كلمات مؤثرة 🥺 وبرا بوالديّ
كلمات مؤثرة
وحين انحنى ظهرها… وقفتُ أنا
لم يكن مشهدًا مفاجئًا، لكنه كان موجعًا.
أن ترى من كانت عصب البيت وسنده، تتكئ فجأة على كرسي ثابت لا تتزحزح عنه، وتتلفت في الوجوه كأنها تبحث عن اسم تعرفه ولم تعد تذكره… ذاك المشهد، وإن تكرر كل يوم، يبقى جديدًا على الوجع.
كبرت أمي…
لكن الكِبر هنا ليس مجرد رقم يُضاف إلى عمرها، بل ضعفٌ يتسلل بهدوء إلى أطرافها، تراجع في الذاكرة، وارتباك في النظرات، ونسيان للأسماء التي كانت تنطقها بدعاء كل صباح.
أمي التي كانت تقف من دون كلل، تتحرك بثبات، تُدير البيت وتديرنا، أصبحت اليوم تجلس صامتة، تارة تتأمل، وتارة تسألني: "هل لديك ابناء؟"
في لحظة ما، أدركت أن شيئًا في داخلي تغير. لم أعد الابنة فقط، صرت الأم.
صرتُ أرتّب لها أغراضها، أُجهز دواءها، أراقب نومها وقلبي مُعلّق بحركتها.
أصبحتُ أنا من تُلبسها، من تطمئن عليها، من تذكّرها بالصلاة وتعيد عليها أسماء إخوتي واحدًا واحدًا.
هل أبالغ إن قلت إنني وُلدتُ من جديد عندما ضعفت أمي؟
ربما، لكن الحقيقة أنني تعرّفت على نفسي أكثر حين تراجعت قوتها. صرتُ أرى ضعفي أمام عظمتها، وحناني أمام حنانها الذي لا زال حاضرًا رغم غياب الذاكرة.
وحين انحنى ظهرها، لم أبكِ على ذلك الجسد الذي كان يومًا قويًا، بل وقفتُ.
لا من باب الإحسان، بل من باب الوفاء.
وقفتُ احترامًا لأيام لم تشتكِ فيها رغم تعبها، ولقلبٍ كان يحتويني في أشد ضعفي، ولبصرٍ كان يراني قبل أن أتكلم.
أكتب هذا المقال لا لأشكو، بل لأحفظ.
أُوثّق كيف يتغير الإنسان، كيف تصبح الأم التي ربتنا ضعيفة بين أيدينا، وكيف أن الوفاء الحقيقي لا يُختبر في قوتنا، بل في لحظات عجز من كانوا سببًا في قوتنا.
هذا ليس مجرد سرد، إنه عهد.
أن تبقى أمي في عيني عظيمة،
حتى وهي لا تتذكر أسمي.
أن أمسك يدها، لا لتسندني،
بل لأسندها... حتى آخر الطريق.
إلى كل من يقرأ...
ربما تقرأ هذه الكلمات وأنت بعيد عن هذه التجربة، أو ربما تعيشها الآن بصمت.
أياً كنت، تذكّر أن من ربّاك يوماً، قد يأتي عليه زمان يضعف فيه جسده، وتغيب عنه الأسماء، لكن لا يغيب عن قلبه حبك.
البر ليس فقط في تقبيل الرأس،
بل في الصبر على التغيّر، والحنان في وجه النسيان، والوفاء حين تنقلب الموازين.
قف لأمك أو لأبيك حين ينحني ظهرهم، تمامًا كما وقفوا لك حين كنت لا تعرف من الحياة شيئًا.
لا تؤجل حنانك، ولا تختصر البرّ في المناسبات...
فالأعمار تمضي، والفرص لا تُعاد.
ام …….
قد عشتها
مع فارق ان أمي حبيبتي لم تفقد الذاكرة لكثرة قراءتها للقرآن والحمد لله.








لم يكن مشهدًا مفاجئًا، لكنه كان موجعًا.
أن ترى من كانت عصب البيت وسنده، تتكئ فجأة على كرسي ثابت لا تتزحزح عنه، وتتلفت في الوجوه كأنها تبحث عن اسم تعرفه ولم تعد تذكره… ذاك المشهد، وإن تكرر كل يوم، يبقى جديدًا على الوجع.
كبرت أمي…
لكن الكِبر هنا ليس مجرد رقم يُضاف إلى عمرها، بل ضعفٌ يتسلل بهدوء إلى أطرافها، تراجع في الذاكرة، وارتباك في النظرات، ونسيان للأسماء التي كانت تنطقها بدعاء كل صباح.
أمي التي كانت تقف من دون كلل، تتحرك بثبات، تُدير البيت وتديرنا، أصبحت اليوم تجلس صامتة، تارة تتأمل، وتارة تسألني: "هل لديك ابناء؟"
في لحظة ما، أدركت أن شيئًا في داخلي تغير. لم أعد الابنة فقط، صرت الأم.
صرتُ أرتّب لها أغراضها، أُجهز دواءها، أراقب نومها وقلبي مُعلّق بحركتها.
أصبحتُ أنا من تُلبسها، من تطمئن عليها، من تذكّرها بالصلاة وتعيد عليها أسماء إخوتي واحدًا واحدًا.
هل أبالغ إن قلت إنني وُلدتُ من جديد عندما ضعفت أمي؟
ربما، لكن الحقيقة أنني تعرّفت على نفسي أكثر حين تراجعت قوتها. صرتُ أرى ضعفي أمام عظمتها، وحناني أمام حنانها الذي لا زال حاضرًا رغم غياب الذاكرة.
وحين انحنى ظهرها، لم أبكِ على ذلك الجسد الذي كان يومًا قويًا، بل وقفتُ.
لا من باب الإحسان، بل من باب الوفاء.
وقفتُ احترامًا لأيام لم تشتكِ فيها رغم تعبها، ولقلبٍ كان يحتويني في أشد ضعفي، ولبصرٍ كان يراني قبل أن أتكلم.
أكتب هذا المقال لا لأشكو، بل لأحفظ.
أُوثّق كيف يتغير الإنسان، كيف تصبح الأم التي ربتنا ضعيفة بين أيدينا، وكيف أن الوفاء الحقيقي لا يُختبر في قوتنا، بل في لحظات عجز من كانوا سببًا في قوتنا.
هذا ليس مجرد سرد، إنه عهد.
أن تبقى أمي في عيني عظيمة،
حتى وهي لا تتذكر أسمي.
أن أمسك يدها، لا لتسندني،
بل لأسندها... حتى آخر الطريق.
إلى كل من يقرأ...
ربما تقرأ هذه الكلمات وأنت بعيد عن هذه التجربة، أو ربما تعيشها الآن بصمت.
أياً كنت، تذكّر أن من ربّاك يوماً، قد يأتي عليه زمان يضعف فيه جسده، وتغيب عنه الأسماء، لكن لا يغيب عن قلبه حبك.
البر ليس فقط في تقبيل الرأس،
بل في الصبر على التغيّر، والحنان في وجه النسيان، والوفاء حين تنقلب الموازين.
قف لأمك أو لأبيك حين ينحني ظهرهم، تمامًا كما وقفوا لك حين كنت لا تعرف من الحياة شيئًا.
لا تؤجل حنانك، ولا تختصر البرّ في المناسبات...
فالأعمار تمضي، والفرص لا تُعاد.

قد عشتها







اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : كلمات مؤثرة 🥺 وبرا بوالديّ
|
المصدر : المنتدي العام