اضاءة في عتمة الحب
أيها الرجل الحُر ,
* ما الذي تفعلهُ ساعة عيد الفراق ، ليلة كُل أحد ؟
أحمل إنجيل خطاياكِ , وأحرقهُ على أبواب الكنيسة ..
أصنع رجل ثلج بلا ملامح , و أصلبهُ بثلاثة مسامير ..
أغرس خنجرين في صدر راهبة , و أحملها بيدي لمستشفى الدير ..
وبعدها , أعود لأعترف للبابا ,, أنني ألمح ضوء ً يخصها لكنني لا أراه ..
وأستقبل منها هدايا , ورسائل , لكنني لا أفتحهم ,, !ْ
* أما زلت تحبني ؟
هذا طائر البرق يعرف كم أحبكِ ..
وبأنني في كل صلاة أسبح بأسمكِ ..
حتى رماني حبكِ , في جهنم العشاق على وجهي !ْ
* إذا ً لماذا هجرتني ؟
لأنكِ طالما اعتقدتِ بأنني رجلاً غريب ..
وليس من صنف الرجال ,,
ولأنكِ وضعتني في سجناً لا يدخلوه غيركِ ..
وأقنعتني في غرفة التحقيق ..
بأن الحب روتين ,
وحشراً في سرير , لا يتسع إلا لواحد .. !
* أرضيٍ أنتَ بحريتك ؟
من الذي سجن جثتي في هذا الكفن ؟
لو , استطعت أن أختار من جديد ,,
لاخترت بحر الحرية الأسود المتوسط ,, !ْ
* أووف , ألا هاجس لك غير الحرية ؟
كل أشيائي مسجونة ,
حتى الأقلام على طاولتي , ألتي أجاوب بها على تحقيقكِ ..
تبدو ككرباج سجان ..
لهذا أحب الحرية , والسفر بين السماء الأولى , والسابعة !ْ
* هل تعرف نفسك ؟
أنظر في مياه الأطفال , وأرى ملامحي كالرياح ..
فأسأل : , من أنتَ أيتها الصورة ؟ , من هوَ صاحبكِ ؟
و إلى أي قبيلة سنجاب تنتمي ؟
أي ليلاً ليلك ؟ ,, فلا تجيب ..
لكنها تضربني بزوبعة , وتمضي نحو الشمال , !ْ
* ما الذي تبقى من حبنا ؟
بعد الحرب العالمية الثالثة ألتي جمعتنا ,,
لم يتبقى سِوى رماد فضول ..
وأصدقاء يتناقلون قصتنا .. !
وها أنا أعيد أعمار الدورة الدموية لحبنا ..
وأبني أكواخ اللقاء من بعيد ,, !
* دعنا نحاول من جديد ,, ! ؟ !
اعذريني , ليس لي صبر الجراح المنتظرة للدواء ..
لأقرع أبواب إسعافات الأوردة ,,
لي حرية الاختيار ,,
كطائر النورس الذي ينتقي سمكهُ , لحضه الاغتيال !ْ
* سعيد أنت في فرزنو ؟
أيام الغربة ,
مليئة بسكاكر الياسمين , وببحيرات العشاق المجذوبين ..
والعصافير المطاطية , وأمواج موسيقى الاسترخاء ,,
لكنها لا تصلح لمجنون مثلي ,,
مختلاً بأحلام الشهرة ,
ورافضاً لدهور الذل والانحلال ,, !
* و بِلادك ؟
حين أكتب عنها ,
يدمع قلبي , و تتنهد أضلع الاشتياق ..
آه كيف يمشي الماضي في نفق الأمس حافي ,,
وتقام مواكب اللهفة للتطبـير ..
وتبدو وجوهنا مثل حقولاً شاحبة الألوان ,,
أحرقت للتو على أيدي رجال القمع ,,
بعدما استجوبت حتى الأربعين من صفر ,,
في ليالي الشتاء الماطرة بالأحزان و السواد ,, !ْ
* كيف ترى ما كان بيننا ؟
أحاول أن أشحن بطارية الذكريات , فأفشل ..
فأقوم باسترجاع ذكرى خالية من الأصدقاء / النميمة ,,
كيف أطيق الحاضر بدونكِ ,
وأمتطي فرساً يحلق نحو إسطبلاً يليق بأسطورتنا ؟
يا بعيدتي ,
ثمة لحضه جمعتنا , كلها لهفه , وصدق , / فتبتسم الذكرى , !ْ
* وماذا ترى ؟
سؤالاًً مكتوب على بالونات ملونة ,
لو أننا لم نكابر ؟
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : اضاءة في عتمة الحب
|
المصدر : أرشيف الخواطر القديمة