جـهـاد 👧
نجوم المنتدي
الواعظ المجهول
في شهر رمضان من عام 1123 هـ ( 1711م) حدثت أغرب ثورة في تاريخ القاهرة، إذ كان الشعب المصري يعاني من الحكم المملوكي، وكانت سنوات التخلف والقهر قد انتهت بالشعب إلى ظواهر غريبة، مظهرها الأساسي: الهروب في البدع الدينية التي لا تنتمي للدين في شيء، حسبما يقول الكاتب الصحفي صلاح عيسى في كتابه "هوامش المقريزي..حكايات من مصر".
وحسب ما يقول عيسى، فإنه ذات يوم حط في القاهرة رجل غريب جلس "بجامع المؤيد، يعظ الناس، ويهاجم ما يفعلونه من زيارة لأضرحة الأولياء، وتقبيل أعتابها، وقال إن فعل ذلك كفر يجب على الناس تركه، وعلى ولاة الأمور السعي في إبطاله. وندد بما ورد في بعض الكتب من القول بأن بعض الأولياء أطلع على اللوح المحفوظ، واعتبره كفرًا لأن الأنبياء لا تطلع على هذا اللوح، فكيف يطلع عليه من هم أدنى منهم؟".
واقتنع بعض خاصته بما يقول، فخرجوا بعد صلاة التراويح في شهر رمضان من 1711 ميلاديا، ووقفوا بالنبابيت والأسلحة يتصدون للبدع الدينية، وأثار فعلهم هذا آخرين، فذهب هؤلاء إلى العلماء بالأزهر وأخبروهم بقول ذلك الواعظ، وكتب علماء الأزهر فتوى بأن كرامات الأولياء لا تنقطع بالموت، وأن الواعظ المجهول كافر ويجب على الحاكم أن يزجره.
وتصدى لهم الواعظ، وطالبهم بمناظرته في مجلس قاضي العسكر. وخرج الواعظ المجهول في جمع من المصريين يزيد عن ألف نفس، ومر من القاهرة إلى بيت القاضي، مطالبا بالمناظرة، ولم يحضر العلماء، ونتيجة لضغط الجماهير التي تطالب بالمناظرة، كتب لهم القاضي فتوى يؤيد بها الواعظ ويرفض فتوى العلماء، وعاد الجميع سعيدا وراضيا.
وفي اليوم التالي اختفى الواعظ المجهول ولم يظهر في جامع المؤيد وعلم الناس أن القاضي منعه من الوعظ، فخرج المصلون من الجامع إلى الديوان مطالبين بإطلاق سراح الواعظ الذي أحبوه ووثقوا بما يقول، ولم ينصرفوا إلا وقد أخذوه معهم إلى جامع المؤيد، فصار يعظهم ويطالبهم بالانتصار للدين وقمع الدجالين.
لكن النظام المملوكي لم يصمت إزاء هذا الوضع، فسارع بإنزال الجنود إلى القاهرة، وأعاد القبض على الواعظ، وتقرر نفيه من البلاد، وأخذ الجنود يطاردون أتباعه فضربوا بعضهم ونفي أكثرهم خطرا، وعاد الدجالون ينشرون خرافاتهم في حماية الوالي.
.
.
مغلق
وحسب ما يقول عيسى، فإنه ذات يوم حط في القاهرة رجل غريب جلس "بجامع المؤيد، يعظ الناس، ويهاجم ما يفعلونه من زيارة لأضرحة الأولياء، وتقبيل أعتابها، وقال إن فعل ذلك كفر يجب على الناس تركه، وعلى ولاة الأمور السعي في إبطاله. وندد بما ورد في بعض الكتب من القول بأن بعض الأولياء أطلع على اللوح المحفوظ، واعتبره كفرًا لأن الأنبياء لا تطلع على هذا اللوح، فكيف يطلع عليه من هم أدنى منهم؟".
واقتنع بعض خاصته بما يقول، فخرجوا بعد صلاة التراويح في شهر رمضان من 1711 ميلاديا، ووقفوا بالنبابيت والأسلحة يتصدون للبدع الدينية، وأثار فعلهم هذا آخرين، فذهب هؤلاء إلى العلماء بالأزهر وأخبروهم بقول ذلك الواعظ، وكتب علماء الأزهر فتوى بأن كرامات الأولياء لا تنقطع بالموت، وأن الواعظ المجهول كافر ويجب على الحاكم أن يزجره.
وتصدى لهم الواعظ، وطالبهم بمناظرته في مجلس قاضي العسكر. وخرج الواعظ المجهول في جمع من المصريين يزيد عن ألف نفس، ومر من القاهرة إلى بيت القاضي، مطالبا بالمناظرة، ولم يحضر العلماء، ونتيجة لضغط الجماهير التي تطالب بالمناظرة، كتب لهم القاضي فتوى يؤيد بها الواعظ ويرفض فتوى العلماء، وعاد الجميع سعيدا وراضيا.
وفي اليوم التالي اختفى الواعظ المجهول ولم يظهر في جامع المؤيد وعلم الناس أن القاضي منعه من الوعظ، فخرج المصلون من الجامع إلى الديوان مطالبين بإطلاق سراح الواعظ الذي أحبوه ووثقوا بما يقول، ولم ينصرفوا إلا وقد أخذوه معهم إلى جامع المؤيد، فصار يعظهم ويطالبهم بالانتصار للدين وقمع الدجالين.
لكن النظام المملوكي لم يصمت إزاء هذا الوضع، فسارع بإنزال الجنود إلى القاهرة، وأعاد القبض على الواعظ، وتقرر نفيه من البلاد، وأخذ الجنود يطاردون أتباعه فضربوا بعضهم ونفي أكثرهم خطرا، وعاد الدجالون ينشرون خرافاتهم في حماية الوالي.
.
.
مغلق
اسم الموضوع : الواعظ المجهول
|
المصدر : شخصيات من التاريخ العربي