وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب البديهي لهذا السؤال بان ذلك من
الحكم الغيبية التي لايعلم القصد منها الا الله .
فالكمرات ادوت تصوير والتصوير علم متطور مثل سائر العلوم وقد تكون الصورة
محسوسة يدركها عامة الناس وخاصتهم بالنظر كصورة الانسان والحيوان والجماد
وقد تكون عقلية يدركها خاصة الناس دون عامتهم بالعقل فتكون الصورة مدركة
بالبصر والبصيرة وهذا ما تشير اليه بعض الايات الكريمة كقوله فِىٓ أَىِّ صُورَةٍۢ مَّا شَآءَ
رَكَّبَكَ وهي صورة مرئية للعامة والخاصة وقوله هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ
يَشَاءُ.. وهذه لايدركها العامة
بعد ذلك جاء التصوير بدمج الصورة البصرية بالصورة العقلية كالنقوس
ورسم التماثيل كالاصنام لعبادتها كرب يرى بالعين ويتامل من منفعته بالعقل .
وقد يكون التصوير والله اعلم مرتبط بثقافة الاجبال المتعاقية التي تساعد على فهم
المقصود من الصورة واستيعابها فقد اشار الرسول صلى الله عليه وسلم الى ظهور
الدجال على حمار عرض ما بين اذنيه اربعون ذراعا يجوب عليه كل الارض في اربعين
يوما ,, ولو نظرنا اليوم الى الصورة لعقلية لهذا الحمار في غياب الصورة المرئية له
لغلب الظن على انه نوع من الصناعات الحديثة وجاء وصفه بالحمار ليتوافق مع ثقافة
ذات الجيل وواقهم والله اعلم .
ولعل الحكمة من تاخر صناعة الكامرات الى ما بعد البعثة تعود الى قداسة الانبياء بان تكون صورتهم المرئية لمن عاش معهم وصورتهم العقلية لمن عاش بعدهم ولعل من الحكم الغيبية ما يعجز العقل عن تصوره والله اعلم .
اجتهدت في الاجابة ما استطعت لسؤال لااعلم الهدف منه اسال الله اني وفقت فيما ذكرت .