تواصل معنا

ذكرياتي ليست حنينًا عابرًا، ولا بكاءً على زمنٍ مضى… بل شهادةُ روحٍ نجت. كنا صغارًا، لكن قلوبنا كانت تُدرَّس معنى الشجاعة قبل أن نعرف تعريفها. علّمتنا...

A.M.A.H

مشرف اقسام الشعر
الاشراف
إنضم
10 أغسطس 2021
المشاركات
7,177
مستوى التفاعل
1,453
مجموع اﻻوسمة
5
ماضي سبيستون

ذكرياتي ليست حنينًا عابرًا، ولا بكاءً على زمنٍ مضى… بل شهادةُ روحٍ نجت.

كنا صغارًا، لكن قلوبنا كانت تُدرَّس معنى الشجاعة قبل أن نعرف تعريفها. علّمتنا سبيستون أن الألم ليس نهاية، وأن الضعف مرحلة، وأن الإنسان يُقاس بما ينهض به لا بما يسقط عليه.

ريمي لم تكن طفلةً تائهة، كانت درسًا مبكرًا في الفقد، وفي كيف يحمل الصغيرُ قلبًا أكبر من العالم، ويمشي رغم الجوع لأنه وعد نفسه بالبقاء إنسانًا.


ماوكلي لم يكن صبيّ الغابة، بل سؤال الهوية الأول: هل ننتمي لما وُلدنا فيه أم لما اخترناه؟ علّمنا أن القوّة ليست في المخالب، بل في أن لا نصبح وحوشًا حين نستطيع ذلك.


وعدنان، ذاك الصوت الذي لم يكن يغنّي فقط، بل يفتح لنا نافذةً على معنى الطريق. كل مقدّمة كانت فلسفة مختصرة: أن الرحلة أهم من الوصول، وأن الصداقة ليست زينة الحكاية بل سبب نجاتها.


كبرنا… وتغيّر العالم، لكن تلك الأغاني لم تشخ. لأنها لم تُخاطب أعمارنا، بل خاطبت جوهرنا. زرعت فينا فكرة أن الخير قد يتعب لكنه لا يموت، وأن الحلم ليس سذاجة بل مقاومة ناعمة.

حين أعود لتلك الذكريات، لا أبحث عن الطفولة، أنا أبحث عن نفسي قبل أن تُثقِلها الحياة. أبحث عن ذلك القلب الذي كان يؤمن بلا شروط، ويحزن بصدق، ويفرح دون خوف.

سبيستون لم تكن قناة، كانت وصيّة غير مكتوبة: ابقَ نقيًّا ما استطعت، وإن قسا العالم تذكّر أنك تعلّمت يومًا أن تمشي في الغابة وتغنّي… ولا تفقد روحك.

تلك الذكريات لا تموت، لأنها لم تكن زمنًا، كانت تكوينًا. ومن تكوَّن هناك لا يضيع هنا.
 
اسم الموضوع : ماضي سبيستون | المصدر : قسم الانمي والكارتون

sitemap      sitemap

الموقع التعليمي
أعلى