الإكليل*
سيد الحبر الصامت ومؤرخ للمشاعر
-
- إنضم
- 9 أغسطس 2022
-
- المشاركات
- 22,025
-
- مستوى التفاعل
- 15,745
- مجموع اﻻوسمة
- 20
مأتم من وهج
الفصل الأول

كأن الذاكرة بحر قديم
يبتلع الضوء ولا يعيده
تفتح فمها
فتغرق المدن في صمتها
تتناسل الأمواج من خيبتها
لا ميناء يحتملني
ولا شاطئ يقبل اعتذاري
كلما هممت بالنجاة
اعادني الموج للضياع
تلبس الغياب
كأنه عطرها
وتغلق الباب
على رنين صدى لا يموت
هي الذاكرة التي تشتهي خرابها
وتدمن التحديق في الجراح
كأنها تستمد بقاءها من نزفها
كل فكرة فيها حافة
وكل حافة فيها هاوية
وكل هاوية تمتد كخط يدها
في راحة العدم
لا فرق بين الحنين واللعنة
كل ما هناك تكرار يتنكر
في هيئة وجع قديم
يبتسم لي بخبث العارف أنه المنتصر
خيبتها ليست صدفة
بل سلالة تنمو في لحم الكلمات
كلما ناديتها أخرجت من فمها رمادا
كأنها لا تعرف سوى البقاء
متيبسة كجذع منسي
لا تعرف للعشق إلا هندسة العزلة
ولا تكتب إلا بمسامير الصد
لا تمنح من قلبها
سوى الفراغ الذي تزخرفه بالادعاء
نرجسيتها لؤلؤة سامة
تشبه ضوءا ينكسر عمدا
كي يرى نفسه
وهي ترى نفسها
في كل شيء
إلا في حقيقتها
تمشي على المرايا
وتترك خلفها شروخا تتنفس
كما يتنفس الظمأ سرابه
تكتب وصاياها على صفحة الماء
وتؤمن أن الطوفان لا يستحقها
لأنها فوق الهلاك وفوق البشر
وفوق ما لا يُغفر
عقمها للعشق ليس حرمانا
بل اختيارا متغطرسا
هي التي أقامت بين قلبها والعاطفة
جدارا من الزجاج
ترى من خلاله كل الوجوه
ولا تمس أحدا
تزرع الرغبة وتقتلها
قبل أن تزهر
تتحدث عن الحب كفيلسوفة
وهي قد
فقدت إحساس اللوم
أما أنا
فغريق في ذاكرتها الموحلة
أغوص في تفاصيلها
كمن يفتش عن نفس في بئر مهجور
كل ظل فيها يهمس باسمي
وأنا أدرك أن الغرق ليس عقوبة
بل مصير اختارني منذ اللحظة
التي قرأت فيها أول سطر من وجودها
لا منجا من ذاكرة تحترف الغرق
ولا خلاص من امرأة تتقن خيبات الدمن وتغسل وجهها بدمع النجوم
كل محاولاتي للهرب كانت رسائل ضائعة
في زجاجات فارغة
ترميها هي في البحر لتعود إلي
كأنها تكتبني من جديد
بكف الريح وقلم الغياب
هكذا أنا وهكذا هي
بحر وذاكرة وغريق
لا فجر في الأفق ولا غصن يمتد
رائحة ماض يعيد نفسه
بلون أكثر صدأ وصوت أشد قسوة
كأننا نحيا في لحظة واحدة
منذ الدهر نغرق فيها ولا نموت

كأن الذاكرة بحر قديم
يبتلع الضوء ولا يعيده
تفتح فمها
فتغرق المدن في صمتها
تتناسل الأمواج من خيبتها
لا ميناء يحتملني
ولا شاطئ يقبل اعتذاري
كلما هممت بالنجاة
اعادني الموج للضياع
تلبس الغياب
كأنه عطرها
وتغلق الباب
على رنين صدى لا يموت
هي الذاكرة التي تشتهي خرابها
وتدمن التحديق في الجراح
كأنها تستمد بقاءها من نزفها
كل فكرة فيها حافة
وكل حافة فيها هاوية
وكل هاوية تمتد كخط يدها
في راحة العدم
لا فرق بين الحنين واللعنة
كل ما هناك تكرار يتنكر
في هيئة وجع قديم
يبتسم لي بخبث العارف أنه المنتصر
خيبتها ليست صدفة
بل سلالة تنمو في لحم الكلمات
كلما ناديتها أخرجت من فمها رمادا
كأنها لا تعرف سوى البقاء
متيبسة كجذع منسي
لا تعرف للعشق إلا هندسة العزلة
ولا تكتب إلا بمسامير الصد
لا تمنح من قلبها
سوى الفراغ الذي تزخرفه بالادعاء
نرجسيتها لؤلؤة سامة
تشبه ضوءا ينكسر عمدا
كي يرى نفسه
وهي ترى نفسها
في كل شيء
إلا في حقيقتها
تمشي على المرايا
وتترك خلفها شروخا تتنفس
كما يتنفس الظمأ سرابه
تكتب وصاياها على صفحة الماء
وتؤمن أن الطوفان لا يستحقها
لأنها فوق الهلاك وفوق البشر
وفوق ما لا يُغفر
عقمها للعشق ليس حرمانا
بل اختيارا متغطرسا
هي التي أقامت بين قلبها والعاطفة
جدارا من الزجاج
ترى من خلاله كل الوجوه
ولا تمس أحدا
تزرع الرغبة وتقتلها
قبل أن تزهر
تتحدث عن الحب كفيلسوفة
وهي قد
فقدت إحساس اللوم
أما أنا
فغريق في ذاكرتها الموحلة
أغوص في تفاصيلها
كمن يفتش عن نفس في بئر مهجور
كل ظل فيها يهمس باسمي
وأنا أدرك أن الغرق ليس عقوبة
بل مصير اختارني منذ اللحظة
التي قرأت فيها أول سطر من وجودها
لا منجا من ذاكرة تحترف الغرق
ولا خلاص من امرأة تتقن خيبات الدمن وتغسل وجهها بدمع النجوم
كل محاولاتي للهرب كانت رسائل ضائعة
في زجاجات فارغة
ترميها هي في البحر لتعود إلي
كأنها تكتبني من جديد
بكف الريح وقلم الغياب
هكذا أنا وهكذا هي
بحر وذاكرة وغريق
لا فجر في الأفق ولا غصن يمتد
رائحة ماض يعيد نفسه
بلون أكثر صدأ وصوت أشد قسوة
كأننا نحيا في لحظة واحدة
منذ الدهر نغرق فيها ولا نموت
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : مأتم من وهج
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء

