-
- إنضم
- 4 مايو 2025
-
- المشاركات
- 10,483
-
- مستوى التفاعل
- 1,009
- مجموع اﻻوسمة
- 5
قصه عبدالله بن المبارك والمراة الأرملة...
خرج "عبدالله بن المبارك" ذات ليلة ليودع أصحابه، وبينما كان يسير في عتمة الطريق، لمح امرأة من بعيد تنحني فوق كومة من القمامة. راقبها فإذا بها تنتشل دجاجةً ميّتة، وتخفيها في ثوبها وتمضي بها مسرعة.
تبعها عبد الله وقد أخذته الدهشة، ثم ناداها:
ـــ يا أمة الله، ماذا تصنعين؟
ألا تعلمين أن الله تعالى يقول:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ}؟
لكن المرأة لم تلتفت إليه، بل قالت:
ـــ دع الخلق للخالق، فلله في خلقه شؤون.
أصرّ ابن المبارك بلطف، وقال:
ـــ أسألك بالله أن تخبريني بما حملكِ على هذا الأمر.
تنهّدت المرأة وأجابت بعد أن ألزمها القسم:
ـــ إنني أرملة فقيرة، أمٌّ لأربع بنات لا عائل لنا. طرقت أبواب الناس، ولكن القلوب قاسية، فأخذني الجوع وجعلت أبحث في القمامة… حتى رزقني الله بهذه الميتة.
أما سمعت قوله تعالى:
{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}؟
سكت ابن المبارك، وعيناه تفيضان بالدمع… ثم أخرج صرّته، وكانت تحوي المال الذي كان قد أعدّه للحج، وأعطاها لها قائلاً:
ـــ خذيها… فهي لكِ ولأيتامكِ.
وعاد إلى بيته، لم يخرج إلى الحج، بل لزم داره يعبد الله في السر، وقد خيّم على قلبه شعورٌ بالطمأنينة.
وبعد أيام، عاد الحجاج من بيت الله الحرام، وكانوا ممن صحبوا ابن المبارك من قبل في حجٍّ أو سفر، فجاؤوا إليه يهنئونه ويشكرونه على صحبته هذا العام.
فقالوا له:
ـــ ما جلسنا مجلسًا في الحج إلا رأيناك معنا، وما رأينا فيك إلا كل خير.
تعجب ابن المبارك في نفسه، وهو يعلم أنه ما خرج من بيته! لكنه لم يُرد أن يُظهر سرّه، واكتفى بالابتسام.
وفي تلك الليلة… رأى في المنام رسول الله ﷺ، وجهه يشرق نورًا، يقول له:
ـــ السلام عليك يا عبد الله بن المبارك، ألست تدري من أنا؟
أنا محمد ﷺ، حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة.
جزاك الله عن أمتي خيرًا، كما أكرمت أم اليتامى، وسترك كما سترتهم.
ثم قال له الحبيب المصطفى:
ـــ إن الله تعالى قد خلق ملكًا على صورتك، أدّى عنك مناسك الحج، فكتب الله لكل حاجٍ حجة، وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة!
ولم يكن هذا الموقف الوحيد من مواقف الزهد والإيمان… بل يروي سويد بن سعيد، أنه رأى عبد الله بن المبارك يومًا بمكة، وقد أتى إلى بئر زمزم، فاستقى شربة، ثم استقبل القبلة، وقال:
"اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن نبيك ﷺ، أنه قال:
ماء زمزم لما شُرب له…
وها أنا ذا أشربه لعطش يوم القيامة"،
ثم شربه.
هذا هو عبد الله بن المبارك… لم تكن عبادته كلماتٍ ولا رحلاتٍ، بل روحًا تُؤثِر المحتاج على النفس، وتعرف الله في السرّ والعلن.
إن أعجبتك القصة، فشاركها لعلها تذكر غيرك بجار له فقير فيذهب اليه الان ويعطيه ما يسد جوعه و جوع اسرته،
ولا تنسَ أن تُنير التعليقات بالصلاة على النبي ﷺ:
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
المصادر:
1. البداية والنهاية – الإمام ابن كثير
2. تاريخ بغداد – الإمام الخطيب البغدادي
تبعها عبد الله وقد أخذته الدهشة، ثم ناداها:
ـــ يا أمة الله، ماذا تصنعين؟
ألا تعلمين أن الله تعالى يقول:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ}؟
لكن المرأة لم تلتفت إليه، بل قالت:
ـــ دع الخلق للخالق، فلله في خلقه شؤون.
أصرّ ابن المبارك بلطف، وقال:
ـــ أسألك بالله أن تخبريني بما حملكِ على هذا الأمر.
تنهّدت المرأة وأجابت بعد أن ألزمها القسم:
ـــ إنني أرملة فقيرة، أمٌّ لأربع بنات لا عائل لنا. طرقت أبواب الناس، ولكن القلوب قاسية، فأخذني الجوع وجعلت أبحث في القمامة… حتى رزقني الله بهذه الميتة.
أما سمعت قوله تعالى:
{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}؟
سكت ابن المبارك، وعيناه تفيضان بالدمع… ثم أخرج صرّته، وكانت تحوي المال الذي كان قد أعدّه للحج، وأعطاها لها قائلاً:
ـــ خذيها… فهي لكِ ولأيتامكِ.
وعاد إلى بيته، لم يخرج إلى الحج، بل لزم داره يعبد الله في السر، وقد خيّم على قلبه شعورٌ بالطمأنينة.
وبعد أيام، عاد الحجاج من بيت الله الحرام، وكانوا ممن صحبوا ابن المبارك من قبل في حجٍّ أو سفر، فجاؤوا إليه يهنئونه ويشكرونه على صحبته هذا العام.
فقالوا له:
ـــ ما جلسنا مجلسًا في الحج إلا رأيناك معنا، وما رأينا فيك إلا كل خير.
تعجب ابن المبارك في نفسه، وهو يعلم أنه ما خرج من بيته! لكنه لم يُرد أن يُظهر سرّه، واكتفى بالابتسام.
وفي تلك الليلة… رأى في المنام رسول الله ﷺ، وجهه يشرق نورًا، يقول له:
ـــ السلام عليك يا عبد الله بن المبارك، ألست تدري من أنا؟
أنا محمد ﷺ، حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة.
جزاك الله عن أمتي خيرًا، كما أكرمت أم اليتامى، وسترك كما سترتهم.
ثم قال له الحبيب المصطفى:
ـــ إن الله تعالى قد خلق ملكًا على صورتك، أدّى عنك مناسك الحج، فكتب الله لكل حاجٍ حجة، وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة!

"اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن نبيك ﷺ، أنه قال:
ماء زمزم لما شُرب له…
وها أنا ذا أشربه لعطش يوم القيامة"،
ثم شربه.

إن أعجبتك القصة، فشاركها لعلها تذكر غيرك بجار له فقير فيذهب اليه الان ويعطيه ما يسد جوعه و جوع اسرته،
ولا تنسَ أن تُنير التعليقات بالصلاة على النبي ﷺ:
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
المصادر:
1. البداية والنهاية – الإمام ابن كثير
2. تاريخ بغداد – الإمام الخطيب البغدادي
اسم الموضوع : قصه عبدالله بن المبارك والمراة الأرملة...
|
المصدر : القصص المنقولة