أكتبني في الطريق الذي لا يعود

[فـَاتِـنـة]

كتبني
حين تاهت المرافئ
كتبني
حين غفت السفن
في حضن الغياب
كتبني
على صخورٍ تشرّبت صمت العابرين
كتبني
على رملٍ يخبئ آثار الخطوات
كتبني
في ارتعاش الغيمة حين تنثر ظلّها
كتبني
في مدار الشمس حين يذوب النهار,

 

[عـٓـذار]

ألا أكتبكِ
حين يكون
الحزن حبراً
حين تتلاشى
أمنيات الروح
حين أنظرني
ويموت الطموح
حين تهزم الآمال
وتنتصر الجروح ..

ألا أكتبكِ وأنسى كل هذا الوضوح,




عــٓـذار

 

[تذكار]

كنت أكتبه كظلٍ بلا يقين
واليوم أكتبه كصدى بلا حنين
وغدًا سأكتبه كريحٍ بلا سكون
ثم أكتبه كمرآةٍ بلا عيون
وأكتبه كطَيفٍ بلا جسد
وأكتبه كحلمٍ بلا بلد
وأكتبه كأفقٍ بلا حدود
وأكتبه كوجودٍ بلا وجود
وأكتبه كزمنٍ بلا بداية
وأكتبه كقدرٍ بلا نهاية
وأكتبه كسرابٍ بلا صحراء
وأكتبه كنجمةٍ بلا سماء

 

[جنة المنتدى]

٠٠


اُكتُبني في الطريق الذي لا يعود
ذلك الدرب الذي خطوت فيه
خلف صمت طويل
ولا جنيت منه
الا الشوق والحنين
تركْتَ قلبي وحيدًا
يفتش عنك في الفراغ الكبير
يحاول أن يملأه ظلّك
لكن لا ظلّ، ولا صوت،
ولا حتى وهم.
كل يوم كنت أستيقظ
وأسمع في داخلي صدى خطواتك
التي اعجبها الغياب
خطواتنا تبعادت ولا لنا وجود
ولكن الحنين يظل موجود
ينمو كجرحٍ مفتوح
يتغلغل في العروق
ويذكّرك بما كنت، وما صرت،
وبأن الغياب ليس مجرد فراغ
بل موت صغير، يقتل كل شئ
أُغلق عينيّ على صورك الماضية
أشمّ عبير ذكرياتنا
وأشعر بأن قلبي صار وحيد
قلبٌ يئنّ وأصبح لايهتم
بمن يعود ولا بمن
وضع بنا الحدود

٠٠

 

[شاهين الهاشمي]

أكتبكِ في نايٍ
يذوبُ أنينهُ
ويُشعلُ لحنًا
في فضاءِ حنيني،

أكتبكِ في وترٍ
يفيضُ بسرهِ
و يوقظُ قلبًا
من سباتِ سكوني،

أكتبكِ في موجٍ
يجرجرُ صخرتي
و يُطلقُ صرخةَ
عاشقٍ مسجونِ،

أكتبكِ في برقٍ
يفتّتُ ليلتي
ويُشعلُ فجرًا
من رمادِ ظنوني،

أكتبكِ في مدادِ
روحٍ يسكبني
وفي كتابِ عمرٍ
يخطّني ويعنّيني، ​

حتى إذا جفّتْ
يدي من بوحها
ظلّتْ حروفُكِ أغنيةً
في شراييني . . ؛








؛
بقلمي​

 

[ندى الورد]

اُكتبني في الطريقِ الذي لا يعود،


حيث لا خطوات تتردد،


وحيث يذوب الزمان في صمتٍ لا يُروى.


اجعلني ظلًّا بين الأحلام والذكريات،


حيث كل شيءٍ يبدأ بالنهاية،


وكل وداعٍ يحمل سرَّ البقاء

 

[تراتيل حرف]

اكتبني في الطريق الذي لا يعود…
في الممرّ الذي تُطفئ فيه الأرواح أضواءها أخيرًا،
حيث لا أسماء تُنادى،
ولا قلوب تُنتظر،
ولا وعد يقف على حافة الطريق ليشير إليّ.

اكتبني هناك…
حيث تنكمش الذاكرة مثل ورقةٍ مبلّلة،
وحيث تتساقط مني بقية الكلمات التي لم تُقل،
والوجوه التي مرّت ولم تلتفت،
وكل شيء كان يجب أن يُحزنني… وحزنني أكثر مما ينبغي.

دعني أذهب إلى المكان الذي لا يسمع نبضي أحد،
إلى الطريق الذي تُدفن فيه الرغبات،
وتتعفن فيه الأمنيات التي حملتها فوق صدري كأثقال لا تُرى.

لا تمسك بيدي،
فقد صرتُ أرتجف من اللمسة،
وأخاف أن يعود أحدٌ إليّ ثم يتركني من جديد.
كل عودة كانت خيبة،
وكل بداية كانت نهايتي المتأخرة.

لهذا…
اكتبني في الطريق الذي لا يعود،
ودعني أمضي بانكساري الأخير،
كأنني أودّع العالم من نافذة ضيقة،
وأتلاشى بهدوءٍ يشبه الموت،
لكن أبقى واعية لكل ما يوجعني.

في ذلك الطريق…
لن يفتقدني أحد،
ولن يناديني صوت،
سوى صدى داخلي خافت،
يقول لي:
لقد تعبتِ يا أنا…
فامضي.




//

 

[كلستان]

أكتبني في طيات طريقك
لغة من حرير
فصاحة تدهشني
على حين غرة لا أرادية

اكتبني غيمة
تغري بتلات اللوز
بزخات تعشق الرقص
على النوافذ الزجاجية

أكتبني نقاء
يسرق من اللون الأبيض
ظلال
ومن أفواه العصافير
تراتيل مزن تلفها
بضع سنابل و شرائط أمنية

أكتبني ملمس لون الهواء
بشارة تقطر عطرا زعفراني
يتمايل بغنج الهيل
مسكي العبق
بغمسة جورية

أكتبني فتاة غير قابلة لنسيان
وشمة ... اكسجينة
اكسير
لا يرضى الترحال
وفاء شامة على خد الوجود.
ثم ناولني
توقيع قرمزي
أصالة فخر
من قصيدك من طهر الأبجدية

/
/
.

 

[روح أنثى]

أكتبني في الطريق الذي لا يعود 17

أكتبني…
كما لو أنّ الخطوةَ
التي سبقتْني لم تكن لي
وكما لو أنّ الريحَ التي مرّت بي
تعرف اسمي أكثر ممّا أعرفه.

أعيد ترتيب صمتي،
كمن تُهذّبُ ظلّها قبل أن تمشي،
وتنفض عن قلبها
غبارَ الأمنيات التي طال نومُها.

في هذا الطريق الذي لا يعود،

أتركُ إشاراتٍ صغيرة لروحي :
حجرًا دافئًا،
ورقةً لم تُكتب،
وشعاعًا أفلتَ من عينٍ
كانت تُخفي دمعتها على استحياء.

أمضي…
لا لأنني أعرف النهاية،
بل لأنني تعبتُ من الوقوف على أبوابٍ لا تفتح،
ومن الانتظار في مواسم لا تزهر.

أمضي…
وأكتبني كلما ضاعت منّي جهة،
فأنا لا أحتاج خارطة كي أبلغ نفسي،
بل جرأةً كافية لأقول :
هذه خطوةٌ لي،
وهذا نبضٌ لي،
وهذا الطريق…
وإن كان بلا عودة…لي.​

وفي آخر المسافة،
أسمع صوتًا خافتًا
يشبهني يهمس :
لا تقفي.
فالوصولُ خرافة
وأنتِ كل المسافة ..

 

[منتصر عبد الله]

يبدو انني استيقظتُ قبل أن تعيد الأرض توزيع مقتنياتها على المسافة ..!
كان علي أن استلقي قليلًا ، علني أستدرج فيها االغياب إلى هدنة ، أعلن فيها براءتي وتنجو الذكرى من اعتقالات السهر ، نحو الأرواح الخالدة في قبورها المستكينة ..
تعال وأكتبني في الطريق الذي لا يعود ،
ونسرق لعمرنا لحظات ، يتجدد فيها مصبك كالامس ، نهرا يجري نحو البحر ،
يعلن بداية المشوار ، وأعوم فيه نحو
أمسي الجميل .

 

[كلستان]

اكتبني في الطريق الذي لا يعود
حيث لا شيء
سوى امتداد ضياء
معبر لقلب
لا تستدير
اجعلني أرى ملامحك
اغرس في مداها
ابتسامة لا تتأجل
انقذني
بتعايير وجهك
المائلة بتمتمة غزلية
بمحاذاة
الطلة والظلال
عائد في لمحة ايامي
حتى ... لو لم نعد لنفس الطريق !

 

[منتصر عبد الله]

بالرغم من ثقل الاماني المترهلة هنا ،
والصمود في ظل هذا الوجهة خرافة ،
رغم يباس الحدود المطلة ..
إلا أن مسامعي منتشية بموسيقى
العابرين ليلا ...
لأعود نحو بدايتي سيرًا نحو الأمل ،
فتتمادى خطاي برنين أجاجٍ ،
يغدق علي من تقاسيمه ،
فأرتوي من شهقة النهايات ..!
فاكتبيني على ذات الطريق ، وأنتِ
تقتربين من ذاكرتي ، بأن غدًا لنا وصول ،
وليسقط النسيان من ثمالة الإحتمال ،
وهو يتجرع كأسٍ من ندى الذكريات ...

 

[منتصر عبد الله]

.
.
ويستدرجني الطريق نحو الينابيع الطافحة
لصهوة النسمات من ثمالة الزغاريد ،
وهي تنسف متاريس النسيان المنتصب
على جماجم الفقد الجائعة للمعنى ..
وعلى أفئدة الأنفاس تستلقي ريحانات
ينضجها الحنين رياح ، يشاغب براءة العشب
فى خلاء المدى ، ويهز أشجان صدورنا المحترقة بآهات الوجد .. ومترعات بالغناء لمعانقة المسافات على طريق مستحيل ..!
وسيبقى لقاؤنا ضحية نبيل الحديث ..
كريم الوجهة .. من أي زاوية نباغته ..
فاطلقي ضحكاتك وتحدي الصدى ،
وسأنصبها في ميادين سمعي
تذكارًا لن يغيب .

 

[تراتيل حرف]

اكتبني في الطريق الذي لا يعود،
في المسافة التي يذوب عندها الضوء
وتخفت الأصوات…
اكتبني حيث تتوقف الخطى ولا يلتفت القلب،
حيث يشبه الرحيلُ خلاصًا،
والمضيُّ وجعًا لا يعرف الرجوع.
اكتبني هناك…
في آخر حافةٍ منّي.

~

 

[موسيقار الكلمة]

سأكتبها،
وفي رفِّ القلب أرتّبها،
كأنها مخطوطةُ
عشقٍ لا يقرأها سواي،
أضعها بين دفاتر الحنين،
وأغلق عليها بمفتاحٍ من نبض،
فإذا مرّت الريح،
تساقطت الحروف كأوراقٍ صفراء،
لكنها تعود لتزهر في داخلي،
كأن القلب بستانٌ يخبّئ
مواسمه في رفوفٍ سرّية.



,

 

[زهرة]

أكتبني فكرةً تُنصِتُ لخطاك
أو نبضًا تائهًا يسألُ عني
كلما مرَّ بصدى اسمي,.

أكتبني ظلًّا يقتربُ من حيرته
ويُعيدُ ترتيب الليل
كي يجدَ وجهي بين نجمتين,.

أكتبني رجفةً صغيرة
تتدلّى من حافة الوقت
وتقول لك بهدوء
إنّي هنا…
أعودُ كلما ناداني قلبك.,

 

[عـٓـذار]

أنتِ لستِ نصًّا يُكتب،
أنتِ الحالة التي
تجعل الكتابة ضرورة،
والنبضة حدثًا،
والقلب أرضًا
تتعلم كلّ يومٍ
كيف تُنبتُ دهشةً جديدة.

 

[العقاب]

أكتبني كحلمٍ
يطلّ من نافذة الليل،
ليقول إن العتمة
ليست ضد النور،
بل هي طريقه الخفي
إلى الظهور، وأن الصمت
لا ينفي الكلام، بل يهيئ له
مسرحًا أعمق في هذا الطريق،
لا أبحث عن وصول،
لأن الوصول خرافة،
والخرافة حقيقةٌ متنكرة،
وكل خطوةٍ ضائعة
هي في الأصل
عودةٌ إلى الذات.
أكتبني كزمنٍ يبتكر نفسه،
ويثبت أن البداية
قد تكون في آخر الحافة،
وأن الغياب ليس فراغًا،
بل امتلاءٌ لا يُرى.

 

[تذكار]

كتبتُ اسمه
على ضياءٍ ونور،
فانشقّت الحروفُ
كأنها أبوابُ سرٍّ،
تُفضي إلى حدائقٍ
لا يعبرها الشجن،
وتُطلّ على أنهارٍ
من موسيقى خفية.

لم يكن الاسمُ مجرد حروفٍ،
بل كان نغمةً تُعيد ترتيب الكون،
وتجعل الليلَ يخلع عباءته،
ليظهر في هيئةِ صبحٍ أبدي.

كلّ حرفٍ منه كان كوكبًا،
يدور في فلكٍ من المعنى،
ويُرسل إشاراتٍ إلى الأرواح التائهة،
لتجد طريقها نحو اليقين.

 

[العقاب]

الحبُّ كائنٌ يلهثُ،
يستعيرُ رئتَيه من صدركِ،
ويُعيدُ لي أنفاسي
كجنونٍ لا يعرفُ حدودًا.

أكتبُكِ…
لا أكتبُكِ،

الحرفُ يهربُ منّي إليكِ،
والكلمةُ تتفتّتُ قبلَ أن تكتملَ،
كأنها تخشى اكتمالَها في حضورك.