-
- إنضم
- 28 سبتمبر 2024
-
- المشاركات
- 9,859
-
- مستوى التفاعل
- 1,344
- مجموع اﻻوسمة
- 6
قصة ثاكل: بين التراب الوحدة
### المشهد الأول: الوقوف على القبر
كان "خالد" يقف على حافة القبر المفتوح، تراب مقلوب، وصمت ثقيل يلف المقبرة. لم يكن جسده يحمل جسده، بل كان يجره كأنه رفات.
* "يا موت قد أفنيت كل أحبتي / وتركتني فرداً أجر رفاتي"
(خالد ينظر إلى التراب بعينين جامدتين، مخاطبًا الموت ككيان حي، يتذكر دفن أمه وصديقه قبل سنوات، وها هو اليوم يدفع أغلى ما يملك).
* "أبتي أخذت وصاحبي وحبيبتي / وتذود عني إن أردت مماتي"
(يتمنى لو أن الموت يكف عن أخذ الأبرياء ويأخذه هو، ليتوقف هذا العذاب الطويل. هو الآن وحيد، حقيقة الوحدة تلسعه).
* "ماذا جنى حتى يموت بزهوه / واجره للقبر بالعبرات"
(يستدير خالد بنصف جسد نحو الجماعة التي شاركت في الدفن، يرى وجوههم الشاحبة. يتساءل بصوت خفيض يكاد لا يسمعه أحد: "ماذا فعل والدي؟ لماذا في هذا العمر بالذات؟" يسترجع منظر حمله على الأكتاف).
* "ما كان يغسل بالمياه وإنما / دمعي الذي يجري على وجناتي"
(تتذكر عيناه لحظة تغسيل الجسد؛ لم يرَ مياه، رأى فقط سيول دموعه التي انهمرت دون إرادة منه، وكأنها هي السائل الطاهر الوحيد القادر على توديعه).
* "كان الحبيب المستحب لقائه / حبلي الذي ما ضره عثراتي"
(يغمض عينيه للحظة ويتذكر الوالد المبتسم دائمًا، الذي كان يثق به ويدعمه حتى عندما كان يخطئ، كان هو الحبل الذي يُشد به نحو الحياة والأمل).
### المشهد الثاني: لحظة الدفن والوداع
انتهى الدفن، والكل يتأهب للانصراف. لحظة الوداع الأخيرة حيث يُهال التراب على الجثمان.
* "كان الكريم على الكرام وطبعه / طبع الجواد مسابق الخيرات"
(يمسح خالد دمعة ساخنة نزلت رغماً عنه. يتذكر مواقف كرم والده وجوده، كيف كان سبّاقاً لمد يد العون. يالها من خسارة للمجتمع، لا له وحده).
* "والآن يدفن بالتراب حسافة / وأعود وحدي ثاكلاً لحياتي"
(التراب يغطيه بالكامل. يشعر خالد بصفعة الفراق الأخيرة. يدرك أن "الكريم الجواد" أصبح تحت التراب، وأن عليه أن يترك المقبرة الآن ويعود ليواجه الحياة *ثاكلًا** - أي فاقدًا لأعز الناس - ومحملًا بعبء الحياة الجديدة).*
### المشهد الثالث: العودة إلى البيت والمسؤولية
خالد يعود إلى البيت، الهدوء فيه مفزع. يرى أبناء الفقيد
* "يا رب أنت مثبتي ومعلمي / ماذا أقول لصبية وبناتِ"
(يقف خالد عند عتبة غرفة، يسمع صوت همسات بكاء خافت. ينظر إلى السماء أو يناجي ربه في نفسه. المشكلة ليست في حزنه هو، بل في كيف يثبت يخبر صغارهم بفقد عمودهم الفقري).
* "فقدوا أباهم في رياع شبابه / فقد الفراخ لوالد بشتاتِ"
(يرى البنات والأولاد الصغار، وجوههم مشوشة وعيونهم حائرة، لا يفهمون بعد حجم الكارثة. يشعر أن حالهم كحال *الفراخ الضعيفة التي فقدت الأمان والدفء الأبوي*، فتتشتت ولا تجد وجهتها).
* "إن كان موت المرء حتما صائر / ما بال موتي يستحي أن يآتي"
(ينتهي به المطاف في زاوية وحيدًا، يضع رأسه بين يديه. بعد أن رأى حتمية الموت في والده الشاب، يتساءل في مرارة: لماذا أنا الآن مطالب بالصبر والعيش؟ لماذا لا يأتيني هذا المصير المحتوم ليخلصني من عذاب أن أكون أنا المعزي والمعيل والوحيد في آن واحد؟).
اسم الموضوع : قصة ثاكل: بين التراب الوحدة
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء


