الإكليل*
سيد الحبر الصامت ومؤرخ للمشاعر
-
- إنضم
- 9 أغسطس 2022
-
- المشاركات
- 22,404
-
- مستوى التفاعل
- 15,996
- مجموع اﻻوسمة
- 20
الصياد الصغير
الصياد الصغير
كان الميناء يستيقظ على صياح النوارس وضجيج الأمل
وفي زاوية صغيرة منه
بيت يطل على البحر
كأنما يهمس له كل فجر
هناك ولد صغير يستعد للخروج
تحنو أمه عليه
كأنها تزرع الطمأنينة في قلبه
وتقول له بخفة تشبه النسيم
اذهب يا بني فالله معك
ما دمت لا تحمل في قلبك إلا الخير
يمضي بخطوات مبللة بالحلم
يحمل شبكته القديمة
وكأنها امتداد لروحه
يصل إلى الماء قبل أن تصحو الدنيا
يرمي شبكته ثم يجلس ينتظر
يحادث البحر كصديق قديم
يسأله عن سر اللين في العاصفة
وعن معنى الهدوء في قلب الغليان
شيئاً فشيئا صار اسمه
يتردد على ألسنة الناس
الصياد الصغير
الذي لا يعود إلا محملا بالرزق
كانوا ينظرون إليه بدهشة
تغلفها الغيرة
يتساءلون كيف لطفل
أن يسبقهم إلى بركة البحر
لكن بعض القلوب لم تحتمل نقاءه
فاجتمع الكبار في ليل غاضب
قال أحدهم
إن الولد يخدع البحر
وقال آخر إن أمه تهمس له
بتعاويذ خفية
واتفقوا أن يتبعوه حين يخرج
تسللوا خلفه قبل الفجر
ورأوه يقف عند حافة الموج
يرفع يديه كمن يصلي
بصمت صاف ثم يرمي شبكته
ويجلس يبتسم للماء
قلدوه
لكن الموج لم يعرفهم
زمجرت الريح كأنها تكشف قلوبهم
وانقلبت المراكب دفعة واحدة
ونجو بأعجوبة بالغة
انفتح البحر في غضب أزرق
عظيم
ولم يسمع بعد تلك الليلة
إلا خرير غامض يشبه الندم
وفي الصباح عاد الضوء إلى الميناء
خرج الصياد الصغير
كانت الشمس تشرق من عمق الموج
والماء يلمع حوله كدرع من ضوء
جلس على صخرته المعتادة
رفع يده إلى البحر
وقال
لقد فهمت يا صديقي
القلوب التي تخرج بالدعاء
لا يغرقها الحسد ولا تمسها العتمة
فابتسم البحر وامتدت موجة صغيرة
حتى قدميه
كأنها تبايعه على النقاء
ومنذ ذلك اليوم
صار يقال في الميناء
من أحب البحر أحبه البحر ومن خرج بدعاءٍ صادقٍ
عاد محمولاً على جناح الضوء
كان الميناء يستيقظ على صياح النوارس وضجيج الأمل
وفي زاوية صغيرة منه
بيت يطل على البحر
كأنما يهمس له كل فجر
هناك ولد صغير يستعد للخروج
تحنو أمه عليه
كأنها تزرع الطمأنينة في قلبه
وتقول له بخفة تشبه النسيم
اذهب يا بني فالله معك
ما دمت لا تحمل في قلبك إلا الخير
يمضي بخطوات مبللة بالحلم
يحمل شبكته القديمة
وكأنها امتداد لروحه
يصل إلى الماء قبل أن تصحو الدنيا
يرمي شبكته ثم يجلس ينتظر
يحادث البحر كصديق قديم
يسأله عن سر اللين في العاصفة
وعن معنى الهدوء في قلب الغليان
شيئاً فشيئا صار اسمه
يتردد على ألسنة الناس
الصياد الصغير
الذي لا يعود إلا محملا بالرزق
كانوا ينظرون إليه بدهشة
تغلفها الغيرة
يتساءلون كيف لطفل
أن يسبقهم إلى بركة البحر
لكن بعض القلوب لم تحتمل نقاءه
فاجتمع الكبار في ليل غاضب
قال أحدهم
إن الولد يخدع البحر
وقال آخر إن أمه تهمس له
بتعاويذ خفية
واتفقوا أن يتبعوه حين يخرج
تسللوا خلفه قبل الفجر
ورأوه يقف عند حافة الموج
يرفع يديه كمن يصلي
بصمت صاف ثم يرمي شبكته
ويجلس يبتسم للماء
قلدوه
لكن الموج لم يعرفهم
زمجرت الريح كأنها تكشف قلوبهم
وانقلبت المراكب دفعة واحدة
ونجو بأعجوبة بالغة
انفتح البحر في غضب أزرق
عظيم
ولم يسمع بعد تلك الليلة
إلا خرير غامض يشبه الندم
وفي الصباح عاد الضوء إلى الميناء
خرج الصياد الصغير
كانت الشمس تشرق من عمق الموج
والماء يلمع حوله كدرع من ضوء
جلس على صخرته المعتادة
رفع يده إلى البحر
وقال
لقد فهمت يا صديقي
القلوب التي تخرج بالدعاء
لا يغرقها الحسد ولا تمسها العتمة
فابتسم البحر وامتدت موجة صغيرة
حتى قدميه
كأنها تبايعه على النقاء
ومنذ ذلك اليوم
صار يقال في الميناء
من أحب البحر أحبه البحر ومن خرج بدعاءٍ صادقٍ
عاد محمولاً على جناح الضوء
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : الصياد الصغير
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء




اللغوي يشد الي يقرأ
سلسل حالم جميل
وكان الموج والبحر
والصياد بينهم لغة لايفهمها
الامن حمل نقاء الروح والنفس
همسات اعجبتني جميله برغم الجميع يقول البحر غدار ولكن لكل قاعدة شواذ احسنت اكليل تقديري لك