-
- إنضم
- 23 فبراير 2023
-
- المشاركات
- 64,841
-
- مستوى التفاعل
- 26,036
- مجموع اﻻوسمة
- 30
حين تنبت الحروف .. راشد والالفية التسعون
يا من تمضي بين الأشجار لا عابرًا بل ظِلًا لها...
ها نحن نلتفت إليك، لا لنُصفّق، بل لنصغي.
ففي الغابة العربية، حيث تكتب الريح نصوصها على جذوع الصمت،
كنتَ أنت... العابرَ الذي لا يعبر، المقيمَ الذي لا يعلّق خيمته،
بل ينقشها من سطور.
تسعون ألفية؟
لا… تسعون شُرفة أطللنا منها على الغيم،
كل نافذة منها تؤرّخ لحظةً كتبك فيها المنتدى كما تكتب الأمُّ اسم طفلها لأول مرة.
هل تذكر أول مشاركاتك ؟
حين كنتَ تسأل النص أن يتدلّى من فرع،
أن يهوي كتمرٍ ناضج من شجرةٍ عطشى.
والنص كان يستجيب.

أنت لا تكتب كما نكتب،
بل كما تنفلت الأشياء من قشرتها لتغدو صدىً.
كأنك تعصر اللغة بيدين مرتجفتين من الحنين،
فتقطر الكلمات دمعًا، ضوءًا، رملًا، وربما ظلّ طائرٍ عبر قبل ألف عام.
ها قد بلغت ألفيتك التسعين،
لكننا لا نعدّك بالأرقام…
نعدّك بالمجاز، بالبصمة، بالاهتزاز الخفيف في القلب بعد كل قراءة.
نعدّك بعدد الدقائق التي سكنتنا فيها كلماتك
دون أن ندري متى دخلت، أو كيف سكنت، أو لماذا أبَتنا بعدها غيرنا.
في الغابة، ثمة شجرة تنحني كلما كتبت،
وثمة ظلّ يطول… كلما همست باسمك.
فهنيئًا لنا بك قبل أن يكون لك التهنئة.
وهنيئًا للألفية أن تحلّ بك.
دام نبضك

وإن بلغت الألف، فسنظل نراك النصّ الأول،
والأثر الذي لا يُمحى… حتى لو مرّت فوقه كل الفصول.
اسم الموضوع : حين تنبت الحروف .. راشد والالفية التسعون
|
المصدر : قسم المناسبات والتهاني