امتلأ صباحي بها… حتى النشوة وأكثر
لممتُ شتات نفسي،
والتفتُّ إلى ابني.
قال:
"نريد خبزًا."
أغمضت عيني، عدّلت جلستي، وهززت رأسي:
"حسنًا."
خرج ابني من المجلس،
وبقيتُ مع فنجان قهوتي.
رسالة تومض.
كانت هي.
أنا أعلم أنها لن تترك صباحي دون أن تكون فيه.
فتحت الرسالة…
كانت تسجيلًا صوتيًا.
صوتها بدا متعبًا…
ألقت عليّ تحيّة الصباح، ثم غنّت لي.
دقيقتان ونصف.
وسكن المكان.
حتى العصافير خجلت أن تُصدر صوتًا.
الرياح سكنت.
وقلبي… انتفض.
لا أعلم ما يميز هذه المرأة،
تسلبني عقلي كلما ظهرت،
كلما سمعتُ صوتها،
سلبتني روحي.
أعدتُ التسجيل وأنا أتذوّق قهوتي.
كنتُ مغمض العينين،
أراها أمامي،
كأن الحواس كلها صارت لها.
انتهى التسجيل.
نهضت.
وضعت الهاتف في جيبي، قرب قلبي.
وخرجتُ إلى البقالة أبتاع الخبز لعائلتي.
لكن داخلي…
كان يعيش صراعًا دامياً.
كيف ستتقبّل؟
أن لي زوجة وأولاد؟
كيف؟
لا أعلم.
ابتعتُ الخبز،
أرسلته للبيت،
وسرت.
إلى أن وصلت الحديقة العامة.
هناك مقعدٌ،
لطالما أحببت أن أجلس عليه.
فعلت.
اشتريت كوب شاي.
فتحت هاتفي.
وضعت صورتها أمامي،
واستمعت لتسجيل قديم…
كانت غاضبة يومها.
ورغم غضبها…
كنت أبتسم.
احتسيت الشاي.
وهي تتكلم.
ونظرت لعينيها،
وهي تقول:
أجل، فهمت.
فهمت أنكِ مختلفة.
فهمت أنكِ لستِ حلمًا، بل حياة مؤجلة.
سأكتب عنكِ اليوم. هذا مؤكد.
أنتِ ملأتِ صباحي…
حتى النشوة.
وحتى أكثر.
ملأ كل هذا الجمال القصصي واللغوي في
فسحة من النطر والتمعن لسردك الجميل
حيث ترابط الاسطر وتنغام الحروف
تجلعنا هنا نحتدت بالصمت ..
رائعة
متابع >>>>>