لا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا
-----
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا
-
نبينا صل الله عليه وسلم يعلمنا كيف نفك رموز الضوائق،
وكيف نصل لشفرات الشدائد،
وكيف نعرف مفاتيح الأزمات،
-
إذا تكاثرت الهموم وتكاثفت الغيوم، وانتشرت السموم،
سموم الحقد على الدعوة، سموم الصد عن سبيل الله،
سموم الحسد على المسلمين،
﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ.. ﴾
[البقرة: 109]،
هنا تجده صل الله عليه وسلم يبث الأمل في كل مناحي الحياة،
وينشر التفاؤل في كل أرجاء الدنيا،
يعلمنا أن اليأس ليس من شيمة المؤمن،
والقنوط ليس من دين المسلم ..
---
لا تحزن ان الله معنا
-
" تجدها عندما تسلح بها صل الله عليه وسلم وهو في طريق الهجرة،
لما اجتمع أربعين شابًا فتيًا بأحقادهم الدفينة، ونواياهم اللعينة،
وسيوفهم المسمومة، وشرورهم المستطيرة لكن أني لكل ذلك أن يفت في عضده وهو حامل القرآن،
وهو في ظل الرحمن،
﴿ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾
[يس: 9]
قال الصديق رضي الله عنه: لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا.
فقال صلى الله عليه وسلم متسلحًا بالأمل والثقة
"ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن إن الله معنا ".
-
سبحانك ربي ماأعظمك
---
لا تحزن إن الله معنا "
-
تجدها عندما يقول لرفيقه وحبه أسامة بن زيد في رحلة الطائف وفي أحلك الظروف ردًا على قوله:
" ترجع إليهم وقد أخرجوك؟ "
، يقصد العودة إلى مكة مع جحود المشركين وإيذائهم له وصدهم لدينه ونكرانهم لدعوته:
" إنّ الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، إن الله ناصر دينه ومظهر نبيه
" فكانت النتيجة أن دخل في جوار المطعم بن عدي وهو مشرك،
لتعلم أن جنود ربك لا يعلمها إلا هو، وأنت ما عليك إلا أن تثق في الله
وتوقن في نصرة وتستعين به لا بأحد سواه.
وعاد النبي صل الله عليه وسلم وطاف بالكعبة
ودخل عليه وفود الحجيج وتماسكت الدعوة وقوي الاسلام
ونصر الله دينه وأظهر نبيه!!
--
هكذا علمنا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
هذا هو الشعار المفعم بالأمل
" لا تحزن إن الله معنا "
يجب أن يعيشه أصحاب الدعوات وأرباب الرسالات،
لأنه لا سبيل لانتظار الفرج إلا بالتوجه إلى الله ولا سبيل لمقارعة الباطل إلا بالاستعانة بالله
ولا سبيل لمواجهة الهموم إلا بالتوكل علي الله،
والله عز وجل يداول الأيام بين الناس،
﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾
[آل عمران: 140].
-----
والقوي لا يظل قويًّا أبد الدهر، والمريض لا يظل مريضا طول العمر
وإنما يجعل الله من بعد الضعف قوة ومن بعد المرض صحة،
ومن بعد العسر يسر،
ومن بعد الخوف أمنا ويجعل من كل ضيق فرجًا
ومن كل هم مخرجًا، فالمؤمن يجب أن يتوجه إلي ربه عز وجل، يستعن به و يؤمل فيما عنده،
وليكن شعاره دائمًا:
"لا تحزن إن الله معنا"
في الضعف والقوة،
في الفقر والغنى،
في العسر واليسر.
---
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ
إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ".
رواهُ مُسْلِمٌ
اللهم أجعل من ضعفنا قوه
اللهم كن لنا ولا تكن علينا ..
اللهم يسر للأمة الأمور كلها
يارب العالمين
-
شبكة الآلوكه
--
اسم الموضوع : لا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا
|
المصدر : السيرة النبوية العطرة و الاحاديث الشريفة
صباحك فل وياسمين