تواصل معنا

. . عند مفترق المساء كانت المدينة تتهيّأ لابتلاع ليلٍ جديد، والريح تسري بين الأزقّة كأنها تهمس بذكرياتٍ لم يعد أحد يُصغي إليها. عند زاويةٍ منسية، حيث...

ميس

نــزاري الحــرف
إنضم
10 فبراير 2023
المشاركات
8,523
مستوى التفاعل
2,135
مجموع اﻻوسمة
4
عند مفترق المساء ( خاص بالمسابقة )

Design Image.jpeg
.
.


عند مفترق المساء


كانت المدينة تتهيّأ لابتلاع ليلٍ جديد،
والريح تسري بين الأزقّة كأنها تهمس بذكرياتٍ لم يعد أحد يُصغي إليها.

عند زاويةٍ منسية، حيث تتقاطع الظلال وتغفو المصابيح،
وقفت إلَيـا،
حقيبتها العتيقة تتدلّى من يدٍ خذلها الصبر، ومعطفها الرمادي يلتصق بجسدٍ أنهكته القرارات المؤجَّلة.

في الطرف المقابل،
تجمّد عُمَران تحت شرفةٍ عتيقة،
عيناه تتعلّقان بها كما يتعلّق الغريق بآخر خيطٍ من ضوء.

لم يقل شيئًا، فالصمتُ
بينهما كان أبلغ من كلّ وداع.

من نافذةٍ علويةٍ سطع ضوءٌ خافت،
ظهر خلفه ظلّ إنسانٍ ساكنٍ كذكرى،
يراقب المشهد من عتمةٍ لا تعنيه،
كأن البيوت نفسها تشهد على
رحيل من أحبّت دون أن تملك حقّ الاعتراض.
رفعت إلَيـا بصرها للحظة،

التقت عيناها بعينيه — نظرةٌ واحدة فقط،
لكنها كانت كفيلة بأن تُعيد إلى
كليهما عمرًا كاملاً من الندم والرجاء.
قال عمران بصوتٍ واهنٍ تكسّره الحسرة:
«ألَا مجال لتأجيل الرحيل؟»

أجابت بنبرةٍ باردةٍ كالمساء:

«الرحيل لا يُؤجَّل يا عمران… إنّما نحن الذين تأخّرنا في الفَهم.»

ثم استدارت،
وسارت على الحجارة الصامتة
التي حفظت وقع خطواتها الأولى،

وتركت وراءها ظلًّا يشيخ في مكانه،
ومدينـةً تزداد اتّساعًا
كلّما مضى فيها قلبان
في طريقين مختلفين.

وفي النافذة البعيدة،
ظلّ الضوء معلّقًا،
يشهد على مساءٍ
انكسر فيه الحنين،


وعلى امرأةٍ لم تعد تعرف:
هل كانت تُغادره
أم تُغادر ما تبقّى من نفسها









انتهــى

او ربمـا لا






ميساء


.
.
 
التعديل الأخير:

هدوء

💎مستشار اداري
نائب المدير العام
إنضم
24 مارس 2022
المشاركات
52,974
مستوى التفاعل
37,364
مجموع اﻻوسمة
22
عند مفترق المساء ( خاص بالمسابقة )
تروق لي المحتوى اللفضي واللغوي
والدلالات التي تشير اليها القصة
بجمال الاختصار وعدم تشتيت القارئ
فشكرا لجمال المحتوى
 
Comment

فتنة العصر

مشرفة عامة
الاشراف العام
إنضم
6 يونيو 2025
المشاركات
57,617
مستوى التفاعل
4,714
مجموع اﻻوسمة
10
عند مفترق المساء ( خاص بالمسابقة )
قصة جميلة حبيبتي أحسنت
السرد وحبكة الصياغة التي
تشد القارئ للنهاية
أتمنى لك الموفقية حبيبتى
 
Comment

ندى الورد

ســيـــدة الـقـــصــر
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
131,306
مستوى التفاعل
99,607
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
36
عند مفترق المساء ( خاص بالمسابقة )
مشاهدة المرفق 176694
.
.


عند مفترق المساء


كانت المدينة تتهيّأ لابتلاع ليلٍ جديد،
والريح تسري بين الأزقّة كأنها تهمس بذكرياتٍ لم يعد أحد يُصغي إليها.

عند زاويةٍ منسية، حيث تتقاطع الظلال وتغفو المصابيح،
وقفت إلَيـا،
حقيبتها العتيقة تتدلّى من يدٍ خذلها الصبر، ومعطفها الرمادي يلتصق بجسدٍ أنهكته القرارات المؤجَّلة.

في الطرف المقابل،
تجمّد عُمَران تحت شرفةٍ عتيقة،
عيناه تتعلّقان بها كما يتعلّق الغريق بآخر خيطٍ من ضوء.

لم يقل شيئًا، فالصمتُ
بينهما كان أبلغ من كلّ وداع.

من نافذةٍ علويةٍ سطع ضوءٌ خافت،
ظهر خلفه ظلّ إنسانٍ ساكنٍ كذكرى،
يراقب المشهد من عتمةٍ لا تعنيه،
كأن البيوت نفسها تشهد على
رحيل من أحبّت دون أن تملك حقّ الاعتراض.
رفعت إلَيـا بصرها للحظة،

التقت عيناها بعينيه — نظرةٌ واحدة فقط،
لكنها كانت كفيلة بأن تُعيد إلى
كليهما عمرًا كاملاً من الندم والرجاء.
قال عمران بصوتٍ واهنٍ تكسّره الحسرة:
«ألَا مجال لتأجيل الرحيل؟»

أجابت بنبرةٍ باردةٍ كالمساء:

«الرحيل لا يُؤجَّل يا عمران… إنّما نحن الذين تأخّرنا في الفَهم.»

ثم استدارت،
وسارت على الحجارة الصامتة
التي حفظت وقع خطواتها الأولى،

وتركت وراءها ظلًّا يشيخ في مكانه،
ومدينـةً تزداد اتّساعًا
كلّما مضى فيها قلبان
في طريقين مختلفين.

وفي النافذة البعيدة،
ظلّ الضوء معلّقًا،
يشهد على مساءٍ
انكسر فيه الحنين،


وعلى امرأةٍ لم تعد تعرف:
هل كانت تُغادره
أم تُغادر ما تبقّى من نفسها









انتهــى

او ربمـا لا






ميساء


.
.
الفاظك اللغوية ررائعة ميسائي
مااجملها من قصه نسجتيها بخيوط من ذهب
تمنيت لوو تطول اكثر واكثرركل الحب لك 🌹
 
Comment

جنة المنتدى

وحيدة كالقمر(عضوية مميزة )
إنضم
23 مايو 2021
المشاركات
23,055
مستوى التفاعل
10,321
الإقامة
أم الدنيا
مجموع اﻻوسمة
10
عند مفترق المساء ( خاص بالمسابقة )
أجابت بنبرةٍ باردةٍ كالمساء:

«الرحيل لا يُؤجَّل يا عمران… إنّما نحن الذين تأخّرنا في الفَهم.»

ثم استدارت،
وسارت على الحجارة الصامتة
التي حفظت وقع خطواتها الأولى،

وتركت وراءها ظلًّا يشيخ في مكانه،
ومدينـةً تزداد اتّساعًا
كلّما مضى فيها قلبان
في طريقين مختلفين.

وفي النافذة البعيدة،
ظلّ الضوء معلّقًا،
يشهد على مساءٍ
انكسر فيه الحنين،


وعلى امرأةٍ لم تعد تعرف:
هل كانت تُغادره
أم تُغادر ما تبقّى من نفسها
يالها من حزينه
لاتعرف هل هي تغادره
أم تغادر ماتبقى من نفسها
ومن مابقى من نبضها💔

٠٠
قصه أصابت عمق القلب
وكأنها مشهد يُعاد من جديد
وسطور من وجع
وليس من قلم
٠٠
تقديري حبيبتي
لهذه المشاعر
التى عشنا لحظاتها
معك بصدق
٠٠
بالتوفيق والتميز دائما يارب
صباح الورد. ❤️

٠٠
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

الموقع التعليمي
أعلى