينزفنَ من بين سطورٍ لم تُطبع بعد.

هل تعرف ما معنى أن تكوني فتاةً تُفكّر؟

أن تسألي السؤال الخطأ في المجلس الصحيح؟

أن تقولي "لماذا؟" بدلاً من "نعم"

وأن تحبّي الكتاب لا الثوب؟

أن تنزعي غطاء رأسك لا لتكفري، بل لتفهمي؟

أن تمشطي شعركِ أمام نافذةٍ فيها قمرٌ حزين؟

أن تعانقي حرفاً وتتركي رجلاً؟

أن تمشي وحيدةً إلى المكتبة،

وتعودي مع رواية لا تُدرَّس في المدرسة؟

هذه ليست جريمة.

هذه معجزة.

لكنهم لا يعرفون كيف يُكرِّمون الأتقياء،

فيصلبون كلّ فتاةٍ تكتب.

ويكفّرون كل أنثى تفكر.

فإن كنتِ تقرئين الآن،
وأنتِ تخفين شاشة الهاتف تحت وسادتك،
أو تنتظرين أن ينام البيت لتفتحي مذكّرتك،
فاعلمي أنَّكِ لستِ وحدك.
وأنَّ ما تكتبينه،
قد لا يُنشر يوماً…
لكنّه يُخلّصكِ كلَّ ليلة.

وليدة اللحظة...5.19 صباح الجمعة
الجو ..هسيس بين يقظة وغيم
 

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
20,442
مستوى التفاعل
15,222
مجموع اﻻوسمة
19
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء

مشاهدة المرفق 165711

في كلّ مساء، كانت تجرّ ظلّها ككيس من الرماد خلف ظهرها، تخبئ وجهها عن القمر، وكأن ضوءه وصمة، كأنّه مرآة تفضح الحرف حين يخرج عارياً من بين ساقي الليل.

البيت نائم....

المدينة تهمس بشخيرٍ خافت.

الأبواب موصدة، والأحلام خائنة.

أما هي، فتقف عند نافذة الحمام، تشعل شمعةً في جوفها وتكتب.

لا مكان لها في السجادات المطرّزة، ولا في صحون الشرف التي تُغسل كل مساءٍ بدم الأنثى الأولى.

لا أحد يفهم لماذا الحبر أسود، ولماذا الليل هو الأب الوحيد الذي لا يتحرش بحلمه.

قالوا:
لا ترفعي صوتك،
قالوا:
الشعر للرجال والصمتُ للنساء،
قالوا:
ما تكتبه الأنثى ليس أدباً، بل خيانة.
وهي تعرف.
تعرف أن جدتها ماتت وفي حلقها "حرف" عالق،
وأن أمها ما زالت تكتب قصائدها بالملاعق، على وجه الشاي.

لكنها لم تكن مثلهنّ.

كانت عارية أكثر من اللازم.

عارية من الأعذار، من الخوف، من التبريرات.

الهروب كان طقسها اليومي.

تهرب من المصباح إلى القمر،

ثم من القمر إلى الظلّ،

ثم من الظلّ إلى الحرف،

ثم من الحرف إلى شقّ صغير في الحائط، حيث تنام.

ليلةٌ بعد ليلة، كانت الأوراق تتمدد كجلدها،

وكانت تنزف من بين أصابعها حروفاً لا تغتسل.

لا أحد يعرف أن النصوص التي يقرأها والدها في الجريدة، كانت هي من كتبها،

ولا أحد يعرف أن القصيدة التي صفقوا لها في المهرجان، خرجت من رحمها وهي تبكي.

الأنثى هنا لا تكتب، بل تُنكر.

وإن كتبت، فيجب أن تكون الكتابة بلا "جسد"

والحبر بلا نهدين.
واللغة بلا رائحة.
لكنها كتبت

كتبت كما لو أن اللغة هي رحمٌ آخر،

وكما لو أن القصيدة ثورةٌ ضدّ الغشاء البكري للفكر.

كتبت، رغم أن القمر يطاردها في المنام،

ورغم أن صوت الوعظ كان كلما ارتفع، ارتعشت يدها.

كتبت، لأن الكتابة كانت حبلها السري الأخير،

لأنها لا تريد أن تموت مثل جدتها،

بفمٍ مغلق ودمعة من ورق.

لكنّها لم تُكمل القصيدة تلك الليلة.

الشمعة انطفأت من نفسٍ مرتجف،

والنافذة أغلقتها ريحٌ تشبه يد جدّها.

في الصباح، فتّشت أمّها عن الورقة.

وجدت فوقها خيط شعرٍ أسود، وبعض الرماد

ظنّت أنها ورقة سقطت من كتاب التاريخ.

أعادت ترتيبها في درج لا يُفتح.

أما هي، فخرجت كأنها لم تنم

في عينيها بقعةُ حبرٍ

وفي فمها طعمٌ غريب… يشبه الحريّة.

كل مساء، تنسلّ فتاةٌ من تحت سقف العادات،

تربط الليل حول خصرها كإزار،

وتخطّ على الجدار شيئًا لا يُقرأ،

لكن يُفهم.

ليست وحدها.

هناك عشرات، مئات،

ينحتنَ أرواحهنّ في الجدران،

يكتبنَ بلا أسماء،

يصرخنَ بلا حناجر،


يتنفسنَ من بين ثنيات الكتب المهجورة،

وينزفنَ من بين سطورٍ لم تُطبع بعد.

هل تعرف ما معنى أن تكوني فتاةً تُفكّر؟

أن تسألي السؤال الخطأ في المجلس الصحيح؟

أن تقولي "لماذا؟" بدلاً من "نعم"

وأن تحبّي الكتاب لا الثوب؟

أن تنزعي غطاء رأسك لا لتكفري، بل لتفهمي؟

أن تمشطي شعركِ أمام نافذةٍ فيها قمرٌ حزين؟

أن تعانقي حرفاً وتتركي رجلاً؟

أن تمشي وحيدةً إلى المكتبة،

وتعودي مع رواية لا تُدرَّس في المدرسة؟

هذه ليست جريمة.

هذه معجزة.


لكنهم لا يعرفون كيف يُكرِّمون الأتقياء،

فيصلبون كلّ فتاةٍ تكتب.

ويكفّرون كل أنثى تفكر.
فإن كنتِ تقرئين الآن،
وأنتِ تخفين شاشة الهاتف تحت وسادتك،
أو تنتظرين أن ينام البيت لتفتحي مذكّرتك،
فاعلمي أنَّكِ لستِ وحدك.
وأنَّ ما تكتبينه،
قد لا يُنشر يوماً…
لكنّه يُخلّصكِ كلَّ ليلة.


وليدة اللحظة...5.19 صباح الجمعة
الجو ..هسيس بين يقظة وغيم



كل مساء اسمعك تمشين
في آخر الحرف كأنك تفرغين الليل من قاموسه
وتعيدين ترتيب السواد
حسب صراخك المخنوق
تسحبين ظلك خلفك
لا لتختبئي
بل لتجرحي القمر بخطوتك
وجهك لا يخاف النور
بل يعاقبه على جريمة الصمت
والمدينة التي تهمس في حضنك
تعرف انك لا تكتبين
بل تنتقمين من فم ولد ليصمت
أنت لا تقفين عند نافذة
بل تقفين على حدود الزلزال
تشعلين شمعتك
لا لترين بل لتشهقي أكثر
لترسمي وجهك فوق الحائط
ثم تمزقيه
كل ورقة لك جلد
كل حرف لك عظم
كل نقطة نزف
الذين قالوا لك الشعر للرجال
لم يكتبوا امرأة
والذين قالوا لك الصمت للنساء
كانوا يخافون من صراخك
أما الذين وصفوا نصك بالخيانة
فهم قرأوا الحرف
في المرآة فاختنقوا
هم لا يعلمون
ان جدتك ماتت وفي حلقها قصيدة
ولا ان امك خبأت نشيدها
في فناجين الشاي
لكنهم سيعلمون
لأنك لا تشبهينهم
ولا تشبهين
الذين تخلوا عن اصواتهم
ليكسبوا نجوما لا تضيء
أنت لا تكتبين
انت تنزعين اللحم
من الفكرة وتتركيها عارية
انت لا تخافين من الليل
بل تجعلينه يرتجف
انت لا تبحثين عن نافذة
بل تصنعين جدارا
لتكتبي عليه
وجعا لا يُقرأ إلا بنفس مكسور
اعلمي
انك لا تهربين
انت تشعلين الهروب وتسمينه بيتا
انت تمشين من الضوء
إلى الظل
لا لأنك ضائعة
بل لأنك تعرفين الطريق
أكثر
من كل خرائطهم
انت لا تنامين
انت تسقطين على وسادة من نار
انت لا تبكين
انت تنزفين من مكان لم يلمسه أحد
تقولين انهم لم يعرفوا
وان والدك قرأ نصك في الجريدة
دون ان يشعر بك
لكنك ما زلت تكتبين
وكل حرف يولد منك ليس أدبا
بل شاهد قبر
لكل جملة
لم تستطع أن تتنفس داخل صدرك
الشمعة التي انطفأت تلك الليلة
هي انت
حين حاولت ان تصمتي
والريح التي أغلقت النافذة
هي جدك
حين خاف ان يكون لك جناحان
اما الورقة
فهي انت بعدك
وانا
انا الرجل الذي مر بك ولم يترك بصمة
الرجل الذي لا تحبينه
لكنه يسكن بين سطورك
الرجل الذي يشبه حرفا لم تكتبيه
ولن تكتبيه
لأنك خفت ان تكوني صادقة
انتِ لست وحدك
لكنك ايضا لست مع أحد
وان كنت تنتظرين أن ينام البيت
كي تفتحي دفترك
فأنا الدفتر
وان كنت تكتبين لتنجين
فأنا الغرق
وان كنت تحبين الحرف
فأنا الهامشه
وان كنت هجرت رجلا
لتقبلي على رواية
فاعلمي
ان الرواية التي لم تكتبيها بعد
هي انا


شكرا وبعنف
للتي لا تكتب بل تشهق
للتي لا تروى بل ترتل
للتي لا تنحني لحرف بل تقيمه
شكرا للظل حين يتبعها
وللنور حين يتلعثم امام حضورها
شكرا لحرف تقرأه المدينة واقفة
ولحبر لا يجف لان فيه انفاسها
شكرا للتي تمشي في اللغة كأنها وطن
وفي القصيدة كأنها نبوءة
شكرا لمن اهدتنا نصا لا يقرأ
بل يخاف
ولا ينسى بل يورث

شكرا جوو
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
104,347
مستوى التفاعل
93,764
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
32
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء
هنا نصمت بُرهة ونتوقف
وناخذ انفاسنا بشهيق عميق
لاقرأ هذذالابدداع لي عودة اكيده
لاترنم بين سطور حرفك يختم بحب
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
104,347
مستوى التفاعل
93,764
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
32
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء
وعـــد 🎵 @وعـــد 🎵
بنت السحاب @بنت السحاب
هدوء @هدوء
عابر الأوهام @عابر الأوهام
منتصر عبد الله @منتصر عبد الله
مجيد الجنابي @مجيد الجنابي
اسكادا @اسكادا
 
Comment

عابر الأوهام

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
18 يونيو 2025
المشاركات
4,993
مستوى التفاعل
1,805
مجموع اﻻوسمة
5
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء
هل كان مدادك من وهج روحك؟ لا اعلم ان اسال هنا،
صرخة مكتومة في خفاء الليل، تجرّ ظلّها الثقيل،
تواجه الرفض.
صراعًا أبديًا بين حرية التعبير وسلاسل العادات البالية،
الحبر الأسود ينزف حقيقةً مؤلمة.
فنانة قدَّمتِ طقسٌ مقدس،
هروبٌ إلى الذات،
حبلٌ سري للخلاص من مصير الجدات الصامتات.
إنها معجزة التفكير في عالم يكفّر الأنثى التي تجرؤ على السؤال،
رسالةٌ دافئة لكل من يكتب في السر:
لستِ وحدكِ، وما تكتبينه يخلّصكِ كل ليلة.
انبهرت 😎
 
Comment

هدوء

💎مستشار اداري
نائب المدير العام
إنضم
24 مارس 2022
المشاركات
48,386
مستوى التفاعل
35,717
مجموع اﻻوسمة
18
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء
IMG_5480.png


لماذا تمطرين علينا كل هذا المطر المخيف..
هل هو كبرياء الوحدة / حين يغمرها احساس
الذي يجعلنا على إتصال بالعالم الخارجي ..
حتى أتت هذه المشاعر بقالب الذكريات
وأحييت وميض الذكريات وسط
ذلك القلب الوحيد.. المتعب تحت وسادة
خالية من
حولنا
نحس باحساس غريب
ونشعر بالخوف يعترينا
نسمع صوت الرعد ونخاف
ويهيء لنا انه صوت انفجار مدوَي
ونرى البرق ونخشى انه سيقتلنا
هذه حالنا حين نشعر بالوحده والغربه


IMG_5480.png

؛

الجوري @الجوري مبدعة الغابة :
عدتي من جديد إلى عالم همس القلوب
فا أعدتي بزواياه الحياة
قلم شع من حبره الإبداع
وبرزت من حروفه الروعه
كنا ننتظر هطول هذه الحبر
في صفحات النقاء
فا أتى كالرحيق يفوح بالأرجاء..






كنت هنا :
 
التعديل الأخير:
Comment

بنت السحاب

شاعرة الغابة مشرفة أقسام الشعر الشعبي والفصيح
الاشراف
إنضم
26 ديسمبر 2024
المشاركات
16,964
مستوى التفاعل
1,814
مجموع اﻻوسمة
8
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء
الجوري @الجوري

أنت فوق التقييم والتصنيف والإشادة
انتِ لا تكتبين لكنك تبنين عالمك الخاص من اللغة..
لا يليق بك أتباع القوانين
أنت رسمتها بكل وعي
لستِ متمردة لكنك فتاة لا ترضى الخضوع للباطل

الجوري @الجوري

أنت لا تركضين خلف اللغة بل هي من تتبع لحنك
وتجلس مبتسمةً على سطورك لأنك توظفيها لتعبير لا لتشهير بالموهبة
لتذكير بأننا أحرار لسنا أسرة للجهل الذي عاث بالمجتمع

الجوري @الجوري
أنت متميّزة لأنك تصرخين بلسان الحال
صوتك لو سمعته الجبال لتفتت لألم روحك

لا أكثر من اللوم على الألم والصمت والوحدة والفراق
لأنها تعبر من خلالك إلى اللغة ثم إلى التاريخ..
بأعذب اللوحات اللغوية وأدقها..
بأحساس نسافر معه عبر الحروف إلى مالا نهاية..

أميرة الأدباء لقلبك قبلة لعلها تربت عليه
متمنية لك حياة تنعم بالطمأنينة والسلام❤🌹🥹
 
Comment

وعـــد 🎵

مشرفة قسم الاصدقاء كافيه والخواطر
الاشراف
إنضم
3 فبراير 2023
المشاركات
31,052
مستوى التفاعل
18,464
الإقامة
بين الغيوم 🤍✨
مجموع اﻻوسمة
10
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء
لروعة الحرف حين يفيض صدقًا…
ويا لجرح الأنثى حين يزهر قصيدة.
ما قرأته ليس نصًا عابرًا،

بل نَفَس مكتوم خرج من ضلعٍ موجوع،
تمشي فيه الأنثى حافية على شوك المعتقد،
وتكتب بدمها قبل حبرها.

حروفكِ لا تبحث عن التصفيق،
بل عن اعتراف…
أن في العتمة نساءً يكتبن النور،
وأن القهر حين يُنطق، يُهزم.

أنتِ لم تكتبي نصًّا،
بل فتحتِ نافذةً كانت مغلقة في قلوب كثيرات.
دام قلمكِ ثائرًا… وجميلًا

،،
 
Comment

منتصر عبد الله

الهمس المهمل
عضو مميز
إنضم
7 يوليو 2025
المشاركات
1,543
مستوى التفاعل
106
مجموع اﻻوسمة
3
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء
جوري قلمكِ إن حضر ينصت له الورق ، ومن ثم تستنطقين صمتِ .. 🙂
برغم الانغلاق الاجتماعي أمام تفاعله الحضاري ، وحينما نعود إلى الوراء قليلاً ونتحدث عن
مفهوم الكبت للأنثى آنذاك ، نجد أن هناك فروق كثيرة أدت إلى توسع في الإدراك ،
بتطور الأدوات البنائية للمجتمع ..
فـ نزار عندما سمى دار نشره باسمه ، فقال من حقي ان اسمي دكانتي باسمي ،
وهو أيضاً القائل : " إني لأعرف جيداً .. أن الذين تورطوا في القتل ، كان مرادهم أن يقتلوا كلماتي ،
نزار ، قتلوه .. أو قتلَ نفسه ، لكنه ، وهم .. لن يستطيعوا قتل كلماته ، واسألوا ( ماجدة ) .
وبغض النظر عن كونه رجل ، فالأمر يشمل الطرفين كونه منتج له قيمة ولا يحق مُصادرته خلف ستار .

لن أتفرع لهذا الجانب المظلم برغم وجوده ، وسأتناول فقط جانبه الأدبي القصصي حتى لا أشرع واسلك منحنى آخر .

قد عتقتِ قدح قهوة الكتابة بجدارة ، متعة التصوير والتجسيد فارهة جدًا وجدًا ، قد تأتي لحظة بعمق الفعل الافتراضي وهو يتلبسه ،
وقد تمددتِ بالنص باختزال مطلق ، برغم الأزمة التي سبرت أغوار النبض ، إلا أنكِ وصلتِ لمبتغاكِ بطريقة ممهورة وساحرة .
لو تأملنا الكتابة / ما هي إلا فن ( تقديم الجروح ) ..

لا مكان لها في السجادات المطرّزة، ولا في صحون الشرف التي تُغسل كل مساءٍ بدم الأنثى الأولى.
هنا المشهد يتجاوز فوهة الليل الداكن إلى صباحات الكينونة ، وعادة ما يكون الهروب من جحيم الاسر
إلى فضاء لا تحكمه جدران ، والجرح هنا انيق مرتب ليهدينا الوجع .


لا أحد يفهم لماذا الحبر أسود، ولماذا الليل هو الأب الوحيد الذي لا يتحرش بحلمه.
ولطالما هي أحلام .. لماذا لا يكون لونها وردي بدلاً من ذاك القاتم الكحلي ،
أم أن رتوش الألوان لم تأخذ حقها في الإشباع ..؟!
لكنه سكب دون امتصاص في المعنى شبه الذائب ، والمؤطر بـ اللهفة الفائضة ، رغم كل الرمادي فيه ،
ويوحي بقيظ البوح ، فهي عادة الأشياء في أن تأخذ لونها وتمضي ، ويطبع من حولنا بلون قاتم ..!


الأنثى هنا لا تكتب، بل تُنكر.
وإن كتبت، فيجب أن تكون الكتابة بلا "جسد"
والحبر بلا نهدين.
واللغة بلا رائحة.
لكنها كتبت
كتبت كما لو أن اللغة هي رحمٌ آخر،
وكما لو أن القصيدة ثورةٌ ضدّ الغشاء البكري للفكر.
والكتابة إما أن تكون متنفس لحرف مخنوق ، أو سبباً لموت كلمة ، أبت أن تظهر على سطح ورقة ..
كأنها تقول : أعطوني نايًا أعزف به لحن حريتي !..
تمتص الأرض الكلام ، ونبقى حيث لا شيء يغرق / لحظة عطش ، وبرغم ذلك ( كتبت ) وما أن شرعنا
نبحث عن النور ، حين نصل أحيانا إليه .. يغيب مصدره ..!
فهل يرجع القطر للغيم لو توسله ؟!..
وتبقى المعاناة ، وما سيأتي بعدها من يقين ، بينما يأخذ الزمن دورته .


فإن كنتِ تقرئين الآن،
وأنتِ تخفين شاشة الهاتف تحت وسادتك،
أو تنتظرين أن ينام البيت لتفتحي مذكّرتك،
فاعلمي أنَّكِ لستِ وحدك.
وأنَّ ما تكتبينه،
قد لا يُنشر يوماً…
لكنّه يُخلّصكِ كلَّ ليلة.
هي بالكاد تحلم بأن تنام على وسادة نظيفة ، لا تحمل إثماً أو خطيئة ، ولا ينسكب منها الذنب ليغرقها ،
فـ الوحدة هي موعدٍ أعمى يريق الأمنيات ، وماذا بعد ، أينكمش الورد في انتظار الربيع ؟
عذراً أن خلعت عنها شعور الاحتواء ، والذي سيهبها انتشاء من تلك الظلمة المنعزلة ،
لكنها ستفهم يوماً أن الأماني كالصدف ، تغدو مرتهنة حين تتكرر ، والغياب الذي تحتفظ به
تحت وسادتها ، لأن الحروف كائنات مشردة ، وتحتاج إلى وطن من السطور لتعيش فوقه .
.
.

جوري
النص كالزجاج الذي لا يتقن شيئاً غير الشفافية ، تتدلى به قطوف المعاناة ،
لتتفجر براكين المشاعر ، وشهب الرغبات المؤجلة بأضعافًا مضاعفة .
أطلت الوقوف أمام لوحة بديعة الصفات ، ما بين الاتساع / والضيق / الكون الفضفاض / السراديب المغلقة ،
وكم كانت متسامقة حد التمدد اللامنتهي ، بـ الأنا المشتعل يصدح دّقات ، الأمر الذي جعلني استأنس
بـ مجالسة حرفكِ دائماً .

وإلى لقيا في نص قادم كوني بذات الألق والتأنق ،
تحياتي ،،
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف الاقسام الادبية-المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
13,331
مستوى التفاعل
1,750
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
9
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء
حين قرأتُ نصكِ، لم أكن أمام خاطرة،
بل أمام مرايا كثيرة، كلّ واحدة منها تعكس وجعًا قديمًا،

وصوتًا حاولوا خنقه، لكنه خرج من بين الأوراق… حيًّا، ساخنًا، لا يزال ينزف.

كلماتكِ يا الجوري @الجوري ليست جملًا تُقرأ،
بل أعصابٌ مكشوفة تكتب نفسها تحت ضوءٍ خافت… وبجرأة أنثى تعرف تمامًا ما تفعل.

أعترف أنّني شعرت بشيء ثقيل وأنا أقرأ،
ليس حزنًا فقط، بل احترامًا مرهقًا…

لأنكِ جعلتِ من التفاصيل البسيطة — نافذة الحمام، الشمعة، فتات الورقة — رموزًا لحياةٍ كاملة،

لحكاية أنثى تُولد كل ليلة، ولا أحد يحتفل بها.

أكثر ما شدّني؟
أنكِ لم تُجمّلي الوجع، ولم تستعيري أصواتًا،

بل كتبتِكِ أنتِ…
بكل وضوح، بكل انكسار، بكل جرأة.

كتبتِ لا لتصرخي،
بل لتتنفّسي،
وهذا وحده كافٍ ليجعل النص حيًّا للأبد.

أنوثتكِ في النص ليست مفاخرة،
ولا تبريرًا،
بل هوية ترفض أن تُمسّ،

وتُكتب كما هي… بحبرها، برائحتها، وبصمتها.

كل سطرٍ في خاطرتكِ جعلني أتمهّل،
لا لأن اللغة عميقة،
بل لأن الألم فيها صادق… وشجاع،

ولا شيء في هذا العالم أصدق من أنثى تكتب لأنها لا تجد وسيلة للنجاة غير الكتابة.

شكرًا لكِ لأنكِ كتبتِ،
وشكرًا لأنكِ لم تُنكرِي جسدكِ من الحرف،
بل احتضنته بحياءٍ واعٍ لا يعرف التزييف.

وسامحيني…
لو قلت لكِ إن ما كتبتِه يجب أن يُعلّق على جدار الأدب،

لا لأنه فنّ،
بل لأنه بُكاء ناعم كُتب بلغةٍ لا تُقرأ، بل تُفهم

الجوري @الجوري

❤️
 
Comment

Lionheart

شاعر الغابه
شاعر الغابه
إنضم
28 يناير 2022
المشاركات
11,114
مستوى التفاعل
2,302
مجموع اﻻوسمة
7
هاربة من القمر ...ومصابة بالضوء
رغم القيود الاجتماعية
والأحكام المسبقة على الأنثى الكاتبة
هناك نساء يكتبن في الخفاء
يُفرغن ألمهنّ بالحروف بدل الصراخ
ويجدن في الكتابة ملاذاً وحرية
داخل عالمٍ لا يعترف بأصواتهن
هي رسالة إلى كل فتاة تكتب بصمت:

"لستِ وحدك وما تخطينه سرًا
هو أقوى مما يُقال جهرًا."

سيدتي الجوري
استمري
فإن حبركِ يوقظ أرواحًا نائمة
ويمنح صوتًا لمن لا يسمع

لا تخافي من الظلال
فكل شمعة تبدئين بها
ستحمل دفء الحقيقة لمن يأتي بعدك

الكتابة التي تولد من ألمٍ صادق
تُخلّد حتى وإن كُتبت بلا اسم

فكوني كما أنت
حرة
جريئة
تُنبتين الحرف من رمادك
وتصنعين منه حياة

دمتِ راقية الحضور
ولكِ باقات الزهور

تحياتي
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى