تراتيل حرف
ملائكية حرف
-
- إنضم
- 5 يونيو 2022
-
- المشاركات
- 10,475
-
- مستوى التفاعل
- 18,917
- مجموع اﻻوسمة
- 8
"حين مددتُ يدي نحو الضوء"
..

"حين مددتُ يدي نحو الضوء"
لا أعرف ما الذي كان يسبقني في تلك اللحظة…
الدخان الذي يعبرني؟
أم الضوء الذي يقترب
كأنه يريد أن يخبرني شيئًا نسيه العالم؟
وقفتُ هكذا، في منتصف الضباب،
وكأنني أختبر قدرتي على لمس
ما ظننته بعيدًا دائمًا.
مددتُ يدي…
لا لأمسك الضوء،
بل لأتأكد أنني ما زلت أملك شجاعة
الاقتراب منه.
كان في المكان ارتجافٌ خفيف،
ارتجاف يشبه تلك اللحظة
التي يواجه فيها الإنسان نفسه
من دون أقنعة،
من دون عذرٍ يختبئ خلفه،
ومن دون خوف من الحقيقة
التي قد تلسعه أكثر من الظلام نفسه.
الدخان التفّ حول كتفيّ
كأنه ذاكرةٌ تحاول أن تشرح نفسها،
وأنا بينه وبين الضوء
كنتُ أحاول أن أجد مخرجًا
من الأسئلة التي خبّأتها طويلًا.
كم من الأشياء تُشبه هذا الدخان؟
تظهر… تختفي…
ثم تعود لأننا لم نجرؤ على مواجهتها حقًا.
ثم أدركتُ شيئًا صغيرًا…
أن الضوء لا يحب الراكضين إليه،
بل يحب الذين يقفون بثبات،
ويمدّون يدهم دون خوف
كأنهم جاهزون لسماع الإجابة مهما كانت.
في تلك اللحظة،
شعرتُ أنني لستُ أبحث عن نورٍ خارجي،
بل أبحث عمّا تبقى منّي داخلي،
عن الجزء الذي ما زال يؤمن
بأن الوصول لا يكون دائمًا خطوة،
بل أحيانًا يكون نظرة…
أو شهيقًا هادئًا في منتصف الضباب.
مددتُ يدي لأنني أردتُ أن أطمئن نفسي:
ما زال في داخلي شيءٌ يصلح للضوء،
شيءٌ لم يفسده الغياب،
ولم تكسّره الأيام التي مرّت بقلبي دون رحمة.
وإن كان هذا المشهد كله
مجرد لحظةٍ سرقتها من الزمن،
فإنني أعلم الآن
أنني كلما اقتربتُ من الضوء،
اقتربتُ من نفسي أكثر.
....
وما بين الضوء والدخان…
أيقنتُ أن أقسى العتمات
هي تلك التي نُطفئ بها أنفسنا،
وأن أول النجاة…
أن نمدّ اليد ولو لمرةٍ واحدة نحو الحقيقة.
بقلمي تراتيل حرف
وحصري للغابة
ديسمبر
( 1/ 12 / 2025)

"حين مددتُ يدي نحو الضوء"
لا أعرف ما الذي كان يسبقني في تلك اللحظة…
الدخان الذي يعبرني؟
أم الضوء الذي يقترب
كأنه يريد أن يخبرني شيئًا نسيه العالم؟
وقفتُ هكذا، في منتصف الضباب،
وكأنني أختبر قدرتي على لمس
ما ظننته بعيدًا دائمًا.
مددتُ يدي…
لا لأمسك الضوء،
بل لأتأكد أنني ما زلت أملك شجاعة
الاقتراب منه.
كان في المكان ارتجافٌ خفيف،
ارتجاف يشبه تلك اللحظة
التي يواجه فيها الإنسان نفسه
من دون أقنعة،
من دون عذرٍ يختبئ خلفه،
ومن دون خوف من الحقيقة
التي قد تلسعه أكثر من الظلام نفسه.
الدخان التفّ حول كتفيّ
كأنه ذاكرةٌ تحاول أن تشرح نفسها،
وأنا بينه وبين الضوء
كنتُ أحاول أن أجد مخرجًا
من الأسئلة التي خبّأتها طويلًا.
كم من الأشياء تُشبه هذا الدخان؟
تظهر… تختفي…
ثم تعود لأننا لم نجرؤ على مواجهتها حقًا.
ثم أدركتُ شيئًا صغيرًا…
أن الضوء لا يحب الراكضين إليه،
بل يحب الذين يقفون بثبات،
ويمدّون يدهم دون خوف
كأنهم جاهزون لسماع الإجابة مهما كانت.
في تلك اللحظة،
شعرتُ أنني لستُ أبحث عن نورٍ خارجي،
بل أبحث عمّا تبقى منّي داخلي،
عن الجزء الذي ما زال يؤمن
بأن الوصول لا يكون دائمًا خطوة،
بل أحيانًا يكون نظرة…
أو شهيقًا هادئًا في منتصف الضباب.
مددتُ يدي لأنني أردتُ أن أطمئن نفسي:
ما زال في داخلي شيءٌ يصلح للضوء،
شيءٌ لم يفسده الغياب،
ولم تكسّره الأيام التي مرّت بقلبي دون رحمة.
وإن كان هذا المشهد كله
مجرد لحظةٍ سرقتها من الزمن،
فإنني أعلم الآن
أنني كلما اقتربتُ من الضوء،
اقتربتُ من نفسي أكثر.
....
وما بين الضوء والدخان…
أيقنتُ أن أقسى العتمات
هي تلك التي نُطفئ بها أنفسنا،
وأن أول النجاة…
أن نمدّ اليد ولو لمرةٍ واحدة نحو الحقيقة.
بقلمي تراتيل حرف
وحصري للغابة
ديسمبر
( 1/ 12 / 2025)
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : "حين مددتُ يدي نحو الضوء"
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء



