معركة نيقوبوليس
معركة نيقوپوليس أو معركة نيكوبلي
[(بالتركية العثمانية: نيكوبلى مُحاربەسى) و(بالتركية: Niğbolu Muharebesi أو Niğbolu Haçlı Seferi)] أو حملة نيقوپوليس الصليبية، وقعت يوم 25 سبتمبر 1396م / 22 ذو الحجة 798 هـ، وفي بعض المصادر يوم 28، على الضفة اليُمنى الجنوبية لنهر الدانوب، وأسفرت عن انتصار ساحق حاسم للجيش العثماني بقيادة السلطان "يلدريم" بايزيد الأول (ولقبه "يلدرم" معناه: الصاعقة) وهزيمة جيش التحالف المجري الكرواتي البلغاري الأفلاقي الفرنسي البُرغُوني الألماني وقوات متنوعة (بمساعدة أسطول بحري من البندقية) على يد جيوش الدولة العثمانية، ونهاية الإمبراطورية البلغارية الثانية. وغالبًا ما يُشار إليها باسم واقعة الحملة الصليبية عند مدينة نيقوپوليس في بلغاريا، بقيادة سيغيسموند ملك المجر.بعد انتصار العثمانيين في معركة قوصوه عام 1389م، فُتحت معظم بلاد البلقان وتقلّصت الإمبراطورية البيزنطية إلى المنطقة المحيطة بعاصمتها القسطنطينية وضرب السلطان العثماني بايزيد الأول عليها الحصار بدءاً من عام 1394م. تحركت الحملة الصليبية الجرارة لردع العثمانيين، ولكنهم أبادوها وأحرزوا نصراً حاسماً على الصليبيين.كانت حرب المائة عام في ذلك الوقت قد هدأت بشكل دوري منذ عام 1389م في هدنة نادرة بين فرنسا وإنجلترا، وكان الفرسان المحاربون بحاجة إلى منافذ أخرى لإشباع تعطشهم للمجد، وكانت الحملة الصليبية تلك عنواناً براقاً لأعمال الفروسية والمجد، وكانت فرنسا في ذلك الوقت ملكية إقطاعية تقليدية وكان السادة الإقطاعيين الكبار أقوياء للغاية ومستقلين إلى حد كبير في مناطق نفوذهم. وكان أقوى هؤلاء الأقطاب هو عمّ الملك، فيليپ الثاني دوق بُرغُونية، الذي على الرغم من تقدمه في السن كان يعتز بحلمه مدى حياته بأن يخرج بحملة صليبية يكون هو الراعي المالي الرئيسي لها، لدرجة أنه عيّن ابنه يوحنا الجسور قُمَّس نيڤير القائد الأعلى للحملة الصليبية رغم أنه لم يشهد أي قتال من قبل! كان صدّ المدّ العثماني المتتابع هو الهدف الأسمى فقط للإقطاعيين، وكان الهدف الحقيقي هو المجد الشخصي ومكانة منازلهم وآفاق الثروة التي يحلمون بجمعها من وراء الحملة.
كانت الأهداف الأخرى للصليبيين هي إخراج العثمانيين من البلقان، والسير إلى القسطنطينية لمساعدة المدافعين عنها، ثم خطط الفرسان لعبور مضيق الدردنيل والسير نحو فلسطين لتحرير القبر المقدس من المُسلمين، بحيث يعودون منتصرين إلى أوروپا عن طريق البحر.
كانت الحملة الصليبية ممزقة منذ بدايتها بسبب الخلافات على الأسبقية والمكانة. وصل الفرسان إلى نيقوپوليس في أواخر الصيف، غير مجهزين للاستيلاء على قلعتها بالقوة، فاضطروا لحصارها. بعد أسابيع من الحصار تفاجأ الصليبيون بأن السلطان بايزيد الأول كان قد وصل على بعد ساعات فقط منهم على رأس جيش كبير. أصيب الصليبيون بالذعر، وعلى الرغم من نقاشاتهم في مجلس الحرب، إلا أن أفعالهم كانت متهورة وغير مُنسقة فيما بينهم. أصرّ الفرسان الفرنسيون على قيادة هجوم، غير مدركين تمامًا لحجم جيش السلطان. كانت هجمة الفرسان الفرنسيين ناجحة في البداية، لكن السلطان بايزيد رد عليهم بقواته الاحتياطية.
انفصل الفرسان الفرنسيون عن قوات دعمهم المشاة المجريين وبعُدت المسافة بينهم بسبب اندفاع فرسان الفرنسيين لتأمين مجد النصر حصراً لأنفسهم. وعندما شن بايزيد هجومًا مضادًا عليهم، تم تدمير الفرنسيين وسحقهم تماماً. حاول المجريون يائسين دعم الفرنسيين وفي غفلتهم لم يلحظوا تحرك سلاح الفرسان الخفيف العثماني الالتفافي حول الصليبيين، وبعدما حصروهم سحقوا الصليبيين المُحاطين وتغلبوا عليهم. كان سيغيسموند ملك المجر من بين القلائل الذين فروا.يُشار إلى تلك المعركة بأنها آخر الحملات الصليبية واسعة النطاق في العصور الوسطى، هي وحملة ڤارنا الصليبية (1443-1444م) التي تلتها، التي انتهت أيضًا بانتصار العثمانيين ومهَّدت لفتح القسطنطينية بعدها بأحد عشر سنة (1453م).سُمِّيَت معركة نيقوپوليس على اسم حصن وقلعة نيقوپوليس الواقعة على ضفاف نهر الدانوب في الأراضي البلغارية حالياً. الروايات المكتوبة عن المعركة غير مؤكدة تمامًا؛ وينقسم تقييم المؤرخين حول هذه المعركة بشدة، وفي كثير من الأحيان وفقًا لأصولهم وانتمائاتهم. حتى يوم وقوع المعركة غير مؤكد، فالعديد من المؤلفين (معظمهم من الأنجلوساكسونيين) يعتبرونها وقعت يوم 25 سبتمبر؛ وفي الأدب التاريخي المجري يرجع تاريخها في الغالب إلى 28 سبتمبر، وكذلك بعض المصادر الأخرى تذكر أيضاً أن المعركة وقعت يوم 28 سبتمبر 1396م.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : معركة نيقوبوليس
|
المصدر : قسم الحروب و المعارك