وفينا

[الإكليل*]

وفينا احلام تموت واخرى تجهض
وفينا ما يشبه خرائط ضائعة
لا ندري هل نمشي على طرق ترث نفوسنا
ام على طرق ترثنا
وفينا نبوءات قديمة
كنا نظنها ستفتح لنا ابوابا من نور
ففتحت لنا نوافذ من ريح
تصفع وجوهنا
كلما ظننا اننا اقتربنا من معنى النجاة

 

[الإكليل*]

وفينا ظنون
تتشكل مثل غيوم مترددة
تريد ان تمطر ولا تمطر
تريد ان تغادر ولا تغادر
تريد ان تقول شيئا يشبه الحقيقة
وتخاف ان تتحول الحقيقة
الى ندبة اخرى في صدرها

 

[الإكليل*]

وفينا صمت
لو نطق
لأخبر العالم كله
ان الإنسان حين يحاول ان ينجو
ينجو منه كل شيء
الا تعبه

 

[الإكليل*]

وفينا ظل
لا يعنيه ضوء
ولا يغريه نهار
يسير بجانبنا كأنه يشفق علينا
او كأنه ينتظر لحظة نتخلى فيها
عن آخر ما يحمله القلب
من صبر

 

[الإكليل*]

وفينا وجوه
تبتسم لأنها تعبت من البكاء
ليس لأنها وجدت سببا للحياة

 

[الإكليل*]

وفينا
ما لا نجرؤ ان نقوله حتى لأنفسنا
خشية ان نسمع صوته
فيصدق

 

[الإكليل*]

وفينا
احلام تموت
واخرى تجهض
ونحن نمشي بينهما
كأننا نبحث عن رحم يليق بالرجاء
ولا نجده

 

[الإكليل*]

وفينا بقايا معارك
لم ينتصر فيها احد
لا نحن
ولا الوقت
لكن آثارها
ما زالت تمشي داخل دمنا
كأن كل نبضة
تذكير اجباري
بأن الهزائم لا تنتهي بالخروج منها
بل بالقدرة
على حملها دون ان تنكسر

 

[الإكليل*]

وفينا خوف
أعمى
يفتش في لحوم الماضي
يبحث عن جرح لم يلتئم
ليعيد فتحه
كأن بقاء الألم
مهمته الوحيدة ليشعر انه موجود

 

[الإكليل*]

وفينا صراخ مدفون
كبر معنا
وتعلم الصمت مثلما تعلمنا
لكنه حين يختلي بالليل
ينهش جدار الروح
حتى نظن ان الحزن
ليس شعورا
بل عملة نتداولها مع الأيام
كي تسمح لنا بالمرور

 

[الإكليل*]

وفينا رغبات
جائعة
تطرق ابوابا لا تفتح
وتنتظر اشخاصا لا يعودون
ونقنعها
ان الانتظار بطولة
وهو في الحقيقة
نزيف بلا دم

 

[الإكليل*]

وفينا صدق مخيف
حين نعترف لأنفسنا
اننا لم نعد نقاتل لنربح
بل لننجو فقط
ولو بنصف حياة
ونصف حلم
ونصف قلب
هكذا نمضي
احلام تموت
واخرى تجهض
ونحن بينهما
نحاول ان نخترع سببا واحدا
يجعل هذا العالم
يستحق كل هذا الثقل الذي نحمله