كفالة سينا [ 4 ] ... عظمة الله
عظمة الله تعالى
لا أحد يُمكنه إدراك عظمة الله تعالى، فعقول البشر قاصرةً عن فهم ومعرفة عظمة الله -تعالى- على وجه التفصيل، ولكن بيّن الله -عزّ وجلّ- صوراً من عظمته بشكلٍ يتناسب مع عقل الإنسان، وقدرته على الفهم والإدراك، ولذلك نجد أنّ العديد من الآيات القرآنية تختص بالحديث عن مظاهر قدرة الله تعالى وعظمته، ومن ذلك قول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)، وقد أودع الله -تعالى- في الكون دلائل كثيرة على عظمته، فقال: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ) وممّا لا شكّ فيه أنّ أصحاب العقول هم الذين يتأملون الكون فيُدركون عظمة الله تعالى، ويجدر بالذكر أنّ معرفة الله تعالى، واستشعار عظمته تقود الإنسان إلى طريق الهداية، فلا يعبد المرء إلّا الله ولا يُشرك به أحداً، ويفرده بالدعاء، والرجاء، والعبوديّة، والاستعانة، والتوكّل، ويؤدّي استشعار عظمة الله -تعالى- كذلك إلى تمسّك المسلم بدينه، فيؤدّي الصلاة والزكاة، ويصوم رمضان، ويدعو الله -تعالى- مباشرةً دون واسطة، فهو يُدرك أنّ الله قريبٌ مُجيبٌ، والأصل فيمن عرف الله -تعالى- بعظمته أن يتقرّب إليه بالإكثار من ذكره، قياماً وقعوداً، وعلى الجنب دائماً، فبذكر الله تحيا القلوب، ممّا يجعل المسلم يُكثر من تسبيح الله تعالى، وتنزيهه وحمده، وفي ذلك قال الله -تعالى- في مُحكم كتابه الكريم: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ)، وفي المقابل هناك من جهل عظمة الله -تعالى- فلم يستشعرها، فتجرأ عليه، ومن هؤلاء الذين تجرؤوا على الله أيضاً أولئك الذين يعتقدون أنّ الباطل سينتصر على الحقّ، وأنّ الغلبة للكافرين، فهؤلاء لم يقدروا الله حقّ قدره؛ لأنّهم اعتقدوا أنّ الله غير قادر على نصرة أوليائه ودينه، ويجدر بالذكر أنّ انتصار الباطل على الحقّ ليس إلّا انتصاراً مؤقتاً جعله الله حتى يفيق المسلمون من غفلتهم، فيُدركون تقصيرهم، ويُصلحوا خللهم، لينصرهم الله من جديدٍ، ويكتب لهم التمكين.
.
.
.
تحياتي " Alexandera "
اسم الموضوع : كفالة سينا [ 4 ] ... عظمة الله
|
المصدر : المنتدي العام