تواصل معنا

يقول صاحبي : العلمانية حسب فهمي (والله أعلم) نظام بدأ في أواخر القرون الوسطى (من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر ميلادية) ، عندما أراد الأوروبيون فصل...

مُهاجر

نجوم المنتدي
إنضم
18 أكتوبر 2021
المشاركات
438
مستوى التفاعل
343
مجموع اﻻوسمة
1
" العلمانية "

يقول صاحبي :

العلمانية حسب فهمي (والله أعلم) نظام بدأ في أواخر القرون الوسطى (من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر ميلادية) ،

عندما أراد الأوروبيون فصل العلم عن الكنيسة المحكومة بالشريعة المسيحية المحرفة التي أقعدت أوروبا عن التقدم العلمي، فنجحت العلمانية باهتمامها بالعلم (وما ذلك إلا اتباع ضمني للإسلام) وازدهرت أوروبا ازدهاراً كبيراً، ومنذ تلك الحقبة والعلم يتطور شيئاً فشيئاً مع التضييق على الشريعة المحرفة لكي لا تعرقلهم حتى حصرها أخيراً في الكنيسة فقط كما هو ملحوظ الآن، فأفضل المتمسكين بتلك الشريعة يذهب إلى الكنيسة كل أحد في الأسبوع!

ولكن مع الأسف الشديد استخدمها أعداء الإسلام بشكل مغاير لتضليل المسلمين ، لكي يفصلوا إسلامهم عن منهج حياتهم ،
فوقعت الكارثة وتخلفنا ولا زلنا، لأن إسلامنا غير قابل للتحريف كمسيحيتهم وروح إسلامنا طلب العلم،
فلا ينطبق نظام العلمانية على الإسلام صاحب أرقى حضارة عرفها التاريخ التي انبرى ابناءها لتأسيس بعض العلوم بفضل الله،
والذي لازال يطرب أسماعنا إلى اليوم عندما يتحدثون عن أساسيات الرياضيات Algebra، وغيره من العلماء في الفنون الأخرى.

العلمانية بكلمات أخرى هي فصل كل تحدٍ غاشم يحارب العلم وتقدمه، ونظراً لما يقوم به أعداء الإسلام من محاولات
لطمس معالم الشريعة الإسلامية فنحن نحتاج لنظام شبيه بالعلمانية لفصلهم وأفكارهم عن حياتنا ولكن لا نريد تسميتها بالعلمانية لكي لا تختلط الأفهام،
ولنسمها "الأخلاقية" فمن الخلق أن نحترم الحضارة الحق التي تعني بالنهوض بالحياة ولا أحد يتقن ذلك كحضارة الإسلام الربانية،
فعلى الأعداء أن يحترموا إسلامنا لأحقيته بقيادة العالم إلى بر الأمان حسب إقرار بعض العلماء الصادقين من غير المسلمين في عصرنا هذا،
ولكن الأعداء لا يريدون ذلك لكي لا تتوقف منافعهم الشيطانية التي يبتغونها بقتل وتشريد بعض الناس بالحروب ،
واستعباد البعض بالديون إلى غيره من المنغصات التي نتجرعها اليوم والله المستعان.

ولا زال بعض المخدوعين في عصرنا هذا يصدقون هذه المؤامرة ويريدون استمرار عزل الإسلام عن الحياة والعياذ بالله،
أما إن كانوا يقصدون عزل الإسلام المشوه بالعادات والتقاليد عن حياتنا فأراهم محقين، فليس من الإسلام في شئ عندما تظلم المرأة
بتزويجها بمن لا تريد على سبيل المثال، أما إن كانوا يقصدون عزل الإسلام الحق فأدعوهم إلى البحث عن الحقيقة قبل فوات الأوان،
فالإسلام قادم بقوة وينتشر في الغرب كانتشار النار في الهشيم ويتوقع أن يحكم دولة أوروبية معينة رجل مسلم في غضون 15 سنة
من الآن تقريباً وهناك شواهد أخرى كاعتصام الاقتصاد الغربي بالاقتصاد الإسلامي مؤخراً.

يبدو والله أعلم أن الإسلام سيسطع نوره من المسلمين في الغرب لاهتمامهم بهذا الدين العظيم أكثر من أهل اللغة العربية،
حينها سيكون من العار على كل عربي مقصر في إسلامه أن يرى نور الإسلام قادم مم أعجمي مسلم وإن كان التاريخ
يؤكد على عدم غرابة هذا فكثير من علماء الإسلام في عصوره الذهبية كانوا من العجم كالبخاري وغيرهم رحمهم الله.

نعم "للأخلاقية" لا "للعلمانية".



قلت :

إذا ما جعلت من تعقيبك يرادفه تعقيبي لما أجده قاعدة انطلق بما يحويه ويحتويه من دقة في التعاطي
مع ما يُساق من مواضيع تمس تلكم الشريحة ، التي لا تزال تعيش وتقتات على " المتاجرة بالكلام " ،
الذي لا يفضي لتقدم علمي ، أو تحرير وفك خط التماس ، والوقوف على خط متساوي ، لتكون الحجة والبرهان
هي نتيجة البحث ، والتمحيص ، والتقصي ، ولن يتأتى ذلك من غير التجرد عن العصبية،
والتعصب الأعمى من قبل من أمتطى صهوة الجدال .

فكما أشرتَ وبينت َعن الحقبة التي تبلورت ، وظهرت فيها تلك المدرسة ، أو النظام الذي خرج من رحم المعاناة ، والاضطهاد
ليكون ردة فعل لا " فعل " ، ليمارس نفس السلوك الذي مارسه عليه ذاك التسلط الكنسي ، ولكن بصورة " نرجسية " !

حيث نبذوا تعاليم ذاك الدين الذي أدانوا به ليحذفوه من قاموس حياتهم ليكون مُقتصرا على دور العبادة لا يخرج من أروقتها
ليكون الكبت والتقييد كما كان يفعل المتنفذين من " البابوات " !

ولا أريد في هذا المقام الولوج في تاريخ النشأة بقدر ما أريد تسليط الضوء على بعض الأمور التي أجد الحاجة لذكرها
لما كان منها من تشويه وقلب الحقائق بعدما استهوت البعض من بني جلدتنا تلك الشعارات البراقة الرنانة كمثل مصطلح :

المساواة
الدمقراطية
العدالة
ونحو ذلك من تلكم المصطلحات التي لا تعدو
أن تكون مجردة من المضمون وجسدا بلا روح !

وعجبي :
الذي لا يقطعه إلا جزماً يبدده كي تُرّحل وتُوّرد لنا تلكم الحالة الخاصة لتلقي بثقلها وبلواها ومصائبها على هذا المجتمع الآمن المستقر !
ليُقسم المجتمع إلا فسطاسين وفريقين ليُصنفهم أولئك المغرورون المغترون بما جاء به الغرب من غير إخضاعه للتمحيص والغربلة
ليجدوا من ذلك الفرق !

فهناك عوائق وعقبات لا يمكن تجاهلها تحول بين تناسب تلك التجربة في الغرب
لتتوائم وتتلاءم في الشرق لعدة عوامل منها :

البيئة
و
العادات
و
التقاليد
و
الأعراف
وفي أسها " الدين الحنيف "
الذي غالب البلدان العربية به تدين .


وكما ذكرتَ وأوضحتَ استاذي الكريم /
عن تضليل أعداء الإسلام عقول البعض ممن أخذتهم الحماسة ليكونوا لهم رؤوس حربة تفتك بجسد الإسلام والمسلمين بتلكم الشعارات البراقة الرنانة !
ولنا أن ننظر لحال ممن هم امتدادا لجحافل التغريب عن انجازاتهم واسهاماتهم لتجد جل ثمارها ونتاجها زرع الفتنة واذكاء الكراهة بين أطياف المسلمين .

فلم نرى منهم تلك الاختراعات التي تُقارع وتنافس ما يُنتجه الغرب من عظيم الابتكارات في شتى الميادين والمحافل العلمية !
بل نجدهم يجودون بالنقد اللاذع والتقزيم لمن ينتسبون لهذا الدين ويلزون بهم كل نقيصة ويجعلونهم سبب التخلف والاصطفاف في مؤخرة الركب ركب التقدم !
نبحث ونفتش في طيات وملفات انجازاتهم نراهم :

- يُحاربون المتمسك بدينة .
- يُهاجمون الحجاب .
- ينتقدون ويهاجمون آي الكتاب .
- يُشجعون على الرذيلة يُحاربون الفضيلة .
- يحثون على التبرج والسفور .
- يُطالبون بحرية المرأة وحقوقها !
- يسعون لبسط الحرية الشخصية التي لا تحدها حدود .

بالمجملة :
هم يحرصون على إغراق المجتمع في الشهوات وابعاده عن الفضيلة وما به السعادة والطمأنينة !
هم يهاجمون المتعصب من الملتزمين ويصفونهم أنهم " ساديين واقصائيين " ،
وهم يقومون بذات الدور حين يُقيدون ويُهاجمون من يتمسك بالمبادئ ويلتزم بتعاليم الدين !

ومن تمعن في أس وأصل ذاك العداء المفروض على الاسلام وأتباعه لا نجده بسبب أن الاسلام يضع القيود ،
ويُحرم الخوض وسبر بطون الغوامض والمجهول بمعاول وأدوات البحث والتنقيب الذي يكون سلطانه " العلم " !

على العكس من ذلك !
فالإسلام يدعو للبحث والتأمل والاكتشاف لأن فيه "الحياة " ،
وبه تُعمر الأرض ليُحقق بذلك الإنسان علة وجوده
وسبب استخلافه .

علة وسبب ذاك العداء هو الخلاف ،

والاختلاف في التوجه الفكري العقدي لا غير !



 
اسم الموضوع : " العلمانية " | المصدر : منتدي النقاش و الحوار

مُهاجر

نجوم المنتدي
إنضم
18 أكتوبر 2021
المشاركات
438
مستوى التفاعل
343
مجموع اﻻوسمة
1
" العلمانية "
قال :
أؤيد كلامك بكل ما تكلمت فيه وشرحته ، وتعقيباً لكلامك فأود أضافة بعض المعلومات ،
التي ربما تكون فيها شيئ من الأخطاء ولتصحح لي ..

فكما تعلمون أن أول دولة بدأت بتطبيق النظام العلماني هي فرنسا في زمن الغرب النصراني ،
والظروف المتردية والتي كانت كالتربة الخصبه لنشر بذور العلمانية !
وجاء في تعريف دائرة المعارف البريطانية أن العلمانية هي حركة اجتماعية لنقل الناس من العناية
بالحياة الآخره إلى العناية بالحياة الدنيا ، وقد جعلت العلمانية ضمن الالحاد العلمي ..

توجد عدة صور للعلمانية منها العلمانية الملحدة والعلمانية الغير ملحدة ،
والثانية تكون أشد خطراً من الأولى لكونها غير ناكرة لوجود الله وعدم ظهورها محاربة الدين ،
وهو ما يطغى على عامة المسلمين حقيقة هذه الدعوة الكفرية ، فلا يتبينون لما فيها من كفر لقلة معرفتهم بالدين ..

وقد كان للمجتمع العربي المسلم الضرر من العلمانية من حيث تحريفهم للكثير
من الأمور المتعلقه بالدين من شريعة وتاريخ وغيرها من الأمور !
فقد قاموا بتحريف الفتوحات الذهبية للإسلام وشوهوها بدعوهم أن هذه الفنوحات
كان بربرية وفوضوية وبها مطامع شخصية ..
أيضاً فقد قاموا بتهميش المادة الدينية وبتقليص الفترة الزمنية،
وتغيير مسمياتها لما يتوافق مع أهدافهم الدنيئه ..

::
في الخلاصة ::
يجب على المجتمعات فهم العلمانية بشكل أكبر ونشر حقيقتها وفكرها ونشر ثقافة
الوعي الديني وخاصة للأطفال بأسلوب تشويقي وتعريفهم بجمال هذا الدين ..
وعلينا كأشخاص واعيين لخطورة هذه الحركة أن نثقف الناس ومن حولنا وتوجيه أنفسنا ،
وأنفس الآخرين لما يقرب المسلمين من بعضهم ، فالتكشير والتكفير دائماً ما ينفر الناس ولكن بالأسلوب الراقي الجميل نجذبهم ..
وعلى السلطات التشريعية الوعي لخطورة هذه الحركة الخبيثه ،
وما قد بُثَ فيها من سموم إلحادية وعلمانية مما يلاحظ في السنوات القليلة الماضية ..

هذا ونرجو من الولى العلي القدير التوفيق والسداد ،
والنهوض بهذه الأمة والرجوع بها لما كانت عليه في سابق عهدها .


قلت :
كما ذكرتَ سيدي الكريم وبينتَ عن تلكم التصنيفات أو الدرجات للعلمانية :

كمثل العلمانية الملحدة :
والتي تنكر وجود الله بالمطلق والمعادية لكل من يعتقد ويقر بوجوده
ومن أبرز معتنقيها ورواده :

هيجيل
و
فيورباخ
و
كارل ماركس

وأضرابهم واشباههم ممن تسربت العظمة لقلوبهم ،
فكان القول مع الفعل لينطلقوا بذاك ، ويعيشوا في غيهم .

وعند الحكم على معتنقي ذاك الفكر لا يتردد من أراد أن يبديه بأنهم على الكفر قائمين ،
ولا يجادل فيهم غير المفارق للمسلمين ، لأن القصد والدافع منه هو نزع الدين
، وإلغاءه كلياً وجعل المادية هي من تُسير جموع الآدميين .


الصورة الثانية:
العلمانية غير الملحدة :

وهي تلك الفئة التي تجعل مساحة ولو طفيفة ليكون التردد ، أو التريث في الحكم عليها
لكونها تبقي الايمان بوجود قوة تتحكم بما يجول ويصول في الكون ،

لنقل تجوزاً إيماناً شكلياً صورياً ، لأنه تحكره وتقصيه عن مرافق الحياة ، لتجعله محصوراً
فيما يناغي شأن العبادة بما تتنوع به ، وتختلف طقوسها الموسمية واليومية !

وفي مثل هذه الصورة بعدم نكرانها لوجود الله ، وإخفاء عداءها للدين
يسهل تضليل العوام عن حقيقة ما يراد !
لكون الكتمان والتستر هي سجية وطبيعة ذاك .
ومن أبرز رموزها :

فولتير
و
شافتسيري
و
ليسنج
و
جون
و
هوبز
و
ديكارت
و
بيكون
و
سبينوزا
و
جان جاك روسو

و"
أضرابهم ممن يباركون وباركوا ذلك الأمر " .


الصورة الثالثة العلمانية المتدينة:
وروادها ومعتنقوها من المسلمين ممن يعيشون مع المسلمين من ذوي العقول المغلوطة والميولات المفضوحة ،
والتوجهات المنكوبة ممن يعبدون الله على حرف ، لم يدينوا للإسلام إلا إسما !
ولم يعرفوا من القرآن غير رسما !

تجدهم يقفون على الأعراف :
"
مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ
وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا
" .

فهل يُعقَلُ أن نجد مسلمًا (
يعتنق الإسلام دينًا)
يقول :
أنا مسلم علماني؟!

يضعون السؤال وأمامه الكم الهائل من التعجبات !
ما يزعجهم هو حشر جل المعاملات وربطها بوحي السماء ،
يدنسون صفحات ما ينادون ويكتبون في قراطيسهم وإعلامهم السمعي والبصري
وأقصى ما يرجون منه هو بث الوساوس واذكاء روح الشك ،
وزرع الفتنة ويمنون أنفسهم بحياة لا تحكمها قيود
كي لا تُعيق ما تشتهيه أنفسهم وتلذ وتقر به أعينهم !!!


وهناك تقسيمات أخرى للعلمانية منها :
العلمانية الجزئية .
و

العلمانية الشاملة .


ما يحتاجه المجتمع :
ذلك التثقيف ، والتعريف ، وبفتح أبواب التساؤل والجواب عليها ،
لا أن يُشهر سلاح التكفير ، والنطق بالحكم في وجه من يسأل ويتساءل !

ففي واقعنا اليوم ...
حيث الفضاء المفتوح ، وتلك الأكوام من المعلومات ،
وتلك المفاهيم ، والأفكار تُحتم علينا أن نكون من الشباب والمجتمع أقرب ،
لنبين لهم ما يرتاد ، ويتلجلج في قلوبهم وعقولهم .


" كي لا يكونوا أسرى للريبة والتشكيك " .


مُهاجر
 
Comment

sitemap      sitemap

أعلى