تواصل معنا

صمت العقلاء ✔ دخل رجل كبير السنّ رثَّ الثياب في دار القضاء وجلس حتى أذن الحاجب له بالدخول إلى القاضي سلم الرجل على القاضي وقال: السلام عليك أيها القاضي...

ماهر_94

MAHER
عضو مميز
إنضم
31 مايو 2025
المشاركات
4,047
مستوى التفاعل
609
العمر
34
الإقامة
iRAQ
صمتُ العُقَلاء
Icon N25
صمت العقلاء ✔

pngtree-iraqi-national-flag-iraq-ribbon-png-image_5102206.png




دخل رجل كبير السنّ رثَّ الثياب في دار القضاء
وجلس حتى أذن الحاجب له بالدخول إلى القاضي
سلم الرجل على القاضي وقال:
السلام عليك أيها القاضي العادل الجليل
أنا رجل فقير وليَ سبعة عيال وأمهم أُعيل
ولا أملك في دنياي سوى حصان أصيل
هو كل ثروتي ‏وغناي وما لي عنه بديل
وكذلك عندي دولابين وللضياء قنديل
وأسكن مزرعة يحوطها شجر ظليل

أستمع القاضي لهذه المقدمة من الرجل العجوز
ولكي لا يطيل الرجل قاطعه القاضي وقال له

قد فهمت أيها الشيخ الفاضل الوقور
أنه بدون حصانك العزيز تسوء الأمور
ولست رجلاً فظّاً متكبراً أو مغرور
ولكن ‏أخبرني قصتك دون أن تلف أو تدور؟

وهنا نزلت الدمعة من عين الرجل العجوز
فحزن القاضي وأجلسه وطلب منه أن يكمل كلامه
فقال قبل يومين وثلاثة من الليالي
هجم على مزرعتي جند الوالي
ضربوني وتهجموا على عيالي
وسرقوا ما وجدوه من قليل مالي
وكل ما خفّ وزنه وثمنه غالي
فأنجدني ياقاضي وأرجع ‏لي حلالي
وضع اللصوص في السجن والأغلالِ

أستمع القاضي جيداً إلى الرجل العجوز
وأدرك أنه وقع في ورطة كبيرة!

فمن ناحية يدرك جيداً أن لا سلطة له على جُند الوالي ولن يستطيع أن يفعل معهم شيئاً وقد يُسجن هو إن تعرض لهم. ومن ناحية أخرى لم يرد أن تهتز صورته كقاضِ ويخرج الرجل للناس ‏فيخبرهم أن القاضي لم يفعل له شيئاً!
وبعد تفكير رفع القاضي يديه إلى أعلى وقال:

إلهي يا رب السماء
أتوجه إليك بخالص الدعاء
أن تذيق حرس الوالي الشقاء
وأن تُنزل بهم عظيم البلاء

ثم نظر القاضي إلى الرجل فوجده مازال ينتظر بلهفة أن يكمل!
فقال القاضي هؤلاء قوم سفلة ‏وحوش أراذل
لم يتربوا في بيوت أو منازل
وفي الذنوب والمعاصي هم الأوائل
ليس بينهم وبين الحرام أي حائل
ولا يفي سفالتهم مهما قال أي قائل
نحمدالله أنهم معدودون وقلائل
وليس من مطاردتهم أي طائل

وبينما القاضي يدعو ويشتم حرس الوالي
أدار الرجل ظهره وهمَّ بالخروج دون أن يقول شيئاً؟
‏فاستنكر القاضي هذا الأمر وقال

إلى أين تذهب أيها العجوز ؟
تخرج دون سلام ، هذا لا يجوز !

ألتفت الرجل إلى القاضي وقال

إذا كنت من تمسك زمامنا في القضاء
وما هو بشغل بل هو من الله إبتلاء
ولا تحسن سوى الشتم والرثاء
مثلك مثل بقية عجائز النساء
فسأذهب إلى جارتي الشمطاء
فهي تلعن و ‏تشتم صُبحاً ومساء
ولا يحسب لها مدحاً أو ثناء
وهي تفوقك مهارة يا ابن النبلاء
وما تفعله أنت ليس من شيم الشرفاء
أنصِف الناس حقهم أو اترك القضاء
فإن الظلم والجور والفسق لعنة اللعناء
ولا يفوقها جُرماً إلا صمت العقلاء





//// منقول​
 
اسم الموضوع : صمتُ العُقَلاء | المصدر : المنتدي العام

روح

💎نجمةالغابة الساطعة(مسؤلة فعاليات والمسابقات)
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
16,567
مستوى التفاعل
4,356
مجموع اﻻوسمة
8
صمتُ العُقَلاء
قصة موجعة بطريقتها، تُظهر كيف قد يُستبدل الفعل بالكلام، والعدل بالأمنيات

كم هو مؤلم أن يقف المظلوم أمام باب العدالة، فلا يجد فيها نصرة، بل يجد الشفقة والوعود التي لا تُعيد له حقًا ولا ترفع عنه ظلمًا

الدعاء سلاح عظيم، لكنه لا يُغني عن أداء الأمانة ولا يُبرّر التقصير في الحق، خاصة ممن أُوكل إليه رفع الظلم

المؤلم في هذه الحكاية، أن الرجل العجوز لم يكن يطلب معجزة، بل كان يبحث عن صوتٍ ينصفه، عن موقفٍ يُعيد له بعض كرامته

فالمناصب تكليف لا تشريف، ومن لا يملك القدرة على الإنصاف... فليترك المجال لمن يملكها


نقل مميز ماهر ☕
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
106,597
مستوى التفاعل
94,089
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
32
صمتُ العُقَلاء
نعم القضاء يحكمه الضمير
وللاسف انعدم الضمير
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    "من التمس القضاء بين المسلمين حتى يبلغه، فيغلب عدله جوره، فهو في الجنة، ومن غلب جوره عدله، فهو في النار" سنن أبي داود. هذا الحديث يوضح أن العدل في القضاء يوصل إلى الجنة، أما الجور والظلم فيوصل إلى النار.
  • قصة مؤثرة اشكرك
 
Comment

sitemap      sitemap

أعلى