الطمأنينة في القرآن والسنة وأثرها في حياة المسلم.

[أحمد الزين]

بسم الله الرحمن الحين




المقدمة

تُعد الطمأنينة حاجةً فطرية
يسعى إليها الإنسان منذ خُلق،
فهي استقرار القلب وهدوء النفس
وراحة الروح.
وفي زمن تتسارع فيه الأحداث
وتزدحم الضغوط،
يصبح البحث عن الطمأنينة ضرورة ملحّة،
لا مجرد رفاهية.

وقد جاء الإسلام
بمنهج رباني شامل يحقق
للإنسان سكينةً داخلية لا تزول بتقلّب الظروف؛ لأنها نابعة من الصلة بالله تعالى.

 

[أحمد الزين]

أولًا: تعريف الطمأنينة




1. الطمأنينة لغةً

هي السكون والاستقرار بعد الحركة والاضطراب، ويقال: “اطمأنّ القلب” أي سكن وهدأ.


2. الطمأنينة اصطلاحًا

هي حالة روحية يملك فيها الإيمان زمام القلب، فيسكن إلى قضاء الله وقدره، ويثق بوعده، ويستريح من الخوف
والقلق.

 

[أحمد الزين]

ثانيًا: الطمأنينة في القرآن الكريم

أفاض القرآن في الحديث عن الطمأنينة بصورها المتعددة، وجعلها ثمرة الإيمان الصادق.

1. الطمأنينة بالإيمان

قال تعالى:
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
فالطمأنينة ليست مجرد حالة نفسية، بل هي نور يقذفه الله في قلب عبده.

2. الطمأنينة بالذكر

الذكر اتصال مباشر بالله، وفيه تهدأ الروح وتتلاشى المخاوف، وهو علاج رباني للقلق والاضطراب.

3. نماذج قرآنية للطمأنينة

إبراهيم عليه السلام حين سأل: “رب أرني كيف تحيي الموتى” لم يكن شكًا، بل طلبًا لطمأنينة أعلى.

مريم عليها السلام في لحظة المخاض الشديدة، ناداها ربها بالسكينة: “وقري عينًا”.

أصحاب الكهف إذ أنزل الله عليهم الرحمة والطمأنينة في لحظة الهروب من الفتنة.


هذه النماذج
تدل على أن الطمأنينة منحة ربانية
تُعطى لمن صدق قلبه ولجأ لربه.

 

[أحمد الزين]

ثالثًا: الطمأنينة في السنة النبوية



1. سكينة النبي ﷺ في الأزمات

في الهجرة، بينما أحاط الأعداء بالغار، يقول النبي ﷺ لأبي بكر:
“لا تحزن إن الله معنا”
كلمات قليلة لكنها قادرة على إسكات الخوف وإحياء اليقين.

2. أدعية السكينة

ورد عن النبي ﷺ أدعية كثيرة تُورِث السكينة، ومنها:
“اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن...”
وغيرها من الأدعية التي تبث الطمأنينة في القلب.

3. الطمأنينة في العبادة

كان النبي ﷺ يحث على الطمأنينة في الصلاة، لأنها لحظة اتصال بين العبد وربه،
وكلما ازداد حضور القلب زادت السكينة.

 

[أحمد الزين]

رابعًا: أسباب الطمأنينة في حياة المسلم



1. الإيمان بالله والتوكل عليه

من عرف أن الله بيده كل شيء، زال عنه القلق على كل شيء.

2. الذكر والدعاء

الذكر يعيد ترتيب الداخل، ويُسكّن اضطرابات القلب.

3. قراءة القرآن وتدبره

القرآن ليس نصًا يُقرأ فحسب، بل هو دواء للروح.

4. الصلاة

الصلاة محطة يومية تُفرغ فيها الهموم ويُستمد منها النور.

5. الرضا بالقضاء والقدر

من استسلم لقدر الله عاش بسلام، ومن جادله عاش باضطراب.

6. صحبة الصالحين

القلوب تتأثر بالمجالس،
ومجالس الإيمان تُنعِش الروح وتثبتها.

 

[أحمد الزين]

خامسًا: آثار الطمأنينة على حياة المسلم



1. قوة مواجهة الابتلاءات
الطمأنينة تجعل المسلم ثابتًا أمام المحن، واثقًا بوعد الله.


2. التوازن النفسي والعاطفي
تخفف التوتر، وتُبعد الاستعجال في الحكم والقرارات.


3. زيادة الإنتاج والقدرة على التركيز
القلب المطمئن أقدر على التفكير بوضوح.


4. تحسن العلاقات الإنسانية
لأن صاحب الطمأنينة لا يحمل ضغائن، ويعامل الناس برحابة صدر.


5. الاستقرار الروحي والرضا الداخلي
وهذا أعظم أثر، إذ يعيش المسلم قريبًا من مولاه، آمنًا بوعده.

 

[أحمد الزين]

سادسًا: كيف نُنمّي الطمأنينة عمليًا؟




المحافظة على الأذكار اليومية.

تخصيص وقت يومي لتلاوة القرآن.

أداء الصلاة بخشوع وبطء.

التفكر في نعم الله.

تنظيم الحياة والنوم والغذاء، فالصحة جزء من السكينة.

الابتعاد عن مصادر التوتر غير الضرورية.

 

[أحمد الزين]

الخاتمة

إن الطمأنينة ليست حلمًا بعيدًا،
بل هي ثمرة إيمانية يهبها الله
لعباده الصادقين.

وهي مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة،
وسبيل الإنسان لعبور أزمات الحياة
بقلوب هادئة واثقة.

ومن تعلّم طريق الطمأنينة عاش مطمئنًا مهما تغيّرت الظروف، لأن قلبه معلّق بربٍ لا تتغير قدرته ولا ينفد عطاؤه.




والحمد لله رب العالمين على التمام

 

[تراتيل حرف]

طرحك جاء متماسكًا،
نقيًّا في بنائه،
يجمع بين العلم والروح،
ويقدّم الطمأنينة كما أرادها القرآن والسنة: نورًا يستقر في القلب لا فكرة تُحكى.
لامستَ جوهر السكينة
بلغة واضحة وأمثلة راسخة،
فجاء طرحك باعثًا على التفكر،
مشرقًا بالإيمان،
قريبًا إلى القلب قبل العقل.
بوركت يمينك على هذا البيان
الذي يفتح للقارئ بابًا هادئًا
نحو السكينة التي يبحث عنها كل إنسان.

 

[أحمد الزين]

طرحك جاء متماسكًا،
نقيًّا في بنائه،
يجمع بين العلم والروح،
ويقدّم الطمأنينة كما أرادها القرآن والسنة: نورًا يستقر في القلب لا فكرة تُحكى.
لامستَ جوهر السكينة
بلغة واضحة وأمثلة راسخة،
فجاء طرحك باعثًا على التفكر،
مشرقًا بالإيمان،
قريبًا إلى القلب قبل العقل.
بوركت يمينك على هذا البيان
الذي يفتح للقارئ بابًا هادئًا
نحو السكينة التي يبحث عنها كل إنسان.

حضوركِ كما أسلفت
قيم وعظيم
تمرين وأنت في غاية الكرم
وتثرين الموضوع أكثر

شكراً جميلاً أختي الكريمة