-
- إنضم
- 10 أغسطس 2021
-
- المشاركات
- 5,167
-
- مستوى التفاعل
- 1,411
- مجموع اﻻوسمة
- 5
نداء (A.M.A.H) مقام النون الفريق الازرق
نزلتُ نَجْدًا في نهارٍ تتناوبُ فيه النسائمُ وتتمايلُ فيه الرمالُ كأنها موجٌ بلا شطآن
ورأيتُ رجلًا ناحلًا جالسًا على صخرةٍ تنوءُ بحملهِ كأنها شاهدةُ حزنٍ تُنقشُ على الجفنِ بلا إعلان دنوتُ منه، فرفع عينيه، وهما غيمتانِ انسكب منهما مطرُ السنين.
وقال: “يا هذا، نفدتْ قوتي، ونبتتْ في صدري ندوبٌ لا يداويها غير صمتٍ يطول ويطول بلا إذنٍ ولا حنان
نثرتُ عمري على طرقٍ خابت، وناديتُ أيامًا لم تُجبني، ونمتُ على أملٍ كان هشًّا كأنفاس الريحِ في وهج الصيفِ والرماد والفتون.”
فأجبته: “ما نُقِمَ عليكَ الدهرُ، بل نفسك هي التي نأت عن نورها، ونزعتْ عن كتفيها عباءةَ العزمِ في أول امتحان
إن الإنسانَ ينكسرُ حين ينسى أنه نواةُ قيام، وأن بدايات النور تولد من نهايات الوجع لو صبر القلبُ واطمأن.”
فنكس رأسه، وسرى في صوته نَبرٌ يشبه نسيمًا يعود إلى نافذةٍ أُغلقت سنين
وقال: “لعلي نسيتُ أن الطريقَ لا ينقطع، وأن النفسَ لا تُهانُ
إلا إذا استسلمت لظلالٍ لا تعبأُ بالنور ولا باليقين
دلّني… فإن ندائي ضاع بين الرياح، ونفسي تبحث عن نافذةٍ تفتحها كلمةٌ صادقةٌ تعيد ترتيب ما تهدّم في صمتٍ وظنون.”
فقلت: “انهض؛ فإن النار تُولد من رمادها، والنور يُولد من حفيف السقوط، والنفوس التي تنجو هي التي تنبتُ في العتمة جذورًا لا تنحني مهما ناءت عليها الأزمان.”
فنهض الرجل، كأنه تذكّر أنه لم يُخلق ليبقى منطويًا على جرحٍ يفيض ولا ينفد إلا بالهوان
وقال: “نِعمَ النديمُ أنت، ونِعمَ الناصحُ الذي يوقظ في الصدر نافذةً تُطلّ على الرجاء من كل مكان
سأمضي الآن، وأتركُ خلفي نحيبي، وأحملُ معي نيةً جديدةً تلمعُ في روحي كما يلمعُ نجمٌ ينهضُ من عمق الليلِ بلا خذلان.”
ثم مضى، وتركتُه يسيرُ نحو أفقٍ ناداه بنبرةٍ تشبه ترتيل العودة بعد طول حرمان
وبقيتُ أنا أرقب خطاه، وأحمد خالقَ النور الذي يجمع النفوس بعد تشتتها، وينثر على دروبها نفحاتٍ من لطفٍ لا يُرى بالعين لكنه يملأ القلبَ أمانًا.
A.M.A.H
ورأيتُ رجلًا ناحلًا جالسًا على صخرةٍ تنوءُ بحملهِ كأنها شاهدةُ حزنٍ تُنقشُ على الجفنِ بلا إعلان دنوتُ منه، فرفع عينيه، وهما غيمتانِ انسكب منهما مطرُ السنين.
وقال: “يا هذا، نفدتْ قوتي، ونبتتْ في صدري ندوبٌ لا يداويها غير صمتٍ يطول ويطول بلا إذنٍ ولا حنان
نثرتُ عمري على طرقٍ خابت، وناديتُ أيامًا لم تُجبني، ونمتُ على أملٍ كان هشًّا كأنفاس الريحِ في وهج الصيفِ والرماد والفتون.”
فأجبته: “ما نُقِمَ عليكَ الدهرُ، بل نفسك هي التي نأت عن نورها، ونزعتْ عن كتفيها عباءةَ العزمِ في أول امتحان
إن الإنسانَ ينكسرُ حين ينسى أنه نواةُ قيام، وأن بدايات النور تولد من نهايات الوجع لو صبر القلبُ واطمأن.”
فنكس رأسه، وسرى في صوته نَبرٌ يشبه نسيمًا يعود إلى نافذةٍ أُغلقت سنين
وقال: “لعلي نسيتُ أن الطريقَ لا ينقطع، وأن النفسَ لا تُهانُ
إلا إذا استسلمت لظلالٍ لا تعبأُ بالنور ولا باليقين
دلّني… فإن ندائي ضاع بين الرياح، ونفسي تبحث عن نافذةٍ تفتحها كلمةٌ صادقةٌ تعيد ترتيب ما تهدّم في صمتٍ وظنون.”
فقلت: “انهض؛ فإن النار تُولد من رمادها، والنور يُولد من حفيف السقوط، والنفوس التي تنجو هي التي تنبتُ في العتمة جذورًا لا تنحني مهما ناءت عليها الأزمان.”
فنهض الرجل، كأنه تذكّر أنه لم يُخلق ليبقى منطويًا على جرحٍ يفيض ولا ينفد إلا بالهوان
وقال: “نِعمَ النديمُ أنت، ونِعمَ الناصحُ الذي يوقظ في الصدر نافذةً تُطلّ على الرجاء من كل مكان
سأمضي الآن، وأتركُ خلفي نحيبي، وأحملُ معي نيةً جديدةً تلمعُ في روحي كما يلمعُ نجمٌ ينهضُ من عمق الليلِ بلا خذلان.”
ثم مضى، وتركتُه يسيرُ نحو أفقٍ ناداه بنبرةٍ تشبه ترتيل العودة بعد طول حرمان
وبقيتُ أنا أرقب خطاه، وأحمد خالقَ النور الذي يجمع النفوس بعد تشتتها، وينثر على دروبها نفحاتٍ من لطفٍ لا يُرى بالعين لكنه يملأ القلبَ أمانًا.
A.M.A.H
اسم الموضوع : نداء (A.M.A.H) مقام النون الفريق الازرق
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء
