ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا " الفريق الأحمر "
.
فلو وكل الإنسان إلى نفسه - ليس سنة أو سنوات ، بل طرفة عين - وتولى تدبير أمره
دون عون من الله وتوفيق ، لهلك وخاب سعيه هذا المعنى الوارد في بعض أدعية النبي صلى الله عليه وسلم معنى عجيب
يستحق التأمل ، وطول الوقوف عنده ، لا سيما لكل مكروب أو محزون
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " دعوات المكروب:
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت
" وكل إنسان يحب نفسه أشد الحب ، ويحرص على مصلحتها أشد الحرص
وكل سعيه إنما هو في تحصيل ما يظنه خيرا لنفسه ، ودفع كل ضر عنها ، وشعار غالب الناس :
نفسي نفسي ، ولابد من الثقة بالنفس ، والاعتماد عليها ، وفي أهوال القيامة سوف يفر المرء من كل عزيز وحبيب
أبا كان أو أما ، وزوجا كان أو ولدا ، ولن يفكر إلا في شأنه . ومع ذلك كله :
فلو وكل الإنسان إلى نفسه - ليس سنة أو سنوات ، بل طرفة عين - وتولى تدبير أمره ، دون عون من الله وتوفيق
لهلك وخاب سعيه ، وأتاه الخذلان من حيث ظن الفلاح ، وحل عليه الخسران من حيث ظن الربح .
ولو تفطن ابن آدم ، لعلم أن أمره كله بيد الله ، وناصيته ونفسه بيده سبحانه " وقلبه بين أصبعين من أصابعه
يقلبه كيف يشاء ، وحياته بيده ، وموته بيده ، وسعادته بيده وشقاوته بيده ، وحركاته وسكناته وأقواله وأفعاله بإذنه ومشيئته
فلا يتحرك إلا بإذنه ولا يفعل إلا بمشيئته . - إن وكله إلى نفسه ، وكله إلى عجز وضيعة
وتفريط وذنب وخطيئة . - وإن وكله إلى غيره ، وكله إلى من لا يملك له ضرا ولا نفعا
ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . - وإن تخلى عنه ، استولى عليه عدوه ، وجعله أسيرا له .
فهو لا غنى له عنه طرفة عين ، بل هو مضطر إليه على مدى الأنفاس ، في كل ذرة من ذراته باطنا وظاهرا
" الفوائد لابن القيم ص 56
.
فلو وكل الإنسان إلى نفسه - ليس سنة أو سنوات ، بل طرفة عين - وتولى تدبير أمره
دون عون من الله وتوفيق ، لهلك وخاب سعيه هذا المعنى الوارد في بعض أدعية النبي صلى الله عليه وسلم معنى عجيب
يستحق التأمل ، وطول الوقوف عنده ، لا سيما لكل مكروب أو محزون
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " دعوات المكروب:
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت
" وكل إنسان يحب نفسه أشد الحب ، ويحرص على مصلحتها أشد الحرص
وكل سعيه إنما هو في تحصيل ما يظنه خيرا لنفسه ، ودفع كل ضر عنها ، وشعار غالب الناس :
نفسي نفسي ، ولابد من الثقة بالنفس ، والاعتماد عليها ، وفي أهوال القيامة سوف يفر المرء من كل عزيز وحبيب
أبا كان أو أما ، وزوجا كان أو ولدا ، ولن يفكر إلا في شأنه . ومع ذلك كله :
فلو وكل الإنسان إلى نفسه - ليس سنة أو سنوات ، بل طرفة عين - وتولى تدبير أمره ، دون عون من الله وتوفيق
لهلك وخاب سعيه ، وأتاه الخذلان من حيث ظن الفلاح ، وحل عليه الخسران من حيث ظن الربح .
ولو تفطن ابن آدم ، لعلم أن أمره كله بيد الله ، وناصيته ونفسه بيده سبحانه " وقلبه بين أصبعين من أصابعه
يقلبه كيف يشاء ، وحياته بيده ، وموته بيده ، وسعادته بيده وشقاوته بيده ، وحركاته وسكناته وأقواله وأفعاله بإذنه ومشيئته
فلا يتحرك إلا بإذنه ولا يفعل إلا بمشيئته . - إن وكله إلى نفسه ، وكله إلى عجز وضيعة
وتفريط وذنب وخطيئة . - وإن وكله إلى غيره ، وكله إلى من لا يملك له ضرا ولا نفعا
ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . - وإن تخلى عنه ، استولى عليه عدوه ، وجعله أسيرا له .
فهو لا غنى له عنه طرفة عين ، بل هو مضطر إليه على مدى الأنفاس ، في كل ذرة من ذراته باطنا وظاهرا
" الفوائد لابن القيم ص 56
.
اسم الموضوع : ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا " الفريق الأحمر "
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي