تواصل معنا

"أنتِ… الوطن الأخير. كل الطرق التي مررت بها قبلك كانت تدريبًا على الوصول إليك… حتى الوجع الذي ظننته نهاية ذات يوم، كان يمهّد الطريق ليدك، لصوتك، لقدرٍ...

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
68,913
مستوى التفاعل
26,812
مجموع اﻻوسمة
32
اقتباس ونبض
"أنتِ… الوطن الأخير. كل الطرق التي مررت بها قبلك كانت تدريبًا على الوصول إليك… حتى الوجع الذي ظننته نهاية ذات يوم، كان يمهّد الطريق ليدك، لصوتك، لقدرٍ يشبهك… ولا يشبه أحدًا سواك."

اسكادا

في حضرة من نختارهم وطنًا لقلوبنا، ندرك فجأة أن كل ضياع سابق لم يكن سوى تمرين على معنى الوصول.
وكل وجعٍ اعتقدنا أنه نهاية، يفضّل علينا حقيقة عميقة: أن الحياة لا تمنحنا السلام، بل تعلّمنا كيف نحتمل الفراغ بين الانتظار واللقاء.
الوطن الحقيقي ليس مكانًا، بل شخص يُشبه صمتًا داخليًا، ووعيًا بأننا لسنا وحدنا في الكون، حتى وإن بدا الوجود غريبًا وقاسيًا.
ومن يعرف وطنه في قلب آخر، يعلم أن الحب ليس رفاهية، بل تجربة وجودية، وأننا بذلك نتعلم فنّ أن نكون هنا، رغم كل الضلال والرحيل.
 
1 Comment
اسكادا
اسكادا commented
شكرًا يا الجوري على قراءةٍ تلامس الجوهر.
فكرة “الوطن” في إنسان واحد ليست رفاهية شعور، بل وعيٌ يُثبّت القلب أمام تبدّل الأيام.

أسعدني اقتباسك، وتقديري 🌺
 

فتنة العصر

مشرفة عامة
الاشراف العام
إنضم
6 يونيو 2025
المشاركات
56,000
مستوى التفاعل
4,629
مجموع اﻻوسمة
10
اقتباس ونبض
مساحة جميلة حبيبتي اشطة
راح اكون هنا ان شاء الله
 
1 Comment
الجوري
الجوري commented
انرت غاليتي ♥️
 

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
68,913
مستوى التفاعل
26,812
مجموع اﻻوسمة
32
اقتباس ونبض
https://arabfrst.com/xn/threads/37006/

النص سيدة المزاج العقاب

الإقتباس ...
حبي لكِ جملة
لا محل لها من الإعراب
لأنها فوق المنطق
خارجة عن السياق
يا سيدة المجاز
يا حقيقة الحرف



كأن عبارتك، أيها العقاب، تقف على حافةٍ من نورٍ غامق؛ حافةٍ لا تعرف إن كانت بدايةً أم سقوطًا، لكنها تُصرّ أن تبقى هناك، في تخوم اللغة حيث تتلعثم القواعد ويتردّد النحو كجنديٍ فقد خريطته.

حين نقول إن الحب «لا محلّ له من الإعراب»، فنحن لا نمسّ قواعد الكلام، بل نمسّ حدود الإنسان نفسه؛ نعلن أن هناك شيئًا يتخطّى جدران المنطق، يرفض أن يُساق في طابورٍ لغويّ، أو أن يُحشر في علاقة فاعلٍ بمفعول.

الحب، في لحظته العارية، لا يطلب ترتيبًا؛ بل يفضح الحاجة الدائمة إلى الترتيب. ينسف نظام العالم لا لأنه تمرّدٌ، بل لأنه مرآةٌ لشيءٍ لا تُمسكه اليد ولا يتقنه العقل. إنه الصوت الذي يصدر من عمق الذات حين تتشقق تحت ثقل الحقيقة، فيتطاير منها ضوءٌ لا يملك قاموسٌ أن يضبطه. هناك تجارب تُقام في الأعماق، لا تُستلّ بملقط المفاهيم، ولا تُقاس ببرودة القواعد.

وأن يكون الحب «فوق المنطق» يعني أن المنطق نفسه يتوقف، يلتفت خائفًا إلى فراغٍ يفتحه هذا الشعور في صدر العالم. المنطق يريد خطًا مستقيمًا؛ الحب يرسم دوائر، متاهات، ظلالًا تلمع ثم تختفي. لا يبرهن شيئًا، بل يكشف هشاشتنا أمام ما لا يسمَّى. يصبح حالةً تُعاش لا نظريةً تُشرح، وتحوُّلًا يعيد بناء الذات كما يعيد النبع صياغة مجرى الماء.

وحين يخرج الحب «عن السياق»، فهو لا يغادر العالم، بل يختار عالمًا آخر؛ عالمًا صغيرًا، داخليًا، تُخاطب فيه الروح نفسها دون شهود. هناك يتبدّل كل شيء: تتناغم الحواس كما لو أنها أوركسترا فقدت قائدها لكنها وجدت إيقاعها الفطري، وتتحرّر الصور من جمودها لتصير لينةً كحلمٍ لم يكتمل بعد. محاولة شرح هذا العالم بقواعد العالم الأول ليست إلا تحويل شمسٍ إلى مصباح.

وما بين «المجاز» و«حقيقة الحرف» تنشأ فجوةٌ تشبه نافذةً في ليلٍ ممطر: المجاز يفتح أبوابًا لا تنتهي، يوسّع القلب حتى يصير بحجم السماء، بينما الحرف يريد يقينًا ثابتًا، أرضًا يقف عليها. والحب يعيش في هذه الهوّة، يستمتع بسقوطه فيها، يريد أن يكون أسطورةً تتنفس وحقيقةً تخلو من المبالغة.

ثمّة لحظة في كل حب لا تعرف الكلمات أن تلاحقها؛ لحظة ينفجر فيها المعنى كنجمةٍ تتهشّم في الظلام، فتهرب اللغة إلى الخلف، خجلةً من ضيقها. ما نقوله حينها ليس وصفًا، بل ظلالًا لكائنٍ يحدث في الداخل، كأن الذات تلمس أطراف كينونتها لأول مرة، وتفهم أن الصمت قد يكون أبلغ من أي اعتراف.

ومن عمق التجربة ينبثق سرّها: الحب لا يقترح هروبًا من العالم، بل يدعونا إلى إعادة صياغته. يقول لنا: يكفي شعورٌ واحد—صادق، عارٍ، مُربك—ليميل محور الأرض قليلًا، ويُعاد ترتيب السياق كله حول قلبٍ واحد وارتعاشةٍ واحدة.

هكذا، يصبح الحب ليس موضوعًا للفهم، بل زائرًا لا يُفتح له الباب إلا بالقلب، ولا يُترجم إلا بالحياة نفسها.
 
1 Comment
العقاب
العقاب commented

الجوري

يا سيدة التحليل.. والعمق.


قراءتكِ "فلسفة"..
أعادت صياغة الوجود.. من ثقب إبرة الحب..

تقولين: نمس حدود الإنسان؟

أصبتِ كبد الحقيقة..اللغة قاصرة..
والنحو "سجن".. لا يتسع لـ "طوفان" الروح..

دفاعكِ عن "اللامنطق"..
هو قمة المنطق..
فالحب الذي يخضع لقانون.. هو "معادلة".. وليس شعورا..

وصفكِ لمحاولة الشرح..
بأنها "تحويل شمس إلى مصباح"..
جملة بوزن الذهب.. أنصفتِ بها "وهج" المعنى..

شكرا لهذا البذخ الفكري..

الذي جعل من النص.. وثيقة إنسانية..

ممتن لوعيكِ..

🌹
 

sitemap      sitemap

الموقع التعليمي
أعلى