رصاصة رحمة .. فعالية ملوك المواضيع "الفريق الأحمر"
في غرفته منذ اسبوعين ،
صوت طبول العرس من خارج نافذته المحمية بالحدائد تكاد تصيبه بالجنون ،
ينهض بجسد مرتجف وبقدم متعثرة يتصبب عرقا ،يقف أمام المرآة ينظر لخياله الباهت ..
ما الذي غيّره هكذا !! لماذا اصبح ضعيفاً ذليلاً هيناً ؟
اين إرادته ،عزيمته، احلامه ، طموحاته العظيمة ليصبح بطلا تتغنى فيه الأجيال القادمة ...
متى اندثر الأمل وضاع؟
ينظر مرة اخرى ليرى إجابة سؤاله على جسده !
قدم مبتورة وعين مفقودة وانف مشوه بشظية لغم وسط معركة لأجل الوطن والكرامة ...
وطن !!
وطن رماه عندما اصبح عاجزاً ، وضع في يده بضع ريالات " كتعويض "
اخذها منه والده بحجة زواج اخته كدين ولم يرجعها ابداً ....
سنة كاملة تمسك فيها بأي شيء جميل في حياته ، موقف ،
كلمة ، أو بسمة لكن لم يرى شيء منها سوى العجز ، الذل ، والتحطيم ...
لم يعد يصلح لشيء حتى للزواج فمن تلك المجنونة التي ستقبل به ، أولهن حبيبته ...
زواج !!!
ابنة العم المتيمة به ،ظن أنها معه ستصارع الموج لأجله ،
لم يخطر في باله انها ستكون من اوائل ركاب سفينة "الخائنين" ...
غدر !!!
وأي غدر اوجع من غدر الصديق
لماذا هي من بين جميع نساء العالمين ؟
بل لماذا وافقت عليه؟
كيف استطاعا قتله وهو حي؟
اين ذهبت الوعود والعهود بالوفاء من الحبيبة والصديق !!
اذا كانت الحياة غادرة هكذا ! فأنا لا اريدها ...
خانتني !!
كذب علي ... يدّعي أن اهله اجبروه عليها
خائنة ، وكاذب
عليهماا اللعنة !!
يقترب صوت الطبول اكثر يرافقها اصوات الأعيرة النارية المحتفلة ، يشعر بالدنيا تدور به ،
الصداع يشتد ،الاصوات تتداخل ببعضها ، شريط الذكريات يتشابك ، الوجوه تتراءى له مشوهة ، قبيحة ...
يفتح الأدراج بهستيرية ، يعرف انه خبأه بمكان ما ،
يقلب فرش السرير ويخرجه بوجه ميت غشته دموع باردة ، ومن بين اصوات الاعيرة النارية ، انطلق صوت رصاصته ...
تمت ...
.
.
.
تحياتي " Alexandera "
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : رصاصة رحمة .. فعالية ملوك المواضيع "الفريق الأحمر"
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء