تواصل معنا

🧭 هل الله عندك «الركن الشديد»… أم مجرد «خطة طوارئ» تُستدعى عند الانهيار؟ لسنا نتحدث هنا عن ترك الأخذ بالأسباب؛ فالسعي مأمورٌ به، والعمل عبادة. لكن السؤال...

ملاذ أمن

أنتمي للخيال، لم تكن الأرضِ يوماً موطني
نجوم المنتدي
إنضم
2 يونيو 2024
المشاركات
3,902
مستوى التفاعل
2,259
العمر
41
الإقامة
في عالم موازي
مجموع اﻻوسمة
10
الركن الشديد

🧭 هل الله عندك «الركن الشديد»… أم مجرد «خطة طوارئ» تُستدعى عند الانهيار؟

لسنا نتحدث هنا عن ترك الأخذ بالأسباب؛ فالسعي مأمورٌ به، والعمل عبادة.
لكن السؤال الأعمق: متى وكيف تلجأ إلى الله وأنت تأخذ بها؟
هل تبدأ بالله قلبًا واعتمادًا، ثم تتحرّك بالأسباب طاعةً وتنفيذًا؟
أم تتقدّم بالأسباب وحدها، ولا تستحضر الله إلا بعد العجز؟

الخلل لا يبدأ حين تتصل أو تبحث أو تستشير،
بل حين يتحرّك القلب مع السبب،
ويُؤجَّل الاعتماد على الله
حتى تُستنفَد الحيل.

❓ تقع في ورطة:
مشكلة قانونية، أزمة مالية، أو مرض مفاجئ.
راقب الترتيب الفوري الذي يقفز إلى عقلك في أول ثانية:

1️⃣ تتصل بـ “فلان” (صاحب النفوذ أو الخبرة).
2️⃣ تبحث عن حلٍّ مادي: قرض، بيع، أو دواءٍ مستورد.
3️⃣ تستشير الأصدقاء والمعارف.

🚧 ثم…
حين تُغلَق الأبواب كلها في وجهك،
حين يعتذر فلان،
ويعجز المال،
وتفشل حيلة الأصدقاء،
وحين تنقطع الحبال الأرضية —
تفرش سجادتك، وتقول بانكسار:
«مالي غيرك يا رب».

💔 هنا مكمن الوجع:
العبارة صادقة في ذاتها،
لكن الإشكال ليس في القول…
بل في توقيت الحضور القلبي.
جاءت بعد أن استنفدتَ كل خياراتك البشرية،
وكأنك — بلسان حالك — تقول:
«يا رب، جربتُ كل الحلول وفشلت… فجئتُ إليك بعدما لم أجد غيرك».

وهذا لا يصدر عن جحودٍ صريح،
بل عن ترتيبٍ داخليٍّ مختلّ:
أن يكون الله حاضرًا في اللسان،
ومؤجَّلًا في الاعتماد.

⚠️ سؤال يُخجل النفس:
هل كان لا بد أن تُخذِلك الدنيا كلها
كي تتذكّر أن لك ربًا؟
أم أن الله — حاشاه — لم يكن في قاموسك العملي
إلا «خطة طوارئ» تُستدعى بعد الانهيار؟
وهل جعلناه — حاشاه —
كالعجلة الاحتياطية،
التي لا نبحث عنها
إلا حين ينفجر الإطار وتتوقف السيارة؟

⚖️ إله الفجوات:
تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا؛
فهذا ليس توصيفًا لله،
بل كشفٌ لخللٍ في ترتيب القلوب.
قلبٌ لا يستحضر ربَّه
إلا حين تتهاوى الجدران،
ويتوهّم في تعامله مع الله
وكأنه «سَدّاد ثغرات»:
يلجأ إليه فقط ليسد الفجوة
التي عجز عنها البشر.
وهذا — في ميزان الإيمان —
ليس توكّلًا كاملًا، ولا اعتمادًا مستقيمًا،
بل لجوءُ اضطرارٍ
بعد انقطاع الحبال.

المضطر يصرخ:
«أنقذني لأني غرقت».
أما المتوكّل فيقول:
«تولّني حتى لا أغرق».

المضطر يأتي بعد نفاد الأسباب،
أما المتوكّل
فيأتي بقلبه قبل البدء بها.

📉 الفرق الدقيق:
التوكّل ليس ترك الأسباب،
بل ترتيب الاعتماد القلبي.
لا يعني ترك السعي، ولا تحقير الوسائل،
بل يعني ألّا تُقدَّم الأسباب على الله في ميزان الثقة،
وألّا يُجعَل نجاحها أو تعثّرها
مقياس الطمأنينة في القلب.

المتوكل الحقيقي يذهب إلى الطبيب،
ويعمل،
ويسعى في الرزق…
لكن قلبه معلّق بربِّ الأسباب،
لا بالأسباب ذاتها.

هو يعلم أن الطبيب أداة،
وأن المال وسيلة،
وأن الفاعل الحقيقي هو الله؛
لذلك يدعو الله
قبل أن يرفع سماعة الهاتف…
لا بعدها.

🔭 أعِد ترتيب القائمة:
من المعيب في حق الله
أن يكون «الخيار الأخير» في قائمة حلولك،
ثم تريدُه أن يكون «الأول»
في سرعة الإجابة.

الأدب مع الله يقتضي
أن يكون هو الخاطرة الأولى لا الأخيرة،
أن يسبق ذكره حركتك،
أن تخرج من بيتك
وأنت مستندٌ عليه…
لا على رصيدك،
ولا على علاقاتك.

🛑 الخلاصة:
من جعل الله أولًا في قلبه،
كفاه الله مؤونة التذلّل للأسباب.
ومن جعله آخرًا،
وكله الله إلى الأسباب التي علّق قلبه بها؛
فلا هي نفعته،
ولا هو ارتاح.

لا تجعل الله ملجأك حين تنقطع السبل…
اجعله يقينك الذي لا تنقطع به السبل أبدًا.
 
اسم الموضوع : الركن الشديد | المصدر : قسم الغابة الاسلامي

جنة المنتدى

وحيدة كالقمر(عضوية مميزة )
إنضم
23 مايو 2021
المشاركات
22,962
مستوى التفاعل
10,143
الإقامة
أم الدنيا
مجموع اﻻوسمة
10
الركن الشديد
لا تجعل الله ملجأك حين تنقطع السبل…
اجعله يقينك الذي لا تنقطع به السبل أبدًا.
سبحان الله العظيم
٠٠
الله هو الملاذ الأول والأخير
هو المعين حين تُغلق الأبواب
والحضن الحنون
عند خذلان الأحباب

هو في كل شيء
وفي كل نبضة قلبٍ صادقة
يحرسنا بحبه وحنانه
ويغار على قلوبنا
من كل حب يلمس قلوبنا
ليكن حبه وحده الباقي لنا
النور الذي يملأ الروح سكينةً
حين يضيق الصدر ويظلم الطريق
تذكّر أنّه معك بلا سببٍ
وبعد كل جهد وكل وجع
وبدون صد ولا ملل
هو من يرفع الهم عن قلبٍ متعب،
ويعيد شعور الأمان
إلى الروح مهما كان
فلا تتيه بين الحيل والأوهام
بل أجعل قلبك مع الله
في كل الأحوال
٠٠
نتعلم من دروس الحياه
أن كل خطوة صعبة،
وكل بابٍ يُغلق أمامك
دعوة لتقترب أكثر من ركنك القوي
من حبٍ يغار عليك
ومن حنانٍ أبدي لاينتهي
٠٠

ملاذ أمن
شكري وتقديري
لهذا الاختيار الرائع
والمعاني العميقة
التي لامست الروح والقلب
٠٠
صباح الورد


 
Comment

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
مستشار الادارة
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
110,201
مستوى التفاعل
17,488
مجموع اﻻوسمة
16
الركن الشديد
احسنت اخي الكريم
فجعل دعائك لله فقط
فكل شي لآمره
بارك الله بك
 
Comment

sitemap      sitemap

الموقع التعليمي
أعلى