تواصل معنا

هي تلك الهلاميات الزئبقية من العبارات التي تحاول الانفلات من قبضة التساؤلات - البوليسية - ، لتكون السلامة في ذلك ، وإن كان انفلاتا لا يتجاوز الخارج من حوزة...

مُهاجر

نجوم المنتدي
إنضم
18 أكتوبر 2021
المشاركات
438
مستوى التفاعل
343
مجموع اﻻوسمة
1
" الثقافة عُهر "

هي تلك الهلاميات الزئبقية من العبارات التي تحاول الانفلات من قبضة التساؤلات - البوليسية - ،
لتكون السلامة في ذلك ، وإن كان انفلاتا لا يتجاوز الخارج من حوزة الذات ناهيك عن ذات الذات !


المصيبة عندما تختزل الحقيقة ، وتصنف أنها الحق المنزل من عقل المرء على قلبه ،
ليكون الإيمان القطعي على ما جاء به الوحي من عند النفس المنظرة ، التي تجعل من دليل الصدق على رسالتها ذلك التشكيك ،
والتكفير لكل ما جاء ليخالفها !

من هنا كان الجهاد فرض عين على المعتنق لذاك الفكر
يقلب نظره يحاول رؤية من يشاطره الرأي ، ويدخل في دينه ليكونا طلائع التنوير !

تلك المصطلحات التي توضع في غير محلها وما هي الإ انعكاسة تترجم ما يكتنف دواخل ذلك الفرد- اتكلم بشكل عام لا أقصد بذلك الشخصنة -
يحاول التحرش بمن حركت فيهم شهوة الفضول لمعرفة مغزى ومعنى ذلك المنطوق ، ليبدأ مراجعة ما اختمر في العقل ،
والذي كان ثمرة البحث بالأخذ والرد بما يترافق مع المناظرة أو الحوار ،

وما كان لكل من امتطى صهوة البحث عن التي هي خلف الظواهر أكانت معنوية أو مادية ليصيبها مشرط التنفنيد والتشريح ،
" ويوضع المقصل على المفصل " ، ليكون النطق بالحكم عن مدى فاعليتها في هذا الوضع من الوقت في ظرفه الزماني !

إلا أن تكون تكون لديه مرجعية معرفية يستند ويقف عليها ، وبغير ذلك يجد أن كل ما في الكون من ذرة إلى المجرة ،
مجرد فوضى عبثية تعيش على التنافر ، والتشتت ، والتباين !

وهذا بعيد عن الحقيقة ! فالخلل هنا في الاستنباط الناقص الذي لا يقف على الحقائق ،
أو لنقل النظريات التي يصعب مشاغبتها بالعنتريات أو الكلام المفرغ الممجوج البعيد عن الواقعية ،
وأقرب ما يقال عنه أنه من بنيات الأوهام !

لكل فرد في مجتمع ما ثقافته التي يستقيها إما عن منطوق ،
أو مكتوب ، أو مطبق على أرض الواقع كفعل ممارس ،

ولكون العالم والعوالم التي نتنفس معها من ذات الهواء لابد ان يصلنا شرر ما يأخذوه ويذروه ليكون من ضمن السلوكيات والممارسات،
حتى ولو سلمنا جدلا أنها من غير وعي منا ، وإنما يحركنا ما اختمر في العقل الاواعي !

قد يكون الاستقلالية الفكرية والنفسية تطرق باب عقل احدنا ومن ذاك يسعى جاهدا أن يمحص ما يتراما ،
ويطفو على سطح الواقع محاولا البحث عن حقيقة ذاته ، ولكن على المنصف أن يبحث بتجرد من غير أن يسارع في تحقير كل ما تربى عليه ،
ليتمرد ويتنمر عليه من معان وقيم ، ويرى الاشخاص فيما دونه وفكره مجرد امعات تقلد وتناغي ما يقال لها من غير تفكر ولا تدبر ،
لأن منها ما هي من شعائر الدين التي لا يختلف عليها اثنان ، ولا يتمارى فيها عقلان ،

وعلينا أن لا ننظر لذلك المثقف بأنه المعصوم الذي يرى الأشياء بحجمها الطبيعي ،
وأنه لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في قوله وفعله ! وكأنه نبي يوحى إليه !
لكونه متجرد من المؤثرات الجبرية التي تخرج من رحم الكيان الفلسفي الديني !

الفيلسوف :
ما كان ذلك المسمى له معنا ملاصقا لمن تلفع وتسربل بمقتضاه المعرفي ، لكون ذلك الحكيم لايركض خلف الألقاب البراقة ،
فالعاقل هو من يعرض بضاعته تاركا لمن يمر عليها تقييمها وتمحيصها تاركا لهم الخيار والحكم عليها .

ما يهم في هذا الأمر :
لابد على المرء أن يكون مثقفا ثقافةيستمدها ويتكىء بالأخلاق الحميدة ، وما التدين إلا ذلك الداعم والمحرك والباعث لروح المنافسة ،
لا نتحدث في هذا المقام عن الخامل منهم ممن ينتسبون للالتزام ، لأنهم اهتموا بالمظهر ليكون التزاما صوريا شكليا ،

من هنا علينا معرفة :
أنه لا يوجد هنالك تضاد ، ولا تقاطع في مزاوجة الثقافة والتثقيف ،
وبين أن يتلفع المرء بالاخلاق والقيم النبيلة ،

فالثقافة :
تبقى ربيبة توجهات الفرد على وجهته وتوجهه .

وللأسف الشديد :

نجد ذلك الجمود الفكري عندما يكون الإنسان حبيس ما يؤمن به من غير البحث عن مساحات أخرى تعمل عقله وتوسع مداركه ،
لتكون نظرته شاملة وشاسعة ، ليحيط بعوالم الأشياء ، وليكون موسوعة علمية وفكرية شديد المحال .ِ
 
اسم الموضوع : " الثقافة عُهر " | المصدر : المنتدي العام

مُهاجر

نجوم المنتدي
إنضم
18 أكتوبر 2021
المشاركات
438
مستوى التفاعل
343
مجموع اﻻوسمة
1
" الثقافة عُهر "
كثيرا ما نسمع عن الطموح والأهداف التي يضعها الفرد منا ، وما يصعق عقل المنتظر لجني تلكم الثمار ،
تأخر موسم الجني والحصاد ، وما فقه ذلك المسكين بأنه لم يقم بالآليات التي منها يكون جني الثمار ، فقد يغتال الطموح من قبل قطاع الطرق ،

والذين لا يطيقون من يخالفهم القبلة التي يمم الواحد منهم شطرها ،
والذين جعلوا من الفشل لديهم عقيدة ،


من نكص عنها فقد (كفر) بما آمنوا به بأن الفشل هو سر الوجود ،
ولكن إذا ما علمنا بأن ضرباتهم لا تتجاوز ثقبا معنويا سطحيا في جسد تلك الهمة ،
التي قاسمت بصلابتها شدة الجلمود ،

فقد خلعنا بذلك ماعلق بثياب عزيمتنا من تلكم التثبيطات ،
وضمدنا ما لحق بها من طعنات .

لطيفة وفائدة :

من عاش في حلم الانجاز ، ويسلي به نفسه ، ويقضي به وقته ، سيستيقظ من ذلك الحلم ،
ولكن بعدما تتسابق عقارب الساعة نحو دقائقها الأخيرة من عمره ،
وهذا في (أحسن الأحوال).
 
Comment

مُهاجر

نجوم المنتدي
إنضم
18 أكتوبر 2021
المشاركات
438
مستوى التفاعل
343
مجموع اﻻوسمة
1
" الثقافة عُهر "
أحببت مشاركتكم بقصة لأحد الأخوة والأصدقاء الذي بيني وبينه صحبة ،
وعلى ضوء ما اسرده من فصول نستنبط بعض الفوائد والحلول :

كان هذا الأخ كباقي الأولاد يحب اللعب ويأتي ما يأتيه أقرانه من مشاغبات وشقاوة ،
حينها كنت أكبره بسنوت طويلة ، وكنا حينها في بداية الالتزام _
وكنا بفضل الله نستقطب الأطفال والشباب ونشركهم في رحلات وفي التعليم ،
وكان صاحبنا هذا يقبل ويدبر ، وكان يسبب لنا صداع الرأس ،
فيقوم بالضحك علينا ، وبعد فترة استقر رأيه على الجلوس معنا ،

ومرت السنوات حتى فقدناه لتخلفه عن الرحلات والمناشط ،
فكلفت بالذهاب إليه ، ذهبت إليه واخبرته بأن الأخوة قلقون عليه ،
ولكونه يعزني ويقدرني كثيرا جاء إلينا مجاملة ،
وما زلت أذكر آخر رحلة معنا كانت رحلتنا إلى _ المزارع _ ،
ومنها انقطع خبره ونزلنا عند رغبته ،
فمرت الأيام والسنون ،

وبعدها وصل الخبر بأن ذلك الولد الصغير أصبح من جلاس أحد العلماء الراسخون في العلم ،
وفوق هذا أصبح هو من يقدمه الشيخ من أجل الإجابة على الأسئلة التي يسألها الناس !

كنت كثير التردد عند ذلك العالم ، وهو يعدني مثل إبنه ،
حينها زاره ذلكَ الأخ فسلم على الحاضرين ،
وما أن جلس الجميع إلا وباب الأسئلة قد فتح ،
وأخذت توجه الأسئلة للشيخ ،
وذلك الشيخ يردها على صاحبنا وهو يجيب ،
وأنا في دهشة من أمري كيف ذلكَ ؟!

من أين تعلم ؟!
مالذي جعله يصل لتلك الدرجة ؟!
وفي يوم من الأيام كنت جالساً مع ذلك العالم وسألته عن صاحبنا ،
على أنه يقدمه للإجابة قال لي :

جربته فوجدته يرد المسألة لأصلها .
حينها بدأ ذلك المجتهد بالتواصل معي ،
فكانت بيننا رحلات وجلسات ،
تبينت منه عن سبب بلوغه لتلك الدرجة من العلم ،
ومع هذا وجد من يقف في طريقه حجر عثرة ،
ومن أقرب الناس له ممن قاسمهم الأكل والشرب ،

فسعو إلى تشويه سمعته ، والتشكيك في علمه ،
واتهموه بالكبر ،
والغرور ،
والعجب ،
ولم يتركوا نقيصة ولا قبيحة إلا ولزوها به !
ومع هذا لم يلتفت إليهم ،

وكان أقصى ما يجيب على من ينقل له خبرهم بأنه مستعد للجلوس مع من ينتقده في جلسه علمية أخوية ،
ولكن يقابل الطلب بالرفض ! يخبرني بأنه كان جالساً مع ذلكَ العالم وجاء أحد المشائخ مع طلابه وأخذ الطلاب يسألون الشيخ
والشيخ كعادته يُحّول الإجابة على صاحبنا في هذه المرة رفض الإجابة والشيخ يلح عليه ويرفض وعندما سأله الشيخ بقوله :
" مالك اليوم حاسد " ؟! رد عليه بأن شيخهم لا يريد الجواب مني ،
حينها ذهب ذلك الشيخ الزائر الى الحمام والعالم يقول لصاحبنا :

الآن جاوب شيخهم ليس هنا فرفض ،؛ حتى ذهبوا من عند العالم ،
حينها طلب ذلك الشيخ الزائر من صاحبنا الحديث معه ،
يقول صاحبنا أن ذلك الشيخ أخذ ينصحه بأن لا يتصدر
المجالس ولا يتقدم العلماء في الجواب ،
وهو يقول له :

"
أحسنت جزاك الله خيرا على النصيحة " .

الحلقة التي تعديتها هو كيف كانت بداية النجاح ، دعونا نسمعها منه يقول صاحبيبداية المشوار كانت رغبة تشكلت في حنايا قلبي ،
وكأني وجدت ذاتي ، وأني خلقت من أجل غاية ، لعل مراحل الطفولة كان لها أثر تأخر إدراك تلك الغاية ،
وما أن اختليت بنفسي حتى كان ذلك القرار الذي اتخذته ، ومن طبعي الذي كان مختلطا بطبيعتي وتركيبتي أني ألغيت من قاموسي كلمة " مستحيل " ،

فهدفي سأقطف ثمرته ولن أتوقف حتى بلوغه أو أموت دونه ، فقد كنت أجلب الكتب من المساجد ،
وكنت أختار فترة الظهر لكون حركة الشارع قليلة كنت أخبئ الكتاب تحت ثوبي فيستقر بي الحال في المجلس وأبدأ اقرأ ،
وعندما تواجهني معضلة في فهم شيء اتصل بالعلماء استفتيهم ، وكانوا يحاولون معرفة شخصيتي من تلكم الأسئلة ،
وكنت أجيب أنا " السائل " ، وبذاك غرفت من معين العلم ، وعندما رأيت في نفسي تحقيق ما أصبو إليه بدأت في مجالسة العلماء ،
وكان عمري حينها عندما كنت أجالس ذلك العالم الذي يقدمني للفتيا 18 سنة ! حتى بدأ الناس يستدعوني لجلسات الإفتاء ، والمحاضرات .

ومما تفرد به صاحبنا هو الطموح الذي الذي لا يحده حدود ،
فقد نوع ثقافته ،
تعلم المنطق ،
والفكر ،
وتعلم الإدارة ،
وتعلم فنون القتال ،

وهو مطلع على الكثير من الثقافات ،
فهو في السياسة سياسي ،
وفي الفكر مفكر ،
وفي الرياضة رياضي ،
وفي النحو نحوي ، و....


وهو الآن :
استاذ جامعي لمادة "
المنطق " .



ما تعلمته من ذلك الأخ والصديق ؛

  • أن التفوق لا يحده عمر ,
  • أن تحديد الهدف والإصرار على تحقيقه هو عدة الساعي وعتاده .

  • أن الإنسان لا يجامل غيره ليكون على حساب ذلكَ الهدف الذي يسعى لتحقيقه .
  • أن الإنسان إذا وضع قدمه على طريق التميز والتفوق كان هدفاً مشروعا لكل حاسد وحاقد .

- " أن الحسد يكون من أقرب الناس لك " .
.- أن لا يكترث الإنسان بما يقال عنه كي لا يأخر عجلة النجاح .

  • إذا حمى وطيس التعدي ليتجاوز حدود المعقول كانت المواجه هي سبيل قطع حجة _المعتدي _ ومع هذا لن يسلم من كيدهم .
  • لا يظن ظان بأن الإنسان يمكن أن يسلم من لسان الناس ، فحتى الله تعالى وخير خلقه لم يسلموا من كلام الناس !
  • على من ارتقى بعلمه أن يجعل من ذلك الفضل سبباً ليكون في قمة التواضع ويذكر فضل الله عليه .

تعلمت :
" أن الإنسان إذا ما كان في قمة العلم ودار حديث في مجلس ما،
وتُطرح قضايا ومسائل يُخاض فيها أن لا يُقحم نفسه ليتصدر بذلك المجلس للفت الأنظار إليه مالم يطلب منه ،
وإذا لم يستدعي الأمر من الوقوع في المغالطات والمخالفات " .

تعلمت :
" أن يكون الإنسان حين توجيهه ونصحه للآخرين أن يتقمص دور المشفق الموجه المشجع
بحيث لا يُحسس الطرف الآخر بأنه جاهل وأنه لا يفهم الدليل " .

تعلمت :
"أن نحفظ الفضل لأهل الفضل " .
و
" أن لا يكون همنا بلوغ الشهرة ،
وأن تكون لنا شهوة الظهور " .


في ذاكرتي :
فما تزال تلك الكلمات تتلجلج في سمعي حينما قال لي :

"
يا فلان لا تلتفت لقول العذال لأنك بذلك تحقق ما تريد ،

وستراهم بعد سنوات على وضعهم ذاك ! وأنت قد حققت هدفك ،
وتأكد بأن أولئك النقّاد سيخضعون للأمر الواقع وسيعترفون بعلمك وفضلك

عندما يجدون الناس يتهافتون عليك ، حينها لن يجدو محيصا من التسليم " .


أعتذر على الإطالة ...
 
Comment

مُهاجر

نجوم المنتدي
إنضم
18 أكتوبر 2021
المشاركات
438
مستوى التفاعل
343
مجموع اﻻوسمة
1
" الثقافة عُهر "
أن ما ينادي به أولئك المتباكون على قتل الحريات ، وتحجيم الثقافة في الوطن العربي ،
ما هم إلا نخاسوا الفكر الذي يدعوا لحجب الحقائق من قناعات الناس ، ليجدوها مجرد أوهام ،
ودغدغة عواطف سرعان ما تزول عند أول صدمة توقظ فيهم الضمير والفكر المغيب الذي خضع لغسيل دماغ !

ولو أمعنا النظر في دعوات أولئك نجدها دعوات تدعوا لتجرد الإنسان من إنسانيته لينزل بذاك
إلى عيش الحياة البهيمية التي ليس لها هم غير إشباع البطن والفرج- اعتذر على تلكم الكلمة ولكن هي الحقيقة - !

وليت دعواتهم تحث لسبر أغوار العلم ، ومزاحمة العلماء بأنواع تخصصاتهم بالركب ! لهذا نجدهم يركضون لنصرة المجون !
والفساد والانحلال ! ومما تتعجب منه عندما يكون خصمهم التقليدي الدين ومن يمثله حينها يكفرون بما يدعونه من حريات الإعتقاد و الرأي !
وتجدهم يشنعون بالمتدينين ويصفوهم بالمتزمتين والمتعصبين وبكل نقيصة ! وعندما نعقد المقارنة بينهم نجدهم على خط متوازن لا يفرق بينهما غير المعتقد والفكر !


وليعلم الجميع أن التقدم والتحضر لا يكون بالذوبان في ذوات الغير ،
والانسياق لما معهم من ثقافات تختلف عن ثقافاتنا ، وعادات تتقاطع مع عاداتنا ،
كوننا لنا كيان مستقل ، ومن ترسم طريقهم فلا أصفه بغير المنهزم نفسياً ،

ولتعلموا بأنا ما تعثرت بنا القدم حتى صرنا بعد ذلكَ شر الأمم إلا بعدما ضيعنا ذلكَ الإرث الحضاري
الذي أخرج أوروبا من غياهب الظلام والجهل في العصور الوسطى ، حيث كانت محاكم التفتيش تقتل وتعذب من يطلع على كتابا يحوي مواد العلم ، ويصفون من تعلم بالمهرطقين ، هناك الأندلس منارة العلم ، وللأسف اليوم نجد من " يهرف بما لا يعرف " ،

عندما يريد أن يشنع بالمسلمين يردد عبارة " يريدون أن يعيدونا للعصور الوسطى !
ولا يدري المسكين بأننا نتوق ليعود للمسلمين عزهم ومجدهم التي نترحم على تلك الحقبة العظيمة ، فليس الملبس وظاهر الأمور هي التي تعبر عن ما يحمله الإنسان من علم وفكر ، فكم من متشبث بسنة المصطفى نجده في مصاف المتفوقين فمنهم الطبيب ، والعالم ، والمهندس ، وعالم الفلك ، وعالم الفيزياء الذرية ، و...... ، فكل هؤلاء ما كان لهم أن يخلعوا جلباب المبادئ والقيم والالتزام ليحققوا ما حققوه من تفوق ومجد !

لنترك تلك المقولة الممجوجة التي سئمنا من سماعها وترديدها " أترك الدين ،
واكفر بالقيم والمبادئ تكن عالما صنديد " ! فما فقدنا ذواتنا إلا بعدما انجرفنا وانبهرنا بما في يد غيرنا ،
واقسم بالله ولست حانثا في قسمي لو أتيحت لشباب المسلمين الفرصة في العلم ،
وكانت لهم مرجعيات صادقه لركع الغرب تحت أقدام المسلمين .

وليتنا نرى من أولئك المتباكون تلك الابتكارات والانجازات !!!

فجل انجازاتهم هو العويل ، والنواح ، والمظلومية ، ومناكفة خصومهم " فذاك شغل من لا شغل عنده " !
جاهلون جهلا مركبا ! مفلسون منزوعة منهم الامانة العلمية ، يهرفون بما لا يعرفون ، يناقضون أقوالهم بأقوالهم !
 
Comment

مُهاجر

نجوم المنتدي
إنضم
18 أكتوبر 2021
المشاركات
438
مستوى التفاعل
343
مجموع اﻻوسمة
1
" الثقافة عُهر "
ما يقع فيه الكثير من الناس هو ذلك التعميم _ أتكلم بشكل عام _
وحشر الجميع في سلة واحدة ليكون الصالح والطالح ،
والصادق والكاذب على حدٍ سواء !

وجب علينا للخروج من الاشكال فصل ما جاء به الشرع
وما يخالفه من فعل بعض الاغمار من الناس مهما تعالت وتسامت ألقابهم
فلا تغني عنهم شهاداتهم إذا خالفت ما تعلموه الأفعال !

أعجبني جواب البرفسور " طارق الحبيب " عندما كان في لقاء ،
فسأله المذيع عن ذلك الانفصام الذي يقع فيه الكثير
ممن يُحسبون على المتدينين عندما يغالون
ويأتون بما لم يقله الدين !

حينها قال :
لا يمكن أن نُحاكم الدين وما جاء به الشرع الحنيف بتصرف بعض الأغمار من المسلمين !
فالدين جاء بما يضمن التلاحم والتآزر ، وما يقوي رابطة الناس أجمعين لا أن يكون معول هدم ،
وناقضا لكل حبل وصل يربط العالمين ! ليكون الاقصاء مكان التّقريب ،
والتحقير مكان الاحترام والتقدير ! _ " بتصرف "

من ذلك :
وجب أن نحاكم من نكص وتنكب عن تعاليم الدين
وجاء بدين جديد لا يمت بصلة لهذا الدين لا أن نحاكم الدين !

كنت أمشي مع أحد الأخوة ،
ودار بيننا حديث عن بعض التصرفات
التي لا تليق إذا ما صدرت من ذلك المحسوب على رجال الدين !
لأنه بذلك يشوه سماحته ويكون سبباً للتهكم والتحقير !

قال يا فلان :
لدي مبدأ أن أعتبر وأعد من هم دون محمد - عليه أفضل الصلاة والتسليم –
أنهم بشر غير معصومين ينتابهم ، ويتلفعهم ، ويكتنفهم الخطأ ،
ومن ذلك لا أتعّجب إذا ما ما قيل لي يوماً بأن فلان من البشر
قد تنكب الصراط المستقيم وضل الطريق !

من هنا نعلم ونتعلم أن الدين هو الدين بسماحته ونقاء تعاليمه
الموافق لكل زمان ومكان وأنه رحمة للعالمين .

ومما نقع فيه أيضاً :
أننا نغفل - كان عمدا أو خطأ - أن ننظر للّصالح من أولئك المتدينين ،
ليكون التركيز وتسليط الضوء على الشاذ منهم من المنتسبين !


يبقى المعيار هو ما وافق الشرع :
  • فإذا كان الفعل والقول بخلافه يكون رده في وجه مخالفيه .
  • وإذا كان موافقاً له وجب الأخذ به والسير عليه .


وعلينا أن نلتفت لأنفسنا ونرى عيوبنا ، ولا نشتغل بسواقط المتاع ،
فالطريق واضحة معالمها وما علينا غير السير على ما جاء به الشرع الحنيف ،
وأن نترك ما خالفه كي لا نطيل المقام ، ونهدر بذاك الأوقات في قيل وقال ،
فرضا الله لنا هدف وغاية ولذاك نحتاج للعدة والعتاد من :
هداية
وسداد
ورشاد

" من هنا كان لزوم ووجوب معرفة الذات وما هي عليه تقتات " .
 
Comment

مُهاجر

نجوم المنتدي
إنضم
18 أكتوبر 2021
المشاركات
438
مستوى التفاعل
343
مجموع اﻻوسمة
1
" الثقافة عُهر "
من تأمل واقعنا اليوم يجد ذاك المناخ الذي عاشتها أوربا في الحقبة
التي عاشتها في العصور الوسطى !

ولكن يختلف عنها بسقوطها في وحل الجهل وطلبهم له حثيثا !
_ بالرغم من توافر وسائل العلم والمعرفة التي بها يغزون الفضاء ، ويُسبرون الأعماق _
من بعض العقول التي تعيش في دوامة الفراغ الفكري !
وفي المقابل استغل الغرب ما تعلمه من المسلمين في شتى مجالات العلم من :
كيمياء
و
فيزياء
و
فلك
و
طب

وقس عليه الكثير بعدما تُرجمت كتب المسلمين باللغة اللاتينية .

ولا تسأل لماذا ؟!
لأن العلمانيون أغنونا عن الجواب ! فبسبب الإسلام أصبح هذا حالنا !
وعجبي هل كان الإسلام اليوم غير الإسلام الأمس؟
أم أن المصطلحات البراقة مثل الحداثة والعولمة و... ،
التي طغت على المشهد الإسلامي بحيث غيب الشرع وحل محله القانون ،
والمتأمل في واقع حياتنا ترى العرب خصوصا يرزحون تحت وطأة الهجمة الشرسة
من المغترين الهائمين بالفكر العلماني وما شاكله الذي ساقوه لنا مشوها ولقيطا !

ما يؤرق فكر كل سوي ذاك الكم الهائل من التُهم
التي نالت الإسلام من قبل الغلاة من بني علمان ،
والذين أرسو في المنطقة قاعدة انطلاق لهم ،

هنا نتحدث عن الذين تجاوز توجههم الفكري
للتدخل وإلقاء الشبه في أساسيات الدين !
أما من ارتوى من الفكر العلماني ،
وجعل القلب يشاطره السر الدفين
وله القلب هوى !

فهذا نكل أمره إلى الله ،
وأقولها مدوية لا أعّدُ من اقتنع بفكر وينافح ويكافح في سبيله ،
و يتستر برداء يناقض ما هو مقتنع به هو من وجهة نظري
إلا جبان لا يستحق العيش في معترك هذه الحياة !

لعلكم تشاطروني الرأي بأن الدول الإسلامية اليوم والعربية على وجه الخصوص أنها تحكم بالقانون,
وانتشرت فيها العولمة ، فعّجت البلدان بالخصخصة التي هي من آثار العلمنة ولكن الاقتصادية منها ،
فهل جعل هذا من الدول العربية في مصاف الدول المتقدمة؟!

نحن نعيش في عالم اختلطت فيه المعايير والمفاهيم ،
وما نعجب منه من بعض الدعاة للحداثة والعلمانية عندما يذكرون الغرب
يذكرون الإيجابيات " والسلبيات منها يغضون عنها الطرف " !

أما إذا كان الحديث عن الإسلام فيغضون الطرف عن الإيجابيات
ويركزون على تصرفات بعض " الهمجين " من أتباع الإسلام
ويلمزون بهم الإسلام !

ما أود قوله :
على الواحد منا أن يبحث عن الحقيقة من مظانها ،
وأن يفصل ما بين ما هو ثابت وجاء عن رب العالمين ونطق به الوحي الأمين ،
ومن شذ ونكص عن العمل بما جاء به الشرع الحنيف من قبل بعض المدعين
ممن حمل لواء الواعظين فقد عارض وباين فعله قوله !
من التعصب البغيض ،

وما أتعجب منه :
عندما يجول ويصول البعض ممن اغتر بما طالعه واكتسبه من علم ليناكف به الغير !
فلا يظن أي أحد كان ما كان بأنه يملك العلم الذي يُلجم به فلان من الناس ،
فقد يكون من بين الحضور من يفوقه علما واطلاعا ،

غير أنه تسربل بثوب التواضع ،
وتحلى بأدب الحوار ،
وإذا رأيت من لديه العلم والمعرفة الغزير ،
وفي أثناء النقاش تراه يصمت
أو قد يتوارى بالحجاب ،

فلا يظن في ذلك بأنه ألجم ، فلربما وجد في محاوره الغباء والجهل ،
ولهذا آثر الصمت ! لأن الوقت لدى المؤمن أغلى ما يملك من أثمان .

للأسف الشديد :
لا يملك البعض غير ترديد الاسطونة المخرومة
والتي ما زلنا نسمعها من المنهزمين نفسيا ،
والمنتكسين عقائدين ، وما ضر ديننا ما يقولوه عنه ،
وعن ما أتانا به عليه الصلاة وأزكى التسليم ،


" ولو تنكرله من تنكر ممن هم أبناءه من المتذبذبين " ! .
 
التعديل الأخير:
Comment

مُهاجر

نجوم المنتدي
إنضم
18 أكتوبر 2021
المشاركات
438
مستوى التفاعل
343
مجموع اﻻوسمة
1
" الثقافة عُهر "
قال لي أحدهم :
العالم اصبح متسارع و سوق الافكار مكتض بالمعروضات
بمختلف الالوان ، و الاشكال ،و الانواع .

الاختصار - وضوح الفكرة - الكلام اللين الذي تطرب له القلوب،
و الابتعاد عن الحدة في التعبير حتى تتفاعل معه العقول بالايجاب .


قلت :
شاكراً لكم ذلك التذكير ، وتلكم النصيحة التي هي في أساسها منهج حياة عليها أسير ،
ولي في ذلك قناعة أن الناس أجناس تختلف عقولهم وقلوبهم ،
وكل منهم له مفتاح وعلاج وجب على الحصيف البحث عنه وعليه بين الناس يسير .

ولعلي هنا أذكر في هذا المقام تلك الحادثة التي عشت واقعها
لأبين ما أقصده في بيان :

كنا في بداية طريق الالتزام ،
وكانت الطريق محفوفة بالعقبات منها عدم تقبل الناس بفكرة الظاهر من الاقتداء بسنة رسول الله ،
لما سمعوه من حكايات شوهت وجه الاستقامة !
وبينما كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء في الشارع وكان برفقتنا أحد كبار السن ،
جاء أحد الأشخاص وقد علمنا عنه عداوته لكل مستقيم !
وأخذ يطرح الأسئلة التي لا تخلو من الاستهزاء والتهكم !
وأنا ضابط نفسي كاظما لغيضي ! أجيب عليه باختصار وعلى مضض !
فعندما نفذ صبره لصبري عليه ، هدد على أنه سيسجن كل من يلتزم !
فقلت له :
إذا كنت ذلك الذي تريده فدونك نفسي ،
فأنا زعيمهم وأنا غريمك َالآن .

حينها أدبر وقد علم من يحدث _ فبحمد الله لي مكانتي في المجتمع ترده خائباً بإذن الله _
فعندما انصرف قال لي صديقي : " لا تماري جاهلا فتجهلا " !
قلت له : الناس عندي على ضربين وصنفين فمنهم :
من تكفيه قولك له الله يسامحك وتسكت .
ومنهم :
من لا يكفيه ذاك لتكون الشدة له دواء ووجاء .

لا أخفيكم بأن قلبي تسوره القلق !
فلعلي على خطأ بفعلي ذاك !

حينها اتصلت بأحد العلماء ،
وشرحت له الموقف بأمانة النقل وبتفاصيله ،
فقال :
" لقد أصبت مرتين " .

وهذا ما نلمسه ونطالعه في سيرة رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _
عندما كان في حالات يتغاضى عن المسيئ ،
وفي حالات أخرى يكون فيها شديدا على من يؤذيه .

وإذا ما كُنت تقصد في بعض ما مر مما كتبته أعلاه ؟
فهي عبارة عن تعقيبات سابقة لي على بعض الأعضاء في موضوع سابق
فكان ما كتبته اقتباسا من تلكم التعقيبات ،

ومن ذلك نستخلص بأنها جاءت في مناسبة ، وأنّ ذاك المقال جاء في ذلك المقام ،
ولك وللسادة الأكارم الرجوع إلى موضوع كتبته بتاريخ 26\11\2013
بعنون " حنين " في سبلة الفلسفة والثقافة آنذاك .

لدي أسلوبي الخاص في التعامل مع المخالف ،
فمن ذلك الأسلوب جعلت من ذاك المناوئ للمستقيمين من المدافعين عنهم
و_ لا أمدح بذاك نفسي _

ما نحتاجه عند المناظرات والحوارات ذلك التقريب والتسديد ،
بحيث تعرف متى تستخدم الأسلوب المناسب كمثل اللين ،
ومتى تكون فيها صلبٌ عنيد ،

ولكن :
" على أن تكون على حق ،
لا أن يكون انتصارا للنفس ،
وهضم لحقوق الآخرين " .



" وما تلكم النصيحة منكم لي إلا غنيمة سأضمها مع بقية الغنائم " .


مُهاجر
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
85,346
مستوى التفاعل
85,231
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
29
" الثقافة عُهر "
بصراحة جلست اقرأ مقالتك

بشغف وان كانت طويلة ولكن لامل من تلك المفردات وضعت حقائق
رائعه للاسف كم افتقدنا ان نقرأها او نسمعها قي هذا الزمن المتسارع
الذي اندثرت فيه كل القيم الجميله
رائع رائع المهاجر ....ياليت ترجع فينا العصور الوسطى ياسيدي ماكان هذا حالنا اشكرك اشكرك
 
Comment

احساس أنثى

نجوم المنتدي
إنضم
28 مايو 2021
المشاركات
4,347
مستوى التفاعل
3,456
مجموع اﻻوسمة
3
" الثقافة عُهر "
تسلم على الموضوع ويعطيك الف عافية
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى