-
- إنضم
- 2 يونيو 2024
-
- المشاركات
- 3,988
-
- مستوى التفاعل
- 2,362
-
- العمر
- 41
-
- الإقامة
- في عالم موازي
- مجموع اﻻوسمة
- 10
أي نسخة منك ظهرت؟؟
بل السؤال الأخطر: أيُّ نسخةٍ منك ظهرتَ حين لم تعد مضطرًا؟
ولا في الحاجة،
ولا في الكسر.
تظهر فقط حين تُفتح الأبواب،
وحين تهدأ المعركة،
وحين يصبح الطريق أسهل مما توقّعت.
وحين ضاقت بك الدنيا، كنتَ تعرف طريق الله جيدًا.
لكن ماذا حدث بعد أن استقرّ كل شيء؟
بعد أن صار عندك ما يكفي؟
بعد أن لم تعد تخاف السقوط؟
لكن الوفرة تكشف هوية القلب.
في الشدّة نتشابه جميعًا،
أما في الاتساع… فنختلف.
رأوا العطاء مسؤولية،
والنعمة أمانة،
فازدادوا تواضعًا وحرصًا وخوفًا من سوء الاستعمال.
لم يتغيّر ظاهريًا،
لم يسقط فجأة،
لم يهدم كل شيء،
لكن قلبه تغيّر ببطء.
لم ينقلب رأسًا على عقب،
فقط… بدأ حضور ذكرِ الله يخفّ في حياته.
الذكر صار مؤجَّلًا.
النية لم تعد حاضرة كما كانت.
يمرّ الأذان، وأنت جالس مطمئنًا…
لا لأنك نسيت الصلاة،
بل لأنك تعلم أنك تستطيع تأجيلها.
بل في النسخة التي خرجت منك حين ارتحت.
هو فقط يرفع السقف…
فتظهر الحقيقة التي كانت في الداخل منذ البداية.
هل الذي ظهر حين فُتحت لك الدنيا
هو نفس الشخص الذي كان يلجأ إلى الله حين ضاقت؟
أم أن الراحة أخرجت نسخةً لم تكن تراها من قبل؟
وليس كل من بدا ثابتًا في الرخاء كان ثابتًا في الشدّة.
لكن المؤكد:
الدنيا حين تُفتح، تفضح أكثر مما تُسعد.
أن الله لا يكشفك ليهينك،
بل ليوقظك.
ليمنحك فرصة رؤية الحقيقة
قبل أن تبتعد عن الطريق أكثر.
ما دمتَ رأيتها، فهذا لطف.
إن لم تكن راضيًا عن النسخة التي ظهرت حين ارتحت…
فما الذي تنتظر أن يوقظك الله به؟
يمكن تعديلها…
لكن بشرط واحد:
أن تعترف بها أولًا.
اسم الموضوع : أي نسخة منك ظهرت؟؟
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي


